ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation

نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمٗا ١٠٥ وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٠٦ وَلَا تُجَٰدِلۡ عَنِ ٱلَّذِينَ يَخۡتَانُونَ أَنفُسَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمٗا ١٠٧ يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلَا يَسۡتَخۡفُونَ مِنَ ٱللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمۡ إِذۡ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرۡضَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡلِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطًا ١٠٨ هَٰٓأَنتُمۡ هَٰٓؤُلَآءِ جَٰدَلۡتُمۡ عَنۡهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَمَن يُجَٰدِلُ ٱللَّهَ عَنۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ١٠٩ وَمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءًا أَوۡ يَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ يَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١١٠ وَمَن يَكۡسِبۡ إِثۡمٗا فَإِنَّمَا يَكۡسِبُهُۥ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ١١١ وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓ‍َٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓ‍ٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ١١٢ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ وَرَحۡمَتُهُۥ لَهَمَّت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيۡءٖۚ وَأَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمۡ تَكُن تَعۡلَمُۚ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا ١١٣ ۞لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا ١١٤ وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ١١٥ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ١١٦ 

المعنى في ضةء التحليل اللغوي :

– 105– إنّا أنزَلْنا إليك الكتاب (أي : القرآنَ المُشتملَ على الفرائضِ والأحكام والمعارفِ الإلهيّة) إنزالاً بالحقّ الذي لا شَكَّ فيه، لكي تَقْضِيَ بين النّاس ِبالذي أعْلَمَكَ اللهُ إيّاهُ من الأحْكامِ التي بَيَّنها القرآنُ، وأنهاك باعتبارِك مُبلِّغاً عن الله عن أنْ تكون مُجادِلاً عن الذين ينقُصُونَ أحكامَ القرآنِ أو بعضَها بالعَمَل بغيرِ ما بيَّنَهُ القرآنُ من الأحكامِ (النهيُ مُوَجّهٌ إلى عمومِ المُسلمين في كُلِّ زمان، ويَدُلّ المعنى على أنَّ الجِدالَ عنهم يكونُ بالتماسِ الأعذارِ لهم مثل القول بأنّهم ثقاتٌ ولكنَّهم عَمِلوا بحُسْنِ نيَّةٍ ببعضِ ما كان اليهودُ يعملون به من أحكامٍ، ويدلُّ معنى الآية على أنّ القرآنَ هو المَصْدَرُ الأساسُ في الأحكام، ولا يجوزُ العَملُ بغيرِ ما جاءَ به القُرآنُ من أحكام، ويدلُّ النّهْيُ المُوَجَّهُ إلى عُمومِ المُسلمين في كُلِّ زَمانٍ على أنّهُ لا يجوزُ أنْ يُجادِلَ أحَدٌ من المُسلمين عن رواةٍ رَوَوْا أحاديثَ عن رسولِ الله (ص)، وفيها أحكامٌ لم تأتِ في القرآن أو تُخالفُ ما جاءَ به القرآن بأنّهم ثقاتٌ صادقون فيما يروونه، وقيل : إنّ هذه الآية وما بعدها من الآيات قد نزلتْ في بني أُبَيْرِق، وذكروا قصَّتَهم، والله تعالى يتَنَزَّهُ عن أنْ يُنْزِلَ آياتٍ في قصّةٍ تافِهَةٍ لا يقبلُها العقلُ)

– 106 – واطْلُبْ من اللهِ أنْ يَغْفِرَ ما فَعَلْتَهُ (وهو جِدالُهُ عن الذين يَنْقُصُونَ أحكامَ القرآنِ أو بعضَها بالعَمَل ببعضِ ما كان اليهودُ يعملون به من أحكامٍ، والأمْرُ بالاسْتِغْفارِ مُوَجّهٌ إلى عُمُومِ المُسلمين أيضاً)، لأنّ اللهَ في وجودِهِ كثيرُ المَغْفِرَةِ، يقبلُ استغفارَ من يستغفرُهُ ويتوبُ إليه، كثيرُ الرَّحمةِ بعبادِهِ المُستغفرين التائبين

– 107– وأنْهاكِ باعتبارِك مُبَلِّغاً عن اللهِ (والنَّهْيُ مُوَجّهٌ إلى عُمُومِ المُسلمين في كُلِّ زمان) عن أنْ تُجادِلَ عن الذين يُحاولون أنْ يَنْقُصُوا حَقَّ أنفُسِهم عليهم في العَمَلِ بأحكامِ الدِّينِ التي بيَّنَها القرآنُ، فيعملون بغيرِ ما أنْزَلَ اللهُ في القرآن لأنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الذي وُجِدَ حالةَ كونِهِ مُبالغاً في الخيانَةِ بالإصْرارِ عليها، كثيرَ فِعْلِ الإثْم بمُخالفتِهِ أحكامَ الله

– 108– يَسْتَتِرونَ ويَتَوَارَوْنَ من النّاس حالاً بعدَ حال، ولا يَسْتَتِرونَ من اللهِ وهو كائنٌ مَعَهُم حينَ يُدبّرون ليلاً الذي لا يرضاهُ من القَوْلِ، واللهُ في وجودِهِ مُدْرِكٌ لكُلِّ شيءٍ يعملونَهُ من جميع جهاتِهِ، فلا يَخْفَى عليه شيءٌ من أقوالهم وأفعالهم (يدُلُّ المعنى على أنّ القولَ الذي كانوا يُدبّرونَهُ ليلاً هو وَضْعُهم أقوالاً فيها إحكامٌ أو وصايا أو معارفُ أخذوها من عُلماءِ اليهودِ وأحبارِهم، ولم يأتِ بها القرآن، ويقولون إنَّ اللهَ أنْزَلَها في التّوراةِ وأمَرَ اليهودَ انْ يعملوا بها)

– 109– انْتَبِهُوا، أنتم الذين ناقَشْتُم وخاصَمْتُم عنهم في الحياةِ الدنيا بتَوْثِيقِهم وتَصْدِيقِهم، فأيُّ إنسانٍ يُناقِشُ اللهَ ويُخاصِمُهُ عنهم يومَ القيامة ؟ لا أحَدَ يُجادِلُ اللهَ عنهم يومَ القيامة، بل، أيُّ إنسانٍ يكونُ حافظاً لهم من العذابِ يومَ القيامة، وكفيلاً ضامناً يُؤَدّي عنهم ما تحَمّلوهُ من الإثْم ؟ لا أحَدَ يكونُ وكيلاً عليهم

– 110– وأيُّ إنسانٍ يَعْمَلْ قبيحاً من فعْلٍ أو قولٍ، أو يتجاوزْ حَقَّ نفسِهِ عليه بإنقاذِها من الهلاك، فيُورِدْها مَوْردَ الهَلَكَةِ بجدالِهِ عنهم، ثمّ يَطْلُبْ من اللهِ أنْ يَغْفِرَ له ما فعَلَهُ يَعْلَمُ يَقيناً أنَّ اللهَ كثيرَ المَغْفِرَةِ بقَبُولِ تَوْبَتِهِ، كثيرُ الرَّحْمَةِ، بالتّجاوُزِ عن ذنوبِهِ

– 111– وأيُّ إنسانٍ يَتَحمَّلْ ذَنْباً بفِعْلِهِ القبيحَ فإنّما يَضُرُّ نفسَهُ بما تَحَمَّلَهُ من الذّنب (يدُلُّ المعنى على أنّ الذي يَضَعُ أقوالاً فيها أحكامٌ أو وصايا أو معارفُ أخذَها من عُلماءِ اليهودِ وأحبارِهم، ولم يأتِ بها القرآن، ويقولُ إنَّ اللهَ أنْزَلَها في التّوراةِ وأمَرَ اليهودَ انْ يعملوا بها، والذي يُجادلُ عنهم، والذي يَعْمَلُ بتلك الأحكام وهو يعلمُ أنّ القرآنَ لم يأتِ بها يتَحَمّلُ ذنْبَ عَمَلِهِ، ولا يضُرُّ به إلّا نفسَهُ)، واللهُ في وُجُودِهِ عليمٌ بما يعملُهُ كلُّ إنسانٍ، وبما يَتَحَمّلُهُ من الإثم، حكيمٌ مُتْقِنٌ لما يُنْزِلُهُ في القرآن من أحكامٍ وفرائضَ وووصايا ومعارف

– 112– وأيُّ إنسانٍ يَتَحَمّلْ ذنباً بفِعْلِهِ إيّاهُ مُتَعَمِّداً، أو يتحَمَّلْ ذنباً بفِعْلِهِ إيّاه جهلاً أو عَمْداً، ثم يَقْذِفْ به إنساناً بريئاً، ويَنْسِبْهُ إليه فقد حَمَلَ كَذِباً عظيماً افتراهُ عليه يَشُقُّ عليه حَمْلُهُ يومَ القيامَةِ، وحَمَلَ ذنباً ظاهراً بَيِّناً (يَدُلُّ المعنى على أنَّ مَنْ يَنْسِبُ قولاً أو حُكماً إلى النبيِّ (ص)، وهو لم يَقُلْهُ فقد حَمَلَ كَذِباً عظيماً افتراهُ عليه، وحَمَلَ ذنباً كبيراً يُعاقبُهُ اللهُ عليه يومَ القيامة)

– 113– ولولا فَضْلُ اللهِ عليكَ موجودٌ، ورحمتُهُ بكَ موجودةٌ لَعَزَمَتْ جماعةٌ كائنةٌ منهم على أنْ يَجْعلوك تَزِلُّ عمّا أنزلَهُ اللهُ إليك في القرآن، ولم يَقْدِرُوا على فِعْلِ ما عَزَموا عليه بِفَضْلِ الله عليك ورحمتِهِ بك، وحالُهم أنّهم ما يُهْلِكونَ إلا أنفُسَهم بما يفعلونَهُ، وحالُهم أيضاً أنّهم ما يضُرّونك شيئاً من الضَّرَرِ بما يفعلونَهُ (يدلُّ المعنى على أنَّ هذهِ الجماعة كانت قد عَزَمَتْ على جَعْلِ الرّسولِ (ص) يقْتَنِعُ بالعَمَلِ ببعضِ الأحكامِ التي يعمَلُ بها اليهود، ويقولون إنَّ اللهَ أنْزَلَها في التّوراةِ وأمَرَ اليهودَ انْ يعملوا بها)، وأنْزَلَ اللهُ عليك الشريعةَ المُشْتَمِلَةَ على الفرائضِ والأحكامِ، وأنْزَلَ عليك الوصايا والمواعِظَ والمعارِفَ الإلهيّةَ التي تُعلّمُك أنتَ والمُسلمين حُسْنَ التَّصَرُّفِ في المُعامَلَةِ، وتُعلّمكم المَعْرِفَةَ في التَّصَرُّفِ بالأشياءِ على الوَجْهِ المُطابق لما جاءَ في القرآن، وعلّمَكَ الذي لم تكُنْ تعلمُهُ من العلومِ وأخبارِ الأمَمِ، تفضّلاً منه عليك، ووُجِدَ فَضْلُ اللهِ عليك في حياتِك حالةَ كونِهِ عظيماً (يدلّ المعنى على أنَّ اللهَ تعالى أنْزَلَ عليه القُرآنَ المُشتَمِلَ على الشّريعةِ الوصايا والمواعِظِ والمعارِفِ الإلهيّةَ، ويدُلّ المعنى على : فلا تَعْمَلْ – أيُّها الرّسولُ – بغير ما جاءَ به القُرآن)

– 114 – لا خيرَ كائنٌ في كثيرٍ من تَدَاولِهم الحديثَ بينَهم سِرّاً (يدلّ مجيء الآية في سياق ما قبلها على أنّ المُراد بهم : الذين كانوا يُدبّرونَ ليلاً وَضْعَ أقوالٍ فيها أحكامٌ أو وصايا أو معارفُ أخذوها من عُلماء اليهودِ وأحبارِهم، ولم يأتِ بها القرآن، ويقولُون إنَّ اللهَ أنْزَلَها في التّوراةِ وأمَرَ اليهودَ انْ يعملوا بها، ويدلّ المعنى على أنّ نجواهم هي تداوُلُهم الحديثَ بينَهم سِرّاً لإقناع المُسلمين والرّسولِ (ص) بالعَمَلِ بها)، أسْتَثْنِي من الحديثِ المُتدَاوَلِ  سِرّاً حديثَ مَنْ أمَرَ بمالٍ يُعْطَى لأحَدٍ من الفقراء والمُحتاجين على وَجْهِ القُرْبى لله، أو حديثَ مَنْ أمَرَ بفعْلِ خيرٍ عُرِفَ بالعَقْلِ أو الشَّرْعِ حُسْنُهُ، أو حديثَ مَنْ أمَرَ بإزالةِ عداوةٍ أو شِقاقٍ بين النّاس، وأيُّ إنسانٍ يفعلْ ذلك لأجْلِ طَلَبِ مَرْضاةِ الله فسوف نُعطيه في الآخِرَةِ ثواباً عظيماً لا حَدَّ لهُ، ولا يستطيعُ أحدٌ أنْ يَصِفَهُ

– 115 – وأيُّ إنسانٍ يُخالِفْ الرسولَ مُحَمَّدَاً بعَدَمِ لُزومِ العَمَلِ بما جاءَ به القرآن من أحكامٍ، ويُعادِهِ بتَوَلّيه رُؤساءَ الضَّلالَةِ من عُلماءِ اليهود وأحبارِهم، والعَمَلِ بما يأخُذُهُ منهم من أحكامٍ لم يأتِ بها القرآنُ من بعدِ ظهورِ الحُجّةِ لَهُ الدّالَّةِ على أنّ القُرآنَ كتابُ اللهِ أنْزَلَهُ على رسولِهِ تبياناً لكُلِّ شيء، ويتّبِعْ مِنْهَاجاً غيرَ مِنْهاجِ المؤمنين (مِنهاجُ المُؤمنين هو القرآن)، نَجْعَلُهُ تابعاً للذي اتَّخَذَهُ وَلِيّاً وقائِماً بأمْرِهِ مَعَ ضَعْفِهِ وحقارَتِهِ أمامَ قُدْرَةِ اللهِ وعظَمَتِهِ، ونُدْخِلْهُ في الآخرَةِ جَهَنَّمَ يَحْتِرِقُ فيها، والمَذْمُومُ كُلُّ الذمّ من بَيْنِ سائرِ نِهاياتِ الأمورِ المَذمومَةِ نهايتُهم في جَهَنّم

– 116 – إنّ اللهَ لا يغفِرُ أنْ يجَعَلَ أحَدٌ شريكاً للهِ في الطّاعَةِ والانقيادِ والخضوعِ له، واللهُ يَسْتُرُ الذُّنوبَ التي تكونُ غيرُ الشِّرْكِ لِمَنْ يشاؤُهُ من خلقِهِ، ويعْفُو عنها (وهو الذي يُوَفِّقُهُ إلى التوبة، حَسَبَ عِلْمِهِ واطّلاعِهِ على ما في داخِلِ نفسه، والآيةُ عامَّةٌ في كلّ شِرْك يكونُ بجَعْلِ أحَدٍ أو جِهَةٍ شريكاً مع الله في العبادَةِ أو الرِّزْقِ أو حُصُولِ النّصْرِ أو الحِفْظِ من الشُّرُورِ والبلايا، ويدخل في الشِّرْك الذي لا يغفرُهُ اللهُ أنْ يجْعَلَ أحدٌ من المُسلمين جِهَةً شريكاً مع الله في تشريعِ الأحْكامِ، لأنَّ اللهَ وَحْدَهُ هو المُشرِّع، والقرآنُ الذي أنزلَهُ إلى رسولِهِ هو مصدرُ التشريع وَحْدَهُ، وجاءت الآية مُعترضة في سياق الآيات التي تتَحَدّثُ عَمَّنْ يُجادلُ عن الذين يَضعون أقوالاً فيها أحكامٌ أو وصايا أو معارفُ أخذوها من عُلماء اليهودِ وأحبارِهم، ولم يأتِ بها القرآن، وينسبونها إلى الرسول (ص)، لأجْلِ حثّ هؤلاءِ على التّوبةِ، والرجوعِ عمّا فعلوه ليرجعَ اللهُ عليهم بالمغفرة)، وأيُّ إنسانٍ يُشْرِكْ بالله أيَّ نوعٍ من أنواعِ الشِّرْك فقد ابْتَعَدَ ابتعاداً شديداً عن الإيمان بوحدانيّةِ اللهِ

ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation
reading Quran

التحليل اللغوي :

– 105– (إنَّا … الله) مستأنفة في سياق الأحكام السابقة، (إنّا) (إنَّ) واسمها، (أنْزَلْنا … بالحقّ) خبر (إنَّ)، (أنْزَلْنا) فعل ماضٍ، وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، (إليك) مُتعلّقان بـ(أنزلنا)، (الكتابَ) مفعول به، (بالحقّ) مُتعلّقان بمُقدّر صفة قامت مقام مفعول مطلق مُقدّر، ولام التعليل في (لتحكمَ) متعلّق بـ(أنزلنا)، (تحكُمَ) مُضارع منصوب بعدَ (لام التعليل)، وفاعلُهُ ضمير المُخاطَب مُستتراً، (بين) ظرف مكان مُتعلّق بـ(تحكُمَ)، وهو مُضاف إلى (الناس)، (بما) متعلّقان بـ(تحكُمَ)، و(ما) موصول، (أراكَ الله) صلة (ما)، (أراكَ) فعل ماضٍ، و(الكاف) مفعول به أوّل،(اللهُ) فاعل، و(الإراءة) هنا بمعنى العلم، والمفعول به الثاني مُقدّر، وهو العائد إلى (ما)، والتقدير : (بما أراكَهُ اللهُ)، (ولا تكن .. خصيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (لا) ناهية جازمة، (تكُنْ) مُضارع ناقص مجزوم بها، واسم (كان) ضمير المُخاطب مُستتراً، (للخائنين) مُتعلّقان بـ(خصيماً)، و(خصيماً) خبر (كان)، و(خانَ الشيء) : نَقَصَهُ، ولم يُؤَدِّ بعضَهُ، و(الخصيم) : المُجادل، والخطاب للنبيّ (ص)، والمقصود به عموم المسلمين، ويدلّ ارتباط هذه الجملة بسياق بيان القرآن للأحكام السابقة على أنّ المراد بالخيانة : الأخذُ بأحكامٍ تُخالف الأحكام التي بيّنها القرآن

– 106 – (واستغفر اللهَ) عطف على (ولا تكن ..)، (استغفِرْ) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، والخطابُ للنبيّ (ص) والمُرادُ به عموم المُسلمين، (اللهَ) مفعول به و(اسْتغفَرَ اللهَ ذنبَهُ ومن ذنبه) : طَلَبَ من اللهِ أنْ يغفِرَهُ له، (إنّ .. رحيماً) تعليل للأمر، وتقدّم القولُ في مثلها

– 107 – (ولا تُجادل … أنفسهم) عطف على ما قبلها، (لا) ناهية، (تُجادلْ) مُضارع مجزوم بها، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، والخطاب للنبيّ (ص)، والمُرادُ به عموم المُسلمين، (عن الذين) مُتعلّقان بـ(تُجادل)، (يختانون أنفسهم) صلة (الذين)،  (يختانون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أنفُسَهم) مفعول به، و(خان واختان نفْسَهُ) : حاوَلَ أنْ يَنْقُصَ حقَّ نفسِهِ عليه بالعَمَلِ بأحكامِ الدين التي بيَّنها القرآن، فيعمل بغيرِ ما أنْزَلَ اللهُ في القرآن، (إنّ … أثيماً) تعليل للنهي، (اللهَ) اسم (إنّ)، (لا يُحِبُّ … أثيماً) خبر (إنّ)، (لا) نافية، (يُحِبُّ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (مَنْ) موصول مفعول به، (كان) فعل ماضٍ تام، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (خوّاناً) حال من فاعل (كان)، (أثيماً) صفة لـ(خوّاناً)

– 108– (يستخفون .. الناس) مستأنفة في سياق ما قبلها، (يستخفون) مضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعله، (من الناس) مُتعلّقان بـ(يستخفون)، و(اسْتَخْفى) : اسْتَتَرَ وتوارى، ودلالة المضارع هنا التجدّد حالاً بعد حال، (ولا … معهم) عطف على (يستخفون)، (وهو معهم) حال من لفظ الجلالة، (هو) مُبتدأ، (معهم) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر خبر، (إذْ)  ظرف زمان متعلق بما تعلّق به (معهم)، وهو مُضاف إلى الجملة (يُبيّتون ..)، (يُبَيّتون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعله، (ما) موصول مفعول به، (لا يرضى من القول) صلة (ما)، (لا) نافية، (يرضى) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة، والعائد مُقدّر، والتقدير : (يرضاه)، (من القول) مُتعلّقان بـ(يرضى)، (وكان … محيطاً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (بما) مُتعلّقان بـ(مُحيطاً)، و(ما) نكرة موصوفة، (تعملون) صفة لـ(ما)، (مُحيطاً) خبر (كان)، و(أحاطَ بالشيء) : أدْرَكَهُ من جميع جهاته

– 109– (ها أنتم … الدنيا) مستأنفة في سياق ما قبلها، (ها) حرف تنبيه، (أنتم) مبتدأ، (هؤلاء) خبر، وهو بمعنى (الذين)، لأنَّ (هؤلاء) و(هذا) يكونان في الإشارة للمُخاطَبين بمنزلة (الذين) (جادلتم … الدنيا) صلة (هؤلاء)، (جادلْتُم) فعل ماضٍ وضمير المُخاطبين فاعلُهُ، ولم يذكر المفعول به للتركيز على وقوع الفِعْل، (عنهم) مُتعلّقان بـ(جادلتم)، (في الحياة) مُتعلّقان بـ(جادلتم)، (الدُّنيا) صفة لـ(الحياة)، (فمَنْ … القيامة) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (مَنْ) اسم استفهام مبتدأ، (يُجادلُ .. القيامة) خبر المُبتدأ، والاستفهام بمعنى الإنكار والنفي، (أم … وكيلاً) (أم) حرف عطف بمعنى (بل)، (مَنْ يكونُ عليهم وكيلاً) عطف على ما قبلها، (مَنْ) اسم استفهام مبتدأ، (يكونُ .. وكيلاً) خبر، (يكونُ) مُضارع ناقص مرفوع، واسم (يكون) ضمير عائد إلى (مَنْ)، (عليهم) مُتعلّقان بـ(وكيلاً)، (وَكيلاً) خبر (يكون)

– 110– (ومَنْ … رحيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يعملْ سوءاً) جملة الشرط، (يعملْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (سوءاً) مفعول به، و(السوء) كلّ قبيح من فِعْلٍ أو قولٍ، (أو يظلمْ نفسَهُ) عطف على ما قبلها، و(ظلم نفسَهُ) : حادَ عن سبيل إنقاذها من الهلاك، وأوردها مَوْرد الهَلَكة، (ثمّ يسْتَغْفر الله) عطف على ما قبلها، (يجد .. رحيماً)، جواب الشرط، (يَجِدْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ) و(وَجَدَ) من أفعال اليقين، (اللهَ) مفعول به أوّل، (غفوراً) مفعول به ثانٍ، (رحيماً) من تعدّد المفعول به الثاني، لأنّ أصلَهُ خبر، ويجوز تعدّد الخبر، وجملة الشرط وجوابُهُ خبر المبتدأ

– 111 – (ومَن … على نفسه) عطف على ما قبلها، (مَنْ) اسم شرط مُبتدأ، (يكسبْ إثماً) جملة الشرط، و(كَسَبَ الإثمَ) : تَحَمَّلَهُ، (فإنّما .. نفسِهِ) جواب الشرط، (إنّما) كافّة ومكفوفة فيها معنى الحصْر، (يكسبُهُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، والهاء مفعول به، (على نفسه) مُتعلّقان بـ(يكسبُهُ)، و(كَسَبَ الإثمَ على نفسِهِ) : أضَرَّ نفسَهُ بما تَحَمَّلَهُ من الإثم، وجملة الشرط وجوابُهُ خبر المبتدأ، (وكان … حكيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو، وتقدّم القولُ في مثلها

– 112– (ومَنْ … مبيناً) عطف على ما قبلها،(مَنْ) اسم شرط مُبتدأ، (يكسبْ خطيئةً) جملة الشرط، (يكسبْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (خطيئةً) مفعول به، (أو إثماً) عطف على (خطيئةً)، و(الخطيئة) : الذنْبُ الذي تعمّدَهُ فاعلُهُ، و(الإثم) : الذنب الذي يفعله الإنسان جهلاً أو عَمْداً، (ثمّ .. بريئاً) عطف على جملة الشرط، (يَرْمِ) مُضارع مجزوم عطفاً على فِعْل الشرط (يكسبْ)، وعلامة جزمه حذف حرف العِلّة، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (به) مُتعلّقان بـ(يرمِ)، (بريئاً) مفعول به، و(رمى فلاناً بأمْرٍ قبيحٍ) : قَذَفَهُ ونَسَبَهُ إلى الفاحشة، (فقد .. مُبيناً) جواب الشرط، (قد) حرف تحقيق يُقرّبُ الماضي من الحال، (احتمَلَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (بُهتاناً) مفعول به، و(احْتَمَلَ الشيء) : حَمَلَهُ بمَشَقّةٍ، و(البُهتان) : الكَذِبُ المُفْتَرى الذي يُحيّر ويُدهش مَنْ يسمع به، (وإثماً) عطف على (بُهتاناً)، (مُبيناً) صفة لـ(إثماً)

– 113 – (ولولا … يُضلّوك) مرتبطة بما قبلها بالواو، (لولا) حرف امتناع لوجود، (فضلُ) مبتدأ مُضاف إلى (الله)، (عليك) مُتعلّقان بـ(فضل)، والخبر مُقدّر بدلالة (لولا)، وتقديرُهُ : (موجودٌ)، (ورحمتُهُ) عطف على (فضل)، (لهمّت … يُضلّوك) جواب (لولا)، (هَمَّتْ) فعل ماضٍ، والتاء الساكنة للتانيث، و(همّ بالأمْرِ) : عَزَمَ أنْ يفعلَهُ، ولم يفعلْهُ، (طائفةٌ) فاعلُهُ، (منهم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(طائفة)، (أنْ) مصدرية ناصبة، (يُضِلّوك) مُضارع منصوب بها، وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(الكاف) مفعول به، والمصدر المؤوّل (أنْ يُضلّوك) في محلّ جر بحرف جرّ مُقدّر، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(همّت)، و(أضلّه) : جعله يَزِلّ، (وما .. أنفسهم) حال من فاعل (يُضلّوك)، (ما) نافية، (يُضِلّون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(أضَلّ نفسَهُ) : أهلَكَها، (إلّا) أداة حصْر، (أنفُسَهم) مفعول به، (وما .. شيء) عطف على ما قبلها، فهي داخلة في الحال، (ما) نافية، (يضُرّونك) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والكاف مفعول به، (شيء) مجرور لفظاً بـ(من) الزائدة لتوكيد عموم النفي في محلّ نصب نائب عن المفعول المطلق، (وأنزل .. تعلم) مرتبطة بما قبلها بالواو، (أنْزلَ) فعل ماضٍ (اللهُ) فاعلُهُ، (عليك) مُتعلّقان بـ(أنْزَلَ)، (الكتابَ) مفعول به، و(الحِكمةَ) عطف على (الكتاب)، وتقدّمَ القولُ في (الكتاب) و(الحكمة)، (وعَلّمَك ما لم تكن تعلم) عطف على ما قبلها، (عَلّمَك) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، و(الكاف) ضمير المُخاطَب مفعول به أوّل، (ما) موصول مفعول به ثانٍ، (لم تكن تعلم) صلة (ما)، (تكُنْ) مُضارع ناقص مجزوم بـ(لم)، واسم (كان) ضمير المُخاطب مُستتراً، (تعلمُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، والجملة خبر (كان)، (وكان .. عظيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو، وتقدّم القولُ في مثلها

– 114 – (لا خيرَ … الناس) مستأنفة في سياق ما تقدّم، (لا) نافية للجنس، (خيرَ) اسم (لا) النافية للجنس، (في كثير) متعلّقان بمحذوف خبرها، (من نجواهم) مُتعلّقان بـ(كثير)، و(النّجوى) : تداول الحديث سِرّاً، (إلا) أداة استثناء، (مَنْ) اسم موصول مستثنى، وهو في الأصل مضاف إليه قام مقام مضاف مُقدّر، والتقدير : (إلا نجوى مَنْ ..) فيكون الاستثناء من (نجواهم)، (أمَرَ بصدقة) صلة (مَنْ)، (أمَرَ) فعل ماضٍ وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (بصدَقةٍ) مُتعلّقان بـ(أمَرَ)، (أو معروف) عطف على (صدقة)، (أو إصلاح) عطف على (صدقة)، (بينَ) ظرف مكان مُتعلّق بـ(إصلاح)، وهو مُضاف إلى (الناس)، و(أصْلَحَ بين الناس) : أزالَ ما بينهم من عداوةٍ وشِقاق، (ومَنْ … عظيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يفعلْ ذلك) جملة الشرط، (ابتغاءَ) مفعول لأجله مُضاف إلى (مَرضاة)، و(مرضاة) مُضاف إلى (الله) و(مَرْضاة) مصدر من (رَضِيَهُ يرضاهُ)، (فسوف .. عظيماً) جواب الشرط، (سوفَ) حرف استقبال، (نُؤتيه) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة على الياء، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّمين مُستتراً، والهاء مفعول به أوّل، (أجْراً) مفعول به ثان، (عظيماً) صفة لـ(أجْراً)، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ

– 115 – (ومَنْ يُشاقق … تولّى) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يُشاقق الرسولَ) جملة الشرط، (يُشاقِقْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (الرّسولَ) مفعول به، و(يُشاقق) : يُخالف ويُعادي، (من بعد) مُتعلّقان بـ(يُشاقق)، و(بعد) مُضاف، (ما) مصدرية، (تَبيَّنَ) فعل ماضٍ، (لهُ) مُتعلّقان بـ(تَبيَّنَ)، (الهُدى) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوّل (ما تبيّن له الهُدى) في محلِّ جَرّ بإضافة (بعد) إليه، (ويتّبعْ) مُضارع مجزوم عطفاً على (يُشاقق)، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (غيرَ) مفعول به مُضاف إلى (سبيل)، وهو في الأصل صفة قامت مقامَ موصوفٍ مُقدّر، والتقدير : (سبيلاً غيرَ ..)، و(سبيل) مُضاف إلى (المُؤمنين)، (نُولّه ما تولّى) جواب الشرط، (نُولِّه) مُضارع مجزوم بالشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العِلّة، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّمين مُستتراً، والهاء مفعول به أوّل، (ما) موصول مفعول به ثان لـ(نُولّه)، و(وَلَّى فلاناً الأمْرَ) : جَعَلَه والياً عليه، واستعمل (ما) بدل (مَنْ) لحقارة مَنْ يتولّاهُ، (توَلّى) فعل ماض، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، والمفعول به مُقدّر، وهو العائد إلى (ما)، و(تولّى فلاناً) : اتّخَذَهُ وليّاً، ومعنى (نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى) : نَجْعَلُهُ تابعاً للذي اتَّخَذَهُ وليّاً وقائماً بأمْرِهِ مع ضعْفِهِ وحقارَتِهِ أمامَ قُدْرَةِ اللهِ وعظَمَتِهِ، وجملة الشرط وجوابُهُ خبر المُبتدأ، (ونُصْلِهِ جَهَنّم) عطف على جواب الشرط، وتقدّم القولُ في مثلها، (وساءت مصيراً) مرتبطة بما قبلها بالواو، وهي بمعنى : (بِئْسَ مصيراً)، وتقدّم القولُ في مثلها

– 116– (إنّ الله … يشاء) مُعترضة للحثّ على التوبة والرجوع عمّا يفعلونَهُ، وتقدّم القولُ في مثلها في (الآية : 48)، ويدلُّ نَظْمُ الآية على عموم الشرك، (ويغفرُ … يشاء) عطف على (لا يغفرُ ..) وتقدّم القولُ في مثلها في (الآية : 48)، (ومَنْ … بعيداً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يُشْرِك بالله) جملة الشرط، (يَشْرِكْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (بالله) مُتعلّقان بـ(يُشرِكْ)، (فقد .. بعيداً) جواب الشرط، والشرط وجوابه خبر المبتدأ، (ضَلَّ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (ضلالاً) مفعول مُطلَق، (بعيداً) صفة لـ(ضلالاً)