نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن
(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٨٧ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ ٨٨ لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖۚ ذَٰلِكَ كَفَّٰرَةُ أَيۡمَٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٨٩ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ٩١ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُواْۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ٩٢ لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّأَحۡسَنُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٩٣
المعنى في ضوء التحليل اللغوي :
87 – يا أيُّها الذين آمنوا، لا تُحَرِّمُوا على أنْفُسِكم طيّباتِ الأطْعِمَةِ التي أحَلَّها اللهُ لكم، (وهي كُلُّ ما تَسْتَلِذّهُ الحَوَاسُّ أو النَّفْسُ، وما خلا من الأذى والخَبَث)، ولا تَتَجاوَزُوا الحَقَّ بتَحْريمِ ما أحَلّهُ اللهُ لكم، فتَتَجاوَزُوا بذلك على سُلطانِ اللهِ في التَّشْرِيعِ، لأنّ اللهَ لا يُحبّ المُتجاوزين على سُلْطانِهِ في ما أحَلّهُ وما حَرَّمَهُ عليكم (يدلّ مجيءُ الأيةِ في سياقِ الكلامِ عن النّصارى على أنّ رهبانَ النّصارى وقساوِسَتَهم المُنْقَطعين إلى العبادةِ قد حَرَّموا على أنْفُسِهم طيّباتِ أشياءٍ أحلّها اللهُ لهم، فنهى اللهُ المُؤمنين عن أنْ يكونوا مِثْلَهم، فيُحَرِّمُوا على أنْفُسِهم طيّباتِ الأطعمةِ التي أحَلّها اللهُ لعبادِهِ، ويَدُلُّ المعنى على أنّ تحريمَ الأطْعِمَةِ التي تستلذّها النَّفْسُ والحَوَاسُّ، وخَلَتْ من الأذى والنَّجاسةِ، ولم يَنْزِلْ فيها تحريمٌ من الله في القرآنِ هو اعتداءٌ وتجاوُزٌ على سُلطانِ اللهِ في التشريع، وهو فِعْلٌ مُحَرّم)
– 88 – وكُلوا من الذي رَزَقَكم اللهُ إيّاهُ أكْلاً حلالاً تَسْتَلِذُّهُ أنْفُسُكم أو حواسُّكم (يدلّ المعنى على إباحةِ الأكل من كُلّ الأطعمة التي تَسْتَلِذّها الأنْفُسُ أو الحَوَاسُّ، ولم يُنْزِلْ اللهُ فيها تحريماً في القرآن)، وخافوا اللهَ الذي أنتم مُؤمنون به في أنْ تُحَرِّموا مِمّا لم يُحَرِّمْهُ الله، أو تُحِلّوا ما حَرّمَ، واحفظوا أنْفُسَكم من عِقابِهِ
– 89 – لا يُعاقِبُكم اللهُ في الكلامِ اللَّغْوِ حالةَ كونِهِ يميناً (مثل سَبْقِ اللِّسانِ باليَمين من غيرِ تَعَمُّدٍ، أو كما يَجْرِي على عادةِ النّاسِ مِثْل قولِهم : لا واللهِ، وإي واللهِ، وبلى واللهِ، لمُجَرَّدِ توكيدِ كلامِهم، فهذا اليمينُ لا يُلْزِمُهم اللهُ به إثْماً، ولا يُلْزِمُهم بكفّارةٍ عليه)، ولكن يُعاقِبُكم اللهُ باليمينِ الذي أَكَّدْتُموهُ ووَثَّقْتُمُوهُ على أنْفُسِكُم بالقَصْدِ والنِّيَّةِ، فإذا أقْسَمْتم هذا القَسَم وحَنِثْتم فيه فكفارةُ اليمينِ المُؤَكّدِ والمُوَثّقِ بالنِّيَّةِ والقَصْدِ إذا حُنِثَ فيه إطعامُ عَشَرَةِ مساكينَ طعاماً كائناً من أوْسَطِ الطّعامِ الذي تُطْعِمونَ أهليكم منه، (أي : لا يكونُ طعاماً رديئاً تعافُهُ النَّفْسُ، ولا فاخراً غاليَ الثَّمَن، بل الطّعامُ الوَسَطُ بينَهما الذي تُطْعِمون أهليكم منه)، أو تختارونَ كِسْوَةَ عَشَرَةِ مساكين كفارةً لحِنْثِكم يمينَكم (أي : لكُلّ مِسكينٍ من المساكين العَشرةِ ثَوْبٌ يلْبَسُهُ، ويدلّ إطلاقُ (كِسْوَة) على كُلِّ ما يُلْبَس في مُتعارفِ الناس، ولكُلِّ زمانٍ ومكانٍ نوعٌ من الكِسْوَةِ يَلْبَسُها النّاسُ)، أو تختارونَ تحريرَ رَقَبَةِ عَبْدٍ أو أمَةٍ كَفّارةً لحِنْثِكم يمينَكم (أي : تُحَرِّرون عَبْداً أو أمَةً من الرِّقّ، وإذا لم يكنْ رقيقٌ في العَصْرِ الذي يعيشُ فيه مَنْ عليه كفّارةُ حِنْثِ اليمين فالتخيير يكون بين إطعام عَشَرةِ مساكين أو كسوتهم)، فأيُّ إنسانٍ لم يَجِدْ واحدةً من الكَفّاراتِ المذكورة، أو لم يَقْدِرْ على واحدةٍ منها فعليه صيامُ ثلاثةِ أيامٍ كَفّارةً لحِنْثِهِ يمينَهُ، ذلك الذي تقدّمَ كفّارةُ أيْمانِكم إذا حَلَفْتُم، ثمّ حَنِثْتُم في يمينِكم، وآمُرُكُم بأنْ تَصُونُوا أَيْمانَكم، ولا تَحْنَثُوا فيها، يُبيّنُ اللهُ لكم كفّارةَ الحِنْثِ في أيْمانِكم بياناً مثل ذلك البيان الذي بَيّنَ لكم فيه أحكامَهُ، لكي تَشْكُرُوهُ على جَعْلِهِ سبيلاً لكم للتَّكْفِيرِ عن أيْمانِكم التي تَحْنَثُون بها، كي لا يُعاقبَكم على ذلك، وهذا ما ترجونه (يدلّ مجيء الآية في سياق النَّهْي عن تحريم طيّباتِ ما أحَلَّ اللهُ، وفي سياق إباحةِ الأطْعِمَةِ الطيّبةِ التي أحَلَّها اللهُ على أنَّهُ لا يجوزُ للمُؤمِنِ أنْ يَحْلِفَ باللهِ على تحريمِ ما أحَلَّهُ اللهُ له من الطّيّبات)
– 90 – يا أيّها الذين آمنوا، إنّما الخَمْرُ، والمَيْسِرُ، والأنْصابُ، والأزلامُ حَرامٌ كائنٌ من فِعْلِ الشيطان (الخمْرُ : هو ما أسْكَرَ من الشراب، و(المَيْسِر) : هو القِمارُ مُطْلَقاً، ومن المَيْسِر عند العرب : اللّعِب بالقِداح في كُلّ شيء، و (الأنصاب) : هي كُلُّ ما يُقامُ ويُرْفَعُ ليُعْبَدَ أو ليُتَقَرَّبَ به إلى الله، أو لِيَتَبَرّكوا بها من حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو صَنَمٍ أو غير ذلك، و(الأزلامُ) : هي السِّهامُ التي يَلْعَبُونَ بها على الجَزُورِ ونحوِهِ، لأخْذِ النَّصيبِ من لَحْمِهِ، وتَقدّم في (الآية : 3) من السورة أنَّ الأزلامَ أو القِداحَ عشرةُ سهامٍ، سبعةٌ منها لها أنصباءُ، وثلاثةٌ ليس لها أنصباءُ، والتي لها أنصباءُ يُكتَبُ على أحدِها سَهْمٌ واحدٌ، وعلى الثّاني سهمانِ، وعلى الثّالثِ ثلاثةُ أسْهُمٍ، وعلى الرّابِعِ أربعةُ أسْهُمٍ، وعلى الخامس خمسةُ أسْهُمٍ، وعلى السّادِسِ سِتّةُ أسْهُمٍ، وعلى السّابِعِ سبعةُ أسْهُمٍ، ويُكتَب على ثلاثةٍ : (لا نصيبَ له) وكانَ أهْلُ الجاهليةِ يَعْمَدُونَ إلى الجَزُورِ فيُجَزِّئونَهُ أجزاءً، ثم يجتمعونَ عليه فيُخرجون الأزلام ويدفعونَها إلى رَجُلٍ، ثم يَطْرَحُها واحداً واحداً، قائلاً هذا قِدْحُ فلان، فيأخذ من الجزور أجزاءً بعدد ما كُتِب على قِدْحِهِ، ويكون ثَمَنُ الجزور على مَنْ يَخْرُجُ له القِدْحُ مكتوباً عليه : لا نصيبَ له، ومن الأزلام أيضاً أنَّ أهْلَ الجاهليّةِ كانوا يكتُبُونَ على السِّهام الأمْرَ أو النَّهِيَ، ويَضَعُونَها في وِعاءٍ، فإذا أرادَ أحدُهم أمْراً أدْخَلَ يَدَهُ في الوِعاءِ، وأخْرَجَ سَهْماً، فإنْ خَرَجَ ما فيه الأمْرُ مَضَى لِقَصْدِهِ، وإنْ خَرَجَ ما فيه النَّهْيُ كفَّ عن قَصْدِهِ ولم يَخْرُجْ)، فإذا عَرَفْتُم أنّ الخَمْرَ والميسِرَ والأنصابَ والأزلامَ حرامٌ فابْتَعِدوا عن الحَرَام، وصِيروا على جانِبٍ بعيدٍ منه، لكي تفوزوا برِضا اللهِ وثوابِهِ في الآخرة، وبالحياةِ السعيدةِ في الدُّنيا، وهذا هو المطلوب منكم (يدلّ المعنى على أنّ الخمْرَ حرامٌ، ولمّا كان معنى (الخَمْر) : ما أسْكَرَ وغَطّى العَقْلَ من المشروبِ فإنّهُ يُمكنُ الاستدلالُ بهِ على حُرْمَةِ ما أسْكَرَ وغَطّى العَقْلَ من المَشْمُومِ، أو المأخوذ بالتّدخينِ بطريقِ جهازِ التَّنَفُّسِ، كالحشيش وأمثالِهِ، أو المأخوذ بالبَلْعِ كالحبوب المُخَدِّرة التي تُغَطّي على العقل وأمثالها)
– 91 – إنّما يُريدُ الشيطانُ أنْ يُوقِعَ بينَكم في شُرْبِ الخَمْرِ، ولَعِبِ المَيسِرِ المُخاصَمةَ والمُباعَدةَ، وشِدّةَ الكراهيةَ، ويُريدُ أنْ يَصْرِفَكم في شُرْبِ الخَمْرِ، ولَعِبِ المَيسِرِ عن ذكر اللهِ ((ذِكْرُ الله) : الثناءُ عليه بتمجيدِهِ وتعظيمِهِ وتنزيهِهِ وتقديسه، ومن ذِكْرِ اللهِ اسْتِحضارُ وجودِهِ مع الإنسانِ في كُلِّ عَمَلٍ يعمَلُهُ أو ينوِي عَمَلَهُ)، وعن أداءِ الصّلاةِ في أوقاتِها، ويُريدُ أنْ يُخْرِجَكم في الأنصابِ والأزلامِ عن طاعةِ اللهِ وعبادتِهِ، فإذا عرفتم ذلك فهل أنتم مُنتهون ؟ انتهوا عن شُرْبِ الخَمْرِ ولَعِبِ المَيْسِرِ، وعن الأنصابِ والأزلام
– 92 – وأطيعُوا اللهَ فيما يأمُرُكم به، وينهاكم عنه، وأطيعُوا الرَّسولَ في الاستجابةِ لما يُبَلِّغُكم به عن الله، وخافوا اللهَ من عدم امْتِثالِ أوامِرِهِ ونواهِيه، واحْتَرِزوا من عقابِهِ، فإنْ أعْرَضْتُم عمّا يأمُرُكم به اللهُ، وتركتُم العَمَلَ به فاعلموا أنّما على رسولِنا إيصالُ أوامِرنا ونواهينا إليكم بوضوحٍ، وليس على رسولِنا أيُّ مسؤوليّةٍ في عَدَمِ امتثالكم لما نأمُرُكم به، وننهاكم عنه
– 93 – ليس على الذين آمنوا باللهِ، وصَدّقُوا برسولِهِ مُحَمّدٍ، وبالقرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه، وعَمِلُوا الأعمالَ الصالحاتِ بأداءِ الطاعاتِ والعباداتِ، والأعمالِ التي يَتَقَرّبُ بها المُؤمنُ إلى الله إثمٌ فيما ذاقُوهُ وأحَسّوا بطَعْمِهِ من الخَمْر الذي شَرِبُوهُ قَبْلَ إيمانِهم ونُزولِ الحُكْمِ بتحريمِهِ، ومن الأكْلِ الذي تناولوه بما كَسَبُوهُ بالقِمار والأزْلامِ قبلَ إيمانِهم ونُزولِ الحُكْمِ بتحريمِهما، أُبيّنُ بعبارةٍ واضحة : إذا حَذِرُوا الخَمْرَ والمَيْسِرَ والأنصابَ والأزلامَ، وتجَنّبوها، وآمَنُوا باللهِ، وصَدّقوا بالرّسولِ وبالقرآنِ الذي أُنْزِلَ إليه، وعَمِلُوا الأعمالَ الصالحاتِ بأداءِ الطّاعاتِ والعِباداتِ، والأعمالِ التي يتَقَرّبُ بها المُؤمنُ إلى الله، ثمّ خافوا عقابَ اللهِ، وصَدّقوا بالرسولِ وبالقرآنِ الذي أُنْزِلَ إليه، واستَمَرُّوا على خوفِهم من عذابِ اللهِ، وعلى تَصْدِيقِهم برسولِهِ وبالقرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه، ثمّ صانُوا أنْفُسَهم وحَفِظوها من عقابِهِ وأجادوا أداءَ ما أمَرَهم به، وأتْقَنُوا أداءَهُ فليس عليهم إثمٌ فيما ذاقوه وأحَسّوا بطَعْمِهِ من الخَمْر الذي شربوه قبلَ إيمانِهم ونُزولِ الحُكْمِ بتحريمِهِ، وفيما تَناوَلُوهُ من الأكْلِ بالقمارِ والأزلام، واللهُ يُحِبُّ الذين يُجيدونَ أداءَ ما أمَرَهم اللهُ به، ويُتْقِنونَ أداءَهُ .
Photo credit: © by Safa Kadhim