ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation

نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما ببن قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي ، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

قال اللهُ تعالى في سورة البقرة :

يا أيها ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ١٨٤ شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ١٨٦أُحِلَّ لَكُمۡ لَيۡلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمۡۚ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمۡ كُنتُمۡ تَخۡتَانُونَ أَنفُسَكُمۡ فَتَابَ عَلَيۡكُمۡ وَعَفَا عَنكُمۡۖ فَٱلۡـَٰٔنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبۡتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ تِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلَا تَقۡرَبُوهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ ١٨٧

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 183 – يا أيّها الذين آمنوا، فَرَضَ اللهُ عليكم الصيامَ فَرْضاً مِثْلَ فَرْضِهِ على الذين كانوا من قَبْلِكم من الأُمَمِ، لكي تخافوا اللهَ في أفعالِكم (يدلُّ المعنى على أنَّ من عِلّةِ فَرْضِ الصيامِ تدريبَ المُؤمنِ على خوف الله في أفعالِهِ)

– 184– أي : فَرَضَ اللهُ الصيامَ عليكم أياماً معدوداتٍ (أي : أيّامَ الشّهر التي يعُدّها الناسُ من أوّلِ الشّهْرِ إلى نهايتِهِ)، فأيُّ إنسانٍ منكم مُكلّفٌ بالصّوْمِ وُجِدَ في حالِ مَرَضٍ، أو في حالِ سَفَرٍ حالةَ كونِهِ متلبّساً به، مُستعلياً عليه بقَطْعِهِ مسافةً في سَفَرِهِ فعليه صيامُ عَدَدٍ من أيامٍ أُخَرَ غيرِ أيامِ الصّوم المعدودة، (أي : واجبٌ عليه أنْ يصومَ أياماً غيرَ أيّامِ الصوم بعددِ الأيّام التي لم يَصُمْ فيها بسبب المرض أو السفر)، وعلى الذين يَقْدِرونَ على الصيامِ بمَشَقّةٍ فِدْيَةٌ عن كُلِّ يومٍ من أيّامِ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضانِ بعدَ انْقِضاءِ شهْرِ رَمَضان، هي إطْعامُ مِسْكينٍ عن كُلِّ يومٍ من أيّامِ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضانِ، هذا هو الفَرْضُ، فأيُّ إنسانٍ قامَ بإطعامِ أكْثَرِ من مِسكين عن كُلِّ يومٍ من أيّامِ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضانِ لأجْلِ فِعْلِ الخير طائعاً مُختاراً دونَ أنْ تكونَ فَرْضاً للهِ عليه فهو أفْضلُ ثواباً عند الله، وصيامُكم أيّامَ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضانِ بعدَ انْقِضاءِ شهْرِ رَمَضان مع قُدْرَتِكم عليه خيرٌ لكم، أُؤكِّدُ ذلك أنَّكم إنْ كنتُم تعلمونَ أنَّكم قادرونَ على الصيامِ، وليس فيه مَشَقّةٌ عليكم فصيامُكم خيرٌ لكم (يدلُّ معنى (وعلى الذين يُطيقونَهُ طعامُ مِسكين) على أنَّ مَنْ قَدَرَ على صّيامِ أيّامِ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضانِ بمَشَقَّةٍ بعدَ انْقِضاءِ شهْرِ رَمَضان، أو على صيامِ شَهْرِ رَمَضان بمَشَقَّةٍ لسببٍ من أسبابِ المَشَقَّةِ فعليه فِدْيَةٌ، هي إطْعامُ مِسْكينٍ عن كُلِّ يومٍ من أيّامِ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضانِ، أو عن كُلِّ يومٍ من أيامِ شهْرِ رمَضان)

– 185– أيامُ الصوم المعدوداتُ شهرُ رمضانَ الموصوفُ بأنّهُ الشهرُ الذي أنْزَلَ اللهُ فيه القرآنَ حالةَ كونِهِ مُبيّناً للناس الحُجَجَ والدّلالاتِ على توحيدِ اللهِ، ومُرْشِداً إيّاهم إلى طاعَتِهِ وعبادتِهِ، وحالةَ كونِهِ آياتٍ واضِحاتٍ من الإرْشادات والوصايا والمعارفِ الإلهيّة، وآياتٍ واضِحاتٍ من الأحكام التي فَرَّقَتْ بينَ الحلالِ والحَرامِ، وبينَ الحقِّ والباطل، فأيُّ إنسانٍ منكم حَضَرَ البَلَدَ أو المِصْرَ في شهرِ الصّوم، وأقام فيه، فالواجِبُ عليه أنْ يصومَ هذا الشهر، وأيُّ إنسانٍ مُكلّفٍ بالصّوْمِ وُجِدَ في حال مَرَضٍ، أو في حالِ سَفَرٍ حالةَ كونِهِ متلبّساً به، مُستعلياً عليه بقَطْعِهِ مسافةً في سَفَرِهِ فعليه صيامُ عددٍ من أيامٍ أُخَرَ غيرِ أيامِ الصوم المعدودة، لأنّ اللهَ يُريدُ بكم التسهيلَ عليكم في تشريع الصيام، ولا يُريد بكم الشِّدةَ في تشريعه، والواجبُ عليكم أنْ تُتِمّوا عِدَّة أيام الصومِ المُحَدَّدَة بشهر رمضان، والواجبُ عليكم أنْ تُكبّروا الله على هدايتِهِ إيّاكم إلى صومِ رمضان (يدلُّ تكرارُ قولِهِ (مَنْ كان منكم مريضاً أو على سَفَرٍ فعِدّةٌ من أيّامٍ أُخَر) على تأكيدِ عَدَمِ جوازِ الصيامِ في حالِ المَرَضِ وحالِ السّفَرِ، وعلى صيام أيامٍ غيرِ أيّامِ الصوم بعددِ الأيّام التي لم يَصُمْ فيها بسبب المرض أو السفر، ويدلُّ السياقُ على أنَّ تكبيرَ اللهِ يكونُ بَعْدَ إكمال عِدّةِ أيام شهرِ رَمَضان، أي : وَقْتَ قيامِ صلاة الفِطْر، ويدلُّ نَظْمُ آيات الصّومِ على أنّ القرآنَ لم يذكُرْ أنّ مَنْ أفْطَرَ يوماً مُتعمّداً من رمضان فعليه كفّارةٌ، هي عِتْقُ رَقَبَةٍ أو صيامُ شهرين مُتتابعين، أو إطعامُ ستين مِسكيناً، وقد ذَكَرَ القرآنُ هذه الكفارةَ في مَنْ قتلَ مُؤمناً خطأً، قال تعالى : [النساء : 93] : “ومَنْ قَتَلَ مُؤمناً خَطَأً فتحْريرُ رَقَبَةٍ مُؤمنةٍ ودِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إلى أهلِهِ … وإنْ كان من قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ فدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إلى أهْلِهِ وتحريرُ رَقَبَةٍ مُؤمنةٍ فمَنْ لم يجِدْ فصيامُ شهرين مُتتابعين”، وذكرَ القرآن هذه الكفارة في مَنْ ظاهَرَ زوجَتَهُ، قال تعالى : [المُجادلة : 4] : “والذين يُظاهرون من نسائِهم ثمّ يعودون لما قالوا فتحريرُ رَقَبَةٍ من قبلِ أنْ يتماسّا ذلكم تُوعَظون به والله بما تعملون خبيرٌ . فمَنْ لم يجد فصيام شهرَيْنِ مُتتابعَيْنِ من قبلِ أنْ يتماسّا فمَنْ لم يسْتَطِعْ فإطْعامُ ستينَ مِسكيناً” أمّا ما أوْرَدَهُ الفقهاءُ من كفّارةِ إفطارِ يومٍ من رمضان عَمْداً فهذا من الفِقْهِ المُعْتَمِدِ على الروايات، وليس في القرآن ذِكْرٌ له)، وفَرَضَ اللهُ عليكم الصيامَ فَرْضاً مِثْلَ فَرْضِهِ على الذين كانوا من قبلكم من الأُمَمِ، لكي تُثْنوا على اللهِ بتعظيمِهِ وتمجيدِهِ وتنزيهِهِ، وهذا هو المطلوب منكم، وهو ما ترجونَهُ ليُثيبَكم

– 186– وإذا سألك عبادي عنّي، وقالوا : كيف ندعو اللهَ في شهرِ رمضان ؟ فأخبرهم أنّي قريبٌ ممَّنْ يدعوني، أُجيبُ دعوةَ الدّاعي حين يدعوني ويسألني قضاءَ حوائِجِهِ، وأعطيه ما سأل، وإذا كان الأمْرُ كذلك فيجبُ على عبادي الذين يدعونني إطاعةُ أمْرِي ونَهْيِي، ويجبُ عليهم أنْ يثقوا بي في إجابةِ دعائِهم وإعطائِهم ما سألوه، لكي يهتدوا إلى دعائي ومُخاطَبتي بما يليقُ بي، وهذا هو المطلوب منهم (يدلّ ارتباط الآية بسياق الكلام عن الصوم على أنّه يُسْتَحَبُّ الدّعاءُ في شهر رمضان خاصّةً، ويدلّ المعنى على أن الداعي يجبُ أنْ يكونَ مُطيعاً لأوامرِ الله ونواهيه لكي يُجيبَهُ اللهُ تعالى ويقضِيَ حاجَتَهُ، وأنْ يَثِقَ الداعي باللهِ في إجابةِ دُعائِهِ حين يدعو اللهَ تعالى)

– 187 – أَحَلَّ اللهُ لكم الاستمتاعَ بنسائِكم وما يلزَمُهُ من الجُماعِ والتقبيل والمُداعبة، وغير ذلك ممّا يكون بين الرّجُلِ وزوجتِهِ قبلَ الجُماع في ليلةِ الصيام فقط، (يدلّ حَصْرُ الجُماع في ليلة الصيام فقط على أنَّهُ لا يجوزُ الاستمتاع بالنساء نهارَ الصيام في شهر رمضان)، أحَلَّ اللهُ لكم ذلك لأنّ نساءَكم مُلتصقاتٌ بكم، وأنتم مُلتصقون بهنّ التصاقَ اللِّباسِ ببَدَنِ صاحبِهِ، وكلاكما مُحتاجٌ إلى الاستمتاع بقرينِهِ لإشباع غريزتِهِ كاحتياجكما إلى اللِّباسِ لسَتْرِ بَدَنِكما، والعِلّةُ في إحلال الاستمتاعِ بنسائِكم وما يلزَمُهُ من الجُماعِ والتقبيل والمُداعبة في ليل الصيام أنّكم كنتم تُحاولون خيانَةَ أنفُسِكم بنقصِها حقَّها في استمتاع الرجُل بزوجِهِ، واستمتاع المرأةِ بزوجِها (يدلُّ النّظْمُ والمعنى على أنّ المُسلمَ ظَنّ حين نَزلتْ آياتُ فَرْضِ الصيام على المُسلمين أنّهُ لا يجوزُ له الاستمتاع بالنِّساءِ في شهرِ الصوم، فكان لا يُقاربُ النّساءَ ولا يُداعبُهُنَّ في ليلِ الصّيامِ ونهارِهِ، وهو ما تسَبّبَ في انقاصِ حقّ النفسِ على صاحِبِها باستمتاعِ الرَّجُلِ بالمرأةِ، واستمتاعِ المرأةِ بالرّجُلِ، فسَبَّبَ ذلك مُعاناةً نفسيّةً للرجلِ والمرأة)، فبسبب ذلك رَجَعَ بكم ممّا ألزمْتُم به أنفسَكم في شهر الصوم من عدم مُباشرةِ النساء والاستمتاعِ بهنّ إلى إباحةِ ذلك ليلةَ الصيام، وأزالَ أثَرَ تحريم مُباشرةِ النساء والاستمتاع بهنّ عن أنفسِكم، ولم يُعاقبْكم على فِعْلِكم، فإذا أباحَ اللهُ لكم ذلك فمِنْ هذا الوقتِ جامِعوا نساءَكم، واستمتعوا بهنّ في ليلِ الصيامِ فقط، واطلبوا النّكاحَ الذي قضاهُ اللهُ لكم بعَقْدِ النّكاح، وكلوا ما شئتم من الأكْلِ الحلال، واشربوا ما شئتم من الشَّرابِ الحلال في ليلةِ الصيام فقط إلى أنْ يظْهَرَ الخيطُ الأبيضُ حالةَ كونِهِ مُفارقاً من الخيط الأسودِ من ظلام الليل، (أي : يظهرُ الخيطُ الأبيضُ من نورِ الفجر، ويدلّ المعنى على أنّه يجبُ على الصائم أنْ يُمْسِكَ عن الأكل والشُّرْبِ عند طلوع الفجر، ويدلُّ معنى (أُحِلَّ لكم ليلةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إلى نِسائِكم)، ومعنى (وكُلُوا واشْرَبُوا حتّى يَتَبَيَّنَ لكم الخَيْطُ الأبْيَضُ من الخَيْطِ الأسْوَدِ من الفَجْرِ) ونَظْمُهُما على أنَّ اللهَ لم يُوجِبْ الاغتِسالَ قَبْلَ الفَجْرِ إذا جامَعَ الرَّجُلُ امْرَأتَهُ ليلةَ الصّيامِ كما أوجَبَ الامْتِناعَ عن الأكْلِ والشُّرْبِ إذا حًلَّ وَقْتُ الفَجْرِ، ولكنَّ اللهَ تعالى أوْجَبَ الاغتِسالَ من الجَنابةِ للصّلاةِ في سورة (المائدة، الآية : 6) في قولِهِ : “وإنْ كُنْتُم جُنُباً فاطَّهَّروا”، فإذا أرادَ الصّائمُ المُجْنِبُ انْ يُصَلّيَ الفَجْرَ فعليه أنْ يَغْتَسِلَ من الجَنابَةِ، وليسَتْ الطّهارةُ من الجنابةِ قبلَ الفَجْرِ شَرْطاً في صِحَّةِ الصّيام)، وابْدؤوا الصيامَ من هذا الوقت، ثمّ يجبُ عليكم أنْ تُتمّوا الصيامَ إلى الليل الذي يتحقق بغروبِ الشّمسِ، ولا تُجامعوا النساءَ وتستمعوا بهنَّ حالةَ كونِكم مُعتكفين في المساجد بنيّة العبادة (الاعتكافُ شرعاً : أنْ ينوي الشخصُ نيّةَ الاعتكاف في المسجد بالبقاء فيه للعبادة لمدّة محدودة، ويدلّ عطف جملة (ولا تُباشروهنّ … في المساجد) على (وكلوا … الفجر) على أنّ الاعتكاف يجب أنْ يكونَ في شهر الصيام، فلا يجوز الاعتكاف بغير صيام، ويدلّ المعنى على أنّ المُعتكف لا يجوز له الجُماع في ليالي الاعتكاف)، يُؤكِّدُ وجوبَ الالتزامِ بما تقدّم أنّ تلك أحكامُ اللهِ التي حَدَّها بأوامرِهِ ونواهيه لا التباس فيها ولا اختلاط بينها، فإذا كان الأمْرُ كذلك فلا تُباشروها بالانتهاك والمُخالفة، يُبيّنُ اللهُ أحكامَهُ تبياناً مثلَ ذلك التبيان الذي يُبيّنُ فيه للناس دلالاتِهِ وحُجَجَهُ على ربوبيّتِهِ ووحدانيّتِهِ، لكي يخافوه، ويحفظوا أنفسَهم من عقابِهِ، وهذا هو المطلوب منهم.

د. عبد الكريم الزبيدي

ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation
معاني القرآن

– 183– (يا أيها … قبلكم) مستأنفة في سياق ما تقدّم لبيان تشريع الصيام، وتقدّم القولُ في (كُتِبَ عليكم)، (الصيامُ) نائب الفاعل، (كما) الكاف بمعنى (مثل)، وهي صفة قامتْ مقامَ مفعول مُطلق مُقدّر، و(ما) مصدرية، والمصدر المُؤوّل من (ما) و(كُتِبَ ..) في محلّ جرّ بإضافة الكاف إليه، (على الذين) مُتعلّقان بـ(كُتِبَ)، (من قبلكم) مُتعلّقان بمُقدّر صلة (الذين)، (لعلكم تتقون) تعليل لما قبلها

– 184 – (أياماً) ظرفُ زمانٍ متعلّق بـفعل يُفسِّره المذكور تقديره : (كُتِبَ عليكم أياماً) والجملة بدل من (كُتِبَ عليكم الصيام)، (معدودات) صفة لـ(أيّاماً)، و(الأيام المعدودات) : أيّامُ الشّهر التي يَعُدّها الناس من أوّل الشّهر إلى نهايتِهِ، (فمَنْ … أُخر) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (كان … سَفَر) جملة الشرط، (كان) فعلٌ ماضٍ تامّ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (مريضاً) حال من فاعل (كان)، (على سفر) مُتعلّقان بمُقدّر حال معطوف بـ(أو) على (مريضاً)، فهو بمعنى (مُسافراً)، وعدلَ إلى الجار والمجرور لدلالتِهِ على استعلائِهِ على السفر وتَلَبُّسِهِ به، أي : على قَطْعِهِ مسافةً في حال السفر، (فعدّةٌ .. أُخَر) جواب الشرط، (عِدّةٌ) مبتدأ خبرُهُ مُقدّر، وهو في الأصل مضاف إليه قامَ مقامَ مُضافٍ مُقدّر، والتقدير : (فعليه صيامُ عدّةٍ)، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ، (وعلى الذين .. فديةٌ) جملة اسمية معطوفة على ما قبلها، (على الذين) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (يُطيقونَهُ) صلة (الذين)، (يُطيقونَهُ) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، وهو عائد إلى (الذين)، و(الهاء) مفعول به، وهو عائد إلى (الصيام)، و(طاقَهُ طوقاً وطاقةً) : قَدَرَ عليه، وفي (لسان العرب : طَوَقَ) : “(وطَوَّقَهُ بالسّيف وغيرِهِ، وطَوَّقَهُ إيّاهُ) : جَعَلَهُ له طوقاً .. و(طَوَّقْتُكَ الشيءَ) : كَلَّفْتُكَهُ، قال الأزهري : و(الطَّوْقُ والإطاقة) : القُدرةُ على الشيء، و(هو في طَوْقِي) : في وُسْعِي، و(الطّوْقُ) : الطّاقةُ، أي : أقْصى غايتِهِ، وهو اسْمٌ لمِقْدارِ ما يُمْكِنُ أنْ يَفْعَلَهُ بمَشَقَّة”، و(الطاقة) : القُدرة، وما يستطيعُ الإنسانُ أنْ يفْعَلَهٌ بمَشَقّةٍ، وبعدَ هذا التقديم في مادّة (طَوَقَ) يتَبَيّنُ لها معنى (يُطيقونَهُ) في الآية، وهو : (يَقْدِرونَ على الصّيامِ بمَشَقّة)، ويدلُّ سياق الآية، واتّصال (وعلى الذين يُطيقونَهُ) بـ(فمَنْ كانَ منكم مريضاً او على سَفَرٍ فعِدَّةٌ من أيّامٍ أُخَر) على معنى : (وعلى الذين يُطيقونَ الصّيامَ فِدْيَةٌ عن كُلِّ يومٍ من أيّامِ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضان)، (فِدْيَةٌ) مُبتدأ مُؤخّر، (طعامُ) خبر لمبتدأ مُقدّر، تقديره : (هي طعامُ)، والجملة بيان لـ(فدية)، و(طعامُ) مصدر مُضاف إلى (مسكين) من إضافة المصدر إلى مفعولِهِ، وفاعلُهُ مُقدّر، (فمَنْ … له) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (تطوّعَ خيراً) جملة الشرط، (تَطَوَّعَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، و(تَطَوَّعَ) : تَنَفَّلَ، بمعنى : أعطى زيادةً على الواجب المفروض عليه، (خيراً) مفعول لأجلِهِ، (فهو خيرٌ له) جواب الشرط، (هو) مبتدأ عائد إلى (التَّطَوّع) المفهوم من (تَطَوَّعَ)، (خيرٌ) خبر، وهو هنا (اسم تفضيل)، (له) مُتعلّقان بـ(خير)، (وأنْ تصوموا … تعلمون) مُرتبطة بما قبلها بالواو، (أنْ) مصدرية ناصبة، (تصوموا) مُضارع منصوب بها، وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوَّل (أنْ تصوموا) في محلّ رفع مبتدأ، (خيرٌ) خبر، (لكم) مُتعلّقان بـ(خير)، (إنْ كنتم تعلمون) توكيد لما قبلها، (إنْ) حرف شرط، (كنتم تعلمون) جملة الشرط، والضمير (تُم) في (كنتم) اسم (كان)، (تعلمون) خبر (كان)، ومفعولا (تعلمون) مُقدّران، وجوابُ الشرط مُقدّر بدلالة ما تقدّم، ويُمكن تقدير الكلام : (إنْ كنتم تعلمون أنَّكم قادرونَ على الصيامِ، وليس فيه مَشَقّةٌ عليكم فصيامُكم خيرٌ لكم)، أي : صيامُ عِدّةِ المَرَضِ أو السّفَرِ في شَهْرِ رَمَضان

– 185 – (شهر … للناس) (شهرُ) خبر لمبتدأ مُقدّر يُفسِّرُهُ (أياماً)، والتقدير : (أيّامُ الصّومِ المعدودة شهرُ رمضان) والجملة الاسمية بيان لـ(أياماً معدودات)، و(شهرُ) مُضاف إلى (رمضان)، وهو مجرور بالفتحة بدل الكسرة، لأنّه ممنوع من الصرف، لأنّه عَلَمٌ على شَهْرٍ، وفيه ألف ونون زائدتان، (الذي) موصول صفة لـ(شهر رمضان)، (أُنْزِلَ ..) صلة (الذي)، (أُنْزِلَ) فعل ماضٍ مبني للمجهول، (فيه) مُتعلّقان بـ(أُنْزِلَ)، (القرآنُ) نائب الفاعل، (هدى) حال من (القرآن)، (للناس) مُتعلّقان بـ(هُدى)، و(بينات) عطف على (هُدى)، فهي داخلة في الحال، (من الهُدَى) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(بينات)، (والفُرقان) عطف على (الهُدى)، (فمَنْ … فليصمه) مرتبطة بما قبلها بالفاء، و(مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (شَهِدَ منكم الشَّهْرَ) جملة الشرط، (شَهِدَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، و(شَهِدَ المجلسَ) حضَرَهُ، (الشهرَ) ظرف زمان متعلّق بـ(شَهِدَ)، و(ال) فيه للتعريف، ومفعول (شَهِدَ) مقدّر معلوم من النظم ومن معنى (شهِدَ)، وتقديره : البَلَدَ أو المِصْرَ، (فلْيَصُمْهُ) جواب الشرط، اللام لام الأمر حرف جزم، (يصمْهُ) مُضارع مجزوم، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، و(الهاء) ضمير في محلّ نصب على الظرفية، لأنَّه عائد إلى (الشهر)، (ومَنْ … أُخر) عطف على ما قبلها، وتقدّم القول في مثلها، (يُريد .. اليسر) تعليل لتشريع الإفطار للمريض والمسافر، (يُريدُ) مُضارع مرفوع، (اللهُ) فاعلُهُ، (بكم) مُتعلّقان بـ(يُريدُ)، (اليُسْرَ) مفعول به، (ولا يُريد .. العسر) عطف على ما قبلها ومثلها في القول، (ولتُكملوا العدة) مرتبطة بما قبلها بالواو، و(اللام) لام الأمْرِ حرف جزم، (تُكملوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (العِدّة) مفعول به، و(أكْمَلَ الشيءَ) : أتَمَّهُ، (ولتُكبروا … هداكم) عطف على ما قبلها، ومثلها في القول، واللام في (لتكبروا) لام الأمْرِ، وليس لامَ التعليل، كما ذهب إلى ذلك بعضُ المُفسّرين، لأنّ النّظْمَ لا يُرَجِّحُ التعليل، والمُراد بالتكبير : التكبيرات بعد إكمال عِدّةِ أيام شهرِ رَمَضان وَقْتَ قيامِ صلاة الفطر، (ولعلكم تشكرون) عطف على (لعلَّكم تتّقون) في (الآية : 183)، أي : (وكَتَبَهُ عليكم لعلَّكم تشكرون)

– 186– (وإذا سألك … قريب)، مرتبطة بما قبلها بالواو، (سألك .. عنّي) جملة الشرط بـ(إذا)، (سألك) فعل ماضٍ، وضمير المُخاطب مفعول به، (عبادي) فاعلُهُ، (عنّي) مُتعلّقان بـ(سألك)، (فإنّي قريبٌ) جواب (إذا)، (إنّي) (إنَّ) واسمها، (قريبٌ) خبر (إنّ)، (أُجيب … دعانِ) خبر ثانٍ لـ(إنّ)، (أُجيبُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير المُتكلّم مُستتراً، (دعوةَ) مفعول به، و(دعوةَ) مُضاف إلى (الدّاعي)، (إذا) ظرف زمان مُتعلّق بـ(أُجيبُ)، وهو مُضاف إلى الجملة (دعانِ)، (دعانِ) فعل ماضٍ، وفاعله ضمير عائد إلى (الداعي)، والنون للوقاية، وياء المُتكلّم المحذوفة للتخفيف مفعول به، والكسرة دليل على (ياء المُتكلّم) المحذوفة، (فليستجيبوا لي) الفاء هي الفصيحة، و(اللام) لامُ الأمْر حرفُ جَزْم، (يستجيبوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (لي) مُتعلّقان بـ(يستجيبوا)، (وليُؤمنوا بي) عطف على ما قبلها، ومثلها في القول، (لعلّهم يرشدون) تعليل لما قبلها

– 187 – (أُحلّ … نسائكم) مستأنفة في سياق ما قبلها، (أُحِلَّ) فعل ماضٍ مبني للمجهول، (لكم) مُتعلّقان بـ(أُحِلَّ)، (ليلةَ) ظرف زمان متعلّق بـ(الرّفث)، وقُدِّم للحصر، و(ليلة) مُضاف إلى (الصيام)، (الرّفثُ) نائب الفاعل، و(الرَّفَثُ) : ما يُريدُه الرّجُلُ من المرأة للاستمتاع بها، ويَشْمَلُ الجُماعَ وغيرَهُ من أنواع الاستمتاع بالمرأة، (إلى نسائكم) مُتعلّقان بـ(الرَّفَث)، (هنّ .. لكم) تعليل لما قبلها، (هَنَّ) مُبتدأ، (لباسٌ) خبر (لكم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(لباس)، (وأنتم .. لهنّ) عطف على ما قبلها، ومثلها في القول، والمعنى محمول على الكناية، (علم … أنفسكم) تعليل لتشريع الرفث ليلةَ الصيام، (عَلِمَ) فعلٌ ماضٍ، (أنّكم) (أنَّ) واسمها، (كنتم .. أنفسكم) خبر (أنّ)، (كنتم) (كان) واسمها، (تختانون أنفسَكم) خبر (كان)، (تختانون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أنفُسَكم) مفعول به، و(اختان الشيءَ) : نَقَصَهُ، و(اختانَ نفْسَهُ) : حاولَ خيانتها بنقْصِ حَقِّها، ويدلُّ النّظْمُ والمعنى على أنّ المُسلمَ المُكلَّفَ بالصوم في شهر رمضان ظَنّ أنّهُ لا يجوزُ له الاستمتاع بالنساء في شهر الصوم، فكان لا يُقاربُ النساء ولا يُداعبهنَّ، وهو ما تسَبّبَ في انقاصِ حقّ النفسِ على صاحبها باستمتاع الرجل بالمرأة، واستمتاع المرأة بالرّجُل، فسبّبَ ذلك مُعاناةً نفسيّة للرجلِ والمرأة، والمصدر المُؤوّل (أنّكم كنتم تختانون ..) سدّ مسد مفعولي (علم)، (فتاب عليكم) مرتبطة بما قبلها بالفاء التي بمعنى السببية، (تابَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (عليكم) مُتعلّقان بـ(تابَ)، ومعنى (تاب عليكم) : رجع بكم ممّا ألزمتم به أنفسكم في شهر الصوم من عدم مُباشرة النساء والاستمتاع بهنّ إلى إباحة ذلك ليلة الصيام، (وعفا عنكم) عطف على ما قبلها ومثلها في القول، ومعنى (عفا عنكم) : أزال أثَرَ تحريم مُباشرة النساء والاستمتاع بهنّ عن أنفسِكم، ولم يُعاقبْكم على فِعْلِكم، (فالآن باشروهن) الفاء هي الفصيحة، و(الآنَ) ظرف زمان متعلّق بالفعل بعده، و(باشروهنّ) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هنَّ) مفعول به، والأمْرُ محمول على الإباحة، و(باشَرَ زوجَهُ) : جامَعَها، (وابتغوا … لكم) عطف على ما قبلها، (ابتغوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (ما) موصول مفعول به، (كتب الله لكم) صلة (ما)، (كتبَ) فعل ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، والعائد مُقدّر، والتقدير : (كتبَهُ)، (لكم) مُتعلّقان بـ(كتبَ)، و(ما كتَبَ اللهُ لكم) : (النّكاح الذي قضاه اللهُ لكم بعقد النّكاح)، يُقال : (كتب عليها) : عَقَدَ عليها عَقْدَ النّكاح، (وكلوا) عطف على (باشروهنّ)، (كلوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (واشربوا) عطف على (كلوا) ومثلها في القول، والأمْرُ محمول على الإباحة، وحُذِفَ مفعولا الفعلين للتركيز على إحداث الفعل فقط، (حتى) حرف جر وغاية ينتصب بعده المضارع، (يتبيَّنَ) مُضارع منصوب بعد (حتى)، (لكم) مُتعلّقان بـ(يتبيَّنَ)، (الخيطُ) فاعلُهُ، (الأبيضُ) صفة لـ(الخيط)، (من الخيط) مُتعلّقان بمُقدّر حال من الخيط الأبيض، (الأسود) صفة لـ(الخيط)، والتقدير : (مُفارقاً من الخيط الأسود)، (من الفجر) بيان للخيط الأبيض، و(من) بيانيّة،  (ثمّ أتموا … الليل) عطف على جملة مُقدّر يدلُّ عليها النّظْم، ويُمكن تقديرها : (وابْدؤوا الصيامَ من هذا الوقت، ثمّ أتمّوا ..)، (أتمّوا) أمْرٌ مثل (كلوا واشربوا)، (الصيامَ) مفعول به، (إلى الليلِ) مُتعلّقان بـ(أتمّوا)، و(أتَمَّ الشيءَ) : أكملَهُ، و(الليل) : ما يعقب النهارَ من الظلام، ويتحقَّقُ بغروب الشمس، (ولا تُباشروهن … المساجد) عطف على ما قبلها، (لا) ناهية جازمة، (تُباشروهن) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هنّ) مفعول به، (وأنتم … المساجد) حال من فاعل (تُباشروهن)، (أنتم) مُبتدأ، (عاكفون) خبر، (في المساجد) مُتعلّقان بـ(عاكفون)، و(عكف في المسجد) : أقام فيه بنيّة العبادة، (تلك حدود الله) توكيد لما تقدّم من أحكام في قوله تعالى : (أُحلّ لكم … المساجد)، (تلك) اسم إشارة مُبتدأ، (حدودُ) خبر مُضاف إلى (الله)، و(حدود الله) : ما حدّهُ بأوامرِهِ ونواهيهِ، (فلا تقربوها) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (لا) ناهية جازمة، (تقربوها) مُضارع مجزوم بحذف النون، والضمير (ها) مفعول به، و(لا تقربوها) تشديدٌ في النهي عن انتهاك ما أمَرَ اللهُ به وما نهى عنه، (كذلك … للناس) مُستأنفة في سياق ما قبلها، وتقدم القول في مثلها، (لعلهم يتّقون) تعليل لما قبلها، وتقدّم القولُ في مثلها .