نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

كَمَآ أَخۡرَجَكَ رَبُّكَ مِنۢ بَيۡتِكَ بِٱلۡحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ لَكَٰرِهُونَ ٥ يُجَٰدِلُونَكَ فِي ٱلۡحَقِّ بَعۡدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلۡمَوۡتِ وَهُمۡ يَنظُرُونَ ٦ وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٧ لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٨ إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ ٩ وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلَّا بُشۡرَىٰ وَلِتَطۡمَئِنَّ بِهِۦ قُلُوبُكُمۡۚ وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ١٠ إِذۡ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ أَمَنَةٗ مِّنۡهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيۡكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ لِّيُطَهِّرَكُم بِهِۦ وَيُذۡهِبَ عَنكُمۡ رِجۡزَ ٱلشَّيۡطَٰنِ وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ  ١١ إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ ١٢ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۚ وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ١٣ ذَٰلِكُمۡ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابَ ٱلنَّارِ ١٤

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 5 – أخْرَجَكَ ربُّكَ من بيتِكَ إلى بَدْرٍ بالصِّدْقِ المُطابقِ للمَصْلَحَةِ التي يَعْلَمُها ربُّكَ إخراجاً مِثْلَ الإخْراجِ الذي أخْرَجَكَ به من بيتِكَ في مَكّةَ إلى المدينةِ، (يدلُّ المعنى على أنَّهُ ليس في إخراجِك وإخراجِ المُؤمنين إلى بَدْرٍ أيُّ فسادٍ لا يُحقّق المَصْلَحَةَ من هذا الإخراج)، ويُؤكِّدُ أنَّ ربّكَ هو الذي أخرَجَكَ من بيتِكَ وأخرجَ المُؤمنين من بيوتِهم إلى بَدْرٍ انَّ جماعةً من المُؤمنين كارهون الخُروجَ إلى مُلاقاةِ قريش، لما يَعْلَمُونَهُ من قِلّةِ العُدَّة والعَدَدِ في المُسلمين وكَثْرَةِ قُريش وبَأْسِهم وشُهْرَتِهم في القتالِ

– 6 – وحالُهم أنّهم يُناقِشونَك في الحَقّ الذي هو أمْرُ اللهِ لهم بالخُروجِ إلى مُلاقاةِ قُريش بعد تَبْيِينِ اللهِ لهم أنّهُ أمْرٌ صِدْقٌ مُطابقٌ للمَصْلَحَةِ التي يَعْلَمُها، وحالُهم حين يُناقشونَك أنّهم يُشْبِهونَ حالَ قومٍ شَرَعُوا في نَزْعِ الرُّوحِ حالةَ كونِهم يَنْظُرُونَ إلى أسبابِ الموتِ التي اقْتَرَبَتْ منهم

– 7 – واذكروا حين مَنَّاكُم اللهُ بإحدَى الطائفتين، إي : أنّ إحدى الطائفتين تصيرُ لكم، (الطائفةُ الأولى عِيرُ قُرَيش، أي : قافِلَتُهم المُحمّلةُ بالطَّعامِ وأنواعِ التِّجارةِ منّاهم بالاستيلاء عليها، والطائفةُ الثانيةُ جماعةُ قُريش القادمونَ إلى بدر منّاهم بغَلَبَتِهم عليهم بالقتل والأسْر)، وحالكم أنّكم تَتَمَنَّونَ أنَّ غيرَ جماعةِ قُريش صاحبةِ القُوَّةِ والبأسِ القادمين إلى بدرٍ تصيرُ لكم، لِما تَعْلَمُونَهُ من قُوّةِ قريش وشدّةِ بَأْسِهم وشُهْرَتِهم في القتال (أي : تُحبّون أنَّ قافلةَ قريش المُحمّلةَ بالطعامِ ووأنواعِ التِّجارَةِ تصيرُ لكم)، وواقعُ الحالِ أنّ اللهَ يُريدُ أنْ يُثَبِّتَ الحقَّ الذي لا شكَّ فيه (وهو دينُ الإسلام) ويُظْهِرَهُ بكلماتِهِ التي قضى فيها أنْ يجعلَ الإسلامَ ظاهراً، ويُريدُ أنْ يُفْنِيَ الكافرين ويستأصِلَهم عن آخرهم (يَدُلّ المعنى على أنّ معركةَ بَدْرٍ التي أرادَ اللهُ حُصُولَها كانتْ بدايةَ تحقيقِ إرادةِ اللهِ في جَعْلِ الإسلام ظاهراً على الأديانِ كُلّها، واستئصالِ شَأْفَةِ الكُفْر، ويدلّ الفِعْل المُضارع (يُريدُ) على أنَّ إرادتَهُ تعالى بإحقاقِ الحَقّ وإفْناءِ الكافرين مُستمرّةٌ ما دامت الدّنيا)

– 8 – قَضى اللهُ أنْ يُفنِيَ الكافرين ويَسْتأصِلَهم لكي يُثبِّتَ الحَقَّ، ويُظْهِرَهُ، ويُبْطِلَ الباطلَ، ويُؤكِّدُ أنّ هذا حاصِلٌ أنّهُ لو كَرِهَ المُجرمون الذين ارْتَكَبُوا جريمةَ الشِّرْكِ بالله وجحودَ نُبُوّةِ الرسولِ مُحمّدٍ والقرآنِ الذي انْزَلَهُ اللهُ إليه أنْ يَثْبُتَ دينُ الإسلام في الأرضِ ويَظْهَرَ على الأديان لَثَبَّتَهُ الله وأظْهَرَهُ (يُمكن أنْ نستنتِجَ من هذا المعنى أنّهُ حينَ يأتي الوقتُ الذي يُثبِّتُ اللهُ فيه الحقَّ في الأرضِ، ويُظْهِرَهُ، ويُبْطِلَ الباطلَ فإنّهُ تعالى سيُسَبِّبُ الأسبابَ لتدميرِ القوّة المُتكبّرة التي يخضَعُ جميعُ العالم لسُلطانها وكبريائِها، كي يُثبِّتَ الحقَّ، ويُظْهِرَهُ، ويُبْطِلَ الباطلَ الذي ترعاهُ هذه القوّة، وتُسْنِدُهُ)

– 9 – اذكروا حين كنتم تَسْتَنْصِرونَ ربَّكُم، وتَسْتَعِينُونَ به على أعدائِكم يومَ بَدْرٍ برَفْعِ أيديكم والتّضَرُّعِ إليه، ليكشفَ عنكم ما فيكم من الضُّرِّ والضَّعْفِ، فاسْتَجابَ لكم ربُّكم بقبولِ دُعائكم بأنّي مُقوِّيكم ومُعينُكم بألفِ مُقاتلٍ كائنين من الملائكةِ حالة كونهم مُتْبِعَاً بعضُهم بعضاً

– 10 – وما صَنَعَ اللهُ الإمدادَ بالملائكةِ وفَعَلَهُ إلا لأجْلِ البِشارةِ لكم بالنّصْرِ على أعدائِكم، ولأجْلِ أنْ تَسْكُنَ قلوبُكم بعدَ الهَلَعِ والخَوْفِ، ولا تَقْلَق (يَدُلُّ المعنى على أنَّ اللهَ تعالى قد أنْزلَ ألفَ مُقاتلٍ من الملائكة فِعْلاً، لأجْلِ أنْ يكونوا سبباً للنّصْرِ، وذَكَرَ من أسباب النصْرِ : بشارةَ المُقاتلين بالنصّر، وسَكَنَ القلوب وزوالَ الخوفِ والهَلَعَ والقَلَق)، وواقعُ الحالِ ما النّصْرُ إلا من عِنْدِ الله، فاللهُ وَحْدَهُ يَمْلِكُ أسْبابَ النّصْرِ، لأنّ اللهَ قويٌّ قادِرٌ على كلّ شيء، لا يَغْلِبُهُ أحَدٌ، ولا يَمْنَعُهُ أحَدٌ من تحقيق إرادتِهِ، حكيمٌ مُتقنٌ لأفعالِهِ

– 11 – واذكروا حينَ جَعَلَ اللهُ النّعاسَ يَهْبِطُ عليكم، ويشْتَمِلُ عليكم، لأجْلِ الاطْمِئنانِ الذي يَزُولُ به الخوفُ بسَبَبِ النُّعاسِ، فتَسْتَسْلِمُوا له غيرَ مُكترثين بكثرةِ عَدوّكم وقُوّةِ سلاحِهم، واذكروا حينَ يُنَزِّلُ اللهُ عليكم من السّماءِ ماءَ المَطَرِ، لكي يُزيلَ عنكم به الوَسَخَ المادّي الذي لَحِقَ بأبْدانكم بسبب النوم على الأرض، ويُزيلَ عن قلوبِكم به الخوفَ والقَلَقَ وحُبَّ الدّنيا، ولكي يُزيلَ عنكم وَسْوَسَةَ الشيطانِ وتخويفَهُ إيّاكم (وهو حديثُ النَّفْسِ الذي يُلقي الشّيطانُ فِكْرَتَهُ في النّفْسِ، فتَبْدأُ النّفْسُ تُحَدِّثُ صاحِبها، وتُخَيِّلُ لها ما سيَحْدُثُ لهُ)، ولكي يُلْهِمَكم اللهُ بهِ الصَّبْرَ والثّقَةَ بالنّصْرِ، ويُقوّيَ قلوبكم ويُثَبِّتَها في مواجهةِ أعدائِكم، ولكي يُثَبِّتَ به أقدامَكم في أرضِ المعرَكةِ، فَتَقْوَى بذلكَ عزائمُكم في مُواجهةِ عَدوّكم (يدلُّ المعنى على أنَّ اللهَ تعالى قد هَيَّأَ أسبابَ النصر للمسلمين في بَدْر، فكانَ النّعاسُ ونزولُ ماءِ المطرِ سَبَباً من تلك الأسباب، ويَدُلّ المعنى على أنّ ماءَ المطرِ كان مُلْهماً لهم بأنّهُ علامةٌ من اللهِ لهم بنَصْرِهم على أعدائِهم)

– 12 – واذكروا حينَ أعْلَمَ ربُّكَ الملائكةَ بطريقةٍ لا يَعْرِفُها غيرُهم بأنّي مَعَكم في المَعونَةِ والنُّصْرَةِ على الكافرين، فإذا عَلِمْتُم ذلك فثبّتوا المُؤمنين بما أعطيتُكم من قُدُراتٍ، يُؤكِّد كوني مَعَكُم أنّي سأقْذِفُ في قلوبِ الكافرين الخَوْفَ والفَزَعَ، فإذا بَدَأت المعركةُ فأفْسِدُوا عقولَ الكافرين بخَلْطِ الأمورِ عليهم، ومَنْعِهم من القُدرةِ على تقدير الأمور، وأمْسكوا منهم أيديَهم التي تقبضُ على السلاح بمَنْعِها عن القُدْرَةِ في إمساك السُّيوفِ والرِّماحِ وأدواتِ القتال الأخرى (يَدُلُّ المَعنى على أنّ دَوْرَ الملائكة المُنزَلين كان كما تقدّم ذِكْرُهُ، فلم تُشارِكْ الملائكةُ في قَتْلِ المُشركين)

– 13 – ذلك الأمْرُ الذي أمَرَ اللهُ االملائكةَ به كائنٌ بسَبَبِ كونِ المُشركين من قُرَيش عادوا اللهَ ورسولَهُ، وخالفوهما وحاربوهما، وأيُّ إنسانٍ يُخالفْ اللهَ ورسولَهُ ويُعادِهما ويُحاربْهما يُعاقبْهُ اللهُ، لأنَّ اللهَ شديدُ العقاب

– 14 – ذلكم العِقابُ بالقَتْلِ والأسْرِ تَسْتَحِقّونَهُ، فقاسُوا مرارَتَهُ في الدنيا، وقَضاءُ ربِّك في الآخرةِ أنّ للكافرين عذابَ النّار (يدلُّ النَّظْمُ على أنّ هذه الآية نزلَتْ بعد انتصارِ المُسلمين على المُشركين في معركة بَدْر) .

معاني القرآن

– 5 – (كما … بالحق) مستأنفة في سياق ما تقدّم، والكاف بمعنى (مِثل) صفة قامت مقام مفعول مطلق مُقدّر مع عامله، و(ما) مصدرية، (أخْرَجَكَ) فعل ماضٍ، والكاف مفعول به، (ربُّك) فاعلُهُ، (من بيتك) مُتعلّقان بـ(اخْرَجَكَ)، (بالحق) متعلّقان بـ(أخرجك)، والمصدر المُؤوّل (ما أخْرَجَكَ .. بالحقّ) في محلّ جرّ بإضاف الكاف إليه، وتقدير الكلام : (أخْرَجَكَ ربُّكَ من بيتِكَ إلى بدر بالحقّ إخراجاً مِثْلَ الإخْراجِ الذي أخْرَجَكَ به من بيتِكَ في مكّةَ إلى المدينة)، (وإنّ .. لكارهون) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمون ما قبلها، (فريقاً) اسم (إنَّ)، (من المُؤمنين) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(فريقاً)، (لكارهون) خبر (إنّ) مُقترن بلام الابتداء المُزحلقة

– 6 – (يُجادلونك .. تبيّن) حال من (المؤمنين)، (يُجادلونَكَ) مثل (يسألونَك)، (في الحقّ) مُتعلّقان بـ(يُجادلونك)، و(جادلَهُ) : ناقَشَهُ، (بعدَ) ظرف زمان متعلّق بـ(يُجادلونك)، (ما) مصدرية، والمصدر المُؤوّل (ما تَبيّن) في محلّ جرّ بإضافة (بعد) إليه، (كأنما .. الموت) حال من فاعل (يُجادلونك)، (كأنَّما) كافّة ومكفوفة، و(كأنَّ) بمعنى التشبيه، (يُساقون) مُضارع مبني للمجهول، مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) نائب الفاعل، (إلى الموت) مُتعلّقان بـ(يُساقون)، و(يُساقون إلى الموت) تعبير بالكناية، بمعنى : الشروع بانتزاع أرواحهم، يُقال : ساق المريضُ نفسَهُ، وبنفسه : شَرَعَ في نَزْعِ الرّوح، (وهم ينظرون) حال من نائب الفاعل في (يُساقون) فالأحوال مُتداخلة

– 7 – (وإذْ … لكم) مرتبطة بما قبلها بالواو، (إذْ) ظرف لما مضى من الزمان متعلق بفعل مُقدّر تقديره : (واذكرو)، وهو مُضاف إلى الجملة (يَعِدُكم ..)، (يَعِدُكم) مُضارع مرفوع، والضمير (كم) مفعول به أوّل، (اللهُ) فاعلُهُ، (إحْدَى) مفعول به ثانٍ، وهو مُضاف إلى (الطائفتَيْنِ)، و(وَعَدَهُ الأمْرَ) : مَنّاهُ به، والمُرادُ بـ(الطائفتين) : عِيرُ قُريش، أي : قافلتُهم، والثانية : جماعةُ قُريش القادمين إلى بدر، (أنّها لكم) في تأويل مصدر بدل من (إحدى الطائفتين) بدل اشتمال، (وتودّون … لكم) الواو للحال، (تودّون ..) خبر لمبتدأ مُقدّر، والتقدير : (وأنتم تودّون ..)، (تَوَدّون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوّل (أنّ … لكم) مفعول به لـ(توَدّون)، (غيرَ) اسم (أنّ)، وهو مُضاف إلى (ذاتِ)، و(ذات) مُضاف إلى (الشوكة)، و(ذات الشّوكة) : صاحبةُ القُوّةِ والبأسِ، (تكونُ لكم) خبر (أنَّ)، (تكونُ) مُضارع ناقص بمعنى : (تصيرُ)، واسْمُهُ ضمير عائد إلى (غيرِ ذاتِ الشوكة)، (لكم) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (تكون)، والجملة الاسمية (وأنتم تودّون ..) حال من الضمير المجرور في (لكم)، و(وَدَّ الشيءَ) : تَمَنّاهُ، (ويُريد .. الكافرين) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان واقع الحال، (يُريدُ) مُضارع مرفوع، (اللهُ) فاعلُهُ، (أنْ) مصدرية ناصبة، (يُحِقَّ) مُضارع منصوب، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (الحقَّ) مفعول به، (بكلماتِهِ) مُتعلّقان بـ(يُحِقّ)، و(أحَقَّ الأمْرَ) : ثَبَّتَهُ وصدَّقَهُ، (ويَقْطَعَ .. الكافرين) عطف على ما قبلها، (يَقْطَعَ) مُضارع منصوب عطفاً على (يُحقَّ)، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (دابِرَ) مفعول به مُضاف إلى (الكافرين)، و(قَطَعَ اللهُ دابِرَهم) : أفْناهم

– 8 – (ليحقّ … المجرمون) اللام لام التعليل، متعلقة بفعل مُقدر، ويُمكن تقديره : (قَضى بذلك ليُحقَّ)، (يُحِقَّ) مُضارع منصوب بعد لام التعليل، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (الحقَّ) مفعول به، والجملة مُستأنفة في سياق ما قبلها، (ويُبْطِلَ الباطِل) عطف على ما قبلها، (ولو .. المُجرمون) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (كَرِهَ المُجرمون) جملة الشرط بـ(لو)، ومفعول (كَرِهَ) مُقدّر بدلالة السياق، ويُمكن تقديرهُ : (أنْ يَثْبتَ دينُ الإسلام ويَظْهَرَ على الأديان)، وجواب (لو) مُقدّر بدلالة ما قبلها، وتقديره : (لَثَبَّتَهُ)

–  9 – (إذْ تستغيثون ربّكم) مستأنفة في سياق ما تقدّم، (إذْ) ظرف متعلق بفعل مُقدّر تقديره : (اذكروا)، وهو مُضاف إلى الجملة (تستغيثون ربّكم)، (تستغيثون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (ربَّكم) مفعول به، و(اسْتغاثَ فلاناً) : اسْتنصَرَهُ واسْتعانَ به، وفي التعبير بصيغة المضارع في (تستغيثون) مع (إذْ) التي هي ظرف لما مضى من الزمان فن بلاغي، هو الانتقال من الحاضر لتصوير ما وقع في الماضي، (فاستجاب … مُردفين) عطف على ما قبلها بالفاء التي تُفيد الترتيب، (اسْتجابَ) فعل ماضٍ، (لكم) مُتعلّقان بـ(اسْتجاب)، (ربُّكم) فاعلُهُ، و(اسْتجابَ الله فلاناً، ولَهُ) : قَبِلَ دُعاءَهُ وقضى حاجَتَهُ، (أنّي) (ياءُ المُتكلّم) اسْمُ (أنَّ)، (مُمِدُّكُم) خبرها، و(مُمِدّكم) : مُعينُكم بمَدَدٍ، و(المَدَدُ) : الجيشُ، والمصدر المُؤوَّل (أنّي مُمِدُّكم) مجرور بحرف جَرّ مُقدّر، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(استجاب، (بألف) مُتعلّقان بـ(مُمِدّكم)، وتمييز (ألف) مجرور مُقدّر، (من الملائكة) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لتمييز (ألف) المُقدّر قامتْ مقامه، (مُردفين) حال من (الملائكة)، بمعنى : مُتبعاً بعضُهم بعضاً

– 10 – (وما جعله .. بشرى) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) نافية، (جَعَلهُ) فعل ماضٍ، والهاء مفعول به، وهو عائد إلى (الإمداد بالملائكة)، و(جعَلَ الشيءَ) : صَنَعَهُ وفَعَلَهُ، (إلا) أداة حصر، (بشرى) مصدر مفعول لأجله، (ولتطمئنَّ به قلوبكم) عطف على (بشرى)، لأنَّهما مُتشاركان في التعليل، (تطْمَئِنّ) مُضارع منصوب بعد لام التعليل، (به) مُتعلّقان بـ(تطمئنَّ)، (قلوبُكم) فاعلُهُ، و(اطْمأنَّ القلبُ) : سَكَنَ بعدَ انْزِعاجٍ ولم يقلق، (وما النصر .. الله) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان واقع الحال، (ما) نافية، (النَّصْرُ) مُبتدأ، (إلا) أداة حصر، (من عنِدِ) مُتعلّقان بمُقدّر خبر، و(عند) مُضاف إلى (الله)، (إنّ الله … حكيم) تعليل لما قبلها

– 11 – (إذْ يُغشّيكم … منه) (إذْ) ظرف متعلق بفعل مُقدّر تقديره : (واذكروا)، وهو معطوف على (اذكروا إذْ تستغيثون ..)، و(إذْ) مُضاف إلى الجملة (يُغَشِّيكم)، (يُغَشِّيكم) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة على الياء، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله) تعالى، والضمير (كم) مفعول به أوّل، (النّعاسَ) مفعول به ثانٍ، و(غَشِيَ الأمْرُ فلاناً) : غطّاهُ واشْتَمَلَ عليه، و(غَشَّى فلاناً الأمْرَ) : جَعَلَهُ يغْشاهُ، والمعنى هنا : (جَعَلَ النّعاسَ يَهْبِطُ عليكم، ويشْتَمِلُ عليكم، فتستسلمون له)، (أمَنَةً) مفعول لأجله، و(الأمَنَة) : الاطْمِئنانُ الذي يزولُ به الخوف، (منه) مُتعلّقان بـ(أمَنَة)، وفي (من) معن السّبَبيّة، والهاء في (منه) عائد إلى (النّعاس)، (ويُنزّلُ … به) عطف على (يُغشّيكم)، (يُنَزِّلُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (عليكم) مُتعلّقان بـ(يُنَزِّل)، (من السماء) مُتعلّقان بـ(يُنَزِّل) أيضاً، ولام التعليل في (ليُطهِّرَكم) متعلّق بـ(يُنزّل)، (يُطَهِّرَكم) مُضارع منصوب بعد لام التعليل، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (كم) مفعول به، (به) مُتعلّقان بـ(يُطَهِّركم)، و(طَهَّرَ البدَنَ بالماء) : أزال ما به من الوَسَخ، و(طَهَّرَ القَلْبَ) : أزالَ ما به من خوفٍ أو قَلَقٍ أو حقدٍ أو شَكٍّ أو شِرْكٍ أو حُبّ للدنيا، (ويُذهِبَ) مُضارع منصوب عطفاً على (يُطهِّرَكم)، (عنكم) مُتعلّقان بـ(يُذهِبَ)، (رِجْزَ) مفعول به، وهو مُضاف إلى (الشيطان)، و(أذْهَبَ الشيءَ) : أزالَهُ، و(رِجْزُ الشيطان) : وَسْوَسَتُهُ، (وليربِطَ ..) عطف على (ليُطَهِّرَكم ..)، و(الرَّبْطُ) : الشَّدَّ، واسْتُعير لمعنى ثبات القلب، فقالوا : (رَبطَ جَأْشُهُ) : ثَبَتَ قلبُهُ، فلم يَفِرّ عندَ الفَزَع، وقالوا : (رَبَطَ اللهُ على قلبه بالصبْرِ) : ألْهَمَهُ إيّاهُ وقوّاه، (ويُثبّتَ به الأقدام) عطف على (يربِطَ)، وفي التعبير كناية عن تثبيت العزائم، لأنّ ثباتَ القَدَم يَدُلُّ على ثباتِ عزيمةِ صاحبها

– 12 – (إذْ يوحي … معكم) القولُ في (إذْ) مثل القول فيما قبلها، (يُوحِي) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة، (ربُّك) فاعلُهُ، (إلى الملائكة) مُتعلّقان بـ(يُوحِي)، والمصدر المؤوّل (أنّي معكم) في محلّ نصب بنزع الخافض، (فثبِّتوا .. آمنوا) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة ضمن الكلام المُوحَى إليهم، ولم يذكر كيفية تثبيتهم المؤمنين للدلالة على أنّ الملائكةَ عندهم قُدراتٌ مُختلفةٌ لتحقيق الأمر الإلهي، (سأُلقي … الرعب) توكيد لـ(أنّي معكم)، السين حرف استقبال وتأكيد، (أُلْقِي) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة، (في قلوب) مُتعلّقان بـ(أُلقي)، و(قلوب) مُضاف إلى (الذين)، (كفروا) صلة (الذين)، (الرُّعْبَ) مفعول به، و(الرُّعْبُ) : الخوفُ والفَزَعُ، (فاضربوا .. الأعناق) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة ضمن الكلام المُوحَى إليهم، (اضْربوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، ومفعوله مُقدّر، والتقدير : (اضْربوهم)، (فوقَ) ظرف مكان مُتعلّق بـ(اضْربوا)، وهو مُضاف إلى (الأعناق)، ويُريد بـ(فوقَ الأعناق) : رؤوسَهم التي فيها العُقول، و(ضَرَبَ على فلان) : أفسد عليه أمْرَهُ، (واضربوا.. بنان) عطف على ما قبلها، و(البنان) : أطراف الآصابع، والمُراد (اليد)، ولكنّه عبّرَ بـ(البنان)، لأنّهُ بها يكون مَسْكُ السلاح، (وضَرَبَ على يد فلان) : أمسك يَدَهُ، ومنعها عن الحركة

– 13 – (ذلك … ورسوله) مُستأنفة لبيان سبب الأمْرِ السابق، (ذلك) مبتدأ، (بأنّهم .. ورسوله) الباء حرف جر بمعنى السببية، (أنّ) حرف توكيد ونصْبٍ ومَصدر، والضمير (هم) اسمُها، (شاقّوا اللهَ) خبر (أنّ)، (شاقّوا) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (اللهَ) مفعول به، (ورسولَهُ) عطف على (اللهَ)، و(شاقَّهُ) : خالفَهُ وعاداه، والمصدر المُؤوّل (أنَّهم … ورسوله) مجرور بالباء، والجار والمجرور مُتعلّقان بمُقدّر خبر المبتدأ، (ومَنْ … العقاب) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يُشاقِقْ .. ورسولَهُ) جملة الشرط، (يُشاقِقْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (اللهَ) مفعول به، (ورسولَهُ) عطف ععلى (الله)، وجواب الشرط مُقدّر، والتقدير : (يُعاقبْهُ اللهُ)، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ، (فإنّ الله .. العقاب) مرتبطة بجواب الشرط بالفاء التي بمعنى التعليل

– 14 – (ذلكم) مبتدأ، والإشارة إلى (عقاب الله لهم بالقَتْلِ والأسْرِ)، وخبرُهُ مُقدّر، والتقدير : (تَسْتَحِقّونَهُ)، والجملة مستأنفة في سياق ما قبلها، (فذوقوه) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (ذوقوه) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والهاء مفعول به، (وأنّ .. النار) عطف على ما قلها، (أنّ) حرف توكيد ونصْب ومَصْدر، (للكافرين) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (أنَّ) مُقدّم، (عذابَ) اسم (أنّ) مُؤخَّر، وهو مُضاف إلى (النار)، والمصدر المُؤوّل (أنَّ للكافرين عذابَ النّار) في محلّ رفع خبر، والمُبتدأ مُقدّر يدلّ عليه السياق، والتقدير : (وقضاءُ اللهِ في الآخرة أنّ ..) .