نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٢٠ شَاكِرٗا لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٢١ وَءَاتَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٢٢ ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٢٣ إِنَّمَا جُعِلَ ٱلسَّبۡتُ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِۚ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحۡكُمُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ١٢٤ ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٢٥ وَإِنۡ عَاقَبۡتُمۡ فَعَاقِبُواْ بِمِثۡلِ مَا عُوقِبۡتُم بِهِۦۖ وَلَئِن صَبَرۡتُمۡ لَهُوَ خَيۡرٞ لِّلصَّٰبِرِينَ ١٢٦ وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِۚ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَيۡهِمۡ وَلَا تَكُ فِي ضَيۡقٖ مِّمَّا يَمۡكُرُونَ ١٢٧ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ١٢٨

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 120 – إنَّ إبراهيمَ كانَ أصْلَ أنْبياءِ بني إسرائيل الذين هم من ذُرِّيَةَ إسْحاقَ ويعقوبَ، وأصلَ نبيِّ اللهِ مُحَمَّدٍ الذي هو من ذُريّةِ أسماعيل بن إبراهيم، وأصْلَ شريعةِ التَّوحيدِ التي جاءَ بها أنبياءُ بني إسرائيل، وأصْلَ شريعةِ التَّوحيدِ التي جاءَ بها نبيُّ اللهِ مُحَمَّدٌ، (يدلُّ المعنى وسِياقُ ما قبلها على أنَّ أصْلَ تحريمِ المَيْتَةِ والدّمِ ولحمِ الخنزيرِ وما أُهِلَّ به لغير الله موجودٌ في شريعةِ إبراهيم، وأنَّ إبراهيمَ حرّمَها على نَفْسِهِ)، إنَّهُ كان جامعاً لخصالِ الخيرِ كُلّها، مُطيعاً للهِ، خاضعاً له، مُقرّاً بالعُبوديّة له، قائِماً بجميعِ ما أمَرَ اللهُ به، مائِلاً عن كُلِّ دينٍ باطِلٍ، مُستقيماً على دينِ الله وشريعتهِ، وحالُهُ أنّهُ لم يُوجَدْ في حياتِهِ من المُشركين بالله

– 121 – إنَّهُ كان شاكراً لأنْعُمِ الله عليه بتًوْحِيدِهِ وتَعْظِيمِهِ وتَمْجِيدِهِ والثَّناءِ عليه وإخلاصِ العِبادَةِ لَهُ، اصْطفاهُ اللهُ واختارَهُ للنُّبُوةِ وحَمْلِ رسالةِ التّوحيدِ إلى النّاسِ، ودَلَّهُ إلى دينٍ مُعْتَدِلٍ مُسْتَوٍ، هو توحيدُ اللهِ وإخلاصُ العبادَةِ له، والاسْتِسْلامُ له فيما شَرَعَهُ من أحكام الدين، وعَرَّفَهُ وبَيَّنَهُ لهُ

– 122 – وأعطيناهُ بعنايةٍ خاصّةٍ مِنّا في الدُّنيا ذِكْراً طَيّباً، وإنّهُ في الآخِرَةِ لمِنْ السّالمين مِنْ كُلِّ عَيْبٍ

– 123 – ثم أوحينا إليك – يا مُحَمَّدُ – بعدَ أنْ بَعَثْناك رسولاً للنّاسِ كافّةً على فَتْرَةٍ من الرُّسُلِ، أي : قُلنا لك : اتَّبِعْ شَريعةَ إبراهيمَ ودينَهَ حالةَ كونِهِ مُوَحِّداً لله، مائلاً عن كُلِّ دينٍ باطلٍ، مُستقيماً على دينِ اللهِ وشريعَتِهِ، وما وُجِدَ في حياتِهِ حالةَ كونِهِ من المُشركين بالله

– 124 – إنّما فُرِضَ الانْقِطاعُ عن المعيشةِ والاكتسابِ يومَ السَّبْتِ من كُلِّ أُسبوع على الذين اختلفوا في هذا اليوم  (يدُلُّ الفعلُ المبني للمجهول (جُعِلَ) على أنَّ فَرْضَ الانْقِطاعِ عن المعيشةِ والاكتسابِ يومَ السَّبْتِ من كُلِّ أُسبوع كان في زَمَنِ موسى، وبأمْرٍ منه، وقد ورَدَتْ وَصِيَّةُ تقديسِ يوم “السبت” في عِدَّةِ مواضِعَ من سِفْرِ الخروج منها: “فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: إِلَى مَتَى تَأْبَوْنَ أَنْ تَحْفَظُوا وَصَايَايَ وَشَرَائِعِي؟ اُنْظُرُوا! إِنَّ الرَّبَّ أَعْطَاكُمُ السَّبْتَ. لِذلِكَ هُوَ يُعْطِيكُمْ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ خُبْزَ يَوْمَيْنِ. اجْلِسُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ مِنْ مَكَانِهِ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ” ــ سفر الخروج (16: 28- 29). وفي سفر الخروج (20: 8- 10): “اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ . سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ، وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ . لاَ تَصْنَعْ عَمَلاً مَا أَنْتَ وَابْنُكَ وَابْنَتُكَ وَعَبْدُكَ وَأَمَتُكَ وَبَهِيمَتُكَ وَنَزِيلُكَ الَّذِي دَاخِلَ أَبْوَابِكَ” . يقول جاري جرينبرج في كتابه “101 أسطورة توراتية : الكتابُ المُقَدَّسُ لا يأتي على ذكر تلك الشَّعيرةِ من خلال أيِّ جُزْءٍ من تاريخِ “بني إسرائيل” فيما سبق الخروج من “مصر . إنَّ قِصَّةَ الخُروجِ من “مصر” حَوَتْ بعضَ الأوامِر الإلهيّةِ للالْتِزامِ بعُطْلَة “السبت”، لكن هذه الآيات لرُبَّما كانت إضافاتٍ مُسْتَحْدَثَةً أيضا . ففي الواقِعِ إن آيات سِفْرِ التثنية (5: 15)، التي تَعْكِسُ آراءَ الملك يُوشيا قبل الأسْرِ البابلي بقليلٍ، تقولُ إنَّ الرَّبَّ أمَرَ “بني إسرائيل” بعُطْلَةِ “السَّبْت” ليس لأنَّهُ اليومُ الذي اسْتَرَاحَ فيه الرَّبُّ، وإنّما لأنَّهُ اليومُ الذي خَلَّصَهُم فيه من حياةِ العُبوديّةِ في “مصر”: “وَاذْكُرْ أَنَّكَ كُنْتَ عَبْدًا فِي أَرْضِ مِصْرَ، فَأَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ هُنَاكَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ . لأَجْلِ ذلِكَ أَوْصَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ أَنْ تَحْفَظَ يَوْمَ السَّبْتِ”، ويَدُلُّ المعنى على أنَّ اليهودَ اخْتلَفُوا في حقيقةِ فَرْضِ الانْقِطاعِ عن المعيشَةِ والاكْتِسابِ يومَ السَّبْتِ من كُلِّ أُسبوع، فبَعضُهُم جَعَلَهُ فَرْضاً واجِباً عليهم من اللهِ، وبعضُهم جعلَهُ فَرْضاً عليهم من موسى نفسِهِ وليس من اللهِ، وبعضُهم جَعَلَهُ مُمارَسَةً أخَذَها اليهودُ من البابليين بعدَ السَّبْي البابلي، ويَدُلُّ المعنى على أنَّ اللهَ جَعَلَهُ فَرْضاً واجِباً عليهم بعدَ اخْتِلافِهم امْتِحاناً لالْتِزامِهم بما فَرَضَهُ اللهُ عليهم من الأحكامِ والوصايا، ويَدُلُّ المعنى على أنَّ فَرَضَ الانْقِطاعِ عن المعيشةِ والاكتسابِ يومَ السَّبْتِ من كُلِّ أُسبوع لم يجعلْهُ اللهُ على غيرِ اليهودِ من الأُمَمِ، ولم يكُنْ تحريمُ العَمَلِ يومَ السّبْتِ موجوداً في شريعةِ إبراهيم)، وإنَّ ربّك لَيَحْكُمُ بينهم يوم القيامَةِ في الذي كانوا يَخْتَلِفُونَ فيه

– 125 – اُدْعُ إلى دِينِ ربّك الذي بعَثَكَ به (وهو دينُ الإسلامُ الذي نَزَلَ به القُرآنُ) مُسْتَعِيناً بالحِكْمَةِ (وهي اختيارُ أفْضلِ الحُجَجِ، وأفْضَلِ العِباراتِ التي تُرَغِّبُ المدْعُوَّ إلى ما يُدعَى إليه)، ومُستعيناً بالموعظةِ الحَسَنَةِ (وهي النَّصِيَحةُ، والأمْرُ بالطاعةِ، والتوصيةُ بها، والتذكيرُ بالعواقب، والتخويفُ من عواقبِ الإعراض عمّا يُدْعى إليه بالأسلوب الحَسَنْ الذي يتَقَبَّلُهُ المَدْعُوّ)ُ، وحاجِجْهُم وناقِشْهُم بالكلامِ المُباشِرِ، مُسْتَعِيناً بالجُملةِ التي هي أحْسَنُ الجُمَلِ، وبالكلامِ الذي هو أحْسَنُ الكلام في التأثير على المَدْعُوّ، وحَمْلِهِ على تغييرِ موقِفِهِ الذي يُصِرّ عليه، آمُرُك بذلك، لأنّ ربّك هو أعْلَمُ بحالِ مَنْ ضَلّ عن دينِهِ، وأعلمُ بالأسلوبِ الذي يُؤثِّرُ عليهم، وهو أعْلَمُ بالمُهْتَدِينَ الذين تَنْفَعُ معهم الدّعوةُ بالحِكمةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ (يَدُلُّ المعنى على أنّ اللهَ يأمُرُ رسولَهُ والمُسلمين على نَحْوِ الوُجوبِ بأنْ تكونَ دعوةُ النّاس من اليهود وغيرِهم إلى دينِ الإسلامِ بالحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وأنْ يكون النِّقاشُ والحِجاجُ معهم بأحْسَنِ العِبارات، وأحْسَنِ الكلام، ويتضمّنُ المعنى النَّهْيَ على نَحْوِ الوُجوبِ عمّا يُنَفِّرُ النّاسَ عن الإسلام من الأفعالِ والأساليبِ والكلامِ)

– 126 – وإنْ جازَيْتُم بالسُّوءِ مَنْ أساءَ إليكم في فِعْلٍ أو قَوْلٍ من اليَهودِ الموجودِينَ في المدينةِ أو من المُشركينَ فجازُوهم بمِثْلِ الفِعْلِ أو القّوْلِ السَّيّءِ الذي أساؤوا به إليكم، وبقَدْرِهِ، ولا تَزِيدُوا، وأُقْسِمُ على سبيلِ التَّوكيدِ لئنْ صَبَرْتم على تَرْكِ مُعاقَبَتِهم لهو خيرٌ للصابرين، (لأنّ في تَرْكِ مُعاقبتهم استمالةً لهم إلى دِينكم)

– 127 – واصْبِرْ على ما تَلْقاهُ مِنْهُم من أذىً بسَبَبِ دَعْوَتِكِ إيّاهم إلى الإسلام، وتبليغِكَ إيّاهم رسالةَ ربِّك – وواقعُ الحال أنّهُ ما صَبْرُك الذي أنتَ عليه إلا بقُوّةٍ من الله، وتوفيقٍ منه – ولا تَحْزَنْ عليهم بسَبَبِ عَدَمِ اسْتِجابَتِهم لدَعْوَتِك، ولا تكُنْ في ألمٍ أو أسَفٍ من تدبيرِهم لك بالحيلةِ أمْراً ليَصْرِفوك به عن الدَّعْوَةِ والتَّبْلِيغِ

– 128 – لأنَّ اللهَ كائنٌ مع الذينَ خافُوهُ وعَمِلوا بما أمَرَهم به ونَهاهُم عَنْهُ في المَعُونَةِ والتَّأييدِ والنُّصْرَةِ، ومع الذين هم مُحْسِنُونَ بأنْ زادُوا على خوفِهم من اللهِ الثباتَ على الدِّينِ، وإتقانَ دعوتِهم النّاسَ إلى دينِ اللهِ بالحِكمةِ والموعظةِ الحَسَنَةِ باخْتيارِ أحْسَنِ العباراتِ وأحسنِ الكلام

النبي محمد واليهود

– 120 – (إنّ إبراهيم … المشركين) مُستأنفة في سياق ما تقدّم، (إبراهيمَ) اسم (إنَّ)، (كان  أُمَّةً) خبر (إنّ)، واسم (كان) ضمير عائدٌ إلى (إبراهيم)، (أُمَّةً) خبر (كانَ)، و(الأُمّة) : الوالدة، وأصْلُ الأشياء، والرَّجُلُ الجامع لخصال الخير، (قانتاً) خبر ثانٍ لـ(كان)، (لله) مُتعلّقان بـ(قانتاً)، و(قانتاً) : مُطيعاً لله، خاضعاً له، مُقرّاً بالعُبوديّة له، قائِماً بجميعِ ما أمَرَ اللهُ به، (حنيفاً) خبر ثالث لها، و(حنيفاً) : مُوَحِّداً لله، مائلاً عن كُلِّ دينٍ باطلٍ، مُستقيماً على دينِ الله وشريعتهِ، (ولم .. المشركين) حال من الضمير المستتر في (حنيفاً)، (لم) حرف نفي وجزم وقلب، (يكُ) مُضارع تام مجزوم بالسكون على النون المحذوفة للتخفيف، وحُذِفت (واو يكون) لالتقاء الساكنين، وفاعل (يكُنْ) ضمير عائد إلى (إبراهيم)، (من المُشركين) مُتعلّقان بـ(يكُنْ)

– 121 – (شاكراً) خبر رابع لـ(كان)، (لأنْعُمِهِ) مُتعلّقان بـ(شاكراً)، (اجتباه … مستقيم) مُستأنفة في سياقِ ما قبلها، (اجتباهُ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (ربّك) المفهوم من سياق ما تقدّم، والهاء مفعول به، و(اجتباهُ) : اختاره واصْطفاه، (وهداه) عطف على (اجتباه)، ومثلها في القول، (إلى صراطٍ) مُتعلّقان بـ(هداه)، (مُستقيم) صفة لـ(صراط)

– 122 – (وآتيناه .. حسنة) مُرتبطة بما قبلها بالواو، وفيها التفات من الغَيْبَة إلى التكلّم للتّنْبِيهِ إلى عنايةِ اللهِ الخاصّة به، (آتيناه) فعل ماضٍ وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، والهاء مفعول به أوّل، (في الدنيا) مُتعلّقان بـ(آتيناهُ)، (حَسَنَةً) مفعول به ثانٍ، (وإنَّهُ … الصالحين) عطف على ما قبلها، (إنّهُ) (إنَّ) واسمُها، (في الآخرةِ) مُتعلّقان بـ(الصالحين)، (لَمِنَ الصالحين)  مُتعلّقان بمُقدّر خبر (إنّ)، واللام هي لام الابتداء المُزَحلقة، و(الصالح) هنا : السالم من كُلِّ عَيْبٍ

– 123 – (ثم أوحينا … المشركين) مرتبطة بما قبلها بـ(ثمّ) التي تفيد معنى التراخي، (أوحينا) فعل ماضٍ وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، (إليك) مُتعلّقان بـ(أوحينا)، (أنْ) حرف تفسير، (اتّبِعْ .. إبراهيم) تفسير لـ(أوحينا)، (اتّبعْ) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، والخطاب للرسول محمد (ص)، (مِلَّةَ) مفعول به مُضاف إلى (إبراهيم)، و(المِلّة) : الشريعة أو الدين، (حنيفاً) حال من (إبراهيم)، (وما .. المشركين) مُرتبطة بما قبلها بالواو، و(كان) فعل تام، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (إبراهيم)، (من المُشركين) مُتعلّقان بمُقدّر حال من إباهيم

– 124 – (إنّما … فيه) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (إنّما) كافة مكفوفة بمعنى الحصر، (جُعِلَ) فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، (السبْتُ) نائب الفاعل، والألف واللام للتعريف العهدي، لأنَّ المُرادَ به (سَبْتُ اليهود)، وهو انقطاعُهم عن المعيشةِ والاكتساب يومَ السّبْتِ من كُلِّ أسبوع، (على الذين) مُتعلّقان بـ(جُعِلَ)، (اختلفوا فيه) صلة (الذين)، (اختلفوا) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (فيه) مُتعلّقان بـ(اختلفوا)، ويدلُّ السياق على أنّ ضمير الغائب في (فيه) عائد إلى (إبراهيم) الذي تقدّمَ ذِكْرُهُ، و(جَعَلَ الغرامَةَ عليه) : فَرَضَها، ويدلُّ السياقُ على أنَّ اختلافهم في (إبراهيم) هو اختلافهم في شريعة إبراهيم فيما أحلَّهُ اللهُ وما حَرَّمَهُ، (وإنّ ربّك … يختلفون) عطف على (إنّما جُعِلَ ..)، (ربَّكَ) اسم (إنّ)، (ليحكم … يختلفون) خبر (إنّ) مُقترن بلام الابتداء المُزحلقة، (يحكمُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائدٌ إلى (ربّك)، (بينَهم) ظرف مكان مُتعلّق بـ(يحكم)، (يومَ) ظرف زمان مُتعلّق بـ(يحكم) أيضاً، و(يوم) مُضاف إلى (القيامة) (فيما) مُتعلّقان بـ(يحكم) أيضاً، و(ما) موصول (كانوا .. يختلفون) صلة (ما)

– 125 – (اُدْعُ … الحَسَنة) مستأنفة في سياق ما قبلها، (ادْعُ) أمْرٌ مبني على حذف حرف العِلّة، والضمّة التي فوق العين دليلٌ عليه، وفاعلُهُ ضميرُ المُخاطَبِ مُستتراً، (إلى سبيلِ) مُتعلّقان بـ(ادْعُ)، و(سبيل) مُضاف إلى (ربّك)، (بالحِكمةِ) مُتعلّقان بـ(ادعُ) أيضاً، والباء بمعنى الاستعانة، و(الحِكْمَة) في الدّعوة : هي اختيارُ أفْضلِ الحُجَجِ، وأفْضلِ العِبارات التي تُرَغّبُ المدْعو إلى ما يُدعَى إليه، (والموعِظَةِ) عطف على (الحِكمة)، و(الموعظة) : النصيحة، والأمْر بالطاعة، والتوصية بها، والتذكير بالعواقب، والتخويف من عواقب الإعراض عمّا يُدْعى إليه، (الحَسَنة) صفة لـ(الموعظة)، (وجادلهم .. أحسن) عطف على ما قبلها، (جادلْهم) أمْرٌ مبني على السكون، وفاعلُهُ ضميرُ المُخاطَب مُستتراً، والضمير المُتّصِل (هم) مفعول به، (بالتي) مُتعلّقان بـ(جادلهم)، و(التي) موصول، وهو في الأصْلِ صفة قامت مقام موصوف مُقدّر، ويُمكن تقديره : (بالكَلمة التي هي أحسن)، (هي أحسن) صلة (التي)، (إنّ ربّك … سبيلِهِ) تعليل للأمر، (ربَّكَ) اسم (إنَّ)،  (هو أعلمُ) خبر (إنّ)، (بمَنْ) مُتعلّقان بـ(اعلمُ)، و(مَنْ) موصول، (ضَلَّ عن سبيلِهِ) صلة (مَنْ)، (ضَلَّ) فعلٌ ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (عن سبيلِهِ) مُتعلّقان بـ(ضَلَّ)، (وهو .. بالمُهتدين) عطف على ما قبلها

– 126 – (وإنْ عاقبتم … به) مرتبطة بما قبلها بالواو، (عاقبتُم) جملة الشرط، (عاقبتُم) فعل ماضٍ، وضمير المُخاطبين (تم) فاعلُهُ، و(عاقبَ فلاناً على ذنبه) : جزاه سوءاً بما فَعَلَ، (فعاقبوا .. به) جواب الشرط، (عاقبوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (بمثلِ) مُتعلّقان بـ(عاقبوا)، و(مِثْل) مُضاف إلى (ما) الموصول، (عوقِبْتُم به) صلة (ما)، (عُوقِبْتُم) فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، والضمير (تُم) نائب الفاعل، وسمَّى فِعْلَهم السوءَ بحقّ المُسلمين عقاباً للمُشاكلة، (ولئن … للصابرين) عطف على ما قبلها، واللام موطّئة للقسم، و(إنْ) شرطيّة، (صَبَرْتُم) جملة الشرط، (لهو .. للصابرين) جواب القَسَم، وقد أغنى عن جواب الشرط

– 127 – (واصبر) عطف على (اُدْعُ ..)، (اصبِرْ) أمْرٌ وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، (وما .. بالله) معترضة لبيان واقع الحال، (ما) نافية، (صبرُكَ) مُبتدأ، (إلا) أداة حصر، (بالله) مُتعلّقان بمُقدّر خبر، (ولا تحزن عليهم) عطف على (اصْبر)، (لا) ناهية جازمة، (تحزنْ) مُضارع مجزوم، وفاعلُهُ ضميرُ المُخاطب مُستتراً، (ولا تَكُ … يمكرون) عطف على (اصبر) أيضاً، وتقدّم القولُ في مثل (لا تَكُ)، واسمُ (تكُنْ) ضمير المُخاطب مُستتراً، (في ضَيْقٍ) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (تكون)، و(الضَّيْق) : الألم والأسف والحُزن، (ممّا) هي (من) و(ما) المصدرية، (يمكرون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجمااعة) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوّل (ما يمكرون) مجرور بـ(من)ن والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(ضَيْق)

– 128 – (إنّ … مُحسنون) تعليل للأمر والنهي فيما قبلها، (اللهَ) اسم (إنَّ)، (معَ) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر خبر (إنَّ)، وهو مُضاف إلى (الذين)، (اتّقوا) صلة (الذين)، ومفعول (اتّقوا) مُقدّر، (والذين) موصول معطوف على (الذين)، (هم مُحسنون) جملة اسميّة صلة (الذين) .