نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

وَقَالَتِ ٱلۡيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحۡنُ أَبۡنَٰٓؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥۚ قُلۡ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُمۖ بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَاۖ وَإِلَيۡهِ ٱلۡمَصِيرُ ١٨ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ قَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمۡ عَلَىٰ فَتۡرَةٖ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ ١٩ وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ يَٰقَوۡمِ ٱذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ جَعَلَ فِيكُمۡ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكٗا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمۡ يُؤۡتِ أَحَدٗا مِّنَ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢٠ يَٰقَوۡمِ ٱدۡخُلُواْ ٱلۡأَرۡضَ ٱلۡمُقَدَّسَةَ ٱلَّتِي كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَارِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ٢١ قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّ فِيهَا قَوۡمٗا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَا حَتَّىٰ يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ ٢٢ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمَا ٱدۡخُلُواْ عَلَيۡهِمُ ٱلۡبَابَ فَإِذَا دَخَلۡتُمُوهُ فَإِنَّكُمۡ غَٰلِبُونَۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٣ قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّا لَن نَّدۡخُلَهَآ أَبَدٗا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذۡهَبۡ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَٰتِلَآ إِنَّا هَٰهُنَا قَٰعِدُونَ ٢٤ قَالَ رَبِّ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ إِلَّا نَفۡسِي وَأَخِيۖ فَٱفۡرُقۡ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ ٢٥ قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيۡهِمۡۛ أَرۡبَعِينَ سَنَةٗۛ يَتِيهُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَلَا تَأۡسَ عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡفَٰسِقِينَ ٢٦

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

18 – وقالت اليهودُ والنَّصارَى : نحن قريبونَ من اللهِ دونَ غيرِنا من سائرِ الأُمَمِ مِثْلَ قُرْبِ الأبناءِ إلى أبِيهم، فنحنُ بالنِّسْبَةِ إلى الله كأبنائِهِ، ونحنُ أيضاً أحِبّاءُ الله، خَصَّنا بالحُبِّ دونَ غيرِنا، (يَدُلُّ قولُهم هذا على قولٍ مُلازِمٍ مفهوم، وهو : وبِسَبَبِ مَنْزِلَتِنا القريبةِ من الله، وحُبِّهِ إيّانا، فإنّهُ لا يُعذّبُنا يومَ القيامة)، قُلْ – يا محَمّدُ – ردّاً عليهم : إذا كانَ الأمْرُ كما تقولون فلأيِّ شيءٍ يُعَذِّبُكُم اللهُ بسَبَبِ ذنوبِكم في الدّنيا والآخرة ؟ أنْتُمْ لَسْتُم كما تقولونَ، بل أنْتُمْ بَشَرٌ من البَشَرِ الذين خَلَقَهُم اللهُ (يَدُلُّ لفظُ (بَشَر) على معنى : أنتم مثلُ باقي البَشَرِ، يُخْطِئونَ ويُصيبونَ، ويَعْصُونَ ويُطيعُونَ)، يُؤكِّدُ ذلك أنَّ اللهَ يغفرُ لمَنْ يشاء أنْ يغفِرَ له منهم بسَتْرِ ذُنوبِهِ والعَفْوِ عنهُ، ويُعذّبُ مَنْ يشاء أنْ يُعَذّبَهُ منهم، (يدلُّ قولُهُ تعالى : (فلِمَ يُعَذّبكم بذنوبكم) على أنَّ مشيئتَهُ بالمَغْفِرَةِ والعذابِ مُتَسَبِّبَةٌ عن عَمَلِ الإنسان، فَمَنْ تابَ عن ذُنوبِهِ لأجْلِ الله، وأصْلَحَ غفَرَ اللهُ لهُ بمشيئته، ومَنْ أصَرَّ على الذُّنوبِ، وتَعَدَّى حدودَ عبوديّتِهِ لله عَذّبَهُ اللهُ بمشيئته) ويُؤكِّدُ مُضِيّ مَشيئتِهِ وعدم قُدْرَةِ أحَدٍ على التأثير عليها أنّ للهَ وَحْدَهُ مُلكَ السّماواتِ والأرضِ ومُلكَ كلِّ شيءٍ كائنٍ بينهما، يتصَرَّفُ بمُلْكِهِ الذي يدخُلُ فيه اليهودُ والنصارى كما يشاءُ، وإليه وَحْدَهُ مَرْجِعُهم في الآخرة، (يدلُّ المعنى على أنّ مَنْ يَزْعُمُ من المُسلمين أنّهُم الطّائفةُ النّاجيةُ من النّار، أو أنَّهم الطائفةُ التي لا يُعذّبها اللهُ في النّار يومَ القيامةِ بسَبَبِ حُبِّهم للرسول (ص)، أو حُبِّهم لأهلِ بَيْتِهِ، أو للصّحابَةِ فإنَّ القولَ فيهم كالقولِ في اليهود والنصارى، وهو قوله تعالى : “فلِمَ يُعَذِّبكم بذُنوبِكم بل أنتم بشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يغفرُ لمَنْ يشاء ويُعَذِّبُ مَنْ يشاء”)

– 19 – يا أهلَ الكتابِ (النداءُ مُوجَّهٌ إلى اليهودِ والنَّصارَى)، قد جاءكم رسولُنا مُحَمّدٌ على مُدَّةِ انقطاعٍ وسُكونٍ من إرسالِ الرُّسُل حالةَ كونِهِ يُبيّنُ لكم كثيراً من الأحكامِ التي كان عُلماؤكم وأحبارُكم يُخفونَها عنكم حالةَ كونِها من الشّريعَةِ المُشْتَمِلَةِ على الفرائضِ والأحكامِ والوصايا التي أنْزَلْناها اللهُ على موسى، ومن البِشارَةِ التي أنْزَلناها على عيسى كراهةَ أنْ تقولوا ما جاءَنا أيُّ رسولٍ بشيرٍ ولا أيُّ رسولٍ نذيرٍ يُبيّنُ لنا ذلك، ويُبَشِّرنا برحمةِ اللهِ ومغفرتهِ إذا صَدَّقْنا بنُبُوّتِهِ، ويُنْذِرُنا بعذابِ الله إذا جَحَدْنا نُبُوّتَهُ، فأُؤَكِّدُ لكم قد جاءكم رسولٌ بشيرٌ ونذيرٌ، هو رسولُنا مُحَمّدٌ، ويُؤكِّدُ ذلك أنَّ اللهَ قديرٌ على كلّ شيء

– 20 – وذَكِّرْ اليهودَ الموجودين في المدينة إذْ قالَ موسى لقومِهِ الذين هم أسلافُهم : يا قومِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عليكم حينَ أنْشَأَ فيكم أنبياءَ (مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف)، وصَيَّرَكم أحراراً تَمْلِكُونَ أنفُسَكم، ولا يَمْلِكُكُم أحدٌ بعدَ هلاكِ فرعون، وأعطاكم من النِّعَمِ الذي لم يُعطِهِ أحَداً كائناً من العالمين

– 21 – يا قومي، ادْخُلوا الأرضَ التي جَعَلَ اللهُ فيها الخَيْرَ والبَرَكةَ التي قَضَى لكم بدُخُولِها والسّكَنِ فيها (هي الأرضُ التي فيها بيتُ المَقْدِس)، ولا تَنْهَزِموا أمامَ المُقاتلين الذين يَمْنَعُونَكم من دُخولِها، فتَعُودُوا حالةَ كونِكم مُهْلِكين أنفُسَكم بالضَّياعِ وعَدَمِ الاسْتِقْرارِ بسَبَبِ انهزامِكم

– 22 – قالوا ردّاً عليه : يا موسى إنَّ فيها قوماً شديدي البَطْشِ والبَأْسِ، وهم موجودونَ في هذهِ الأرضِ لا في غيرِها، وإنّا لن نَدْخُلَها بالقِتالِ إلى أنْ يَخْرُجوا منها، فإنْ خَرَجُوا منها فإنّا حينئذٍ داخلونَها

– 23 – قال رَجُلانِ (أي : من قومِ موسى) صِفَتُهُما أنَّهما من الذين يخافونَ اللهَ، صِفَتُهُما أيضاً أنّهما أنْعَمَ اللهُ عليهما بالطَّاعَةِ والانقيادِ لله : ادخلوا عليهم مَدْخَلَ مدينتِهم المعروفَ لكم، وهم في داخِلها، فإنْ دَخَلْتُم عليهم مَدْخَلَ مدينتِهم المعروفَ لكم وهم في داخلها فإنّكم غالبون عليهم (يدلّ معنى هذه الجملة على معنى مُفاجأةِ العَدُوّ، أي : فاجِئُوهم بهذا الدخول)، والواجبُ على المُؤمنين أنْ يَتَوَكَّلُوا على اللهِ، فإذا كان الواجِبُ عليهم كذلك فتوكَّلوا على الله وَحْدَهُ، نُؤكِّدُ لكم إنْ كنتم مُؤمنين باللهِ ورسوله فتوكّلوا على اللهِ وادخلوا عليهم مَدْخَلَ مدينتِهم المعروفَ لكم، وهم في داخلها (يدلّ معنى الآية على عِدَّةِ أمور عسكرية وإيمانيّة، منها : أنّ الخوفَ من اللهِ، والولايةَ له إذا اتَّصَفَ بهما إنسانٌ أعطاهُ اللهُ علماً يخصُّهُ به عن غيرِهِ، وبصيرةً يرى بها الأمور على حقيقتِها على غيرِ ما يراهُ غيرُهُ، ومنها : معلومةٌ عسكريةٌ، وهي أنّ عُنْصُرَ المُفاجأةِ في المعركةِ مع العَدُوّ سببٌ رئيسٌ في النَّصْرِ عليه، وأنّ مُفاجأةَ العَدُوِّ بدُخُول الأرض أو المدينة أو البلاد وهو في في داخلها يُؤدّي إلى إرباكِهِ وكَسْرِ معنوياتِهِ وانهيارِ مُقاتِليه، وأنّ المُسلمين المُؤمنين عليهم أنْ تكونَ المُبادَرَةُ لهم في المعركة مع عدوِّهم، وأنْ لا يكونَ تَحَرُّكُهُم في المعركة معَ عَدُوِّهم ردَّ فِعْلٍ على ما يَفْعَلُهُ العَدوّ بهم، ويَدُلُّ الأمْرُ بالتوكّل على اللهِ على أنَّ على المسلمين المؤمنين أنْ يتوكّلوا على الله بعدَ أنْ يَحْزِمُوا أمْرَهم بعِلْمٍ، ويُفاجِئُوا عدوَّهم، وأنْ لا يَنْتَظِروا مجيءَ ظروفٍ تُحقّق النصرَ لهم على عدوّهم، فإنَّ مِثْلَ هذه الظروف لن تأتيَ في الوقت الذي يَعْمَلُ العَدُوُّ على تَقْوِيَةِ قُدراتِهِ وكَسْبِ المُؤيّدين من حوله)

– 24  – قالوا ردّاً على الرّجُلَين مُوجِّهينَ الخِطابَ إلى موسى استخفافاً بالرَّجُلَين، وتحقيراً لأمْرِ موسى : يا موسى، إنّا لن نَدْخُلَ المدينةَ بالقتالِ أبداً، أي : لن نَدْخُلَها مُدَّةَ دوامِ وجودِ القومِ الجَبّارين فيها، فإذا أرَدْتَ دُخُولَها فاذهبْ أنت وربّك فقاتِلا القومَ الجَبّارينَ، وبعبارةٍ أوْضَح : إنّنا قاعدون في مكانِنا هذا، غيرُ ذاهبينَ لقتالهم

– 25 – قال موسى : يا ربِّ إنّي لا أمْلِكُ إلاّ نفسي في الاستجابةِ إلى أمْرِكَ، وليس لي القُدْرَةُ على حَمْلِ بني إسرائيل على تنفيذِ أمْرِكَ، وأخي لا يَمْلِكُ إلاّ نفسَهُ في الاستجابةِ إلى أمْرِكَ، وليس له القُدْرَةُ على حمل بني إسرائيل على تنفيذ أمْرِكَ، فيا ربّنا احْكُمْ بيننا وبين القوم الخارِجينَ عن طاعَتِكَ بعصيانِهم أمْرَكَ، وافْصِلْ بحُكْمِكَ بينَنا وبينَهم

– 26 – قال اللهُ جواباً لدعاء موسى : فإذا كان موقِفُهم من أمْرِي كما قالوا فإنَّ الأرضَ المُقدّسةَ مُحرَّمةٌ عليهم أربعين سنةً حالةَ كونِهم ضالّين مُتحيّرين في الأرْض، غيرَ مُسْتَقِرِّينَ في مكان، فإذا كان ذلك حاصِلاً فأنهاكَ عن أنْ تَحْزَنَ على القوم الخارجين عن طاعتي العاصينَ أمري (يدلّ معنى الآيات من (آية 20 – 26) على أنّ الله تعالى أراد بإنزالِها أنْ يُحَذِّرَ اليهودَ الموجودين في المدينة من أنْ لا يَسْتَجِيبُوا لأمْرِ الله بالتصديق بنُبُوّةِ رسولِهِ مُحمّد، وبالقرآن الذي أنْزَلَهُ إليه فيكونوا مِثلَ أسلافِهم زَمَنَ رسولِهِ موسى حين لم يَسْتَجِيبُوا لما امَرَهم به، ولم يَسْتَجِيبوا لما دعاهم إليه موسى، ولم يستجيبوا لما دعاهم إليه المُؤمنون الطائعون المُنقادون لله، فيُعاقِبهم اللهُ بمثلِ ما عاقبَ به أسلافَهم، وهو الضلالُ والتَحَيُّر في الأرض، ويدلُّ المعنى على أنّ اللهَ تعالى إذا قدّرَ أمْراً لإنسانٍ أو لقومٍ، وجَعَلَ تحقيقَهُ مشروطاً بالسَّعْي والعَمَلِ للحُصولِ عليه فإنْ سَعَى الإنسانُ وعَمِلَ للحصولِ عليه أمْضى اللهُ تقديرَهُ وحقَّقَهُ له، وأعانَهُ بتَيْسِيرِ أسبابِ الحصول عليه، وإنْ امْتَنَعَ الإنسانُ عن السَّعْي والعَمَلِ للحصول عليه، لأيّ سبب من الأسبابِ صَرَفَ اللهُ تقديرَهُ عنه، ولم يُمْضِهِ له، ومن الأمور التي قدَّرها اللهُ في خَلْقِهِ وجَعَلَ تحقيقها مشروطاً النَّصْرُ، فقد جَعَلَ تحقيقَهُ مشروطاً بطاعةِ أمْرِ الرسول أو القائد، والسَّعْي بإخلاصٍ للحصول عليه، وعدم عصيان أمْرِ القائد، أو عدم التّلَكُّؤ في التنفيذ، أو عدم التَّفْكيرِ بكون الأمْرِ صحيحاً أو خطأً، وقد كانت نتيجةُ عصيانِ بني إسرائيل أمْرَ موسى بدخولِ الأرضِ المُقدّسةِ أنْ صَرَفَ الله عنهم تقديرَهُ، فأضاعُوا أنْفُسَهُم وأهلكوها بالتَّيْه والضلال أربعين سنة) .

مسجد - معاني القرآن

Photo credit: © by Safa Kadhim

التحليل اللغوي :

18 – (وقالت … وأحباؤه) مرتبطة بالواو بسياق الحديث عن أهل الكتاب، (اليهودُ) فاعلُ القول، (والنصارى) عطف على (اليهود)، (نحن .. وأحبّاؤه) مقول القول، (نحنُ) مبتدأ، (أبْناءُ) خبر مُضاف إلى (الله)، (وأحبّاؤهُ) عطف على (أبناء الله)، ومعنى الجملة على التشبيه البليغ، (قل .. بذنوبكم) مُستأنفة للردّ على قولهم، (فلِمَ .. بذنوبكم) مقول القول، والفاء هي الفصيحة، واللام في (لِمَ) حرف جر، و(ما) اسم استفهام حُذِفت الألف منه لدخول حرف الجر عليه، والجار والمجرور متعلقان بـ(يُعذّبكم)، (يُعذّبكم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (كم) مفعول به، (بذنوبكم) متعلقان بـ(يُعذّبكم) أيضاً، والباء للسببية، ويدلّ عدم ذِكر زمان العذاب على عموم الزمان في الآخرة، وفي الدنيا، (بل .. خلق)، إضرابٌ عما قبلها بـ(بل)، وتدلّ (بل) عل جملة مُقدّرة قبلها، ويُمكن تقديرها : (أنتم لَسْتُم كما تقولون، بل أنتم ..)، (أنتم) مُبتدأ، (بَشَرٌ) خبر، (مَمّن) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(بَشَر)، و(مَنْ) موصول، (خَلَقَ) صلة (مَنْ)، والعائد مُقدّر، (يغفر … يشاء) توكيد لما قبلها، (يغفرُ) مضارع مرفوع وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (لمَنْ) مُتعلّقان بـ(يغفر)، و(مَنْ) موصول، (يشاء) صلة (مَنْ)، (يشاء) مضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والمفعول به مُقدّر مع العائد، والتقدير : (أنْ يغفرَ له)، (ويُعَذّبُ مَنْ يشاء) عطف على ما قبلها ومثلها في القول، (ولله .. والأرض) مرتبطة بما قبلها بالواو في سياق القول لتوكيد مضمون ما قبلها، وتقدّم القولُ في مثلها، (وما) نكرة موصوفة عطف على (السماوات والأرض)، (بينهما) ظرف مكان مُتعلّق بمُقدّر صفة لـ(ما)، (وإليه المصير) عطف على (لله مُلْكُ ..)

– 19 – (يا أهل … نذير) مستأنفة في سياق ما قبلها لإقامة الحُجّة عليهم، (قد جاءكم ..) ما نُودِيَ لأجله، (جاءكم) فعلٌ ماضٍ، والضمير (كم) مفعول به، (رسولُنا) فاعلُهُ، (يُبيّن ..) حال من (رسولنا)، (يُبيّنُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (رسولنا)، (لكم) مُتعلّقان بـ(يُبَيّن)، ومفعول (يُبيّن) مُقدّر بدلالة مفعول (يُبيّن) في (الآية : 15)، (على فترة) متعلقان بـ(جاءكم)، (من الرسل) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(فترة)، و(الرُّسُل) في الأصل مُضاف إليه قام مقام مُضاف مُقدّر، والتقدير : (من إرسال الرُّسُل)، و(الفَتْرَة) : مُدّة الانقطاع أو السكون في العَمَل، والمصدر المُؤوّل (أنْ تقولوا ..) مفعول لأجله، وهو في الأصل مضاف إليه قام مقام مضاف مُقدّر، والتقدير : (كراهةَ أنْ تقولوا ..)، (ما جاءنا .. نذير) مقول القول، (ما) نافية، (جاءَنا) فعل ماض، وضمير المُتكلّمين مفعول به، (بشير) مجرور لفظاً بـ(من) الزائدة لتوكيد عموم النفي، في محلّ رفع فاعل، (ولا نذير) عطف على (بشير)، و(لا) زائدة لتوكيد النفي، (فقد .. نذير) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، وتقدّم القولُ في مثلها، (والله .. قدير) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها، وتقدّم القولُ في مثلها

– 20 – (وإذْ … ملوكاً) مرتبطة بما قبلها بالواو، (إذْ) ظرف لما مضى من الزمان متعلّق بفعل مُقدّر، والتقدير : (وذَكِّرْ اليهودَ الموجودين في المدينة)، و(إذْ) مُضاف إلى الجملة (قال موسى لقومه)، (يا قوم … العالمين) مقول القول، (يا) حرف نداء، (قومِ) مُنادى مُضاف إلى (ياء المُتكلّم)، وحُذِفتْ الياء للتخفيف، (اذْكروا … انبياء) مما نودِيَ لأجله، (اذكروا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (نِعْمَةَ) مفعول به مُضاف إلى (الله)، (عليكم) مُتعلّقان بـ(نِعْمَة)، (إذْ) ظرف لما مضى من الزمان متعلّق بـ(نِعْمَة) أيضاً، وهو مُضاف إلى الجملة (جَعَلَ فيكم أنبياء)، (جَعَلَ) فعل ماضٍ بمعنى : أنْشَأَ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (فيكم) مُتعلّقان بـ(جَعَلَ)، (أنبياء) مفعول به، (وجعلكم ملوكاً) عطف على (جعل فيكم ..)، (جَعَلَكم) فعل ماضٍ بمعنى (صَيَّرَ)، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (كم) مفعول به أوّل، (ملوكاً) مفعول به ثانٍ، ومعنى (ملوكاً) : أحراراً تملكون أنفُسَكم، (وآتاكم … العالمين) عطف على ما قبلها، (آتاكم) فعل ماضٍ وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (كم) مفعول به أوّل، (ما) موصول مفعول به ثانٍ، (لم يُؤتِ .. العالمين) صلة (ما)، (يُؤتِ) مُضارع مجزوم بـ(لم) وعلامة جزمه حذف حرف العِلّة، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والعائد مُقدّر، وهو المفعول به الأوّل، (أحَداً) مفعول به ثان، (من العالمين) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(أحداً)

– 21 – (يا قوم … خاسرين) مستأنفة في سياق قول موسى لقومه، (ادخلوا … لكم) ما نُودِيَ لأجله، (ادخلوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (الأرضَ) مفعول به، (المقدّسة) صفة لـ(الأرض)، ويدلُّ نظمُ الآية، وأمْرُ موسى لهم بعد خروجهم من مِصْرَ إلى فلسطين على أنَّ  (الأرض المقدسة) : هي الأرض التي فيها بيتُ المَقْدِس، و(الأرض المُقدّسة) : المباركة التي جَعَلَ اللهُ فيها الخيرَ والبَرَكة، وبعثَ فيها رسلاً كثيرين، (التي) موصول صفة ثانية لـ(الأرض المقدسة)، (كتبَ اللهُ لكم) صلة (التي)، (كتَبَ) فعل ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، (لكم) مُتعلّقان بـ(كتب)، والعائد مُقدّر، والتقدير : (كتَبَ لكم بدخولها)، و(كتبَ اللهُ له الشيءَ) : حَكَمَ له به (ولا ترتدوا على أدباركم) عطف على (ادخلوا)، (لا) ناهية جازمة، (ترتدّوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (على أدباركم) مُتعلّقان بـ(ترتدّوا)، ويُقال : (ارتدَّ القوم على أدبارهم) : انهزموا، والفاء في (فتنقلبوا) فاء السببية، (تنقلبوا) مُضارع منصوب بعد فاء السببيّة، وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (خاسرين) حال من (واو الجماعة)

– 22 – (قالوا … جبّارين) مُستأنفة في سياق القصّة، (إنّ … جبّارين) مقول القول، (فيها) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (إنّ) مُقدّم للحصر، (قوماً) اسمها مُؤخَّر، (جبارين) صفة لـ(قوماً)، (وإنّا لن … منها) عطف على ما قبلها فهي من مقول القول، (إنّا) (إنَّ) واسمها، (لن ندخلها ..) خبر (إنَّ)، (لن) حرف نفي ونصب واستقبال، (ندخلَها) مُضارع منصوب، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّمين مُستتراً، والضمير (ها) مفعول به، (حتى) حرف جرّ وغاية ينتصب بعدها الفعل المضارع، (يخرجوا) مُضارع منصوب بحذف النون بعد (حتى)، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (منها) مُتعلّقان بـ(يخرجوا)، (فإنْ يخرجوا .. داخلون) مرتبطة بما قبلها بالفاء ضمن مقول القول، (يخرجوا منها) جملة الشرط، (يخرجوا) مُضارع مجزوم بالشرط، وعلامة جزمه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (منها) مُتعلّقان بـ(يخرجوا)، (فإنّا داخلون) جواب الشرط،(إنّا) (إنَّ) واسمها، (داخلون) خبر (إنّ) ومفعول (داخلون) مُقدّر، أي : (داخلونها)

– 23 – (قال … الباب) مستأنفة في سياق القصّة، (رجلان) فاعلُ القول مرفوع بالألف لأنّه مُثَنّى، (من الذين) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(رجلان)، (يخافون) صلة (الذين)، ومفعول (يخافون) مُقدّر مفهوم من السياق، وتقديره : (يخافونَ اللهَ)، (أنْعَمَ .. عليهما) صفة ثانية لـ(رجلان)، ومتعلّق (أنعمَ) مُقدّر، وتقديره : (أنعم الله عليهما بالطاعةِ والانقياد لله)، (ادخلوا .. الباب) مقول القول، (ادخلوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (عليهم) مُتعلّقان بـ(ادخلوا)، (البابَ) مفعول به، والمُراد به : مَدْخَلُ المدينة المعروفُ، و(دَخَلَ عليه الدارَ) : دخلها وهو فيها، (فإذا .. غالبون) مرتبطة بما قبلها بالفاء ضمن مقول القول، (دخلتموه) جملة الشرط بـ(إذا)، (فإنّكم غالبون) جواب (إذا)، (وعلى الله فتوكّلوا) تقدّم القول في مثلها في (آل عمران، الآية : 122، 160)، (إنْ .. مُؤمنين) توكيد لمضمون ما قبلها، (كنتم مُؤمنين) جملة الشرط، (كنتم) (كان) واسمها، (مُؤمنين) خبر (كان)، وجواب الشرط مُقدّر بدلالة ما قبلها

– 24 – (قالوا … فيها) مستأنفة في سياق القصّة، (إنّا لنْ ندخلها ..) مقول القول، (إنَّا) (إنَّ) واسمها، (لن ندخلها) خبر (إنّ)، (لن) حرفُ نَصْبٍ ونفي واستقبال، (ندخُلَها) مُضارع منصوب بـ(لن)، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّمين مُستتراً، والضمير (ها) مفعول به، (أبداً) ظرف زمان مُتعلّق بـ(ندخلها)، (ما) مصدريّة ظرفيّة، (داموا) فعل ماضٍ ناقص، (واو الجماعة) اسمُهُ، (فيها) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (دام)، و(ما) المصدرية الظرفية وما بعدها في تأويل ظرف زمان مُضاف إلى مصدر، وهو بدل من (أبداً)، (فاذهب … قاعدون) مرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (اذْهبْ) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، (أنت) توكيد للضمير المستتر في (اذهب)، (وربّك) عطف على الضمير المستتر، (فقاتلا) عطف على (اذهب)، وهو أمْرٌ مبني على حذف النون، و(ألف الاثنين) فاعلُهُ، (إنّا … قاعدون) بيان لقولهم (فاذهب ..)، (إنَّا) (إنَّ) واسمُها، (هاهنا) (ها) للتنبيه، (هنا) اسم إشارة للمكان، في محل نصب على الظرفية مُتعلّق بـ(قاعدون) (قاعدون) خبر (إنَّ)

– 25 – (قال … وأخي) مستأنفة في سياق الحديث الذي دار بين موسى وقومه، وفاعل القول ضمير عائد إلى (موسى)، (ربِّ) منادى مُضاف إلى (ياء المُتكلّم) المحذوفة تخفيفاً، وحرف النّداء مُقدّر، (إنّي … وأخي) ما نُودِيَ لأجله، (إنّي) (إنّ) و(ياء المُتكلّم) اسم (إنّ)، (لا … وأخي) خبر (إنَّ)، (لا) نافية، (أملِكُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّم مُستتراً، (إلاّ) أداة حصر، (نفسي) مفعول به، (وأخي) معطوف على اسم (إنّ)، والخبر مُقدّر بدلالة ما قبله، والتقدير : (وأخي لا يملك إلا نفسه)، فيكون عطف جملة على جملة، (فافرق … الفاسقين) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (اُفْرُق) أمْرٌ، وفاعلُهُ ضمير المُخاطب مُستتراً، والأمْرُ بمعنى الدعاء، (بيننا) ظرف مكان مُتعلّق بـ(افْرُقْ)، وهو مُضاف إلى ضمير المُتكلمين، (وبينَ) عطف على (بيننا) ومُضاف إلى (القوم)، (الفاسقين) صفة لـ(القوم)، و(فَرَقَ بينَ الخُصوم) : حَكَمَ وفَصَل

– 26 – (قال … سنة) مستأنفة في سياق القصّة، (فإنَّها … سنةً) مقول القول، والقائل هو اللهُ تعالى والفاء هي الفصيحة، والهاء في (إنَّها) اسم (إنّ)، وهو عائد إلى (الأرض المُقدّسة)، (مُحرَّمةٌ) خبر (إنَّ)، (عليهم) مُتعلّقان بـ(مُحَرَّمة)، (أربعين) ظرف زمان متعلّق بـ(مُحرّمة)، (سنةً) تمييز، (يتيهون في الأرض) حال من الضمير في (عليهم)، (يتيهون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (في الأرض) مُتعلّق بـ(يتيهون)، و(تاهَ في الأرض) : ضَلَّ وذَهَبَ مُتحيّراً، (فلا .. الفاسقين) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (لا) ناهية جازمة، (تأسَ) مُضارع مجزوم بها، وعلامة جزمه حذف حرف العِلّة، (على القوم) مُتعلّقان بـ(تأسَ)، (الفاسقين) صفة لـ(القوم)، و(أسِيَ عليه) : حَزِنَ .