نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهِ إِلَيۡكَۖ وَمَا كُنتَ لَدَيۡهِمۡ إِذۡ أَجۡمَعُوٓاْ أَمۡرَهُمۡ وَهُمۡ يَمۡكُرُونَ ١٠٢ وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣ وَمَا تَسۡ‍َٔلُهُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ ١٠٤ وَكَأَيِّن مِّنۡ ءَايَةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ يَمُرُّونَ عَلَيۡهَا وَهُمۡ عَنۡهَا مُعۡرِضُونَ ١٠٥ وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُم بِٱللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشۡرِكُونَ ١٠٦ أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ١٠٧ قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٠٨ وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡقُرَىٰٓۗ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۗ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞ لِّلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ١٠٩ حَتَّىٰٓ إِذَا ٱسۡتَيۡ‍َٔسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُمۡ قَدۡ كُذِبُواْ جَآءَهُمۡ نَصۡرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَآءُۖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُنَا عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ١١٠ لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ ١١١

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 102 – ذلك الذي قَصَصْتُهُ عليك – يا مُحَمّدُ – من خَبَرِ يوسُفَ كائنٌ من أخبارِ ما غابَ عن قومِكَ وعن الذين سألوكَ أنْ تُخْبِرَهم خَبَرَ يوسُفَ حالةَ كونِهِ نُلقِيهِ إليك بواسطةِ مَلَكِ الوَحْي (أي الأخبار التي غابتْ عنك وعن قومِكَ)، ويُؤكِّدُ ذلك أنّك ما كُنْتَ حاضِراً عِنْدَهم حينَ أحْكَمُوا أمْرَهم على إلقاءِ يُوسُفَ في قَعْرِ البِئْرِ حالةَ كونِهم يَكِيدُون لَهُ، ويَحْتالُونَ على أبيهم، (يَدُلُّ المعنى على أنّ الذين سألوا النبيَّ مُحَمّداً (ص) عن خَبَرِ يوسُف هم أحبارُ اليهودِ وعلماؤهم، سألوهُ ذلك لكي يُقيموا الدليلَ على أنّ مُحَمّداً (ص) ليس نبيّاً، فقَصَّ اللهُ عليه خبرَ يوسُفَ بتفاصِيلِهِ الدقيقةِ، لكي يكونَ ذلك دليلاً وحُجّةً على أنّ مُحَمّداً (ص) رسولُ اللهِ، يُوحِي اللهُ إليه هذا القرآن)

– 103 – وليس أكثرُ عُلماءُ اليهودِ وأحبارُهم – ولو اشتَدَّتْ رغْبَتُكَ في إيمانِهم بنُبُوَّتِك وبالقرآنِ الذي أنْزَلَهُ اللهُ إليك – مُصدِّقينَ بنُبُوّتِكَ وبالقرآنِ الذي أنْزَلَهُ اللهُ إليك

– 104 – وما تَسْتَعْطِيهم أيَّ أجْرٍ على تَبْلِيغِكَ إيّاهم القُرآنَ المُنْزَلَ إليك من اللهِ، فيكونُ ذلك الأجْرُ سَبَباً في عَدَمِ إيمانِهم بنبوّتِك وبالقُرآنِ الذي أُنْزِلَ إليك، لأنّهُ (أي : القرآن) ما هو إلا موعِظَةٌ وتَذْكِرَةٌ للعالَمينَ تَدْعُوهُم إلى التّفَكُّرِ في حُجَجِ اللهِ الدّالّةِ على وحدانيّتِهِ، وصِدْقِ نُبُوَّةِ رسولِهِ مُحَمّدٍ

– 105 – وكثيرٌ من حُجّةٍ بيّنةٍ كائنةٍ في السّماواتِ والأرضِ دالّةٍ على قُدْرِةِ اللهِ يَجُوزُونَ عليها بالمُشاهَدَةِ حالةَ كونِهم مُنْصَرِفِينَ عن التَّفَكّرِ فيها معَ تكرارِ ذلك في حياتِهم (يدلُّ النّظْمُ على معنى أنَّ التَّفَكُّرَ في حُجَجِ اللهِ الدّالّةِ على قُدْرَتِهِ يقودُهم إلى الوُصولِ إلى أنَّ اللهَ قادِرٌ على أنْ يُرْسِلَ رسولاً إليهم، ولكنَّهم يَنْصَرِفُونَ عن التّفَكُّرِ في ذلك تكبُّراً ومُعاندةً عن قَبُولِ الحَقِّ، ويَدُلُّ المعنى على : فإذا عرَفْتَ ذلك فلا تحزَنْ إنْ لم يُؤمِنُوا بنًبًوَّتِكَ، وبما أُنْزِلَ إليك)

– 106 – وما يؤمنُ أكثرُهم (أي : أكثرُ اليهود) باللهِ إلا حالةَ كونِهم مُشركين باللهِ غيرَهُ في الطاعة (يَدُلُّ المعنى على أنّهم يَجْعَلُونَ أحبارَهم وعُلماءَهم ورُؤساءَهم شُركاءَ للهِ في الطاعة، ومعنى الآية عامٌّ وإنْ نَزلَ في اليهودِ الموجودين في المدينة زمَنَ الرّسولِ، فهو يَعُمُّ اليهودَ وغيرَهم من المُؤمنين بالله، ومن الأمثلة على ذلك : بعضُ المؤمنينَ يجعلونَ أشْخاصَاً من المُؤْمِنين الصّالحين شُركاءَ مع اللهِ في قَضاءِ حوائِجِهم، ودَفْعِ الشَّرِّ عَنْهُم، وجَلْبِ الخيرِ لهم، ويَعْتَقِدونَ أنَّهم واسِطَةٌ بينَهُم وبينَ الله، فيَدْعُونَهُم بأسمائِهم مُتَوَسّلين بهم أنْ يسألوا اللهَ لقضاءِ حوائِجَهم،  وبعضُ المؤمنينَ يَجْعَلُون عُلماءَهم شُركاءَ للهِ في الطّاعَةِ، ويجعلونَ أعمالَهم في العِبادةِ في عُنُقِ العالِمِ، ويَعْتَقِدُون أنَّ أعمالَهم باطِلَةٌ إذا لم يُجيزُها العالِم، فإذا رأى العالِمُ أمْراً اتّبعوه وإنْ ظَهَرَ لهم بالحُجّةِ الواضحةِ أنّ رأيَهُ غيرُ صوابٍ، وبعضُ المُؤمنين باللهِ يَجْعَلُونَ شَهَوَاتِهِم وحُبَّهُم للدُّنيا شريكةً مع اللهِ في الاتّباعِ والطَّاعَةِ، وبعضُ المؤمنين باللهِ يَطْلُبُون العِزّةَ عندَ غيرِ اللهِ، فيجعلون الذين يَبْتَغُونَ العِزّةَ عندَهم شُركاءَ مع اللهِ، وبعضُ المؤمنين بالله ينتصرون بالكافرين، ويستعينون بهم على بلوغِ مقاصدِهم، فيجعلون الكافرين شركاءَ مع الله في طَلَبِ العون، وغير ذلك من الأمثلة)

– 107 – فهل أمِنَ هؤلاءِ من أنْ تأتيَهم نازلَةٌ من الشّرِّ كائنةٌ من عذابِ الله تَغْشاهُم ؟! (أي : هل اطْمَأنّوا ولم يخافُوا من نُزُولِ عقوبةٍ عليهم بسَبَبِ جَعْلِهم شُركاءَ مَعَ اللهِ في الطَّاعَةِ، ويُصَدِّقُ هذا المعنى أنّ أكثرَ المُسلمين في وَقْتِنا الحاضِرِ يَعُمُّهُم الشّرُّ بسَبَبِ شِرْكِهم بالله وهم لا يَشْعُرونَ)، أو هل اطْمَأنّوا ولم يخافُوا من أنْ تأتِيَهم ساعةُ يومِ القيامةِ حالةَ كونَها مُفاجِئَةً لهم من غيرِ إنذارٍ أو علامةٍ سابقةٍ، وحالُهم أنّهم لا يَعْلَمونَها آتيةً إليهم، ليَسْتَعِدُّوا لها ؟!

– 108 – قُلْ – يا مُحَمَّدُ – لَهُم : هذِهِ حُجَّتِي التي تَدُلُّ على كونِي رسولَ اللهِ إليكم (وهي القرآنُ الذي يُوحيه اللهُ إليَّ) وحالي أنّي أدْعُو إلى توحيدِ اللهِ، وحالي أنّي على عِلْمٍ ويَقِينٍ وحُجّةٍ واضِحةٍ ممّا أدعو إليه، والذين اتَّبَعُوني وسارُوا على طريقِي ومِنْهاجِي في الدَّعْوةِ إلى توحيدِ الله على عِلْمٍ ويقينٍ وحُجّةٍ واضِحةٍ ممّا أدعو إليه، وأُنَزِّهُ اللهَ تنْزِيهاً من أيِّ شريكٍ، وما أنا من المُشركين مع اللهِ أحَداً في الطّاعَةِ

– 109 – وما أرْسَلْنا من قَبْلِكَ إلا رِجالاً مِثلَكَ صِفَتُهم أنّنا نُوحِي إليهم ما نُريدُ تبليغَهُ إلى النّاسِ، وحالُهم أنَّهم من أهْلِ المُدُن (أي : كانوا يعيشون مع النّاس الذين أرسلْناهم إليهم في مُدِنِهم، ولم يكونوا نساءً ولا ملائكةً ولا جِنّاً)، فكذّبوهم، فأهْلَكْناهُم بسَبَبِ تَكْذِيبِهم، فإنْ كانوا (أي : هؤلاء اليهود الموجودون في المدينة) يُكَذّبون بنُبُوّتِكَ وبما أُنْزِلَ إليك فلماذا لَمْ يَسِيرُوا في الأرضِ ويَتَعَرَّفُوا إلى أخبارِ الذين كَذّبوا الرُّسُلَ من قَبْلِهِم، فيَتَأمَّلُوا ويَتَبَصّرُوا على أيِّ حال حَصَلَتْ نهايةُ المُكذّبينَ الذين مَضَوا من قَبْلِهِم، ليتّعظوا بذلك ويأخذوا منه العِبْرة ؟ وأُؤكِّدُ أنّ دارَ الحياةِ الآخرةِ خيرٌ للذين يخافونَ اللهَ بتَصْدِيقِهم بكَ وبالقرآنِ الذي أُنْزِلَ إليك من دارِ الحياةِ الدنيا، فلماذا لا يُدْرِكونَ هذهِ الحقيقة ؟

– 110 – ودامَ الذين كَذّبوا رُسُلَهم على تَكْذِيبِهم، ولم يُؤمِنوا بنُبُوَّتِهم وبما أُنْزِلَ إليهم إلى أنْ اقْتَرَبَ الرُّسُلُ من اليأسِ من إيمانِ الذين أُرْسِلوا إليهم، وإذا اقْتَرَبَ الرُّسُلُ من اليأسِ من إيمانِ الذين أُرْسِلوا إليهم، وعَلِمُوا أنَّهم قد كذَبهم أقوامُهم، ولم يُصَدِّقوا بنُبُوّتِهم جاء الرُّسُلَ نَصْرُنا بإنزالِ العذابِ على الذين لم يُصَدّقوا بنُبُوّتِهم، فنُنَجّي الذين نريدُ نجاتَهم بما عَلِمْنا من إيمانِهم، ونُهلكُ المُكذّبين، ويُؤكِّدُ ذلك أنّهُ لا يَرُدُّ أحَدٌ شِدّةَ عذابِنا عن القومِ الذين ارْتَكَبُوا تكذيبِ الرُّسُل

– 111 – وأُقْسِمُ على سبيلِ التَّوكيدِ لقد كانَ في قَصَصِ الأنْبياءِ التي أوْحيناها إليكَ في القُرآنِ، (ومنها قصةُ يوسُفَ) عِظَةٌ وتذكرةٌ لأصحابِ العُقولِ الذين يتفكّرون فيها ويُصحِّحون مسيرةَ حياتِهم الخاطئةَ بناءً على ما يَسْتَخْلِصونَهُ منها من معارفَ إلهيةٍ ومفاهيمَ صحيحةٍ، يُؤكِّد ذلك أنّ هذا القرآنَ ما كان كلاماً يَخْتَلِقَهُ مُحَمّدٌ، ولكنْ كانَ تصديقاً للكتابِ الذي قَبْلَهُ (وهو كتاب التوراة الذي ذكر قصصَ الأنبياء)، وبياناً لكُلِّ شيءٍ يحتاجُهُ النّاسُ في حياتِهم، وهُدىً إلى طريقِ الحَقِّ، ورَحْمَةً لقومٍ صفتهم أنّهم يُؤمنون بأنّه ُوَحْيٌ من الله، (يدلُّ المعنى على أنّهُ لا يَنْتَفِعُ بالقرآنِ غيرُ المؤمنين به) .

quran meanings - waling to pray

Photo credit: © by Safa Kadhim

– 102 – (ذلك … إليك) مستأنفة في نهاية قصة يوسف والمخاطب هو الرسول محمد (ص)، (ذلك) مبتدأ، (من أنباء) مُتعلّقان بمُقدّر خبر، و(انباء) مُضاف إلى (الغيب)، (نُوحيه إليك) حال من (الغيب)، (وما … يمكرون) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (ما) نافية، (كنت) (كان) واسمها، (لديهم) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر خبر (كان)، (إذْ) ظرف زمان مُتعلّق بما تعلّق به (لديهم)، وهو مُضاف إلى (أجمعوا أمْرَهم)، (أجمعوا) فعلٌ ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أمْرَهم) مفعول به، و(أجْمَعَ أمْرَهُ) : أحْكَمَهُ، (وهم يمكرون) حال من فاعل (أجمعوا)

– 103 – (وما … بمؤمنين) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) نافية بمعنى (ليس)، (أكثرُ) اسمُها مُضاف إلى (الناس)، والمُرادُ بـ(الناس) هنا : علماءُ اليهودِ وأحبارُهم، (ولو حرصتَ) مُعترضة بين اسم (ما) وخبرِها، ولا جوابَ لـ(لو) لأنَّ الجملة بمعنى التوكيد للمُخاطب على عدم إيمانهم، وإنْ كان راغباً في ذلك، (مُؤمنين) مجرور لفظاً بالباء الزائدة لتوكيد نفي الخبر، في محلّ نصب خبر (ما)

– 104 – (وما تسـألهم .. أجر) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) نافية، (تسألهم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير المُخاطَب مُستتراً، والضمير المُتّصِل (هم) مفعول به أوّل، ويدلّ السياق على مُتعلّق للفعل (تسألهم) مُقدّر، والتقدير : (على تبليغكَ القُرآنَ إليهم)، (أجرٍ) مجرور لفظاً بـ(من) الزائدة لتوكيد عموم النفي في محلّ نصب مفعول به ثانٍ، و(سألَ فلاناً الشيءَ) : اسْتعطاهُ إيّاهُ، (إنْ .. للعالمين) تعليل للنفي، (إنْ) نافية، (هو) مبتدأ، وهو كناية عن (القرآن)، (إلا) أداة حصر، (ذِكْرٌ) خبر، (للعالمين) مُتعلّقان بـ(ذكر)

– 105 – (وكأيّن … مُعرضون) مرتبطة بما قبلها بالواو، (كأيّن) كناية بمعنى (كثير) مبني على السكون في محلِّ رفعٍ مُبتدأ، (من آية) تمييز، (في السماوات) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(آية)، (والأرض) عطف على (السماوات)، (يمرّون عليها) خبر المبتدأ، (يمرّون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (عليها) مُتعلّقان بـ(يمرّون)، وجاء بالفعل المُضارع (يمرّون) لأنّهُ يدلُّ على التجَدّد مَرَةً بعد مَرّةٍ، (وهم مُعرضون) حال من فاعل (يمرون)

– 106 – (وما … مشركون) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) نافية، (يُؤمنُ) مُضارع مرفوع، (أكثرُهم) فاعلُهُ، (بالله) مُتعلّقان بـ(يُؤمنُ)، (إلا) أداة حصر، (وهم مشركون) حال  من (أكثرهم)

– 107 – (أفأمنوا … الله) مرتبطة بما قبلها بالفاء، والهمزة استفهام بمعنى الإنكار والتعجب، (أمِنوا) فعلٌ ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أنْ) مصدرية ناصبة، (تأتيَهم) مُضارع منصوب، والضمير (هم) مفعول به، (غاشيَةٌ) فاعلُهُ، و(الغاشيةُ) : النازلةُ من الشّر، (من عذاب) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(غاشية)، و(عذاب) مُضاف إلى (الله)، والمصدر المُؤوّل (أنْ تأتيهم ..) منصوب بنزع الخافض، (غاشيةٌ)، (أو … يشعرون) عطف على ما قبلها، (تأتيَهم) مُضارع منصوب عطفاً على ما قبله، والضمير (هم) مفعول به، (السَاعةُ) فاعلُهُ، (بغتةً) حال من (الساعة)، (وهم لا يشعرون) حال من الضمير (هم) في (تأتيهم)

– 108– (قل … اتّبعني) مستأنفة في سياق ما تقدّم، (هذه سبيلي) جملة اسمية مقول القول، (هذه) اسم إشارة مُبتدأ، (سبيلي) خبرُهُ، و(السبيل) : الحُجّة، (أدعو … اتبعني) حال من (ياء المُتكلّم) في (سبيلي)، والعامل في الحال ما في اسم الإشارة من معنى الفِعْل، (أدعو) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّم مُستتراً، (إلى الله) مُتعلّقان بـ(أدعو)، (على بصيرة) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (أدعو)، (أنا) ضمير مُؤكِّد لفاعل (أدعو) المستتر، (ومَن) عطف على فاعل (أدعو) المستتر بعد توكيده بالضمير المُنفصِل، و(مَنْ) موصول، (اتّبَعني) صلة (مَنْ)، (اتّبعني) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، ورُوعِيَ في إعادة الضمير لفظ (مَنْ)، فإنَّ لفظَهُ مُفرَد ومعناه جمعٌ، والنون للوقاية، و(ياء المُتكلّم) مفعول به، (وسبحان الله) عطف على (هذه سبيلي)، وتقدّم القول في (سُبحان)، (وما .. المشركين) عطف على ما قبلها

– 109 – (وما أرسلنا … القرى) مرتبطة بما قبلها بالواو، (ما) نافية، (أرسلنا) فعل ماضٍ و(ضمير المُتكلّمين) فاعلُهُ، (من قبلك) مُتعلّقان بـ(أرسلنا)، (إلا) أداة حصر، (رجالاً) مفعول به، (نوحي إليهم) صفة لـ(رجالاً)، (من أهل القرى) مُتعلّقان بمُقدّر حال من (رجالاً) بعد وصفه، ويدلُّ السياق على كلام مُقدّر حُذِف اختصاراً، ويمكن تقديره : (فكذّبوهم، فأهلكناهم بسبب تكذيبهم)، (أفلم … قبلهم) مرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، والهمزة استفهام بمعنى الإنكار، (يسيروا) مُضارع مجزوم بـ(لم)، وعلامة جزمه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (في الأرض) مُتعلّقان بـ(يسيروا)، (فينظروا .. قبلهم) عطف على (يسيروا ..)، (كيف .. قبلهم) في موضع المفعول به لـ(ينظروا) المُعلّق عن العمل بالاستفهام، (كيف) اسم استفهام حال مُقدّم من فاعل (كان)، و(كان) فعل ماضٍ تام، (عاقبةُ) فاعلُهُ، و(عاقبةُ) مُضاف إلى الموصول (الذين)، (من قبلهم) مُتعلّقان بمُقدّر صلة (الذين)، (ولدار … اتقوا) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان واقع الحال، واللام في (لدار) لام الابتداء بمعنى التوكيد، (دارُ) مُبتدأ مُضاف إلى (الآخرة)، (خيرٌ) خبر، (للذين) مُتعلّقان بـ(خير)، (اتّقوا) صلة (الذين)، (أفلا تعقلون) مرتبطة بما قبلها بالفاء، والهمزة بمعنى الإنكار والتوبيخ، وتقدّم القولُ في مثلها

– 110 – (حتى … نصرنا) اضطربت أقوال المُعربين والمُفسّرين في هذه الآية اضطراباً شديداً، وأنا بعون الله أذكر الإعراب والتفسير الذي أراهُ مُنسجماً مع ألفاظ الآية ونَظْمِها، الجملةُ مرتبطةٌ بما قبلها بـ(حتى)، و(حتّى) ابتدائيّة، وتدلُّ على كلام مُقدّر قبلها بدلالة نظمِ الآية، ويُمكن تقديره : (ودامَ الذين كَذّبوا رُسُلَهم على تكذيبهم، ولم يُؤمنوا بنُبُوَّتِهم وبما أُنْزِلَ إليهم إلى أنْ استَيْأسَ الرُّسُلُ)، (إذا) ظرفية فيها معنى الشرط، (استَيْأسَ الرُّسُل) جملة الشرط بـ(إذا)، (اسْتَيْأسَ) فعلٌ ماضٍ، و(استيأسَ) بمعنى (يئس) ولكنها تدل على الاقتراب من اليأس، (الرُّسُلُ) فاعلُهُ، (وظنوا .. كُذِبوا) عطف على ما قبلها، والمصدر المُؤوّل (أنّهم .. كُذِبوا) سدّ مسد مفعولي (ظنّ)، (كُذِبوا) فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، (واو الجماعة) نائب الفاعل، (جاءهم نصرنا) جواب (إذا)، والضمير في (جاءهم) عائد إلى (الرسل)، (نصْرُنا) فاعلُهُ، (فنُجّيَ مَنْ نشاء) عطف على جواب (إذا)، (نُجّيَ) فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، (مَنْ) موصول نائب الفاعل، (نشاء) صلة (مَنْ) (ولا يُردّ .. المجرمين) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، (لا) نافية، (يُرَدُّ) مُضارع مرفوع مبني للمجهول، (بأسُنا) نائب الفاعل، (عن القومِ) مُتعلّقان بـ(يُرَدُّ)، (المُجرمين) صفة لـ(القوم)

– 111– (لقد … الألباب) مستأنفة لتوكيد العبرة المُستخلَصة من القصة، واللام واقعة في جواب قَسَمٍ مُقدّر، (في قصَصِهم) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (كان) مُقدّم، ويدلُّ السياق على صفة مُقدّرة لـ(قَصَصهم)، تقديرها : (التي أوْحيناها إليك في القرآن)، (عِبْرةٌ) اسم (كان) مُؤخَّر، (لأولي) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(عبرة)، و(أولي) مُضاف إلى (الألباب)، (ما كان .. يُفترى) تعليل لما قبلها، (ما) نافية، واسم (كان) ضمير عائد إلى (القرآن) المفهوم من السياق، (حديثاً) خبر (كان)، (يُفْترى) صفة لـ(حديثاً)، (يُفْترى) مُضارع مبني للمجهول مرفوع بضمّة مُقدّرة، ونائب الفاعل ضمير عائد إلى (القرآن)، (ولكن … يديه) مرتبطة بما قبلها بالواو للاستدراك عليها بـ(لكن)، (لكنْ) حرف استدراك مُهمَل، (تصديقَ) عطف على (حديثاً)، وهو مُضاف إلى (الذي)، (بينَ) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر صلة (الذي)، وهو مُضاف إلى (يديه)، (وتفصيلَ كُلِّ شيء) عطف على (تصديقَ)، و(تفصيلَ) مُضاف إلى (كُلِّ) المُضاف إلى (شيء)، (وهُدىً) و(رحمةً) عطف على (تصديقَ) أيضاً، (لقوم) مُتعلّقان بـ(رحمة)، (يُؤمنون) صفة لـ(قوم) .