نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

معاني الآيات 117 – 126 من سورة النِّساء

إِن يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦٓ إِلَّآ إِنَٰثٗا وَإِن يَدۡعُونَ إِلَّا شَيۡطَٰنٗا مَّرِيدٗا ١١٧ لَّعَنَهُ ٱللَّهُۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنۡ عِبَادِكَ نَصِيبٗا مَّفۡرُوضٗا ١١٨ وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا ١١٩ يَعِدُهُمۡ وَيُمَنِّيهِمۡۖ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ١٢٠ أُوْلَٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنۡهَا مَحِيصٗا ١٢١ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَنُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٗاۚ وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا ١٢٢ لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا ١٢٣ وَمَن يَعۡمَلۡ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ نَقِيرٗا ١٢٤ وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا ١٢٥ وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٖ مُّحِيطٗا ١٢٦

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 117 – ما يَتَوَلَّونَ إلّا ضُعفاءَ لا يَمْلِكُونَ القُدْرةَ على الاتيانِ بمِثْلِ القُرآنِ الذي أنْزَلَهُ اللهُ إلى رسولِهِ مُحمّدٍ (المُرادُ بهم رؤساءُ الضّلالَةِ من عُلماءِ اليهود وأحبارِهم)، وواقعُ حالهم أنّهم ما يَتَوَلّونَ إلّا شيطاناً موصوفاً بأنَّهُ بَلَغَ الغايةَ في الشَّرِّ والفساد

– 118 – موصوفاً بأنَّ اللهَ طَرَدَهُ من رحمته، (شبَّهَ رُؤساءَ الضّلالةِ بالشيطانِ بجامعِ التَّمَرُّدِ والإفساد والإغواء في كُلٍّ منهما، وحَذَف المُشَبَّه وأبقى المُشَبّه به، ويدُلُّ المعنى والسّياقُ على أنَّ الذين يتَوَلّونَ عُلماءَ اليهودِ وأحبارَهم هم أتباعُ الشيطان)، وموصوفاً أيضاً بأنَّهُ قالَ لله : أُقْسِمُ لأحوزَنَّ وأُحَصِّلَنَّ من عِبادِك حَظّاً مَقْطُوعاً به لي

– 119 – وقالَ للهِ : أُقْسِمُ لأجْعَلَنّهم يَزِلّون عن دينِكَ وشريعتِك التي يأتيهم بها رُسُلُكَ، ويُصَيّرونَ عبادَكَ ضالّين، وأُقْسِمُ لأجْعَلَنّهم يفتعلون القولَ عليك وعلى رُسُلِكَ (أي : يضعونَ أحكاماً وفرائضَ من عندهم، ويقولون هذا من عندِ اللهِ أوحاهُ إلى رُسُلِهِ افتراءً على اللهِ ورُسُلِهِ)، وأُقْسِمُ لأشُيرَنَّ عيلهم بأنْ يَفْعَلوا ما لم تأمُرْ به، فأُقْسِمُ لأجْعَلَنَّهم يُسَيْطِرونَ على البُسطاءِ من عِبادِكَ الذين يُشْبِهونَ الأنعامَ السائمَةَ في كونِها لا تُفَكِّرُ إلّا بما تَجِدُهُ من المَرْعَى لسَدِّ جوعِها، ويجْذِبُونَهم إليهم، فتَقَعُ جماعاتٌ منهم في قَبْضَتِهم، ويُسَخِّرونَهم لهم ليفعَلوا ما يطْلُبونَهُ منهم، وأُقْسِمُ لأشُيرَنّ عيلهم بأنْ يفعلوا ما لم تأمُرْ به، فأُقْسِمُ ليَجْعَلُنَّ خَلْقَ اللهِ على غيرِ ما خَلَقَهُ عليه (يدلُّ النّظْمُ ومعنى تشبيه رُؤساءَ الضّلالةِ بالشيطانِ بجامعِ التَّمَرُّدِ والإفساد والإغواء في كُلٍّ منهما على أنَّ رُؤساءَ الضلالةِ من عُلماءِ اليهودِ وأحبارِهم وكَهَنَتِهم – وهم في العصْرِ الحاضِرِ رُؤساءُ مُنَظَّمَةِ الصّهْيُونِيَّةِ العالميّة – يُشيرونَ على الذين يَتَوَلَّونَهم من الرُّؤساء والحُكامِ بأنْ يُسَيْطروا على البُسطاءِ من النّاسِ، ويقودوهم ليُحَقِّقوا مُخَطَّطاتِ الصّهيونيّةِ العالميّة من حيثُ لا يشعرون، ويدلّ المعنى على أنَّ تغييرَهم خَلْقَ اللهِ فيما مضى جَعْلُهم الذين يَتّبِعونَهم يُطيعونَهم طاعةً عمياء، وينقادون إليهم انقياداً بغيرِ تفكيرٍ، ويُشِيرون على الذين يَتَوَلّونَهم من العُلماءِ الذين لا يُؤمنون باللهِ واليومِ الآخِر بأنْ يقوموا بأبحاثٍ سِرّيّةٍ في نظامِ الجِيناتِ الذي خلَقَهُ اللهُ في مخلوقاتِهِ، فيُغَيّرون مخلوقاتِ الله بتغييرِ نظامِ الجيناتِ فيها، لتُصْبِحَ خطَراً على النّاس، وتَتَسَبَّبَ في إبادةِ أعدادٍ كبيرةٍ منهم)، وأيُّ إنسانٍ يجعلْ الشيطانَ وليّاً عليه سوى الله، وتابعاً له، فيتبَعْهُ ويُطِعْهُ فيما يأمُرُهُ به فقد أهَلَكَ نفسَهُ هلاكاً شديداً في الدّنيا والآخرة، (يدلّ المعنى على أنّ أولياءَ الشيطان من رُؤساء الضلالة يعملون بأمْرِ الشيطان، ويُنفِّذون وَسائلَهُ في إضلال الناس، ويأتون بحُكّام يحكمون الناسَ باسم الشيطان، وقد اتّخَذَ هؤلاءِ معابِدَ لهم زيّنوها بالرُّموزِ الشيطانية، والشّعارات الدالة على الشيطان، ولهؤلاء قُوّةٌ خفيّةٌ يقدرون بها على أنْ يَفْعَلُوا ما يُشْبِه المُعجزاتِ في المُجتمعاتِ)

– 120 – يُمَنّي الشيطانُ أولياءَهُ أنْ يَحْكُمُوا النّاسَ باسْمِهِ، ويَجْعَلُهم يفْتَعِلون القولَ على الله وعلى رُسُلِهِ، وواقعُ الحال أنّ الشيطان ما يُمَنّيهم إلا باطلاً يَخْدَعُهم به

– 121 – أولئك (أي : أولياءُ الشيطان) مَسْكَنُهم الذي يأوونَ إليه بعد موتِهم جهنّمُ، وحالهم أنّهم لا يجدون عنها مَهْرَباً يلْجَؤون إليه ليتخلّصوا من عذابها (لقد جُعِلَتْ معاني الآيات الكريمة في هذه السورة، من الآية : 105 إلى الآية : 121 رهينةَ قِصّةٍ موضوعةٍ عَمْداً، سُمّيت بقصة (بني أُبيرق)، لكي يصرفوا المسلمين عن حقيقةِ ما يفعله رؤساءُ الضلالة من اليهود)

– 122 – والذين صَدّقوا برسولِ اللهِ وبالقرآن الذي أنْزَلَهُ إليه، وعَمِلُوا الأعمالَ الصالحاتِ التي تَنْفَعُ النّاسَ سنُدْخِلُهم جناتٍ صفتُها أنّ الأنهارَ تجري من تحتها، وحالُهم أنَّهم باقون فيها بقاءً دائماً إلى الأبد، يُؤكّد أنّ ذلك حاصلٌ أنّ اللهَ وَعَدَهُم به وَعْداً، يُؤكِّدُ أنّهُ وَعْدٌ لا يتبدّلُ أنّ اللهَ يُثْبِتُهُ إثباتاً، وأيُّ قائِلٍ أصْدَقُ من لله في القولِ إذا وَعَدَ ؟ لا أحَدَ أصْدَقُ منه

– 123 – ليس دخولُكم الجنّةَ كائناً بتقديركم وحُبِّكم أنْ يصيرَ إليكم، ولا كائناً بتقديرِ أهْلِ الكتابِ، وحُبِّهم أنْ يصيرَ إليهم، يُؤكِّد ذلك أنّ أيَّ إنسانٍ يَعْمَلْ عملاً قبيحاً من فِعْلٍ أو قولٍ يَجْزِهِ اللهُ به بإدخاله النّارَ، ولا يَجِدْ سِوَى اللهِ وَلِيّاً يُخلّصُهُ من عذابِهِ ولا ناصِراً يدفعُ عنه العذاب (جُعِلَ تفسير هذه الآية يدورُ في دائرةِ قصّةٍ موضوعةٍ عَمْداً قيل : إنّها سبَبُ نزولها، وهي قصّة تفاخر المسلمين واليهود)

– 124– وأيُّ إنسانٍ يَعْمَلْ عَمَلاً من الأعمالِ الصالحاتِ التي تَنْفَعُ النّاسَ حالةَ كونِهِ ذَكَرَاً أو أُنْثَى، وحالُهُ أنّهُ مُصَدِّقٌ برسولِ اللهِ، وبالقرآن الذي أنْزَلَهُ إليه فأولئك يدخلون الجنّةَ، ولا يَظْلِمُ اللهُ أحَداً منهم ظُلْماً مقدارَ نُقْطَةٍ صغيرةٍ تكون على ظَهْرِ النَّوَاةِ

– 125– وأيُّ إنسانٍ أحْسَنُ في الدّين من الذي انقادَ وخَضَعَ واسْتَسْلَمَ للهِ وعمِلَ بما أمَرَ به وما نَهَى عنه حالةَ كونِهِ قد عَمِلَ ما هو حَسَنٌ، واتَّبَعَ سُنَّةَ إبراهيمَ في توحيدِ اللهِ وتنزيهِهِ عَمّا لا يليق به، وفي الاسْتِسْلامِ له فيما أمَرَ به ونَهَى عنه، وفي البراءَةِ من أعدائِهِ، وحالُهُ أنَّهُ مستقيمٌ على سُنَّتِهِ في توحيدِ اللهِ وتنزيهِهِ عَمّا لا يليقُ به، وفي الاسْتِسْلام ٍ لهُ فيما أمَرَ به ونَهى عنه، وفي البراءةِ من أعدائِهِ ؟ لا أحَدَ أحْسَنُ منه، ويُؤكِّدُ ذلك أنّ اللهَ اختارَ إبراهيمَ حالةَ كونِهِ مُقَرَّباً إليه، لكمالِ خُلَّتِهِ للهِ بإخلاصِ عبادَتِهِ له، والاسْتِسْلام لَهُ فيما أمَرَهُ به ونَهاهُ عنه، وبالبراءَةِ من أعدائِهِ

– 126 – ويُؤكِّدُ قُدْرةَ اللهِ على الشيطانِ وأتباعِهِ وعلى الذين اتَخذوهم أولياءَ أنَّ اللهَ له مُلْكُ كُلِّ شيءٍ في السماواتِ، ومُلْكُ كُلِّ شيءٍ الأرض، وأنَّ اللهَ في وجودِهِ مُحيطٌ عِلْمُهُ بكُلِّ شيءٍ، لا يَعْزُبُ عنهُ شيءٌ من خَلْقِهِ .

القرآن الكريم

Photo credit: Photo by form PxHere

– 117 – (إنْ … إناثاً) مستأنفة في سياق ما قبلها، (إنْ) نافية، (يدعون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعله، (من دونِهِ) مُتعلّقان بـ(يدعون)، ويُقال : (دعا فلانٌ فلاناً) : تولّاه واسْتعانَ به، (إلا) للحصر، (إناثاً) مفعول به، والعرب تُطلقُ لفظ (أُنثى) على كُلِّ ضعيفٍ لَيِّنٍ، يُقال : (حديدٌ أنيثٌ) : غيرُ صُلْبٍ، و(سيفٌ أنيثٌ) : لَيِّنٌ، و(رجُلٌ أنيثٌ) : لَيِّنُ الكلام، ضعيفُ الأعضاء، (وإنْ .. مريداً) مُرتبطة بما قبلها بالواو لبيان واقع حالهم، وهي مثل التي قبلها في القول، (مريداً) صفة لـ(شيطاناً)، وهو بمعنى : الذي بلغ الغاية في الشرّ والفساد، واستعار الشيطان لرؤساء الضلالة بجامعِ التَّمَرُّدِ والإفساد والإغواء في كُلٍّ منهما

– 118– (لعنه الله) صفة ثانية لـ(شيطاناً)، (وقال … مفروضاً) عطف على ما قبلها، فهي داخلة في الصّفة، (لأتّخِذَنَّ … مفروضاً) مقول القول، واللام في (لأتخذنّ) واقعة في جواب قَسَمٍ مُقدّر، (أتَّخِذَنَّ) مُضارع مبني على الفتح لاتّصالِهِ بنون التوكيد الثقيلة، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّم مُستتراً، (من عبادِك) مُتعلّقان بـ(أتّخِذَنَّ)، (نصيباً) مفعول به، (مفروضاً) صفة لـ(نصيباً)، و(النّصيب المفروض) : الحظّ المقطوع، والمعنى : حظّاً مقطوعاً به لي

– 119– (ولأُضِلنَّهم) عطف على (لأتّخِذَنَّ)، وهي داخلة في مقول القول، ومثلها في القول، و(أضَلَّهُ) : جَعَلَهُ يَضِلّ، (ولأُمَنِّيَنّهم) عطف على (لأتّخِذَنَّ)، وهي داخلة في مقول القول، ومثلها في القول، ومفعول (أُمَنّيَنّهم) الثاني مُقدّر بدلالة معنى (مَنّى)، وتقديره : (القولَ على الله)، (ومنّى الرجُلَ الشيءَ) : جعله يتمنّاهُ، و(تَمَنَّى الحديث) : اخْتَرَعَهُ وافْتَعَلَهُ، (ولآمُرَنَّهم) عطف على (لأتّخِذَنَّ)، وهي داخلة في مقول القول، ومثلها في القول، و(أمَرَ فلاناً) : أشار عليه أنْ يفعلَ أمْراً، (فلَيُبَتّكُنَّ .. الأنعام) عطف على (لآمُرَنَّهم) ، و(اللام) واقعة في جوابِ قَسَمٍ مُقدّر، (يُبَتّكُنّ) مُضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي الأمثال، (واو الجماعة) المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعلُهُ، والضمّة الظاهرة دليلٌ عليها، والنون الثقيلة للتوكيد، و(بَتَكَ الشَّيءَ وبَتَّكَهُ) : قَبَضَ عليه بيدِهِ، ثمَّ جَذَبَهُ إليه، وكُلُّ طائفةٍ تَقَعُ في يَدَيْهِ تُسَمَّى (بِتْكَة)، قال زُهَيْرٌ :

حتّى إذا ما هَوَتْ كَفُّ الغُلامِ لها               طارَتْ وفي كَفِّهِ مِنْ رِيشِها بِتْكُ

 (آذانَ) مفعول به مُضاف إلى (الأنعام)، ومعنى الجُملة على الاستعارة التمثيلية، فقد شَبَّهَ حال أتباعِ الشّيطان من الرُّؤساءِ والحُكّام في سَيْطَرَتِهم على البُسطاءِ من عِبادِ اللهِ بأمْرِ الشَّيطان بحال مَنْ يَقْبِضُونَ بأيديهم على آذان الأنْعام السّائمةِ، ويَجْذِبونَها إليهم لأجْلِ السَّيْطَرةِ عليهم، والتَّمَكُّنِ منهم، ثُمّ اسْتعارَ التّركيب الدّال على المُشَبَّهِ به وجَعَلَهُ للمُشَبَّهِ مُبالغةً في التّشبيه، (ولآمُرَنَّهم) عطف على (لآمُرَنّهم) التي قبلها، (فلَيُغَيّرُنّ .. الله) عطف على ما قبلها بالفاء، وتقدّم القولُ في مثلها، (خَلْقَ) مفعول به مُضاف إلى (الله)، و(غَيَّرَ الشيءَ) : بَدَّلَ به غيرَهُ، و(غَيَّرَهُ) : جَعَلَهُ على غيرِ ما كان عليه، و(خَلْقُ الله) : مخلوقاتُهُ، (ومَنْ … مبيناً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يتّخذ … الله) جملة الشرط، (يتّخِذْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعله ضمير عائد إلى (مَنْ)، (الشيطانَ) مفعول به أوّل، (وليّا) مفعول به ثان، (من دون) مُتعلّقان بـ(يتّخذ)، و(دون) مُضاف إلى (الله)، (فقد … مُبيناً) جواب الشرط، (خُسراناً) مفعول مطلق (مُبيناً) صفته

– 120– (يعدهم ويمنيهم) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (يعِدُهم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الشيطان)، والضمير (هم) مفعول به أوّل، و(وَعَدَهُ الأمْرَ) : مَنَاهُ به، (ويُمَنّيهم) عطف على (يعدهم)، وفي العطف دلالة على أنّ معنى (يُمنّيهم) : يجعلهم يفتعلون ويخترعون القولَ على الله، (وما .. غروراً) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان واقع الحال، (ما) نافية، (يعِدُهم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الشيطان)، والضمير (هم) مفعول به أوّل، (إلا) أداة حصر، (غُروراً) مفعول به ثانٍ، و(غَرَّ فلاناً غُروراً) : خَدَعَهُ وأطْمَعَهُ بالباطل

– 121 – (أولئك .. جهنم) مستأنفة في سياق ما قبلها لبيان جزاء الذين تقدّم ذكرهم، (أولئك) مبتدأ، والجملة الاسميّة (مأواهم جهنّم) خبر المبتدأ، (ولا يَجِدون عنها محيصاً) حال من الضمير المجرور في (مأواهم)، (لا) نافية، (يجدون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (عنها) مُتعلّقان بـ(يجدون)، (محيصاً) مفعول به، والمحيص : المَهْرَب

– 122 – (والذين … أبداً) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان جزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات، (الذين) موصول مبتدأ، (آمنوا) صلة (الذين)، (وعملوا الصالحات) عطف على صلة (الذين)، (سنُدخلهم … أبداً) خبر المُبتدأ، (السين) حرف استقبال، (نُدْخِلُهم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّمين مُستتراً، والضمير (هم) مفعول به أوّل، (جنّاتٍ) مفعول به ثانٍ، (تجري .. الأنهارُ) صفة لـ(جنات)، (خالدين) حال من الضمير (هم) في (سنُدخلهم)، (فيها) مُتعلّقان بـ(خالدين)، (أبداً) ظرف زمان متعلق بـ(خالدين)، (وعْدَ) مفعول مطلق مؤكّد لمضمون الجملة التي قبله، وفعلُهُ مُقدّر، وهو مضاف إلى لفظ الجلالة من إضافة المصدر لفاعله، (حقاً) مفعول مطلق مؤكِّد لما قبله، وفعلُهُ مُقدّر أيضاً، والتقدير : (أُحقُّ ذلك حقاً)، (ومَنْ .. قيلاً) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (مَنْ) اسم استفهام مبتدأ، (أصدقُ) خبر، (من الله) مُتعلّقان بـ(أصْدق)، (قيلاً) تمييز، وهو بمعنى (قولاً)، والاستفهام بمعنى النفي

– 123 – (ليس … الكتاب) مستأنفة في سياق الآيات التي تتحدّث عن رؤساءِ الضلالة من عُلماء اليهود وأحبارِهم، وعن الذين يتَوَلَّوْنهم، واسم (ليس) مُقدّر يدلّ عليه سياقُ الآيةِ السابقة، والتقدير : (ليس دخولُكم الجنّةَ بأمانيّكم)، (بأمانيّكم) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (ليس)، (ولا أمانيِّ) عطف على (أمانيّكم)، و(أمانيّ) مُضاف إلى (أهْلِ) المُضاف إلى (الكتاب)، و(أمانيّ) جمع (أُمْنِيَة)، و(تمنّى الشيءَ) : قدَّرَهُ وأحَبَّ أنْ يصيرَ إليه، (مَنْ … به) توكيد لمضمون ما قبلها، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يعملْ سوءاً) جملة الشرط، (يعملْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (سوءاً) مفعول به، (يُجْزَ به) جواب الشرط، (يُجْزَ) مُضارع مبني للمجهول مجزوم بحذف حرف العِلّة، ونائب الفاعل ضمير عائد إلى (مَنْ)، (به) مُتعلّقان بـ(يُجْزَ)، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ، (ولا … نصيراً) عطف على جواب الشرط، (لا) نافية، (يجدْ) مُضارع مجزوم عطفاً على (يُجْزَ)، (له) مُتعلّقان بـ(نصيراً)، (من دون) مُتعلّقان بـ(يجدْ)، و(دون) مُضاف إلى (الله)، (وليّاً) مفعول به، (ولا نصيراً) عطف على (ولياً)، و(لا) زائدة لتوكيد النفي

– 124– (ومَنْ … نقيراً) عطف على (مَنْ يعمل سوءاً ..)، (من الصالحات) صفة قامت مقام مفعول به مُقدّر، والتقدير : (عملاً من الصالحات)، (من ذكر) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (يعمل)، و(من) بيان لما أُبْهِمَ في (مَنْ)، (أو أنْثى) عطف على (ذَكَر)، (وهو مؤمن) حال ثانية، (فأولئك .. الجنة) جواب الشرط، (اولئك) مُبتدأ، (يدخلونَ الجنّة) خبر المُبتدأ، (ولا … نقيراً) عطف على (يدخلون ..)، (لا) نافية، (يُظلَمون) مُضارع مبني للمجهول، مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) نائب الفاعل، (نقيراً) صفة قامتْ مقام مفعول مطلق مُقدّر، و(نقيراً) في الأصل مُضاف إليه قام مقام مُضاف مُقدّر، والتقدير : (ولا يُظلمون ظُلماً مقدارَ نقير)

– 125 – (ومَنْ … مُحْسِنٌ) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم استفهام مبتدأ، و(أحسنُ) خبرُهُ، (ديناً) تمييز، والاستفهام بمعنى النفي، (ممّن) متعلّقان بـ(أحسن)، و(مَنْ) موصول، (أسْلَمَ .. مُحْسِنٌ) صلة (مَنْ)، (أسْلَمَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (وَجْهَهُ) مفعول به، (لله) مُتعلّقان بـ(أسْلَمَ)، و(أسلمَ وجهه لله) : اسْتَسْلَمَ وانقادَ وخَضعَ لله، وعمِلَ بما أمَرَ به وما نهى عنه، (وهو مُحْسِنٌ) جملة اسميّة حال من فاعل (أسلم) المُستتر، (واتّبع .. حنيفاً) عطف على (أسلم ..)، (اتَّبَعَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (مِلّةَ) مفعول به مُضاف إلى (إبراهيم)، و(المِلّة) هنا : السُّنّة، (حنيفاً) حال من فاعل (اتّبَعَ)، وتقدّمَ القولُ في (حنيفاً)، (واتّخذ .. خليلاً) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (اتَخَذَ) فعلٌ ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، (إبراهيمَ) مفعول به، (خليلاً) حال من (إبراهيم) – 126– (ولله … الأرض) مرتبطة بسياق ما تقدّم بالواو، وتقدّم القولُ في مثلها، (وكان … محيطاً) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، وتقدّم القولُ في مثلها .