نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَآبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ٥٥ ٱلَّذِينَ عَٰهَدتَّ مِنۡهُمۡ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهۡدَهُمۡ فِي كُلِّ مَرَّةٖ وَهُمۡ لَا يَتَّقُونَ ٥٦ فَإِمَّا تَثۡقَفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡحَرۡبِ فَشَرِّدۡ بِهِم مَّنۡ خَلۡفَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ ٥٧ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوۡمٍ خِيَانَةٗ فَٱنۢبِذۡ إِلَيۡهِمۡ عَلَىٰ سَوَآءٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡخَآئِنِينَ ٥٨ وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ ٥٩ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ تُرۡهِبُونَ بِهِۦ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمۡ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمۡ لَا تَعۡلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعۡلَمُهُمۡۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيۡكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تُظۡلَمُونَ ٦٠ ۞ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا وَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٦١ وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢ وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٤

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 55 – إنّ أكثرَ الدَّوابِّ شَرَّاً (أي : ما يَدُبُّ على الأرضِ من النّاسِ) في حُكْمِ اللهِ وقضائِهِ الذين جَحَدوا نُبُوّةَ رسولِ اللهِ مُحَمّدٍ، والقرآنَ الذي أنْزَلَهُ اللهُ إليه من أحبارِ اليهودِ وعُلمائِهم ورُؤسائِهم، فهم لا يُصَدِّقونَ بأنّهُ رسولُ اللهِ، ولا يُصَدِّقونَ بالقرآنَ الذي أنْزَلَهُ اللهُ إليه مَعَ وُضُوحِ الحُجَجِ والدِّلالاتِ عندَهُم على أنّهُ الرسولُ الذي بَشَّرَ به أنبياؤهم

– 56 – أي : الذينَ أخَذْتَ من بعْضِهم عَهْداً، (يَدُلُّ المعنى على أنَّ المُرادَ بهم اليهودُ الموجودون في المدينة، أخَذَ النبيُّ (ص) من عُلمائهم وأحبارِهم ومن رؤسائهم عَهْداً بأنْ لا يَضُرّوا المُسلمين، وأنْ لا يتحالَفُوا مع الكُفّارِ عليهم)، ثم ينكثونَ عهدَهم في كُلِّ مَرّةٍ، وحالُهم أنّهم لا يخافونَ عقابَ الله (عاهَدَ الرسولُ (ص) يهودَ بني النضير، فنَقَضُوا عهدَهم مَعَهُ، وعاهَدَ يهودَ بني قَيْنُقاع، فنَقَضُوا العَهْدَ مَعَهُ، وعاهَدَ يهودَ بني قُرَيظَةَ، فنَقَضُوا العَهْدَ مَعَهُ)

– 57 – فأُؤَكّْدُ عليك إنْ تُدْرِكْ بعضَهُم، وتَظْفَرْ بهم في الحَرْبِ فَشَرِّدْ بهم الذين يأتونَ بَعْدَهم (أي : إنْ تُدْرِكْ جماعةً منهم، وتَظْفَرْ بهم في الحَرْبِ ففَرِّقْهُم بقوّةٍ وقَسْوَةٍ بأسْرِهم وقَتْلِ بعضِهم، لكي تخافَ الجماعةُ الذين يأتونَ بعْدَهم، فلا يُقاتلوكُم)، لكي يَتَّعِظَ الآخرون من اليهودِ الموجودين في المدينة بما فَعَلْتُم ببعضِهم، فيخافوكم، ولا يَنْقُضُوا عَهْدَهم معكم، ولا يتحالفوا مع عدوِّكم

– 58 – وأُؤَكِّدُ عليك إنْ تَخَفْ من جماعةٍ منهم غَدْراً فأعْلِمْهم بأنَّكَ طَرَحْتَ عَهْدَهم مَعَك، ونَقَضْتَهُ حالةَ كونِكَ وكونِهم متساوِينَ في العِلْمِ بنَقْضِ العَهْدِ، ولا تَبْدَأْهم بقتالٍ قبلَ أنْ تُعلِمَهم بنَقْضِ العهد، فيَنْسُبُوكَ إلى الغَدْرِ والخيانَةِ، لأنّ اللهَ لا يُحبّ الخائنين (تُعَدُّ هذه الآية أساساً للمُشَرِّع الإسلامي في استنباط أحكامِ علاقاتِ الدولة الإسلامية بغيرِها من الدُّولِ الأخرى)

– 59 – وأنْهى الذين جَحَدوا نُبُوّةَ رسولِ اللهِ مُحَمّدٍ، والقرآنَ الذي أنْزَلَهُ اللهُ إليه من اليهودِ والمُشركينَ نَهْياً مُؤَكَّداً عن أنْ يَظُنُّوا أنْفُسَهم فاتونا في أمْرِنا بتمكينِكَ منهم، ونَصْرِكَ عليهم، لأنّهم لا يفوتونَنا

– 60 – وهيِّئوا وجَهِّزوا لأعدائِكم كُلَّ شيءٍ صِفَتُهُ أنّكم تَقْدِرون على إعدادِهِ وتهيئتِهِ حالةَ كونِهِ من مُسْتَلْزَماتِ القُوَّةِ، مِثْلَ جميعِ أنواع السّلاح والعَتادِ، وجميعِ أنواعِ الإعدادِ البَدَنِي والنَّفْسِي، وحالةَ كونِهِ من الخيلِ المُهيّأةِ في مرابِطِها، أو جميعِ أنواعِ الآلات التي يَرْكَبُها الجُنْدُ لقتالِ أعدائهم، وابْذُلُوا في إعدادِهِ جهدَكم الذي تستطيعون عليه، لأنَّكم تُخوِّفون به أعداءَ اللهِ وأعداءَكم تخويفاً يَرْدَعُهم عن التفكير بالتَّعَرُّضِ إليكم بغزوٍ أو أيِّ نوعٍ من أنواعِ الضّرَرِ، وتُخوّفون به آخرين صفتُهم أنَّهم كائنون من غيرِ أعدائِكم المعروفين المُعْتادِينَ، صِفَتُهم أيضاً أنّكُم لا تَعْرِفُونَهم، لأنّهم لم يُظْهِروا أنْفُسَهم لكم بالعَداوةِ، ولكنَّهم يُضْمِرونَ العداوةَ لكم، ويتحيّنون الفُرَصَ للنَّيْلِ منكم – أُؤكِّد لكم أنّ اللهَ يعرِفُهُم – وأيَّ نفقةٍ تُنفقوا في القتالِ من أجلِ الدِّفاعِ عن مُجْتَمَعِكم المُسلم، وعن دينِ اللهِ حالةَ كونِها شيئاً تَقْدِرُونَ عليه يُعْطِكُمُ اللهُ جزاءَهُ وافياً في الدُّنيا بحِفْظِ أولادِكم وأهليكم، وحِفْظِ مصالحِ مُجْتَمَعِكم وثرواتِهِ من أعدائِكم، وفي الآخرةِ بإدخالِكم جنّاتِ النّعيم خالدين فيها، وحالُكُم أنّ اللهَ لا يَظْلِمُكم شيئاً ممّا قدّمْتُموهُ في الدنيا والآخرة (تُعَدُّ هذه الآية أكمل قانون في الدِّفاعِ عن المجتمع المُسلِمِ ضِدَّ الأخطار الخارجية التي تُهدّده)

– 61 – وإنْ مالَ أعداؤكم إلى الصُّلْحِ والمُسالَمَةِ، وتَرْكِ الحَرْبِ، والتَّخَلّي عن إلْحاقِ الضّرَرِ بكم فمِلْ – يا مُحَمَّدُ – إلى الصُّلْحِ والمُسالَمَةِ، واسْتَسْلِمْ إلى الله، واعْتَمِدْ عليه بجعلِهِ وكيلاً ومُدافعاً عنك وعن المُؤمنين، لأنّ اللهَ هو السَّميعُ الذي يَسْمَعُ ما يَتَسارُّ به أعداؤكم، وهو العليمُ الذي يَعْلَمُ ما يفعلونَهُ وما يَنْوُونَ فِعْلَهُ

– 62 – وإنْ يُريدوا أنْ يخدعوك بطَلَبِهم الصُّلْحَ والمُسالَمَةَ فلا تخَفْ خِداعَهم، لأنّ كافيَك اللهُ أمْرَ خِداعِهم، يُؤكِّد ذلك أنّهُ هو الذي قَوَّاك بنَصْرِهِ إيّاك عليهم، وقوّاك بالمؤمنين الذين آمنوا بك، وقاتلوا بين يديك

– 63 – وهو الذي جَمَعَ بين المؤمنين من الأوس والخزرج في المدينةِ بانْتزاعِهِ ما في قُلُوبِهم من بُغْضٍ وعداوَةٍ وكُرْهٍ بعد أنْ كانوا حيَّيْنِ مُتباغِضَيْنِ مُتعادِيَيْنِ، يُؤكِّد أنّ ذلك تَمَّ بفَضْلِ اللهِ أنّك لو أنْفَقْتَ كُلَّ شيءٍ كائنٍ في الأرض حالةَ كونِهِ مُجْتَمِعاً من أجْلِ جَمْعِهم لَما أمكنك أنْ تجمَعَ بينهَم بانتزاعِ ما في قلوبِهم من بُغْضٍ وعداوَةٍ وكُرْهٍ، ولكنّ اللهَ جَمَعَ بينَهم، لأنّهُ قادِرٌ على كُلِّ شيءٍ، ولا يَمْتَنِعُ من قُدْرَتِهِ شيءٌ، حكيمٌ مُتْقِنٌ لجميع أفعاله

– 64 – يا أيّها النَّبِيُّ، كافيكَ اللهُ وكافي الذين اتّبعوكَ من المؤمنين بنُبُوّتِكَ وبما أُنْزِلَ إليكَ أمْرَ الجاحدين نُبُوّتَكَ وما أُنْزِلَ إليكَ من اليهودِ والمُشركين .

الفن المعامري المسجد النبوي

Photo credit: © by Safa Kadhim

– 55 – (إنّ شرّ … كفروا) مستأنفة في سياق ما قبلها، وتقدّم الكلام في (إنّ شَرَّ الدوابِ عندَ الله) في (الآية : 22)، ويدلّ سياق الآية، والتي بعدها ومعناهما على أنّ المُراد بـ(الذين كفروا) : أحبارُ اليهود وعُلماؤُهم ورُؤساؤُهم الذين جَحَدوا نُبوّةَ مُحَمدٍ (ص)، وما أُنْزِلَ إليه، وحَرَّضوا كُفارَ قُريش على قتاله، (الذين) خبر (إنّ)، (كفروا) صلة (الذين)، (فهم لا يؤمنون) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (هم) مُبتدأ، (لا يُؤمنون) خبر، (لا) نافية، (يُؤْمنون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ

– 56 – (الذين) موصول بدل بعض من الموصول (الذين) في الآية التي قبله، (عاهدتَ منهم) صلة (الذين)، (عاهَدْتَ) فعل ماضٍ، والتاء ضمير المُخاطب فاعلُهُ، (منهم) مُتعلّقان بـ(عاهَدتَ) على تضمينه معنى (أخَذْتَ منهم عَهْداً)، (ثم … مرّةٍ) عطف على صلة (الذين)، (ينقضونَ) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (عَهْدَهم) مفعول به، (في كُلِّ) مُتعلّقان بـ(ينقضون)، و(كُلّ) مُضاف إلى (مَرّة)، (وهم لا يتقون) حال من فاعل (ينقضون)

– 57 – (فإمّا … يذّكّرون) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (إمّا) هي (إنْ) الشرطية مُدْغَمَة بـ(ما) الزائدة، لتوكيد معنى الشرط، (تثْقَفَنَّهم في الحرب) جملة الشرط، (تَثْقَفَنَّهم) مُضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهو في محلِّ جزم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، والضمير (هم) مفعول به، وهو في الأصلِ مُضاف قامَ مقامَ مُضافٍ إليه، والتقدير : (بعْضَهُم)، و(ثَقِفَهُ في الحرب) : أدْرَكَهُ، وظَفِرَ به، (فشرِّدْ .. خلفهم) جواب الشرط، (شَرِّدْ) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، و(شَرِّدْ) بمعنى : فَرِّقْ، (بهم) مُتعلّقان بـ(شَرِّدْ)، (مَنْ) موصول مفعول به، (خلْفَهم) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر صلة (مَنْ)، و(الخَلْفُ) : الجماعة الذين يأتونَ بعَدَ الذين قبلَهم، (لعلّهم يَذّكّرون) تعليل لما قبلها

– 58 – (وإمّا … سواء) عطف على ما قبلها، (تخافَنَّ) مُضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهو في محلِّ جزم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، (من قومٍ) مُتعلّقان بـ(تخافَنَّ)، (خيانةً) مفعول به، و(الخيانة) هنا : الغَدْرُ، (فانْبِذْ … سواء) جواب الشرط، (انْبذْ) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، ومفعولُهُ مُقدّر بدلالة ما تقدّم، والتقدير : (فانْبِذْ إليهم عَهْدَهم)، و(نَبَذَ الشيءَ) : طَرَحَهُ، و(نَبَذَ العَهْدَ) : نقضَهُ، و(نابَذَهُ الحرْبَ) : جاهَرَهُ بها، (على سواء) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (انبِذْ) المستتر، ومن الضمير المجرور في (إليهم) ومعنى (فانْبِذْ إليهم ..) على المجاز، فهي بمعنى : (فأعلمهم بأنَّكَ طَرَحْتَ العَهْدَ معهم، ونَقَضْتَهُ ..)، فشبَّهَ نَبْذَ العهد ونقضِهِ بالمُجاهَرة برَمْي شيءٍ غير مَرْغوبٍ فيه، (إنّ .. الخائنين) تعليل لجملة مُقدّرة دلّ عليها التعليل الذي قام مقامها، وتقديرها : (ولا تَبْدأْهم بقتال قبلَ أنْ تُعلِمَهم بنَقْضِ العهد معهم، فينسبوك إلى الغَدْرِ والخيانة، إنَّ الله ..)

– 59 – (ولا يحسبنَّ .. سبقوا) مرتبطة بما قبلها بالواو، (لا) ناهية، (يحْسَبَنَّ) مُضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وهو في محلّ جزم بـ(لا) الناهية، (الذين) موصول فاعلُهُ، (كفروا) صلة (الذين)، و يدلّ السياق على أنَّ المراد بـ(الذين كفروا) : اليهود والمُشركون من العرب، والمفعول به الأول لـ(يحْسَبَنَّ) مُقدّر، وتقديره : (أنفَسَهم)، (سبقوا) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والمفعول به مُقدّر، والتقدير : (سبقونا في أمْرنا)، والجملة الفعلية في محلِّ نصب في موضِعِ المفعول به الثاني، و(سبقَ فلاناً في كذا وبكذا) : فاته، (إنّهم لا يُعجزن) تعليل لما قبلها، ومفعول (يُعجزون) مُقدّر، أي : (يُعجزوننا)

– 60 – (وأعدّوا … الخيل) مرتبطة بما قبلها بالواو، (أعِدّوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (لهم) مُتعلّقان بـ(أعدوا)، (ما) نكرة موصوفة مفعول به لـ(أعدّوا)، و(أعَدَّ الشيءَ) : هَيَّأَهُ وجَهَّزَهُ، (اسْتَطَعْتُم من قوّة) صفة لـ(ما)، (اسْتَطَعْتُم) فعل ماضٍ، والضمير (تم) فاعلُهُ، والضمير العائد إلى (ما) مُقدّر، (من قوة) مُتعلّقان بمُقدّر حال من الضمير العائد على الموصوف، والتقدير : (اسْتَطَعْتُموه)، ويدخلُ في قوله تعالى ” ما استطعتم ” كلُّ ما يدخل تحت قُدْرَة الناس من العُدّة، وتُطْلَق (القوّة) مجازاً على قوّة الجيش الناتجة عن الإعداد البدني والنفسي، وعلى قوة السلاح والعتاد الذي يستعمله الجيش، وتنكير ( القوّة) في الآية الكريمة دليل على استغراق القوة لجميع أنواع الأسلحة والعتاد في كلّ زمن وعصر، (ومن رباط) عطف على (من قوّة)، و(رباط) مُضاف إلى (الخيل)، ومعنى (رباط الخيل) الخيل المُهيَّأة للقتال، ويَصْدُقُ على كلّ آلة يركبها الجُنْد في قتال أعدائهم، (تُرهبون .. وعدوَّكم) تعليل للأمْر، (تُرْهِبون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعله، (به) مُتعلّقان بـ(تُرهبون)، والهاء ضمير عائد إلى (ما)، (عدوَّ) مفعول به مُضاف إلى (الله)، (وعدوَّكم) عطف على (عدوّ الله)، و(أرْهَبَ فلاناً) : خَوَّفَهُ وفَزَّعَهُ، (وآخرين) عطف على (عدوّكم)، (من دونهم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(آخرين)، (لا تعلمونهم) صفة ثانية لـ(آخرين)، (اللهُ يعلمهم) جملة اسميّه معترضة للتوكيد، (وما … تُظلمون) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) اسم شرط مفعول به مُقدّم، (تُنفقوا ..) جملة الشرط، (من شيء) مُتعلّقان بمُقدّر حال من (ما)، و(من) بيان لما أُبْهِمَ في (ما)، (في سبيل) مُتعلّقان بـ(تُنفقوا)، و(سبيل) مُضاف إلى (الله)، (يُوَفَّ إليكم) جواب الشرط، (يُوَفَّ) مُضارع مبني للمجهول مجزوم بالشرط، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة، ونائب الفاعل ضمير عائد إلى (شيء)، (إليكم) مُتعلّقان بـ(يُوَفَّ)، (وأنتم لا تظلمون) حال من فاعل (تُنفقوا)

– 61 – (وإنْ .. لها) مرتبطة بما قبلها بالواو، (جنحوا للسلم) جملة الشرط، (جَنَحوا) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (للسلم) مُتعلّقان بـ(جَنَحوا)، و(جَنَحَ إليه) : مال، و(السَّلْم) : الصُّلْح، (فاجْنَحْ لها) جواب الشرط، وأعاد الضمير في (لها) إلى (السَّلْم) مُؤَنَّثاً، لأنّ (السَّلْم) فيه معنى (المُسالمة)، (وتَوَكَّلْ على الله) عطف على جواب الشرط، (تَوَكَّلْ) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، (على الله) مُتعلّقان بـ(توكَّلْ)، و(توكَّلَ على الله) : اسْتَسْلَمَ إليه، (إنّه .. العليم) تعليل للأمر، (إنّه) (إنّ) واسمُها، (هو) ضمير الفصْل لا محلّ له، (السميعُ) خبر (إنّ)، (العليمُ) خبر ثانٍ

– 62 – (وإنْ … الله) عطف على ما قبلها، (يُريدوا ..) جملة الشرط، (يُريدوا) مُضارع مجزوم بالشرط، وعلامة جزمه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوّل (أنْ يخْدَعوك) مفعول به، وجواب الشرط مُقدّر، وتقديره : (فلا تَخَفْ خِداعَهم)، (فإنّ .. الله) مرتبطة بجواب الشرط بالفاء التي بمعنى التعليل، (حَسْبَكَ) اسم (إنَّ)، بمعنى : (كافيكَ)، (اللهُ) خبر (إنَّ)، (هو … وبالمؤمنين) توكيد لمضمون ما قبلها، (هو) مبتدأ، (الذي) موصول خبر، (أيَّدَكَ بنصره) صلة (الذي)، (بنَصْرِهِ) مُتعلّقان بـ(أيَّدَكَ)، و(نصر) مُضاف إلى الهاء من أضافة المصدر إلى فاعلِهِ، ومفعوله مُقدّر، أي : (بنصره إيّاك)، (وبالمُؤمنين) عطف على (بنصْرِهِ)

– 63 – (وألَّف بين قلوبهم) عطف على (أيَّدك ..)، (ألَّفَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، و(ألَّفَ) بمعنى : (جَمَعَ)، (بينَ) ظرف مكان مُتعلّق بـ(ألَّفَ)، وهو مُضاف إلى (قلوبهم)، وقال : (بين قلوبهم) ولم يقل : (بينهم)، لأنَّ القلب مركز العواطف والبُغْض والعَداوة والكُرْه، فيصير المعنى : (جَمَعَ بينهم بانْتزاعِهِ ما في قلوبهم من بُغْضٍ وعداوَةٍ وكُرْهٍ) (لو … قلوبهم) توكيد لمضمون ما قبلها، (أنفَقْتَ ..) جملة الشرط بـ(لو)، (ما) نكرة موصوفة مفعول به، (في الأرض) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(ما)، (جميعاً) حال من (ما) بعد وصفها، (ما … قلوبهم) جواب (لو)، (ما) نافية، (ألَّفْتَ) فعل ماضٍ، والتاء ضمير المُخاطب فاعلُهُ، (بينَ) ظرف مكان مُتعلّق بـ(ألَّفَ)، وهو مُضاف إلى (قلوبهم)، (ولكنّ .. بينهم) مرتبطة بما قبلها بالواو للاستدراك عليها بـ(لكن)، (إنّه … حكيم) تعليل لما قبلها، (عزيزٌ) خبر (إنّ)، (حكيمٌ) خبر ثانٍ

– 64 – (يا أيّها .. المؤمنين) مستأنفة في سياق الحديث عن الإعداد والاستعداد لمواجهة عدوّ المسلمين، (يا أيُّها النبيُّ) ندائية، وتقدّم القولُ في مثلها، (حسْبُكَ اللهُ) ما نُودِيَ لأجله، (حَسْبُكَ) مُبتدأ، (اللهُ) خبر (ومَنْ) موصول عطف على (الكاف) في (حسبُك)، (اتّبعك من المؤمنين) صلة (مَنْ)، (اتّبَعَك) فعل ماضٍ، وفاعله ضمير عائد إلى (مَنْ)، والكاف مفعول به، (من المؤمنين) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (اتّبعك) .