رجاءٌ من المُؤَلِّف:
يَرْجُو المُؤلِّفُ من كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ هذا المُؤَلَّفَ أنْ يَضَعَ نَفْسَهُ مَوْضِعَ العَرَبيِّ الذي عاصَرَ نُزُولَ القُرآنِ الكريمِ على الرَّسُولِ الأمينِ مُحَمَّدٍ (ص)، فيَفْهَمَ معانيَ آياتِهِ كما فَهِمَها العَرَبِيُّ الذي سَمِعَها من الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ (ص) وهو يَتْلُوها على قَومِهِ العَرَبِ، لأنَّ العربيَّ المُعاصِرَ لنُزُولِ القُرآنِ الكريمِ كانَ يفهَمُ الآيةَ أو الآياتِ التي يَتْلُوها عليه الرَّسُولُ مُحَمَّدٌ (ص) كما يَفْهَمُ كلامَ قومِهِ بناءً على معرفتِهِ نظامَ كلامِهِم، وأسالِيبَهم في التّعْبيرِ، ولأنَّ الرَّسُولَ (ص) لم يُؤْثَرْ عَنْهُ أنَّهُ كانَ يُفَسِّرُ كُلَّ آيةٍ من آياتِ القُرآنِ التي يَتْلوها على قومِهِ، ويَرْجُو المُؤَلِّفُ من كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ هذا المُؤَلَّفَ أنْ لا يَجْعَلَ هذا المُؤَلَّف (بيان معاني القُرآنِ الكريم في ضَوْءِ التَّحليل اللُّغُوي) من قبيلِ (التَّفْسِير بالرَّأْي)، لأنَّ المُؤلِّفَ اعْتَمَدَ التَّحليلَ اللُّغَوي لآياتِ القرآنِ وَفقَ أساليبِ العَرَبِ في كلامِهم، ليَفْهَمَ المَعْنَى كما فَهِمَهُ العَرَبِيُّ الذي سَمِعَ القُرآنَ من الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ (ص) وهو يَتْلُوهُ على قَومِهِ العَرَبِ، فالمعنى الذي يُبَيِّنُهُ المُؤلِّفُ مُسْتَنِدٌ إلى الحُجَّةِ، وهي التَّحليلُ اللُّغَوِي، والتَّقَيُّدُ بما يَكْشِفُهُ التَّحليلُ اللُّغَوِي من المعنى، ويَرْجُو المُؤَلِّفُ من كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ هذا المُؤَلَّفَ أنْ لا يَجْعَلَ هذا المُؤَلَّف (بيانِ معاني القُرآنِ الكريم في ضَوْءِ التَّحليل اللُّغُوي) من قبيل الاجْتِهادِ مُقابِلَ النَّصِّ، بَلْ هو مُسْتَنِدٌ إلى الحُجَّةِ التي تَقَدَّمَ ذِكْرُها، ومُؤَلِّفُهُ مُلْتَزِمٌ بَنّصِّ القُرآنِ، والمَعْنى الذي يُبَيِّنُهُ في ضَوْءِ التَّحْليلِ اللُّغَوِي لا يَخْرُجُ عن النَّصِّ، ولا يَحِيدُ عَنْهُ، أمَّا تفاسيرُ القُرآنِ التي اعْتَمَدَ مُؤَلِّفُوها على الرّواياتِ والأقوالِ ورواياتِ أسبابِ النُّزُولِ فإنَّ مُؤَلِّفيها يَنْحُونَ بالمعنى بعيداً عن النَّصِ الذي نَزَلَ من اللهِ تعالى بكلامِ العَرَبِ وأساليبِهم في الكلام، ويَرْجُو المُؤلِّفُ من كُلِّ مَنْ يَقْرَأُ هذا المُؤَلَّفَ أنْ لا يَحْكُمَ بحُكْمٍ على ما جاءَ فيه من (بيانِ معاني القُرآنِ الكريم في ضَوْءِ التَّحليل اللُّغُوي) حتى يُتِمَّ قِراءَتَهُ كُلَّهُ من سُورَةِ الفاتِحَةِ إلى سُورَةِ النّاسِ، ويُقَدِّرُ المُؤلِّفُ مُلاحَظاتِ كُلِّ مَنْ يُسْهِمُ في تَقْوِيمِ هذا الكِتابِ وإصلاحِهِ وتَصْويباتِهِ، ورَحِمَ اللهُ مَنْ يُهْدِي إليَّ عُيُوبِي لأُصْلِحَها .