ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation

نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

معاني الآيات 88 – 94 من سورة النّساء

۞فَمَا لَكُمۡ فِي ٱلۡمُنَٰفِقِينَ فِئَتَيۡنِ وَٱللَّهُ أَرۡكَسَهُم بِمَا كَسَبُوٓاْۚ أَتُرِيدُونَ أَن تَهۡدُواْ مَنۡ أَضَلَّ ٱللَّهُۖ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ سَبِيلٗا ٨٨ وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ أَوۡلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنۡهُمۡ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرًا ٨٩ إِلَّا ٱلَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوۡمِۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٌ أَوۡ جَآءُوكُمۡ حَصِرَتۡ صُدُورُهُمۡ أَن يُقَٰتِلُوكُمۡ أَوۡ يُقَٰتِلُواْ قَوۡمَهُمۡۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَسَلَّطَهُمۡ عَلَيۡكُمۡ فَلَقَٰتَلُوكُمۡۚ فَإِنِ ٱعۡتَزَلُوكُمۡ فَلَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ وَأَلۡقَوۡاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ فَمَا جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سَبِيلٗا ٩٠ سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأۡمَنُوكُمۡ وَيَأۡمَنُواْ قَوۡمَهُمۡ كُلَّ مَا رُدُّوٓاْ إِلَى ٱلۡفِتۡنَةِ أُرۡكِسُواْ فِيهَاۚ فَإِن لَّمۡ يَعۡتَزِلُوكُمۡ وَيُلۡقُوٓاْ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فَخُذُوهُمۡ وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَيۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡۚ وَأُوْلَٰٓئِكُمۡ جَعَلۡنَا لَكُمۡ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٗا مُّبِينٗا ٩١ وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٍ أَن يَقۡتُلَ مُؤۡمِنًا إِلَّا خَطَ‍ٔٗاۚ وَمَن قَتَلَ مُؤۡمِنًا خَطَ‍ٔٗا فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَصَّدَّقُواْۚ فَإِن كَانَ مِن قَوۡمٍ عَدُوّٖ لَّكُمۡ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ وَإِن كَانَ مِن قَوۡمِۢ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ وَتَحۡرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤۡمِنَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ شَهۡرَيۡنِ مُتَتَابِعَيۡنِ تَوۡبَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ٩٢ وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا ٩٣ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا ٩٤

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 88 – فأيُّ شيءٍ حَصَلَ لكم – أيُّها المُؤمنون – حالةَ كونِكم فِرْقَتَيْنِ مُخْتَلَفَتَيْنِ في المُنافقين (يدُلُّ المعنى على أنَّ بعضَ الذين أسْلَمُوا من أهلِ المدينة لَحِقُوا بالمُشركين وتَرَكوا المدينةَ، فانقَسَمَ المُؤمنون بسَبَبِهم إلى فِرْقَتَيْنِ : فِرْقَة تَرَى أنَّهم ما زالوا مُؤمنين، ولكنَّهم رَحَلُوا إلى مَكّةَ لأسبابٍ تخصُّهم، وفِرْقَة  ترى أنّهم لم يُؤمنوا، وأظهروا الإيمانَ نِفاقاً، ولمّا حانَتْ لهم الفُرصَةُ الْتَحَقُوا بالمُشركين)، وواقِعُ حالِهم أنّ اللهَ رَدَّهُم إلى الكُفْرِ والضَّلالِ بَعْدَ خُروجِهم منه بسَبَبِ الذي تَحَمَّلُوهُ من آثام ِالنِّفاقِ ؟ لا يَنْبَغِي أنْ يَحْدُثَ ذلك منكم أيّها المُؤمنون، هل تُريدونَ أنْ تَهْدُوا الذين جَعَلَهم اللهُ يَزِلّون عن الإيمانِ بسَبَبِ نفاقِهم ؟ لا يهدي أحَدٌ إنساناً يجعلُهُ اللهُ ضالّاً، ويُؤكِّدُ ذلك أنّ أيَّ إنسانٍ يجعلْهُ اللهُ ضالّاً بسَبَبِ إصْرارِهِ على النِّفاقِ فلَنْ تَجِدَ له طريقاً إلى الهِدايةِ

– 89 – تَمَنَّى المُنافقونَ أنْ تَجْحَدوا نُبُوَّةَ رسولِ اللهِ والقرآنَ الذي أنْزَلَهُ إليه جُحوداً مِثْلَ جُحودِهم نُبُوّتَهُ والقرآنَ الذي أنْزَلَهُ إليه، فتصيروا أنْتُمْ وهُمْ في ذلك سواءً (يدلُّ معنى (لو) على أنَّ حصولَ ما يتَمَنّونَهُ بعيدٌ، لأنَّ المُؤمِنَ الذي يُصَدِّقُ بنُبُوّةِ رسولِ الله والقرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه حَقَّ التصديق لا يَرْتَدُّ عن هذا الإيمانِ أبداً)، فإذا عَرَفْتُم ذلك فأنْهاكم عن أنْ تَتَّخِذوا منهم أصْدِقاءَ وناصرينَ تستعينون بهم في أمورِكم إلى أنْ يَتْركوا المُشرِكين، ويَنْتَقِلُوا إلى صَفِّ المُؤمنين من أجْلِ دينِ اللهِ الذي أرْسَلَ به رسولَهُ مُحَمّداً، فإنْ أعْرَضوا عن ذلك، وأصَرّوا على جحودِهم نُبُوَّةَ رسولِ اللهِ والقرآنَ الذي أنْزَلَهُ إليه، وعلى التحاقِهم بصَفِّ المُشركين المُحاربين لكم فائْسِرُوهم وأذِلّوهم في أيِّ مكانٍ وَجَدْتُمُوهُم فيه، وأنهاكم مَرّةً أخرى على سبيل التأكيد عن أنْ تَتَّخِذُوا منهم صديقاً ولا ناصراً

– 90 – لكن الذين يَنْتَمُون أو يَنْتَسِبوَن إلى قومٍ بينَكم وبينَهم ميثاقٌ (أي : عَهْدٌ، كعهدِ الحِلْفِ أو الجِوارِ أو الصُّلْح)، أو الذين جاؤوكم لطَلَبِ السّلامِ مَعَكَم، وحالُهم أنّهم قد ضاقتْ صدورُهم كراهةَ أنْ يُقاتلوكم، أو يُقاتلوا قومَهم، (أي : إنّهم يتحرّجون من أنْ يُقاتلوا المُسلمين، وأنْ يُقاتلوا قومَهم، فبسببِ ذلك يعتزلون المُسلمين ويَعْتَزِلُونَ قومَهم)، فلا تأسِروهم ولا تُذِلّوهم في أيِّ مكان تجدونَهم فيه – وواقعُ الحال لو أرادَ اللهُ تمكينَهم منكم لأطْلَقَ لهم القُدرةَ، ومكَّنَهُم منكم، فلَقَاتَلُوكم – فإنْ ابْتَعَدوا وتَنَحّوا عن قتالِكم، فلم يُقاتلوكم، وأظْهَروا الاسْتِسْلامَ فكُفُّوا أيديَكم عنهم، لأنّ اللهَ ما أنْشَأ لكم عليهم حُجّةً لقِتِالهم أو أسْرِهم (يدلّ المعنى على عَدَمِ جوازِ قِتال الذين يُريدون السّلام مع المُؤمنين، أو الذين ارتبطوا مع المُسلمين بمُعاهدةِ سَلام، أو الذين أظهروا الاسْتِسلامَ، أو الذين أظْهَرُوا من أنْفُسِهم ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهم غيرُ مُحاربين لهم سواءٌ أكانوا من أهلِ الكتاب، أم من المُشركين، أم مِمَّنْ ليس لهم دين)

– 91 – ستجدونَ قوماً آخرينَ صِفَتُهم أنّهم يُريدون أنْ يُظْهِروا لكم ما يجعلُكم مُطْمَئِنّين إليهم غيرَ خائفين منهم (أي : يُظْهِروا الاسْتِسْلامَ، أو يُظهروا من أنفُسِهم ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهم غيرُ مُحاربين، أو يُظْهِروا الاعتزالَ والابتعادَ عن القتال)، ويُريدون أنْ يَسْلَمُوا من قومِهم على أنفُسِهم، (بعدم الدخولِ في دينِ الإسلام)، صفتُهم أيضاً أنّهم كُلَّ وَقْتٍ يُعيدُهم قومُهم المُشركون إلى الضَّلالِ ردَّهم اللهُ إليه، فإنْ لم يَبْتَعِدُوا ويَتَنَحّوا عن قتالِكم، وإنْ لم يُظْهِروا الاسْتِسْلامَ، أو يُظهروا من أنفُسِهم ما يُطَمْئِنُ المُؤمنينَ بأنّهم غيرُ مُحاربين، وإنْ لم ينْصَرِفوا عن قتالكم ويَمْتَنِعوا عنه فائْسِرُوهم، وأذِلّوهم في أيّ مكانٍ ظَفَرْتُم بهم فيه (لأنّهم يُعَدّون مُحاربين لكم)، وأولئكم صَيَّرْنا لكم عليهم غَلَبَةً وقُوَّةً ظاهرةً

– 92 – وما وُجِدَ في دينِ الله وحُكْمِهِ حَقٌّ لمُؤمِنٍ (أي : لِمُصدِّقٍ بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ)، في أنْ يَقْتُلَ إنساناً خاضِعاً مُسْتَسْلِماً، مُؤْمِناً الناسَ من شَرِّهِ، مُظْهِراً من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، أو مُظْهِراً من نفسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحارٍبٍ في أيّ حالٍ من الأحْوالِ إلا في حالِ أنْ يَقْتُلَهُ بخَطَأٍ، وأيُّ مؤمنٍ (أي : مُصدِّقٍ بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ)  قَتَلَ إنساناً خاضعاً مُسْتَسْلِماً، مُؤْمِناً النَّاسَ من شَرِّهِ، مُظْهِراً من نَفْسِهِ ما يَجْعَلُ النّاسَ غيرَ خائفينَ منه، أو مُظْهِراً من نَفْسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحاربٍ بِخَطَأٍ فعَلَيْهِ تحريرُ عَبْدٍ مَمْلوكٍ مُؤمنٍ، وعَلَيْهِ دِيَةٌ واصِلةٌ إلى أهلِ القَتِيلِ (الدِّيَةُ : مالٌ يُعْطَى وليّ المقتول بَدَلَ دَمِهِ) إلّا في حالِ أنْ يَتَصَدَّقَ أهلُ القتيلِ بالدِّيَةِ على القاتل (أي : يُعطونَهُ مالَ الدِّيةِ صَدَقَةً إذا وجدوهُ فقيراً لا يقدِرُ هو ولا أهلُهُ على دَفْعِ الدِّية، فحينَئِذٍ لا يجبُ عليه دفْعُ الدِّيَةُ)، فإنْ وُجِدَ المقتولُ بخَطَأٍ حالةَ كونِهِ من قومٍ صِفَتُهم أنّهم أعداءٌ لكم، ويُناصبونَكم الحَربَ، وحالُهُ أنّهُ خاضِعٌ مُسْتَسْلِمٌ، مُؤمِنٌ النّاسَ من شَرِّهِ، مُظْهِرٌ من نفسِهِ ما يجعلُ النّاسَ غيرَ خائفين منه، أو مُظْهِرٌ من نَفْسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحاربٍ (كما لو لم يعلم القاتلُ أنّهُ كذلك فقَتَلَهُ ظنّاً منه أنّهُ مُحاربٌ مثلُ قومِهِ المُحاربين)، فعلى القاتل تحريرُ عبدٍ مملوكٍ مُؤمنٍ، (يدلُّ نَظْمُ هذا المَقْطَعِ من الآية على أنَّهُ لا يجبُ على القاتل دَفْعُ الدِّيةِ إلى أهلِهِ)، وإنْ وُجِدَ المقتولُ بخَطَأٍ حالةَ كونِهِ من قومٍ صِفَتُهُم أنَّ بينَكم وبينَهم ميثاقاً وعَهْداً بعَدَمِ الاعْتِداءِ فعلى القاتِلِ دِيَةٌ واصِلَةٌ إلى أهل القتيل، وعليه تحريرُ عَبْدٍ مملوك مُؤمنٍ، فمَنْ لم يجِدْ عَبْداً مملوكاً مُؤمناً (أو لا يقدر على ثمنِ شرائِهِ)، فعَلَيْهِ صيامُ شهرين مُتتابعين، لأجل أنْ تكون هذهِ الكفّارَةُ رُجوعاً من الله عليه بالمَغْفِرَةِ والرَّحْمَةِ، ويُؤكِّدُ وجوبَ الالتزام بذلك أنّ اللهَ في وجودِهِ عليمٌ بنيّاتِكم وبما تعملون، مُتْقِنٌ لتشريعاتِهِ وأحكامِهِ (يدلُّ معنى الآية وسياقٌ الآيات التي قبلها على أنّهُ يحرُمُ على المُؤْمِنِ حقّاً (أي : المُصَدِّق بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ) أنْ يقتُلَ إنساناً خاضعاً مُستسلماً، مُؤمناً الناسَ من شَرِّهِ، مُظْهِراً من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، أو مُظهِراً من نفسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحاربٍ سواء أكان من أهلِ الكتاب، أم من المُشركين، أم ممّن ليس لهم دِينٌ في أيِّ حال من الأحوال إلّا في حالِ أنْ يقتُلَهُ بخطأٍ، أمّا ما ذَهَبَ إليه المُفسّرون من أنّ المُرادَ بالمُؤمن المقتول خطأً هو المُصَدِّق بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ، وما ذهبَ إليه الفقهاء بناء على هذا التفسير من أنَّهُ إذا قتلَ المُسلمُ غيرَ المُصَدِّق بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ خَطَأً فلا دِيّةَ على القاتل، ولا كفّارةَ عليه بعتقِ رقبةٍ مُؤمنة أو صيام شهرين مُتتابعين فهو مُخالف لمعنى الآية الذي ظَهَرَ من التحليل اللغوي لها، ومُخالف لسياق ما قبلها وما بعدها)

– 93 – وأيُّ إنسانٍ من المُسلمين يقتلْ إنساناً خاضعاً مُستسلماً، آمِناً الناسَ من شَرِّهِ، مُظْهِراً من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، أو مُظهِراً من نفسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحاربٍ حالةَ كونِهِ مُتعمّداً (أي : قاصداً قَتْلَهُ معَ عِلْمِهِ أنّ الذي يقوم به هو القَتْلُ، وأنّ الذي يقتلُه إنسانٌ خاضعٌ مُستسلمٌ، آمِنٌ الناسَ من شَرِّهِ، مُظْهِرٌ من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، أو مُظهِرٌ من نفسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحاربٍ) فجزاؤه جهنمُ حالةَ كونِهِ مُقيماً فيها إقامة دائمة، ويُؤكِّدُ هذا الجزاء أنّ اللهَ قد غَضِبَ عليه، وطَرَدَهُ من رحمتِهِ، وهيّأ له في جهنّم عذاباً عظيماً (يدلّ معنى الأية على أنَّ الجزاءَ المذكورَ كائنٌ في الآخرة، أمّا جزاؤهُ في الدنيا فقد بيّنَتْهُ آيةُ القِصاص في (سورة البقرة، الآية : 178)، وهو القتْلُ)

– 94 – يا أيّها الذين آمنوا، إذا أبْعَدْتُم في الأرضِ من أجْلِ دين الله لقتال أعدائكم الذين يُريدونَ حَرْبَكم فتَثَبّتُوا وتأنّوا في مَنْ تُقْدِمون على قَتْلِهِ، وأنهاكم عن أنْ تقولوا لمَنْ اسْتَسْلَمَ وأظْهَرَ من نفسِهِ الخضوعَ والانقيادَ وعَدَمَ القتال لَسْتَ

مُستسلماً خاضعاً غيرَ مُحاربٍ، بل أظهرْتَ الاستسلام والخضوعَ والانقيادَ وعَدَمَ القتال خوفاً من القتل، فتقتلوه حالةَ كونِكم تطلبون بقَتْلِهِ مَتاعَ الحياةِ الدنيا الفاني كالغنيمة والمال، وهو مَتاعٌ زائلٌ لا بقاءَ له، لأنَّ عندَ اللهِ أمْتِعَةً كثيرةً من النِّعَم والأرزاق تفوزون بها، كنتم مِثْلَ ذلك الذي اسْتَسْلَمَ وأظْهَرَ من نفسِهِ الخضوعَ والانقيادَ وعَدَمَ القتال (أي : كنتم غيرَ مُصَدِّقين بوحدانيّةِ الله ونُبُوَّةِ رسولِهِ) من قبلِ أنْ يهْدِيَكم اللهُ للإيمان، فأنْعَمَ عليكم بالإيمان، فإذا كان الأمْرُ كذلك فيجِبُ عليكم أنْ تَتَثَبّتوا وتَتَأنّوا لئلا تقتلوا إنساناً خاضعاً مُستسلماً، آمِناً الناسَ من شَرِّهِ، مُظْهِراً من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، أو مُظهِراً من نفسِهِ ما يُطَمْئِنُ المُؤمنين بأنّهُ غيرُ مُحاربٍ عَمْداً، لأنّ اللهَ في وجودِهِ خبيرٌ بكل شيء تعملونَهُ، يعلم نيّاتِكم ودوافِعَكم التي تُخفونها وراء أعمالكم (يدلّ المعنى على أنّ المُسلم حقّاً يجبُ أنْ يتعاملَ مع أيِّ إنسانٍ سواء أكانَ مُسلماً مِثْلَهُ أم غيرَ مُسلم على أساس ما يُظْهِرُهُ، وأنّ اللهَ هو الذي يعلمُ السرائر، وعلى أنّهُ لا يجوزُ للمُسلم حقّاً أنْ يَحْكُمَ على إنسان بخلاف ما ظَهَرَ منه) .

ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation
quran meanings - waling to pray

Photo credit: © by Safa Kadhim

التحليل اللغوي :

– 88 – (فما .. فِئتَين) مرتبطة بسياق ما تقدّم بالفاء، (ما) اسم استفهام مبتدأ، (لكم) مُتعلّقان بمُقدّر خبر، (في المنافقين) متعلقان ب(فِئَتَيْنِ)، لأنّ (فِئة) بمعنى المُشْتَق، و(الفِئة) : الفِرْقة المُنْشَقَّة، يُقال : (انْفَأَى) و(تَفَأّى) : انْشَقَّ، (فئتين) حال من الضمير (كم) في (لكم)، (واللهُ .. كسبوا) مُرتبطة بما قبلها بالواو لبيان واقع حالهم، (اللهُ) مبتدأ، (أرْكَسَهم .. كسبوا) خبر، (أرْكَسَهم) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (هم) مفعول به، و(أرْكَسَهُ) : رَدَّهُ وقَلَبهُ، ومعنى (واللهُ أرْكَسَهم) : ردّهم إلى الكُفْرِ، (بما) الباء حرف جر بمعنى السببيّة، و(ما) موصول، (كسبوا) صلة (ما)، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(أرْكَسَهم)، (أتُريدون … الله) مُستأنفة في سياق ما قبلها، للإنكار على المُخاطَبين بسبب موقفهم من المُنافقين، والهمزة استفهام بمعنى الإنكار المُتضمّن معنى النفي، (تُريدون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أنْ) مصدرية ناصبة، (تهدوا) مُضارع منصوب بها، وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوّل (أنْ تهدوا) في محلّ نصب مفعول به، (مَنْ) موصول مفعول به لـ(تهدوا)، (أضَلَّ الله) صلة (مَنْ)، (أضَلَّ) فعل ماض، والعائد مُقدّر، والتقدير : (أضَلَّهُ)، (اللهُ) فاعلُهُ، (ومَنْ … سبيلاً) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (مَنْ) اسم شرط مفعول به مُقدّم، (يُضْلِلْ الله) جملة الشرط، (يُضْلِلْ) مُضارع مجزوم بالشرط، (اللهُ) فاعلُهُ، و(أضَلَّهُ اللهُ) : جَعَلَهُ يَضِلّ، (فلن .. سبيلاً) جواب الشرط، (تَجِدَ) مُضارع منصوب بـ(لنْ)، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، (له) مُتعلّقان بـ(تَجِدَ)، (سبيلاً) مفعول به

– 89 – (ودوا … كفروا) مستأنفة في سياق ما قبلها، (ودّوا) فعلٌ ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، وهو عائد إلى المُنافقين، (لو) مصدرية، والمصدر المُؤوّل (لو تكفرون) مفعول به لـ(ودّوا)، وتقدّم القول في الكاف في (كما ..)، (فتكونون سواء) عطف على (تكفرون)، (تكونون) مُضارع ناقص مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) اسمُهُ، (سواءً) خبرُهُ، و(تكونون) بمعنى : (تصيرون)، (فلا … الله) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (لا) ناهية جازمة، (تتّخذوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (منهم) مُتعلّقان بـ(تتّخذوا)، (أولياءَ) مفعول به، (حتى) حرف غاية وجر ينتصب بعدها المضارع، (يُهاجروا) مُضارع منصوب بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، ويدلُّ السياق على مفعول به مُقدّر لـ(يُهاجروا)، والتقدير : (يُهاجروا المُشركين)، و(هاجَرَ القومَ) : تَرَكَهم وانتقل إلى آخرين، (في سبيل) مُتعلّقان بـ(يُهاجروا)، و(سبيل) مُضاف إلى (الله)، (فإنْ … وجدتموهم) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (تَوَلّوا) جملة الشرط، (توَلّوا) مُضارع مجزوم بالشرط، وعلامة جزمه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (فخذوهم) جواب الشرط، (خذوهم) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هم) مفعول به، ومن معاني (أخَذَهُ) : أسَرَهُ، (واقتلوهم) عطف على (خذوهم)، ومن معاني (قَتَلَهُ) : أذَلَّهُ، (حيثُ) ظرف مكان مُتعلّق بـ(خذوهم واقتلوهم)، وهو مُضاف إلى الجملة (وَجَدْتُموهم)، (ولا … نصيراً) عطف على (فلا تتّخذوا ..)، والتكرار للتوكيد

– 90 – (إلا) أداة استثناء مُنقطِع بمعنى (لكن)، (الذين) موصول مُبتدأ، (يصلون … ميثاق) صلة (الذين)، (يصِلون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(وَصَلَ إلى بني فلان) : انتمى إليهم وانْتَسَبَ، (إلى قوم)، مُتعلّقان بـ(يصلون)، (بينكم وبينهم ميثاق) جملة اسمية صفة لـ(قوم)، (أو جاؤوكم ..) عطف على صلة (الذين)، (جاؤوكم) فعل ماض، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (كم) مفعول به، (حَصِرَتْ صُدورُهم) حال من فاعل (جاؤوكم) بتقدير (قد)، (حَصِرَتْ) فعل ماضٍ، (صُدورُهم) فاعلُهُ، و(حَصِرَ صَدْرُهُ) : ضاقَ، (أنْ يُقاتلوكم) (أنْ) مصدرية ناصبة، (يُقاتلوكم) مُضارع منصوب بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (كم) مفعول به، والمصدر المُؤوّل  مفعول لأجله، وهو في الأصل مضاف إليه أُقيم مقامَ مضاف مُقدّر، والتقدير : (كراهةَ أنْ يُقاتلوكم)، (أو .. قومَهم) عطف على (يُقاتلوكم)، وخبر المُبتدأ مُقدّر بدلالة السياق، والتقدير : (فلا تأخُذوهم ولا تقتلوهم حيثُ وجَدْتموهم)، (ولو شاء … فلقاتلوكم) معترضة لبيان واقع الحال، (شاء اللهُ) جملة الشرط بـ(لو)، ومفعول (شاء) مُقدّر والتقدير : (تسليطَهم)، (لسلَّطهم عليكم) جواب (لو)، اللام واقعة في جواب (لو)، (سَلَّطَهم) فعل ماض، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (هم) مفعول به، (عليكم) مُتعلّقان بـ(سَلَّطَهم)، و(سَلَّطَهُ عليه) : أطْلَقَ له القُدرة، ومكَّنَهُ منه، (فلقاتلوكم) عطف على ما قبلها، (قاتلوكم) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (كم) مفعول به، (فإنْ … سبيلاً) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (اعْتَزَلوكم) جملة الشرط، و(اعْتَزَلَ الشيءَ) : ابْتَعَدَ وتَنَحّى عنه، (فلم يُقاتلوكم) عطف على جُملة الشرط، (وألقوا إليكم السَّلَمَ) عطف على جُملة الشرط، (ألقوا) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (إليكم) مُتعلّقان بـ(ألقوا)، (السَّلَمَ) مفعول به، و(ألقى إليه السَّلَمَ) : اسْتَسْلَمَ له وأظهَرَ الخضوعَ والانقياد، وجواب الشرط مُقدّر، تقديره : (فكفّوا أيديكم عنهم)، (فما .. سبيلاً) مرتبطة بجواب الشرط بالفاء التي بمعنى التعليل، (ما) نافية، (جَعَلَ) فعل ماضٍ بمعنى (أنْشَأ)، (اللهُ) فاعلُهُ، (لكم) مُتعلّقان بـ(جعلَ)، (عليهم) مُتعلّقان بـ(جَعَلَ) أيضاً، (سبيلاً) مفعول به، و(السبيل) : الحُجَّة

– 91 – (ستجدون … فيها) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (السين) حرف استقبال، (تجدون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (آخرين) مفعول به، وهو صفة قامت مقام موصوف مُقدّر، والتقدير : (قوماً آخرين)، (يُريدون .. يأمنوكم) صفة ثانية لـ(قوماً)، (يُريدون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أنْ) مصدرية ناصبة، (يأمنوكم) مُضارع منصوب بها، وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (كم) مفعول به، و(أمِنَ  الناسَ منه) : أظْهَرَ لهم ما يُطَمْئِنُهم منه، (ويأمنوا قومَهم) عطف على (يأمنوكم)، (يأمنوا) مُضارع منصوب بحذف النون عطفاً على (يأمنوكم)، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (قومَهم) منصوب بنزع الخافض، والأصلُ : (ويأمنوا من قومِهم)، و(أمِنَ منه) : سَلِمَ منه، (كلّما … فيها) صفة ثالثة لـ(قوماً)، (كلّما) ظرف زمان فيه معنى الشرط بمعنى : (كُلَّ وَقْتٍ)، (رُدّوا إلى الفتنةِ) جملة الشرط بـ(كلّما)، (رُدّوا) فعل ماضٍ مبني للمجهول، (واو الجماعة) نائب الفاعل، (إلى الفتنة) مُتعلّقان بـ(رُدّوا)، و(الفتنة) : الشّرْك والضلال، (أُركِسوا فيها) جواب (كلّما)، والقول فيها مثل القول في (رُدّوا إلى الفتنة)، و(أرْكَسَ الشيءَ) : رَدَّهُ وقَلَبَهُ، (فإنْ … ثقفتموهم) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (لم يعتزلوكم) جملة الشرط، (لم) أداة جزم ونفي وقلب، (يعتزلوكم) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (كم) مفعول به، و(اعْتَزَلَ القوم) : ابْتَعَدَ وتَنَحّى عنهم، (ويُلقوا إليكم السَّلَمَ) عطف على (يعتزلوكم)، وتقدّم القولُ في مثلها، (ويكفّوا أيديَهم) عطف على (يعتزلوكم)، و(كفَّ يدَهُ عنه) : انْصَرَفَ وامْتَنَعَ عن قتالِهِ، (فخذوهم … ثقفتموهم) جواب الشرط، وتقدّم القولُ في مثلها، و(ثَقِفَ الشيءَ) : ظَفِرَ به، (وأولئكم … مُبيناً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (أولئكم) مبتدأ، (جَعَلْنا … مُبيناً) خبر المبتدأ، (جَعَلْنا) فعل ماضٍ وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، (لكم) مُتعلّقان بـ(جعلْنا)، (عليهم) مُتعلّقان بـ(جعلنا)، (سُلطاناً) مفعول به، والمُراد بـ(السلطان) هنا : الغَلَبة وقوّةً، (مُبيناً) صفة لـ(جعلنا)

– 92 – (وما كان … خطأً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) نافية، (كان) فعل تام، وفاعلها مُسْتَغْنَى عنه بدلالة التركيب (ما كان لمؤمن) فإنّه بمعنى : (ما وُجِدَ حقٌّ لمؤمن)، (أنْ) مصدرية ناصبة، (يقتُلَ) مُضارع منصوب، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مُؤمن)، (مُؤمِناً) مفعول به، والمصدر المُؤوّل (أنْ يقتلَ) مجرور بـ(في) مُقدّرة، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(حقّ) المُسْتَغْنَى عنه، و(الإيمان) ضدُّ الخوف، و(الإيمان) ضدُّ الكُفْر، و(الإيمان) : التصديق، وضِدُّهُ (الكُفْر)، و(الإيمان) : إظهار الخضوع والاستسلام والانقياد، و(المُؤمِنُ) : المُصَدِّق، و(المُؤمِنُ) : الذي آمَنَ الناسَ من شَرِّهِ، أو ظُلْمِهِ، و(المُؤمِنُ) : الذي يُظْهِرُ من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، ويدلُّ السياق على أنَّ المُراد بـ(لمُؤمِنٍ) : المُصدِّقُ بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ (ص)، والمُرادُ بـ(مُؤمناً) : الخاضع المُستسلم، والذي أمِنَ الناسَ من شَرِّهِ أو ظُلْمِهِ، والذي يُظْهِرُ من نفسِهِ ما يجعلُ الناسَ غيرَ خائفين منه، وقد جاء (مؤمِن) من صفاتِ اللهِ تعالى في قولِهِ (الحَشْر: 23) : “الملِكُ القُدّوسُ السلامُ المُؤمِنُ” أي : الذي آمَنَ الخَلْقَ من ظُلْمِهِ، وقيل : الذي آمَنَ أولياءَهُ عذابَهُ، (إلا) أداة حصر، و(خطأً) منصوب بنزع الخافض، والعامل فيه مُقدّر يدلّ عليه (أنْ يقتلَ) والجملة حال مُستثنى من عموم الأحوال، (ومَنْ … يصَّدقوا) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان حكم القتل الخطأ، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، والقول في (خطأً) كالقول في الذي قبله، (فتحريرُ) الفاء رابطة في جواب الشرط، (تحريرُ) مبتدأ، وخبره مُقدّر، تقديره : (فعليه تحريرُ)، و(تحريرُ) مُضاف إلى (رَقَبَةٍ)، (مُؤمنةٍ) صفة لـ(رَقَبَة)، و(رقبة) كناية عن (العبد المملوك)، والجملة جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه خبر المُبتدأ، و(دِيَةٌ) عطف على (تحرير رقبةٍ)، (مُسَلّمةٌ إلى أهلِه) صفة لـ(دِية)، و(الدّية) : المالُ الذي يُعْطيه وليُّ القاتل وليَّ المقتول بَدَلَ دَمِهِ، (إلى أهله) مُتعلّقان بـ(مُسَلّمة)، و(سَلَّمَ الشيءَ له) : أعطاهُ إيّاه، وأوصَلَهُ له، (إلا) أداة حصر، والمصدر المُؤوّل (أنْ يصّدقوا) حال مُستثنى من وجوب إعطاء الدية، و(يَصّدقوا) أصله (يتصدقوا) فقُلِبت التاء صاداً وأُدْغِمت في الصاد، (فإنْ … مؤمنة) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (كانَ من قوم ..) جملة الشرط، (كان) فعل ماضٍ تام، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (المقتول خطأً)، والتقدير : (فإنْ كان المقتولُ خطأً من قوم)، (من قوم) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (كان)، (عدوٍّ لكم) صفة لـ(قوم)، (وهو مؤمن) جملة اسميّة حال ثانية من فاعل (كان)، وليس معنى (مُؤمِن) هنا : المُصدِّق بوحدانيّةِ اللهِ ونُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ (ص)، بل هو بالمعنى الثاني لـ(مُؤمن) الذي تقدّمَ ذِكْرُهُ، (فتحريرُ رقبة مُؤمنة) جملة اسمية جواب الشرط، وتقدّم القول في مثلها، (وإنْ … مؤمنة) عطف على ما قبلها، والقول فيها كالقول فيما قبلها، (فمَنْ … من الله) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (لم يجِدْ) جملة الشرط، (يَجِدْ) مُضارع مجزوم بـ(لم)، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (القاتل)، والمفعول به مُقدّر، والتقدير : (فإنْ لم يجِدْ رَقَبةً مُؤمنةً)، (فصيامُ) مبتدأ، وخبره مُقدّر، أي : (فعليه صيامُ)، والجملة الاسمية جواب الشرط، و(صيامُ) مُضاف إلى (شهرين)، (مُتتابعين) صفة لـ(شهرين)، (توبةً) مفعول لأجله، (من الله) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(توبة)، (وكان .. حكيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، وتقدّمَ القولُ في مثلها

– 93 – (ومَنْ … عظيماً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (يقتُل .. مُتَعَمّداً) جملة الشرط، (يقتلْ) مُضارع مجزوم بالشرط، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (مُؤمناً) مفعول به، (مُتعمّداً) حال من فاعل (يقتُلْ)، (فجزاؤه .. فيها) جواب الشرط، (جزاؤهُ) مبتدأ مُضاف إلى (الهاء) العائد إلى القاتل، (جهَنَّمُ) خبر المبتدأ، (خالداً) حال من الهاء في (جزاؤهُ)، (فيها) مُتعلّقان بـ(خالداً)، (وغَضِبَ .. عليه) مُرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (ولَعَنَهُ اللهُ) عطف على ما قبلها، (وأعَدَّ له عذاباً عظيماً) عطف على ما قبلها

– 94 – (يا أيّها … كثيرة) مستأنفة في سياق ما تقدّم، (يا أيُّها الذين آمنوا) ندائيّة، وتقدّم القولُ في مثلها، (إذا … فتَبَيّنوا) ما نُودِيَ لأجله، (ضَرَبْتُم في سبيل الله) جملة الشرط بـ(إذا)، (ضَرَبْتم) فعل ماض، وضمير المُخاطبين فاعلُهُ، (في سبيل) مُتعلّقان بـ(ضَرَبْتم)، و(سبيل) مُضاف إلى (الله)، و(ضَرَبَ في سبيل الله) : أبْعَدَ في الأرض لقتال أعداء المُسلمين المُحاربين لهم من أجْلِ دين الله، (فتبيّنوا) جواب (إذا)، (تَبَيَّنوا) فعل ماض، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(تَبيَّنَ) بمعنى : تَثَبّتَ وتَأنّى، وقرأ أهلُ الكوفة : (فَتَثَبَّتوا)، وكلاهما بمعنى، (ولا تقولوا … مُؤمناً) عطف على ما قبلها، (لا) ناهية جازمة، (تقولوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (لمَنْ) متعلقان بـ(تقولوا)، و(مَنْ) موصول، (ألْقى إليكم السلام) صلة (مَنْ)، (السلام) مفعول به، و(السلام) : الاستسلام والخضوع والانقياد، واسمٌ للإسلام، والتحيّة بـ(السلام عليكم)، وقُرِئَ : (السَّلَم) و(السِّلْمَ)، وتدلّ القراءة على أنّ المعنى المُراد بـ(ألقى إليكم السلامَ) : اسْتَسْلَمَ وأظْهَرَ الخضوعَ والانقيادَ وعَدَم القتال، (لست مؤمناً) مقول القول، (لسْتَ) (ليس) واسمُها، (مُؤمناً) خبر (ليس)، وهو بالمعنى الثاني لـ(مُؤمن) الذي تقدّمَ ذِكْرُهُ، (تبتغون .. الدنيا) حال من فاعل (تقولوا)، (تَبْتغون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (عَرَضَ) مفعول به، وهو مُضاف إلى (الحياة)، (الدّنيا) صفة لـ(الحياة)، و(عَرَضُ الحياة الدّنيا) : متاعُ الدّنيا الفاني، (فعند .. كثيرة)، مرتبطة بما قبلها بالفاء التي بمعنى التعليل، (عِنْدَ) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر خبر مُقدّم، وهو مُضاف إلى (الله)، (مغانمُ) مُبتدأ مُؤخَّر، (كثيرةٌ) صفة لـ(مغانم)، و(مغانم) جمع (مَغْنَم)، وهو (الغنيمة)، و(الغنيمة) : ما يفوزُ به الإنسان من مَتاع في الحَرْبِ أو في غيرها، (كذلك .. من قبلُ) مُستأنفة في سياق ما قبلها، والكاف بمعنى (مثل) خبر (كنتم) مُقدّم، وضمير المُخاطبين في (كنتُم) اسم (كان)، (من قبلُ) مُتعلّقان بـ(كنتم)، و(قبلُ) ظرف زمان مبني على الضم لقطعهِ عن المضافِ إليه مع إرادةِ معناه، (فمَنَّ .. عليكم) عطف على ما قبلها، (مَنَّ) فعلٌ ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، (عليكم) مُتعلّقان بـ(مَنَّ)، و(مَنَّ عليه) : أنْعَمَ عليه نِعْمَةً كبيرةً، (فتبيّنوا) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (إنّ الله … خبيراً) تعليل للأمْر، وتقدّم القولُ في مثلها .