نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ ١١٢ وَلَقَدۡ جَآءَهُمۡ رَسُولٞ مِّنۡهُمۡ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ ٱلۡعَذَابُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ١١٣ فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ ١١٤ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةَ وَٱلدَّمَ وَلَحۡمَ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦۖ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ غَيۡرَ بَاغٖ وَلَا عَادٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١١٥ وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١١٧ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمۡنَا مَا قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ مِن قَبۡلُۖ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ١١٨ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٌ ١١٩

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 112 – وذَكَرَ اللهُ مَثَلاً للذين جَحَدُوا نِعْمَةِ اللهِ عليهم بإرسالِهِ مُحَمَّداً رسولاً إليهم، ولم يُصّدِّقُوا بنُبوّةِ رسولِ اللهِ مُحَمّدٍ، وبإنزالِ القرآنِ إليه، أي : ذَكَرَ مَثَلاً لَهُم أهْلَ قريةٍ صِفَتُهُم أنّهم كانوا آمِنينَ في قَرْيَتِهم من كُلِّ خَوْفٍ، فلا يَغْزُوهم عَدُوٌّ أو تَحُلُّ بهم كارثةٌ بفضْلِ الله عليهم، صِفَتُهُم أيضاً أنَّهم كانُوا قارّينَ فيها، (أي : مُسْتقرّينَ فيها لا يَحْتاجُون إلى الانْتِقالِ عنها طَلَباً للرّزْقِ)، صِفَتُهُم أيضاً أنَّهُم كانوا يأتيهم رِزْقُهم من كُلّ مكانٍ حالةَ كونِهِ كثيراً واسِعَاً طيّباً من غيرِ تَعَبٍ ولا مُعاناةٍ، (أي : هم في عَيْشٍ هَنِيءٍ واسعٍ من كُلّ شيء)، فجَحَدوا نِعَمَ اللهِ عليهم بالشِّرْكِ به، وتكذيبِ رُسُلِهِ، ولم يُقابِلُوها بطاعَتِهِ وإخلاصِ العِبادةِ له، والتَّصْدِيقِ برُسُلِهِ شُكْراً لهُ، فجَعَلَهم اللهُ يُقاسُونَ ضَرَرَ الجُوعِ والخَوْفِ بمَنْعِ رِزْقِهِ عنهم، ورَفْعِ الأمْنِ والاسْتِقْرارِ عن قريتِهم عقاباً لهم بسَبَبِ الذي كانوا يَفْعَلُونَهُ، فشَمِلَهم الجوعُ والخَوْفُ وأحاطا بهم، كما يَشْتَمِلُ اللِّباسُ على بَدَنِ صاحِبِهِ

– 113 – وأُقْسِمُ على سبيلِ التّوكيدِ لقد جاءَ أهْلَ تلك القريةِ رسولٌ من اللهِ صِفَتُهُ أنّهُ منهم، ليهدِيَهم إلى توحيدِ اللهِ وإخلاصِ العبادةِ له، فكذّبوا رسولَهم، وجَحَدوا نُبوّتَهُ، ولم يُقابِلُوا نِعْمَةَ اللهِ عليهم بالتَّصْدِيقِ برسُولِهِ، والاسْتِجابَةِ لدعوتِهِ، فأهْلَكَهم العذابُ الذي أحَلَّهُ اللهُ بهم حالةَ كونِهِم مُتجاوِزِينَ وَحْدانِيَّةَ اللهِ إلى الشِّرْكِ به، ومُتجاوِزِين التَّصْدِيقَ برسولِهِ إلى التَّكْذِيبِ به وبما جاءَهُم به من الله (يَدُلُّ المعنى على أنَّ اللهَ ضَرَبَ هذا المثل لليهودِ الموجودين في المدينة لتحذيرِهِم من أنْ يكونوا مِثْلَ أهلِ القرية، فيَعْصُوا اللهَ بعَدَمِ التَّصْدِيقِ بنُبُوّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ (ص) الذي بَعَثَهُ إلى النّاسِ جميعاً، والكتابِ الذي أنْزَلَهُ إليه، فيُعاقبهم اللهُ بجَعْلِهم يُقاسُونَ ضَرَرَ الجوعِ والخوفِ بمَنْعِ رِزْقِهِ عنهم، ورَفْعِ الأمْنِ والاسْتِقْرارِ عن قَرْيَتِهم بعدَ أنْ كانوا قارِّين في ديارِهم في المدينة، آمِنين من الخوف، يأتيهم رِزْقُهم من كُلّ مكانٍ)

– 114 – فإذا جَعَلَكُم اللهُ آمنينَ في قَرْيَتِكم، قارّين فيها، يأتيكم رِزْقُكم كثيراً واسِعاً طَيّباً من غيرِ تَعَبٍ ولا مُعاناةٍ فكُلُوا من كُلًّ شيءٍ رَزَقَكُم اللهُ إيّاهُ حالةَ كونِهِ رِزْقاً مُباحاً، طَيِّباً تَسْتَلِذُّهُ نُفُوسُكم، ولا تَعافُهُ، وإنْ كُنْتُم تَعْبُدونَ اللهَ وَحْدَهُ وتُخْلِصونَ له العِبادةَ فاشْكُروا نِعَمَ اللهِ عليكم بالتَّصْدِيقِ بنُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ، والتَّصْدِيقِ بالقُرآنِ الذي أنْزَلَه إليه، ولا تُقابِلُوا نِعَمَهُ بالجُحُودِ بنُبُوَّتِهِ، وبالقُرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه، فيَحِلُّ عليكم عقابُهُ، (يَدُلُّ المعنى على تحذيرٍ من الله لليهودِ الموجودين في المدينة من أنْ يَجْحَدوا نُبوّةَ رسولِ الله مُحمّدٍ، ويَجْحدوا القرآنَ الذي أنْزَلَهُ إليه، فيَحِلّ عليهم عقابُ الله كما حَلَّ بأهلِ تلك القرية، ولمّا لم يعتبرْ اليهودُ الموجودون في المدينة بما ضَرَبَهُ اللهُ لهم من المَثَل، وأصَرّوا على الجُحُودِ بنُبَوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ (ص)، وبالقُرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه سَلَّطَ اللهُ عليهم رسولَهُ والمُؤمنين به، ومَكَّنَهم منهم، فأذاقَهُمُ اللهُ لباسَ الجوعِ والخوفِ بحصارِهم، وقَتْلِ بعضِهم وإجلاءِ الآخرين من المدينة إلى بلادِ الشام، مع إجبارِهم على تَرْكِ ديارِهم وأموالِهم للمُسلمين)

– 115 – إنّما حَرَّمَ اللهُ عليكم المَيْتَةَ، وهي كلُّ حيوانٍ أباحَ الله أكْلَهُ وماتَ حَتْفَ أنْفِهِ، أو ماتَ على هيئةٍ غيرِ شَرْعِيّةٍ (يدلّ لفظ (المَيْتَة) على عُمومِ المَيْتَة، ولمّا كان المقصودُ من التّحْرِيمِ الأكْلُ منها، فكُلُّ شيءٍ في المَيْتَة حرامٌ أكْلُهُ)، وحَرَّمَ عليكم الدّمَ، (يدلّ لفظ (الدّم) على السائلِ الأحمرِ الذي يَجْرِي في عُرُوقِ الحَيَوَان، ويَتَدَفَّقُ من عُروقِهِ حين ذَبْحِهِ أو قَطْعِ عِرْقٍ من عُروقِهِ، ويُسْتَدلُّ بمعنى (الدم) على أنّ الدّمَ المُتَبَقِّي داخلَ لحم الحيوان المأكولِ اللّحْمِ بعد ذّبْحِهِ بطريقةٍ شرعيةً لا يَصْدُقُ عليه الدَّمُ المُحَرَّمُ أكْلُهُ)، وحَرَّمَ عليكم لحمَ الخنزير (المُرادُ بـ(اللحم) من جسم الحيوان والطير : الجزءُ العَضَلِي الرَّخْو بين الجِلْدِ والعَظْم، و(لَحْمُ كُلِّ شيء) : لُبُّهُ، ولمّا كان المقصودُ من التحريم الأكْلُ، فكُلُّ لَحْمِ الخنزير حرامٌ أكْلُهُ بما في ذلك لَحْمُ رأسِهِ ولسانُهُ ولحمُ رجليه وقَدَمَيْهِ، وكُلُّ لُبِّهِ من قلْبِهِ وشَحْمِهِ وأعضاءِ جِهازِهِ الهضمي، وأحشائِهِ الداخلية حرامٌ أكْلُهُ)، وحَرَّمَ عليكم كُلَّ ذبيحةٍ جَهَرَ الذابِحُ بذَبْحِها لغيرِ الله عليها، (أي : الذبيحة التي يَجْهَرُ الذابِحُ بذبْحِها باسمٍ غيرِ اسمِ الله، وهو اسْمُ مَنْ تُقدَّم الذبيحة قُرْباناً له، فكُلُّ شيءٍ في هذه الذبيحةُ حرامٌ أكْلُهُ)، فأيُّ إنسانٍ منكم ألْجَأتْهُ الحاجَةُ، وأحْوَجَتْهُ إلى أكْلِ شيءٍ من المُحَرّماتِ السّابقةِ بسَبَبِ جُوعٍ مُهْلِكٍ يَخْشَى مِنْهُ على نَفْسِهِ، أو بسَبَبٍ غيرِ ذلك، وحالُهُ في الاضْطِرارِ أنّهُ غيرُ قاصدٍ للفَساد بالخُروجِ على نِظامِ الدِّينِ وشَرِيعَتِهِ فيما حرّمَهُ اللهُ، ولا مُتجاوزٍ شريعةَ اللهِ بالمعاصي، وأكَلَ منها فلا حَرَجَ عليه ولا ذَنْبَ، لأنّ اللهَ كثيرُ الغفران لعباده التّائِبينَ، كثيرُ الرَّحمةِ بهم بقَبُولِ توبتهم (يدلُّ المعنى على أنّ اللهَ تعالى قد حَرَّمَ المَيْتَةَ والدّمَ ولحمَ الخنزير وما أُهِلَّ لغيرِ اللهِ به على اليهودِ كما حَرَّمها على المُسلمين، لأنّ مَصْدرَ شريعةِ اليهودِ والمُسلمين واحدٌ هو اللهُ تعالى)

– 116– وأنْهاكُم عن أنْ تَقُولوا : هذا حَلالٌ، وهذا حَرامٌ لأجْلِ حكايةِ ألْسِنَتِكُم الكَذِبَ بالحِلّيَةِ أوالحُرْمَةِ من غيرِ دليلٍ شَرْعيّ، ليَؤُولَ قولُكم ذلك إلى أنْ تَخْتلقوا الكَذِبَ على اللهِ، لأنَّ الذين يَخْتَلِقُونَ الكَذِبَ على اللهِ لا يَفُوزُون بخيرٍ في الدنيا والآخرة، (يدلّ المعنى على أنّ الخِطابَ مُوَجّهٌ إلى أحبارِ اليهود وعُلمائِهم الموجودين في المدينة زَمَنَ الرسول (ص)، ويُمكن الاستدلالُ بمعنى الآية على حُرْمَةِ وَصْفِ الشيءِ بالحِليّة والحُرْمَةِ من غير سندٍ شرعي من القُرآن)

– 117 – ما يَحْصُلونَ عليه باخْتِلاقِهِم الكَذِبَ على اللهِ مَتاعٌ قليلٌ في مِيزانِ ثوابِ الآخِرَةِ، يتمتّعونَ به في الدُّنيا مُدّةً قليلةً، ثم يَزُولُ عنهم، ولهم في الآخرة عذابٌ مُوجِعٌ

– 118 – وحَرَّمْنا على الذين هادوا ما تلوناهُ عليك (في الآية : 146 من سورة الأنعام، وتَقَدّمَ القولُ في (الذين هادوا) في (الآية : 62 من سورة البقرة) من قبلِ نُزُولِ آيةِ تحريمِ المَيْتَةِ والدّمِ ولحمِ الخنزير وما أُهِلَّ لغيرِ اللهِ به (قال الله تعالى [الآية 146 من سورة الأنعام] : “وعلى الذين هادوا حرَّمْنا كُلَّ ذي ظُفُرٍ، ومن البَقَرِ والغَنَمِ حرَّمْنا عليهم شُحُومَهُما إلاّ ما حمَلتْ ظُهُورُهُما أو الحَوَايا أو ما اخْتلَطَ بعظم”)، وما ظَلَمْناهُم بتَحْرِيمِنا عليهم ما تلوناهُ عليك (في الآية : 146 من سورة الأنعام)، فَقَدْ كانت حلالاً عليهم، ولكن كانوا يَظْلِمُون أنفُسَهم بتَكذِيبِهم الأنبياءَ والرّسُلَ، واختلاقِهم الكَذِبَ على الله، وقولِهم : هذا حلالٌ وهذا حرامٌ من غيرِ دليلٍ شَرْعِيّ، فجَزَيْناهم بتَحْرِيمِنا تلك الأطْعِمَة عليهم

–  119 – ثمّ إنَّ رَبَّك للذين عَمِلُوا الفِعْلَ السَّيِّءَ منهم حالةَ كونِهم جاهِلِينَ، مُنْساقِينَ وراءَ شَهَواتِهم وأهوائِهم، أو مُنساقِينَ وراءَ أحبارِهم وعُلمائِهم، غيرَ عالمين بعَوَاقِبِها، ثمّ تابُوا ونَدِموا على ما فَعَلوهُ من بعْدِ ذلك، وأتَوْا بالأعمالِ الصّالِحَةِ النّافِعَةِ، إنَّ رَبَّكَ من بعدِ تَوبَتِهم لغفورٌ لهم رحيمٌ بهم، لا يُؤاخِذُهم على ما فعلوه بجهالة (الفِعْلُ السَّيِّئُ هو اخْتِلاقُهم الكَذِبَ على اللهِ بقولِهم : هذا حلالٌ وهذا حرامٌ، فحَرَّمُوا أشياءَ قد أحَلَّها، وأحَلّوا أشياءَ قد حَرَّمَها) .

عقاب الله

– 112 – (وضرب … مكان) مرتبطة بسياق ما تقدم بالواو، (ضَرَبَ) فعلٌ ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، (مَثَلاً) مفعول به، (قريةً) بدل من (مثلاً)، وهي في الأصل مضاف إليه قام مقام مُضاف مُقدّر، أي : (أهلَ قريةٍ)، (كانت .. مطمئنّة) صفة لـ(قرية)، واسم (كان) ضمير عائد إلى (قرية) (آمنةً) خبر (كان)، (مُطْمَئِنَّةً) خبر ثانٍ لـ(كان)، (يأتيها … مكان) خبر ثالث، (يأتيها) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة، والضمير (ها) مفعول به، (رِزْقُها) فاعلُهُ، (رَغَداً) مصدر في موضع الحال من (رزقها)، و(الرَّغَدُ) : الكثيرُ الواسِعُ الذي لا يُتْعَبُ فيه، (من كُلِّ) مُتعلّقان بـ(يأتيها)، و(كُلّ) مُضاف إلى (مكان)، (فكفرتْ .. الله) عطف على (كانت مُطْمئِنّةً)، (كفرتْ) فعل ماضٍ، والتاء الساكنة للتأنيث، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (قرية)، (بأنْعُم) مُتعلّقان بـ(كفرتْ)، و(أنْعُم) مُضاف إلى (الله)، (فأذاقها … يصنعون) عطف على (كفرتْ ..)، (أذاقها) فعلٌ ماضٍ، والضمير (ها) مفعول به أوّل، (اللهُ) فاعلُهُ، (لباسَ) مفعول به ثانٍ، وهو مُضاف إلى (الجوع)، و(الخوف) عطف على (الجوع)، وفي (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) استعارة، فقد استعار الإذاقة لإدراك أثَرِ الضّرَر، واستعار اللباس لما غَشِيَهم واشْتَمَلَ عليهم من الجوع والخوف، (بما) مُتعلّقان بـ(أذاقها)، والباء بمعنى السببيّة، و(ما) موصول، (كانوا يصنعون) صلة (ما)

– 113 – (ولقد .. منهم) مرتبطة بما قبلها بالواو، واللام واقعة في جواب قَسَمٍ مُقدّر، (جاءهم) فعل ماضٍ، والضمير (هم) مفعول به، وهو عائد إلى (أهل القرية) في الآية السابقة، (رسولٌ) فاعلُهُ، (منهم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(رسول)، (فكذّبوه) عطف على (جاءهم ..)، (فأخذَهم … ظالمون) عطف على ما ما قبلها، وفي (الفاء) معنى السببية، (أخَذَهم) فعلق ماضٍ، والضمير (هم) مفعول به، و(أخَذَهم) بمعنى : أهلكهم، (العذابُ) فاعلُهُ، (وهم ظالمون) حال من الضمير المُتَّصِل في (أخذهم)

– 114 – (فكلوا … طيّباً) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (كلوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (مِمّا) مُتعلّقان بـ(كُلوا)، و(ما) في (ممّا) نكرة موصوفة، (رَزَقَكم .. طَيّباً) صفة لـ(ما)، (رَزَقكم) فعل ماضٍ، والضمير المُتّصِل (كم) مفعول به أوّل، (اللهُ) فاعلُهُ، والمفعول به الثاني مُقدّر، وهو العائد إلى الموصوف، والتقدير : (رَزَقكم الله إيّاهُ)، (حلالاً) حال من الضمير المُقدّر، و(حلالاً) بمعنى : (مُباحاً)، وهو في الأصل صفة قامت مقام موصوف مُقدّر هو الحال، والتقدير : (فكلوا ممّا رزقكم الله إياهُ رِزْقاً حلالاً)، (طيباً) حال ثانية، (واشكروا … تعبدون) عطف على (كُلوا ..)، والجملة شرطيّة تقدّم فيها جوابُ الشرط للاهتمام به، (اشكروا نِعمَةَ الله) جواب الشرط مُقدّم، (إنْ) حرف شرط جازم، (كنتم إيّاهُ تعبدون) جملة الشرط، (كنتم) (كان) واسمها، (إيّاهُ) ضمير مُنفصل مفعول به مُقدّم، (تعبدون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والجملة خبر (كان)

– 115 – (إنّما … رحيم) مستأنفة في سياق ما قبلها، والمُخاطَبون هم اليهود الموجودون في المدينة، وقد تقدّم القولُ في مثلها في (سورة البقرة، الآية : 173)، (فمَن … رحيم) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (اضْطُرَّ … عادٍ) جملة الشرط، (اضطُرَّ) فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير عائد إلى (مَنْ)، (غيرَ) حال من نائب الفاعل، وهو مُضاف إلى (باغٍ)، و(الباغي) : الذي يسعى بالفساد خارجاً على النظام، (ولا عادٍ) عطف على (غير باغٍ)، و(العادي) : الذي يتجاوز الحدّ، ويدلُّ السياق على جملة معطوفة على جملة الشرط، ويُمكنُ تقديرها : (وأكَلَ منها)، وجواب الشرط مُقدّر بدلالة السياق، تقديره : (فلا إثْمَ عليه)، (فإنّ .. رحيم) مرتبطة بجواب الشرط بالفاء التي بمعنى التعليل

– 116 – (ولا … الكَذِب) عطف على (كلوا ..)، وما بينهما مُعترض، (لا) ناهية جازمة، (تقولوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (لما) مُتعلّقان بـ(تقولوا)، واللام بمعنى التعليل، و(ما) مصدرية، (تَصِفُ) مُضارع مرفوع (ألْسِنتُكم) فاعلُهُ، (الكَذِبَ) مفعول به لـ(تَصِفُ)، و(وَصَفَ الخَبَرَ) : حكاهُ، والمصدر المُؤوّل (ما تَصِفُ .. الكَذِبَ) مجرور باللام، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(تقولوا)، (هذا .. حرام) مقول القول، (هذا) مُبتدأ، (حلالٌ) خبر، (وهذا حرامٌ) عطف على ما قبلها، واللام في (لتفتروا) لام المآل مُتعلّق بـ(تَصِفُ)، (تفتروا) مُضارع منصوب بعد لام المآل، وعلامةُ نصبِهِ حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (على الله) مُتعلّقان بـ(تفتروا)، (الكَذِبَ) مفعول به، و(افترى عليه الكَذِبَ) : اخْتَلَقَهُ، (إنّ .. يُفلحون) تعليل للنهي، (الذين) موصول اسم (إنّ)، (يفترون .. الكَذِبَ) صلة (الذين)، (يفترون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (على اللهِ) مُتعلّقان بـ(يفترون)، (الكّذِبَ) مفعول به، (لا يُفلحون) خبر (إنَّ)

– 117 – (متاع قليلٌ) مستأنفة في سياق ما قبلها (متاعٌ) خبر لمبتدأ مُقدّر، تقديره : (ما يحصلون عليه بافترائهم الكَذِبَ على اللهِ مَتاعٌ)، (قليلٌ) صفة لـ(متاع)، (ولهم .. أليمٌ) عطف على ما قبلها

– 118 – (وعلى … قبل) مُرتبطة بسياق ما قبلها بالواو لتذكيرهم بما حَرّمَهُ اللهُ عليهم في شريعة موسى، (وعلى الذين) متعلقان بـ(حرّمنا)، (هادوا) صلة (الذين)، والتقديم لمعنى الحصر، والمُراد بـ(الذين هادوا) : اليهود، (ما) موصول مفعول به، (قصصنا عليك من قبل) صلة (ما)، والمقصود بقوله : (ما قصصنا عليك من قبل) : ما تلوناه عليك في الآية (146) من سورة الأنعام من قبل نزول هذه الآية، (وما ظلمناهم) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ولكن .. يظلمون) مرتبطة بما قبلها بالواو للاستدراك عليها بـ(لكن)، (كانوا) (كان) واسمها، (أنفسَهم) مفعول به لـ(يظلمون)، والجملة (يظلمون أنفسهم) خبر (كان)

– 119 – (ثمّ … رحيم) مرتبطة بما قبلها بـ(ثُمَّ) التي تُفيد التراخي في الزّمَن، (رَبَّكَ) اسم (إنّ)، (للذين) مُتعلّقان بـ(غفورٌ رحيمٌ)، (عَمِلوا السوءَ بجهالةٍ) صلة (الذين)، (عملوا) فعلٌ ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (السوءَ) مفعول به، (بجهالة) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (عملوا)، ومعنى (الجهالة) الانسياق وراء الشهوات والأهواء بدون عِلْمٍ بعواقبها، (ثمّ تابوا .. ذلك) عطف على صلة (الذين)، (وأصلحوا) عطف على صلة (الذين) أيضاً، (إنّ رَبَّك .. لغفور رحيم) إعادة لـ(إنّ) واسمها بسبب طول الكلام قبلَ مجيء خبر (إنَّ)، (لغفورٌ) خبر (إنّ)، (رحيمٌ) خبر ثانٍ .