نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

۞إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَمُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتِ مِنَ ٱلۡحَيِّۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ٩٥ فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ ٩٦ وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهۡتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ ٩٧ وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنشَأَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ فَمُسۡتَقَرّٞ وَمُسۡتَوۡدَعٞۗ قَدۡ فَصَّلۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَفۡقَهُونَ ٩٨ وَهُوَ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجۡنَا بِهِۦ نَبَاتَ كُلِّ شَيۡءٖ فَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهُ خَضِرٗا نُّخۡرِجُ مِنۡهُ حَبّٗا مُّتَرَاكِبٗا وَمِنَ ٱلنَّخۡلِ مِن طَلۡعِهَا قِنۡوَانٞ دَانِيَةٞ وَجَنَّٰتٖ مِّنۡ أَعۡنَابٖ وَٱلزَّيۡتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشۡتَبِهٗا وَغَيۡرَ مُتَشَٰبِهٍۗ ٱنظُرُوٓاْ إِلَىٰ ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَيَنۡعِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمۡ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ٩٩

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

95 – إنّ اللهَ مُخْرِجُ النَّباتِ من الحَبِّ والنَّوَى بِشَقِّ الحَبَّةِ والنواةِ (أي : يَشُقُّ الحَبَّةَ فيُخْرِجُ منها وَرَقاً أخْضَرَ، ويَشُقُّ النواةَ فيُخْرِجُ منها شَجَرةً كبيرةً مُثْمِرةً، فيجعلُ رِزْقَكُم من الحَبَّةِ والنَّواةِ، وهذه العمليَّةُ بِشَقِّ الحَبِّ والنَّوَى، وإخراجِ الوَرَقِ والشَّجَرِ منهما ثابتةٌ للهِ، وجاريةٌ بقُدْرَتِهِ الآن، وفي كُلِّ زمانٍ في مُسْتَقْبَلِ حياةِ البَشَر)، إنَّهُ يُخْرِجُ الكائِنَ الحَيَّ الذي يَنْمُو ويَتَكاثَرُ من العناصِرِ المَيِّتَةِ (يَدُلّ الفِعُل المُضارع (يُخْرِجُ) على أنَّ اللهَ أرادَ أنْ يَجْعَلَنا نَتَصَوّرُ عمليةَ إخراجَ الحَيِّ من المَيِّتِ، أي : أرادَ أنْ يجعَلَنا نَتَصَوّرُ أنَّ اللهَ يُصَيّرُ العناصِرَ الميّتةَ التي يَتَناوَلُها الإنسانُ أو الحيوان مَنِيّاً في صُلْبِ الذّكَرِ، ويُصَيِّرُها بُوَيضةً في رَحِمِ الأنثى، وأنَّهُ يُخْرِجُ من مَنِيَّ الذَّكَرِ وبُوَيْضةِ الأنثى بعدَ اتِّصالِهما كائناً حَيَّاً، ونَتَصَوَّر أنّهُ يُخْرِجُ نباتاً حيّاً ينمو ويُورِقُ ويُثْمِرُ ويتكاثَر من عناصِرَ مَيِّتَةٍ في الأرض تُوضَعُ فيها حَبَّةٌ أو نواةٌ مَيِّتَةٌ، ونَتَصَوَّرُ أنّ عمليّةَ إخراجِ الحيِّ من الميّتِ في الإنسان والحيوان والنبات جاريةٌ بقُدْرَتِهِ الآن، وفي كلّ زمان في مُسْتَقْبَلِ حياةِ البَشَر)، وإنَّهُ مُخْرِجُ المَيَّتِ من الحَيّ (أي : إنَّ اللهُ مُخْرِجُ الأشياءَ المَيِّتَةَ مِثْلَ أنواعِ الثِّمارِ المُختلفةِ، وأنواعِ الزُّيوتِ وأنواعِ الخُبْزِ، وأنواعِ الأطْعِمَةِ الأخرى كالحليبِ والزُّبْدِ والسّمْنِ والجُبْنِ والألبانِ وغيرِها، وأنواعِ الألْبِسَةِ والجُلودِ والأغْطِيَةِ من النباتاتِ والحيواناتِ الحَيَّة، وإنَّ عمليّةَ إخراجِ العناصِرِ المَيِّتَةِ من الكائناتِ الحَيّةِ ثابِتَةٌ للهِ، وجاريةٌ بقُدْرَتِهِ الآن، وفي كُلِّ زمانٍ في مُسْتَقْبَلِ حياةِ البَشَر)، ذلكم (أي : الذي يُخْرِجُ الحَيَّ من المَيّتِ، والمَيَّتَ من الحَيّ) اللهُ الذي أُشيرُ إليه بالتعظيم، فإذا عَرَفْتُم قُدْرَةَ اللهِ فعَلَى أيِّ حالٍ من الأحوالِ يَصْرِفُونَكم عن توحيدِهِ وإخلاصِ العِبادَةِ له

– 96 – هو مُبْدِئُ ضوءِ النّهارِ، ومُوْضِحُهُ من ظُلْمَةِ الليل (وهذا الفِعْلُ ثابتٌ لله، جارٍ بقُدْرَتِهِ الآنَ وفي كُلِّ زمان ِفي مُسْتَقْبَلِ حياةِ البَشَر، ولا يَقْدِرُ أحدٌ غيرُهُ أنْ يفعلَهُ)، وهو صَيَّرَ اللّيلَ راحةً لكم، تَسْتَرِيحونَ فيه من حركةِ العَمَلِ في النهار (وهذا الفِعْلُ ثابتٌ للهِ، جارٍ بقُدْرَتِهِ في كُلِّ يومٍ وفي كُلِّ زمان في مُستقبلِ حياة البَشَر، ولا يقْدرُ أحدٌ غيرُهُ أنْ يفعلَهُ) وهو خلَقَ الشّمْسَ والقَمَرَ بحِسابٍ وتدبيرٍ دقيق (وهذا الفِعْلُ ثابتٌ لله، جارٍ بقُدْرَتِهِ الآن وفي كُلِّ زمان في مُستقبلِ حياة البَشَر، ولا يقْدرُ أحدٌ غيرُهُ أنْ يفعلَهُ)، ذلك الذي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ تدبيرُ اللهِ الموصوفِ بأنَّهُ القادِرُ الذي لا يَغْلِبُهُ شيءٌ، ولا يَمْتَنِعُ من قُدْرَتِهِ شيءٌ، العليمُ الذي لا يغيبُ عن عِلْمِهِ شيءٌ في مُلْكِهِ (يدلُّ معنى (والشّمسَ والقمرَ حُسباناً) على أنّ اللهَ تعالى خَلَقَ الشَّمْسَ والأرضَ التي نعيشُ عليها والقمرَ بحِسابٍ وتدبيرٍ دقيقٍ، وهذا الحِسابُ والتدبيرُ الدقيقُ يَتَجَلَّى في المسافةِ التي بين الشَّمْسِ والأرضِ، وبينَ الشَّمْسِ والقَمَرِ، والمسافَةِ بين القَمَرِ والأرضِ، ويتجلّى في دَوَرانِ الأرضِ حولَ الشَّمسِ، وفي دَوَرانِها حولَ مِحْوِرِها لتكوين اللّيل والنّهار، ويتجلَّى في دَوَرانِ القَمَرِ حولَ الأرضِ أمامَ الشّمس في منازلَ مُقدّرةٍ لنَعْلَمَ حِسابَ أيامِ الشّهرِ القمري، فنُوّقِّتَ بهذا الحِسابِ عباداتِنا التي تَعْتَمِدُ على بدايةِ الشهرِ القَمَري ونهايتِهِ مثل عبادةِ الحَجِّ والصوم، ونُوّقّتَ بهذا الحِسابِ مُعاملاتِنا ومعاهداتِنا وكافّةَ شؤونِ حياتِنا التي نجعلُ لها أوقاتاً مُعيّنةً من الشَّهْرِ القَمَرِي)

– 97 – وهو الذي صَيَّرَ لأجْلِكم النجومَ علاماتٍ، لكي تَهْتَدُوا بها حالةَ كونِكم في ظُلُماتِ البَرِّ والبَحْرِ (أي : صَيَّرها علاماتٍ بجَعْلِ بعضِها صغيراً، وبعضِها كبيراً، وبعضِها قريباً من الأرضِ، وبعضِها بعيداً عنها، وبعضِها مُتفرّقاً، وبعضِها مجموعاً، وجَعْلِها في أماكنَ مُختلفةٍ، فبعضُها في جهةِ الشّرق، وبعضُها في جهةِ الغَرْبِ، وبعضُها في جهةِ شمالِ الأرضِ، وبعضُها في جهةِ جنوب الأرض، وجَعَل بعضَها سائراً مُتحرّكاً، وبعضَها ثابتا، لكي يَهْتَدُوا بها في سَفَرِهم وتَنَقُّلاتهم ليلاً في البّرِّ والبحر)، نُؤكِّدُ أنّنا قد بيَّنا العلاماتِ الدّالةَ على قُدرتِنا في النِّظامِ الكونِي للشَّمسِ والقَمَرِ والكواكِبِ والنُّجومِ لقومٍ صِفَتُهُم أنَّهم يَتَفَكَّرونَ فيها فيُدْرِكُونَ حقيقةَ قُدْرَةِ الله

– 98 – وهو الذي أحْدَثَكم وأوجدَكم من ذاتٍ واحِدةٍ (هي ذاتُ التُّرابِ التي صَنَعَ مِنْها ذاتَ آدَمَ، وجَعَلَ فيها الرُّوحَ، وجَعَلَها بَشَراً ذا رُوحٍ)، وصَنَعَ مِنْ ذاتِ التُّرابِ التي صَنَعَ مِنْها ذاتَ آدَمَ قَرينةً ومَثِيلةً لَهُ في الخِلْقَةِ، وجَعَلَ فيها الرُّوحَ، وجَعَلَها بَشَراً ذا رُوحٍ ليكونا اثنين من ذاتٍ واحِدَةٍ، فأحدُهما (أي : آدمُ، وهو اوَّلُ ذَكَرٍ خَلَقَهُ الله) موضِعُ اسْتِقْرارِ للمادةِ المَنَوِيّةِ في صُلْبِهِ، والآخرُ (أي : زوجُهُ، وهي أوَّلُ أُنثى خَلَقَها اللهُ) موضِعُ حِفْظٍ للنُّطْفَةِ (وهي بُويضةِ الأُنثى المُلَقّحَةُ بمَنِيّ الذّكَر) في رَحِمِ الأُنْثى، نُؤكِّدُ أنّنا قد بيّنّا الحُجَجَ الواضِحةَ الدّالّةَ على قُدْرَتِنا لقومٍ صِفَتُهم أنّهم يُحْسِنون إدراكَ قُدْرَةِ اللهِ، (يَدُلّ معنى التعريض في قوله : (لقومٍ يفقهون) على معنى : والذين يَجْحَدُونَ وجودَ اللهِ وقُدْرَتَهُ لا يُحْسِنونَ إدراكَ آياتِ اللهِ الدّالّةَ على قُدْرَتِهِ)

– 99 – وهو الذي أنْزَلَ من السَّحابِ ماءً إلى الأرضِ، فأخْرَجْنا بهذا الماءِ بعنايتِنا وتَدْبِيرِنا وقُدْرَتِنا نباتَ كُلِّ شيءٍ يَتَغَذّى عليه الإنسانُ والحيوانُ (لأنَّ النباتَ هو مصدرُ غذاءِ الإنسانِ والحَيَوَان)، فأخْرَجْنا بعِنايَتِنا وتَدْبِيرِنا وقُدْرَتِنا من هذا النباتِ أوراقاً وأغصاناً خَضْراءَ غَضَّةً نُخرِجُ منها حبّاً مُتُرَاكباً بعضُهُ فوقَ بعضٍ مثل سنابلِ الحِنْطَةِ والشَّعيرِ والسّمْسِم (وهذا الفِعْلُ ثابتٌ لله، جارٍ بقُدْرَتِهِ الآنَ وفي كُلِّ زمان في مُستقبلِ حياةِ البَشَر، ولا يقْدرُ أحدٌ غيرُهُ أنْ يفعلَهُ) – ومِنَ النَّخْلِ، أي من طَلْعِها (الذي هو أوَّلُ شيءٍ خارجٍ منها، وهو غلافٌ يُشْبِهُ الكُوزَ، ينفَتِحُ عن حَبٍّ منضودٍ فيه مادّةُ إخصابِ النّخْلة) أعْذاقٌ قريبةٌ من القاطِفِ، سَهْلَةُ الجَنْي – وأخْرَجْنا بذلك الماءِ بساتينَ كائنةً من أعنابٍ، وأخرَجْنا بِهِ الزَّيتونَ والرُّمّانَ حالةَ كونِ تلك الثّمارِ مُتَشابهةً في اللّونِ والحَجْمِ والشّكْلِ، وغيرَ مُتشابِهَةٍ في الطّعْمِ، انظروا إلى ثَمَرِ تلك الأشجارِ (أي : ثمَرِ شَجَرِ النَخْلِ والزيتون والرُمّان) حينَ يَظْهَرُ، وانظروا إلى نُضْجِهِ واسْتوائِهِ، وتأمّلوا وتَفَكَّروا وتَدَبَّروا في ظُهورِ ثَمَرِهِ حين يُثْمِرُ قَبْلَ نُضُوجِهِ، وإلى نُضْجِهِ واستوائِهِ (أي تَأمّلُوا وتَفَكَّرُوا وتَدَبَّرُوا في مراحلِ تَطَوّرِ الثَّمَرةِ من ثَمَرَةٍ صغيرةٍ غيرِ مُستساغَةِ الأكْلِ إلى ثَمَرَةٍ ناضجةٍ لذيذةِ الأكْلِ)، لأنّ في ذلكم الذي تقدّمَ ذِكْرُهُ دلالاتٍ واضحاتٍ على قُدْرَةِ اللهِ لقومٍ صِفَتُهم أنَّهم مُصَدّقون بما يُخْبِرُهُم اللهُ به، ولا يَنْتَفِعُ بتِلكَ الدِّلالاتِ القومُ الذين يَجْحَدُونَ قُدْرَةَ اللهِ دونَ دليلٍ ولا بُرْهان

تحليل آيات القرآن

التحليل اللغوي :

95 – (إنّ الله … الحيّ) مستأنفة لبيان قُدْرة الله وربوبيّتِه واسْتِحقاقِهِ العِبادة، (اللهَ) اسم (إنَّ)، (فالقُ) خبر (إنّ)، و(فالقُ) اسم فاعل من (فَلَقَ) بمعنى : (شقَّ الشيءَ)، وهو مُضاف إلى (الحَبّ) من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، لأنَّ الأصل (فالقٌ الحَبَّ)، فالإضافة هنا غير مَحْضَة، فهي بمعنى الحال والاستقبال، و(الحَبّ) ما لا نواةَ فيه كالحنطة والشعير، و(النوى) عطف على (الحبِّ)، و(النّوى) : جمع نواة، وهي التي تكون في داخلَ ثِمار الأشجار كالتمر والخوخ، والمُشمش، و(فالقُ الحبِّ والنَّوى) : مُخْرِجُ النّباتِ من الحَبِّ والنّوى، بِشَقِّ الحبّةِ والنواة، (يُخرج .. الحيّ) خبر ثان لـ(إنَّ)، (يُخْرِجُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (الحيَّ) مفعول به، (من المَيّتِ) مُتعلّقان بـ(يُخْرِجُ)، (ومُخْرِجُ) عطف على (يُخْرج)، لأنّهُ بمعنى الفِعْل، وهو مُضاف إلى (الميت) من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، لأنَّ الأصل (مُخْرِجٌ المَيِّتَ)، فالإضافة هنا غير مَحْضَة، فهي بمعنى الحال والاستقبال، وفي الاتيان بالفعل (يُخرج) بدلاً من الاسم فن بلاغي لغرض تصوير حدوث الفعل، وباسم الفاعل (مُخرج) فن بلاغي للدلالة على أنّ إخراجَ الميَّتِ من الحيّ مُغايرٌ لإخراجِ الحيِّ من المَيّت، (ذلكم الله) مُبتدأ وخبر، والجملة توكيد لمضمون ما قبلها، والإشارة بـ(ذلك) للتعظيم، (فأنّى تُؤْفَكون) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (وأنّى) اسم استفهام بمعنى (كيف) حال من نائب الفاعل في (تُؤفَكون)، (تُؤْفَكون) مُضارع مبني للمجهول، (واو الجماعة)، نائب الفاعل، والمُتعلّق بـ(يُؤْفَكون) مُقدّر بدلالة السياق، والتقدير (عن توحيده وإخلاص العبادة له)، و(أفك فلاناً عن الشيء) : صَرَفَهُ

– 96 – (فالق) خبر لمبتدأ مُقدّر، أي : (هو فالق ..)، والجملة مُستأنفة في سياق ما قبلها، و(فالق) مُضاف إلى (الإصباح) من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، و(الإصباح) : أوّلُ ضوء النهار، و(فَلَقَ اللهُ الصُّبْحَ) : أبْدى ضوءَ النهار وأوْضَحَهُ من ظُلْمَةِ الليل، (وجعل .. سكناً) عطف على (فالق) لأنّه بمعنى الفعل، (جعلَ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (الليلَ) مفعول به أوّل، (سَكَناً) مفعول به ثانٍ، و(السَّكَنُ) : الرّاحة، (والشّمسَ) مفعول به لفعل مُقدّر يدلّ عليه سياق ما قبله، والتقدير : (وخَلَقَ الشّمْسَ)، والجملة عطف على ما قبلها، (والقمرَ) عطف على (الشمس)، (حُسباناً) منصوب بنزع الخافض، أي :(بحُسبان)، و(الحُسْبانُ) : الحِساب، والتدبيرُ الدقيق، (ذلك .. العليم) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (ذلك) اسم إشارة مُبتدأ، (تقديرُ) خبر، وهو مُضاف إلى (العزيز)، و(العزيز) في الأصل صفة قامت مقام موصوف مُقدّر، والتقدير : (الله العزيز)، (العليم) صفة ثانية للموصوف المُقدّر

– 97 – (وهو … والبحر) عطف على ما قبلها، (هو) مبتدأ، (الذي) موصول خبر، (جعلَ … والبحر) صلة (الذي)، (جعلَ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الذي)، (لكم) مُتعلّقان بـ(جعلَ)، (النجومَ) مفعول به أوّل، ومفعوله الثاني مُقدّر، تقديره : (علاماتٍ)، ولام التعليل في (لتهدوا) مُتعلّق بـ(جعل)، (تهتدوا) مُضارع منصوب بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (بها) مُتعلّقان بـ(تهتدوا)، (في ظُلمات) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (تهتدوا)، و(ظُلُمات) مُضاف إلى (البرِّ)، (والبحرِ) عطف على (البرِّ)، (قد… يعلمون) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (قد) حرف تحقيق يُقرِّبُ الماضي من الحال، (فَصَّلْنا) فعل ماضٍ، وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، (الآياتِ) مفعول به، و(فَصَّلَ الأمْرَ) : بيَّنَهُ، (لقومٍ) مُتعلّقان بـ(فَصّلنا)، (يعلمون) صفة لـ(قوم)

– 98 – (وهو … واحِدةٍ) عطف على (وهو الذي ..) ومثلها في القول، (أنشأكم .. واحدةٍ) صلة (الذي)، (انشأكم) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الذي)، والضمير (كم) مفعول به، و(انْشَأ الشيءَ) : أحْدَثَهُ وأوجَدَهُ، (من نفسٍ) مُتعلّقان بـ(أنشأكم)، (واحِدةٍ) صفة لـ(نفسٍ)، و(النفسُ) : ذاتُ الشيء وعينُهُ، ويدلُّ أوّلُ سورة النساء، وسياقُ الآية على جملة مُقدّرة معطوفة على ما قبلها، وتقديرها : (وخَلَقَ منها زوجَها)، (فمستقر) خبر لمبتدأ مُقدّر، تقديره : (فأحدُهما مُستقرٌّ)، و(المُستقَر) بفتح القاف : مكان الاستقرار، (ومُستودَعٌ) خبر لمبتدأ مُقدّر، تقديره : (والآخرُ مُستودَع)، والجملة عطف على ما قبلها، و(المُستودَع) بفتح الدال : مكان الإيداع، أي : الحِفْظ،، وليس بمعنى اسم المفعول، (قد .. يفقهون) تقدّم القول في مثلها، و(يفقهون) صفة لـ(قوم) وفيها بلاغة التعريض، و(فَقِهَ الأمْرَ) : أحْسَنَ إدراكه

– 99 – (وهو … ماءً) عطف على (وهو الذي ..) ومثلها في القول، (أنْزَلَ .. ماءً) صلة (الذي)، (أنْزَلَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الذي)، (من السماء) مُتعلّقان بـ(أنزل)، والمراد بـ(السماء) هنا : السّحاب، (ماءً) مفعول به، (فأخرجنا .. شيء) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (أخْرَجْنا) فعل ماضٍ، وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، وفي (أخْرَجْنا) التفات من ضمير الغائب إلى ضمير المُتكلّم لمعنى : (حصول الفعل بعنايتنا وقُدْرَتنا)، (به) مُتعلّقان بـ(أخْرَجْنا)، والهاء ضمير عائد إلى (ماءً)، و(نباتَ) مفعول به، وهو مُضاف إلى (كُلِّ)، و(كُلّ) مُضاف إلى (شيء)، و(نَبَتَ) بمعنى : نَشَأَ ونَمَا، (فأخرجنا … مُتراكباً) عطف على ما قبلها بالفاء، (منه) مُتعلّقان بـ(أخرجنا)، والضمير عائد إلى (نبات)، (خَضِراً) مفعول به، والمراد به : الأوراق والسيقان الخضراء الغضّة الطرية، (نُخرج .. مُتراكباً) صفة لـ(خضراً)، (نُخْرِجُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّمين مُستتراً، واسْتعملَ الفعل المُضارع هنا للدلالة على جَريان الفِعْل الآن وفي المُستقبل، (منه) مُتعلّقان بـ(نُخْرِجُ)، والضمير عائد إلى (خَضِراً)، (حَبّاً) مفعول به، (مُتراكباً) صفة لـ(حبّاً)، ومعناه : تَرَكَّبَ بعضه على بعض، مثل سُنْبُلة الحنطة والسمسم وأمثالهما، (ومن … دانيةٌ)، معترضة بين المُتعاطفين، (من النخل) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (من طلعها) بدل من (من النخل) بدل بعض من كل، و(الطَّلْعُ) : غلافٌ يُشْبِهُ الكوز، ينْفَتِحُ عن حَبٍّ مَنْضودٍ فيه مادّة إخْصابِ النخلة، (قِنوانٌ) مبتدأ مُؤخّر، و(قِنوان) جمعُ (قِنْو)، وهو عِذْقُ النخلة، (دانيةٌ) صفة لـ(قنوان)، (وجناتٍ) عطف على (نباتَ كلّ شيء)، فهو مفعول به لـ(أخْرَجْنا) الذي قام حرف العطف مقامه، (من أعناب) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(جنات)، (والزيتونَ) عطف على (جناتٍ)، (والرُّمّانَ) عطف على (الزيتون)، (مُتشابهاً) حال من الأعناب والزيتون والرمّان، (وغيرَ مُتشابِهٍ) عطف على (مُتشابهاً)، فهو حال مثله، (انظروا … وينعه) مُستأنفة في سياق ما قبلها بمنزلة الموعظة التي تكون في آخر الكلام، (انظروا) امْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (إلى ثَمَرِهِ) مُتعلّقان بـ(انظروا)، والهاء في (ثَمَرِهِ) عائدٌ إلى (شَجَرِ النَخْلِ والزيتون والرُمّان)، و(نَظَرَ إليه) : أبْصَرَهُ وتأمَّلَهُ، و(الثّمَرُ) : حِمْلُ الشّجَرة، و(نَظَرَ فيه) تدَبَّرَ وتَفَكَّرَ، (إذا) ظرف زمان متعلّق بـ(انظروا)، وهو مضاف إلى الجملة (أثمَرَ)، (أثمَرَ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (شَجَرِ النَخْلِ والزيتون والرُمّان)، و(أثْمَرَ الشَّجَرُ) : ظَهَرَ ثَمَرُهُ، (ويَنْعِهِ) عطف على (ثَمَرِهِ)، و(يَنْعِهِ) بمعنى : نُضْجِهِ واسْتوائِهِ، (إنّ … يؤمنون) تعليل للأمر، (في ذلكم) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (إنَّ) مُقدّم، (لآياتٍ) اسم (إنَّ) مُؤخَّر مُقترن بلام الابتداء المُزحلقة، (لقوم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(آيات)، (يُؤمنون) صفة لـ(قوم