نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن
(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)
كٓهيعٓصٓ ١ ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ ٢ إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا ٣ قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ ٱلۡعَظۡمُ مِنِّي وَٱشۡتَعَلَ ٱلرَّأۡسُ شَيۡبٗا وَلَمۡ أَكُنۢ بِدُعَآئِكَ رَبِّ شَقِيّٗا ٤ وَإِنِّي خِفۡتُ ٱلۡمَوَٰلِيَ مِن وَرَآءِي وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِي عَاقِرٗا فَهَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا ٥ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنۡ ءَالِ يَعۡقُوبَۖ وَٱجۡعَلۡهُ رَبِّ رَضِيّٗا ٦ يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا ٧ قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَكَانَتِ ٱمۡرَأَتِي عَاقِرٗا وَقَدۡ بَلَغۡتُ مِنَ ٱلۡكِبَرِ عِتِيّٗا ٨ قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞ وَقَدۡ خَلَقۡتُكَ مِن قَبۡلُ وَلَمۡ تَكُ شَيۡٔٗا ٩ قَالَ رَبِّ ٱجۡعَل لِّيٓ ءَايَةٗۖ قَالَ ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَ لَيَالٖ سَوِيّٗا ١٠ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا ١١ يَٰيَحۡيَىٰ خُذِ ٱلۡكِتَٰبَ بِقُوَّةٖۖ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحُكۡمَ صَبِيّٗا ١٢ وَحَنَانٗا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَوٰةٗۖ وَكَانَ تَقِيّٗا ١٣ وَبَرَّۢا بِوَٰلِدَيۡهِ وَلَمۡ يَكُن جَبَّارًا عَصِيّٗا ١٤ وَسَلَٰمٌ عَلَيۡهِ يَوۡمَ وُلِدَ وَيَوۡمَ يَمُوتُ وَيَوۡمَ يُبۡعَثُ حَيّٗا ١٥
المعنى في ضوء التحليل اللغوي :
1 – أقْرَأُ السُّورَةَ بالاسْتِعانَةِ باللهِ المَوْصُوفِ بأنّهُ الرَّحمنُ الذي أتْقَنَ برَحْمَتِهِ خَلْقَ كُلِّ شيءٍ لأداءِ وَظيفَتِهِ التي خَلَقَهُ لأدائِها، المَوْصُوفِ بأنَّهُ الرَّحِيمُ الذي جَعَلَ وَظيفةَ كُلِّ شيءٍ خَلَقَهُ في حُدُودِ قُدْرَتِهِ واسْتِطاعَتِهِ، كاف ها يا عين صاد دِلالةٌ على إنْزالِ القرآنِ بعُلومٍ ومعارِفَ إلهِيَّةٍ، منها عُلومٌ ومعارِفُ إلهِيَّةٌ اخْتَصَّتْ بها آياتُ السُّورَةِ
– 2 – هذا ذِكْرُنا إجابةَ ربِّك دعاءَ عبدِهِ، أي : إجابةَ ربِّك دعاءَ زكريّا
– 3 – حين دعا رَبَّهُ دُعاءً خَفِيّاً (أي : بصوت خفيّ لم يَسْمَعْهُ الناسُ، لأنّهُ كان في خَلْوَة بينَهُ وبينَ ربِّهِ)
– 4 – قال : يا ربِّ، إنّي ضَعُفْتُ في الأمْرِ والعَمَلِ والبَدَن، وانْتَشَرَ الشيبُ في رأسي، وحالي أنّي لم أكنْ فيما مضى من الزمان إلى هذا الوقتِ خائباً بدعائي إيّاك، ولا محروماً من إجابتك دعائي، (أي : قد عَوَّدْتني حُسْنَ الإجابة في جميع ما أسألُكَ)
– 5 – وإنّي خِفْتُ على الدين بني عمومَتِي الذين يلون أمْرَ الدين من بَعْدِي، وأتَوَقَّعُ حصولَ ضَرَرٍ على الدين منهم من بعْدِي، وحالي أنّ امْرَأتي قد وُجِدَتْ حالةَ كونِها عقيماً لا تَلِدُ، وليس لي وَلَدٌ يتولّى أمْرَ الدين بعدي، فأسألك أنْ تُعْطيَني من رحْمَتِك الخاصّةِ وَلَداً ذَكَراً يليني في أمْرِ الدين عطاءً بلا عِوَض
– 6 – موصوفاً بأنّه يَرِثُني في الولايةِ على الدّين، ويتولّى جميعَ أموري بعد موتي، ويَرِثُ جميعَ ما آل إليّ وإلى امْرَأتي من إرْثِ آلِ يعقوب، وأسْألُك أنْ تَجْعَلَهُ – يا ربِّ – مَرْضِيّاً عندَك بالامْتِثالِ لأمْرِك
– 7 – فنادَتْهُ الملائكةُ بالبِشارَةِ بأمْرِ ربِّهِ حالةَ كونِهِ قائماً مُتلبِّساً بحال الصّلاة والدُّعاء والتّضَرُّعِ لله في المحرابِ قائلين : يا زكريا، قالَ ربُّكَ : إنّا نُبشِّرُكَ بوَلَدٍ ذَكَرٍ صفتُهُ أنّ اسْمَهُ يحيى، صفتُهُ أيضاً أنّا لم نُصَيِّرْ أحَداً من قَبْلِهِ مُوافقاً له في اسْمِهِ، (أي : لم يُسمَّ بهذا الاسم أحدٌ قبله، ولم نُصَيِّرْ أحَداً من قبلِهِ نظيراً له في إتْيانِهِ العِلْمَ والتَّفَقُّهَ في الدين حالةَ كونِهِ صَبيّاً)
– 8 – قال زكريّا : يا ربِّ، على أيِّ حالٍ يُولَدُ لي غُلامٌ وحالي أنّ امْرَأتي قد وُجِدَتْ حالةَ كونِها عقيماً لا تَلِد، حالي أيضاً أنّي قد وَصَلْتُ بسَبَبِ الكِبَرِ في السّنِّ حَدَّ الشيخوخَةِ في ضَعْفِ العظام وتصلّبِ المفاصل
– 9 – قالتْ الملائكةُ : قال ربُّكَ : أمْرُ خَلْقِ وَلَدٍ من صُلْبِكَ كائنٌ على ذلك الذي أخْبَرْتُكَ به، يُؤكِّدُ ذلك أنَّ ربّكَ قال : خَلْقُ وَلَدٍ من صُلْبِكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ عليّ، ويُؤكِّدُ ذلك أنّي قد خَلَقْتُك من قبلِ أنْ أخْلُقَ وَلَداً من صُلْبك حالةَ كونِكَ لم تَكُنْ شيئاً موجوداً
– 10 – قال زكريّا : يا ربِّ، أسألك أنْ تَصْنَعَ لي علامةً على حَمْلِ امْرَأتي بالوَلَدِ، قالت الملائكةُ : قال ربُّك : علامَتُكَ على حَمْلِ امْرَأتِكَ بالوَلَدِ أنّك لا تَقْدِرُ أنْ تُكَلّمَ الناسَ مُدّةَ ثلاثِ ليال حالةَ كونِك صَحيحاً سليماً من غيرِ عِلّةٍ (يدلّ المعنى على أنّ العلامَةَ هي سَلْبُ القُدْرَةِ على الكلامِ مع النّاس، ولكنّهُ قادرٌ على التسبيح والذِّكْرِ)
– 11 – فبَرَزَ زكريّا على قومه من المِحْراب الذي يُصلّي فيه، فأشارَ وأومَأَ إليهم، أي : قال لهم بطريقةِ الرَّمْزِ والإشارة : صلّوا لله بتَنْزِيهِهِ وتقديسِهِ عن كُلِّ ما لا يليقُ بعظمتِهِ وربوبيّته، وتعظيمِهِ في الأوقاتِ من الفَجْرِ إلى طُلوعِ الشّمْسِ، وفي الأوقات من زوالِ الشمس إلى غروبها، ومن صلاةِ المغرب إلى العَتَمَة (يدلّ المعنى على أنّ الصلاة كانت مفروضة على بني إسرائيل في هذه الأوقات)
– 12 – فولدتْ امْرَأَتُهُ وَلَداً، وأسْماهُ يحيى، وأوْحَيْنا إليه قولَنا : يا يحيى، الْزَمْ التّوراةَ، وتَمَسَّكْ بها، واعْمَلْ بما جاءَ بها من أحكامٍ ومعارفَ إلهيةٍ حالةَ كونِكَ جادّاً على التَّمَسُّكِ به، قويّاً على العمَلِ به، وأعْطيناهُ العِلْمَ والتَّفَقُّهَ في الدين حالةَ كونِهِ صَبيّاً
– 13 – وأعطيناهُ رِقَّةَ قَلْبٍ ورَحْمَةً كائنةً من عِنْدنا، يفيضُ بها على النّاسِ، وأعطيناه نماءً حَسَناً في الجِسْمِ والعِلْمِ والخُلُقِ الحَسَن، وطهارةً في النفْسِ، وخُلوصاً من المعاصي والذنوب، ووُجِدَ حالةَ كونِهِ وَرِعاً عن محارمِ الله، حافظاً نفسَهُ من الذنوب والآثام
– 14 – ووُجِدَ في حياتِهِ حالةَ كونِهِ مُتَوَسّعاً في الإحسانِ إلى والديه، واصلاً لهما، ولم يُوجَدْ في حياتِهِ مُتَكبِّراً، مُسْتعلياً على الناس مُتَسَلّطاً عليهم،خارجاً عن طاعةِ الله، مُخالفاً لأوامرِِهِ
– 15 – وأمانٌ عليه منّا يومَ وُلِدَ، وأمانٌ عليه مِنَا يومَ يموتُ، وأمانٌ عليه منّا يومَ يُبْعَث إلى الحياةِ الآخرةِ حالةَ كونِهِ شهيداً وشاهداً (بَيَّنْتُ في التّحليل اللغوي أنَّ (يحْيَى) اسْمٌ عَلَمٌ ذَكَرَهُ القرآنُ بلغة العَرَب، وذَكُرُ القُرآنُ أنَّ اللهَ تعالى هو الذي سَمَّى ابْنَ زَكَرِيّا (يَحْيَى) أي : ذو الحياة، ويَذكُرُ القُرآنُ أنَّهُ أوَّلُ رجُلٍ سُمِّيَ بهذا الاسم، فلم يُسَمَّ رَجُلٌ قَبْلَهُ (يَحْيى)، قال تعالى : (لم نَجْعَلْ لَهُ من قَبْلُ سَمِيّاً)، وإنّما ذَكَرَ القرآنُ اسْمَ (يَحْيى) بلغة العَرَبِ ولم يذكُرْهُ باسْمِهِ في اللّغاتِ السّاميَّةِ والأوربيّة للدّلالة على معنى يُريدُهُ اللهُ تعالى، وهو الرَّجُلُ الذي يُبْقِيهِ اللهُ حَيّاً، أمّا ما ذَكَرَتْهُ الرّواياتُ الإسلاميّةُ من أنَّ يَحْيى قُتِلَ بقَطْعِ رأسِهِ تنفيذاً لرغبة هيروديا من قِبَلِ المَلِك هيرودس فهو مأخوذٌ من الروايات الإسرائيلية، والقُرآنُ لا يُؤَيِّدُهُ، ومن الجدير بالذِّكْرِ أمورٌ تتَعَلّقُ بـ(يحيى)، الأوّل : أنَّ الله تعالى سَمّاهُ (يحيى) بمعنى : ذو الحياة، أي : الرَّجُلُ الذي يُبقِيه اللهُ حَيّاً، الثاني : أنَّهُ أوَّلُ رجُلٍ سُمِّيَ بهذا الاسم، فلم يُسَمَّ رَجُلٌ قَبْلَهُ (يَحْيى)، قال تعالى : (لم نَجْعَلْ لَهُ من قَبْلُ سَمِيّاً)، الثالث : أنَّ يَحيى وعيسى (عليهما السلام) وُلِدا في سنةٍ واحِدة، الرابع : أنَّ اللهَ تعالى بَشّرَ زَكَرِيا بولادةِ يحيى، وبَشَّرَ مريمَ بولادة عيسى، جاء في (لوقا : 1 : 13 – 15) أنَّ المَلَكَ بَشَّر زَكريّا قائلاً : (وزوجتُكَ إليصابات ستَلِدُ لك ابْنا، وتٌسَمِيه (يوحَنّا)، وسوف يكون عظيماً أمام الربّ ولا يشربُ خمراً ولا مسكراً ويمتليء بالرّوحِ القُدُس وهو بَعد في بَطْنِ أمِّهِ)، وبَشَّرَ المَلاكُ مَرْيَمَ بولادةِ المسيح عيسى بن مريم في لوقا 1: 31-32 : (و ها أنتِ سَتَحْبَلِينَ وتَلِدِينَ ابناً وتَسَمِّينَهُ يسوع إنهُ يكونُ عظيماً)، وقال الملاك لمريم في بشارته : في لوقا 1: 36 : (وهاهي نَسِيبَتُكِ أليصابات أيضاً قد حَبَلَتْ بابنٍ في سِنِّها المُتَقَدِّمَةٍ وها هو الشَّهْرُ السّادِسُ لتلك التي كانت تُدْعَى عاقْراً، فليس لدى الله وَعْدٌ يَسْتَحِيُل إتمامُهُ)، وهذا يعني أنَّ ولادة يحيى مُعْجِزة، وولادة عيسى مُعْجِزة، الخامسُ : ذَكَرَ القرآنُ أنَّ اللهَ تعالى هو الذي سَمَّى (يحيى) وسَمَّى (عيسى)، السّادسُ : أنَّ اللهَ تعالى بعثَ يحيى وعيسى إلى بني إسرائيل، أحدُهما وهو يحيى في مملكة بني إسرائيل الشّمالية، والآخر وهو عيسى في مملكة إسرائيل الجنوبية، السّابِعُ : أنَّ يحيى وعيسى قد ادّعى بنو إسرائيل فيهما أنّهما قُتِلا، الثّامن : قال تعالى (الآية : 85 من سورة الأنعام : “وزكَرِيّا ويَحْيى وعيسى وإلياس كُلٌّ من الصَالحين” ذَكَرَ مُفَسِّرو الكِتابِ المُقدّس أنَّ (إلياسَ) الذي في القُرآنِ هو (إليَّا) المذكور في أسفارِ التّوراة، وذَكَرَ المُفَسّرون المُسلمونَ قِصّةَ إلياس بما يلي : إنَّ اللهَ سبحانه بَعَثَهُ في بني إسرائيل بعد النبي حزقيل عليه السلام، وكانوا قد عبدوا صنماً يقال له: (بَعْل)، فدعاهم إلى الله، ونَهاهم عن عبادة ما سواه، وكان قد آمَنَ به مَلِكُهم، ثم ارْتَدَّ، واسْتَمَرُّوا على ضلالتهم، ولم يُؤْمِنْ به منهم أحد، فدعا الله عليهم، فحُبِسَ عنهم المطر ثلاث سنين، ثم سألوه أنْ يَكْشِفَ ذلك عنهم، ووعَدُوهُ الإيمانَ به إنْ هم أصابَهُم المَطَر، فدعا الله لهم، فجاءهم الغيثُ، فاسْتَمَرُّوا على أخْبَثِ ما كانوا عليه من الكُفْرِ، فسألَ اللهَ أنْ يَقْبِضَهُ إليه، وكان قد نشأ على يديه (اليسع بن أخطوب) عليه السلام، فأمَرَ إلياسَ أن يَذْهَبَ إلى مكان كذا وكذا، فأيُّ شيءٍ جاءَهُ فلْيَرْكَبْهُ، فجاءته فَرَسٌ من نارٍ، فرَكِبَ، وألْبَسَهُ اللهُ النُّورَ، وكساهُ الرِّيشَ، وكان يَطِيرُ مع الملائكة مَلَكاً إنسيًّا، سماويًّا أرْضيًّا . هذه قِصَّةُ النبي إلياس عليه السلام، رواها ابنُ كثير عن وَهَب بن مُنَبِّه مُخْتَصَرَةً، ورواها الطبري بسياقٍ أطول، وقد عَقَّبَ ابنُ كثير عليها بقوله : هكذا حكاه وَهَبُ عن أهلِ الكتاب، والله أعلم بصَحَّتِهِ، وهذه القِصّة مروية عن أهلِ الكِتاب، ومهما يكُنْ من أمْرِ صِحَّتِها فإنّ اليهود كانوا يعتقدون أنَّ (إليّا) هو يحيى (يوحَنّا)، فقد جاءهُ اليهودُ وسألوه : (مَنْ أنتَ ؟ المسيحُ أم إليّا أم النَّبِيُّ ؟ فاليهودُ كانوا ينتظرون ثلاثة : إليّا والمسيح والنّبيّ، التاسِعُ : أنّ الله تعالى قال في (يحيى) : “وسلامٌ عليه يومَ وُلِدَ ويومَ يموتُ ويومَ يموتُ ويومَ يُبْعَثُ حَيَّاً”، وقال عيسى : “والسّلامُ عليَّ يومَ وُلِدْتُ ويوم أموتُ ويومَ أُبْعَثُ حَيّاً” وهذا دليلٌ على أنَّهما لم يُقْتَلا، أنَّ القرآنَ ذكَرَ أنَّ عيسى بن مريم لم يُقْتَلْ ولم يُصْلَبْ بل رَفعَهُ اللهُ إليه، وهذا يعني حَسَبَ المُقارنَة بين يحيى وعيسى أنَّ يَحْيى لم يُقْتَلْ بل رَفَعَهُ اللهُ إليه، ويَصِلُ المُتَأمِّلُ فيما تَقَدّمَ ذِكْرُهُ أنّ اللهَ تعالى حين يأذَنُ بعودةِ المسيحِ إلى الأرضِ سيكونُ مَعَهُ يحيى بن زكريّا، ليُقيما دولةَ العَدْلِ الإلهي في الأرض) .