ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation

نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ وَبِمَآ أَنفَقُواْ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡۚ فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٞ لِّلۡغَيۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِي ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُواْ عَلَيۡهِنَّ سَبِيلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّٗا كَبِيرٗا ٣٤ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرٗا ٣٥ ۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا ٣٦

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

34 – الرجالُ مُتَحَمِّلونَ مؤونَةَ النِّساءِ، قائمونَ بكِفايَتِهنَّ في أمُورِ حياتِهِنَّ في المأكلِ والمَلْبَسِ والمَسْكَنِ، مُتَكَلِّفونَ بأمورِهِنَّ الأخْرى بسَبَبِ تَفْضِيلِ اللهِ بعضَ الرِّجالِ على بعضِهِم بالقُدْرَةِ على القيامِ بمؤونَةِ النِّساءِ، وكِفايَتِهنَّ في أمُورِ حياتِهِنَّ، وبسَبَبِ إنْفاقِهم من أموالِهم على عِيالِهم (يدلُّ هذا المعنى على أنَّ الرِّجالَ الذين لا يقْدِرون على تَحَمُّلِ مؤونَةِ نِسائِهم، وعلى القِيامِ بكِفايَتِهنَّ في أمُورِ حياتِهِنَّ في المأكلِ والمَلْبَسِ والمَسْكَنِ، وأمورِهِنَّ الأخْرى لسَبَبٍ من الأسبابِ كالعَجْزِ أو المَرَضِ أو فقدان العَمَلَ يَسْقُطُ عنهم هذا التّكليف، وتقومُ بهِ النّساءُ القادراتُ على تَحَمُّلِ مؤونةِ رجالِهنّ وتكاليفِ المعيشةِ في المأكلِ والمَلْبَسِ والمَسْكَنِ، وعلى الإنفاقِ على عِيالِهِنَّ)، فالنساءُ الصالحاتُ طائعاتٌ لأزواجِهنّ، حافظاتٌ لغَيْبَةِ أزواجِهن، (أي : لا يُدْخِلْنَ أحداً إلى فِراشِ أزواجهنّ في حال غَيْبَتِهم، ولا يَدَعْنَ أحَداً من الرِّجالِ يفعلُ بهنَّ ما يفعلُهُ الزوجُ مع زوجته من المُغازلَةِ في الكلام، أو المُداعبة باللمْسِ أو التقبيل أو غيرِ ذلك في حال غَيْبَةِ أزواجِهِنَّ عنْهُنَّ، أو غَيْبَتِهنَّ عن أزواجِهنّ في سَفَرٍ أو عَمَلٍ أو نحو ذلك)، بسَبَبِ العَهْدِ الذي أعْطَيْنَهُ لأزواجِهِنّ في عَقْدِ النكاح ورَعاهُ اللهُ وصانَهُ ووَثَّقَهُ عندَهُ، فلا يجوزُ لهنّ خيانةُ العَهْدِ في حالِ غيبةِ أزواجهنّ، أو في حال غيبتهنّ عن أزواجِهنّ (العهدُ الذي أعْطَيْنَهُ لأزواجهنّ في عَقْدِ النِّكاح هو قولُ المرأةِ للرّجُلِ الذي يُقدِّمُ لها المَهرَ للزواج بها : زَوّجْتُكَ نفسي بمهرٍ قدرُهُ كذا، وهذا القولُ عَهْدٌ منها له بأنْ تجْعَلَ نَفْسَها خالِصَةً له وَحْدَهُ فلا يجوزُ لها أنْ تخونَهُ في حالِ غيبتِهِ عنها، أو في حال غيبتها عنه)، والزوجاتُ اللاتي تَعْلمونَ وتَتَيَقّنونَ حدوثَ العصيانِ والتكبّر منهنّ، بسَبَبِ ما تَرَونَهُ منهنَّ من علاماتِ العِصيان والتكبّر عليكم فانْصَحوهُنّ وذَكِّروهنّ بالعواقب، وائْمُروهنّ بالطّاعةِ، ووَصّوهُنَّ بها، واعْتَزلوهنّ في المضاجع (أي : في مواضِعِ الضُّجوعِ معَهنّ بتَرْكِ الكلامِ مَعَهُنّ، وتَرْكِ المُلاعَبَة، وتحويلِ الظَّهْرِ إليهِنّ إنْ لم يَنْفَعْ الوَعْظُ)، واحْجُرُوا عليهنّ، (أي : امْنَعُوهُنّ من الخُروجِ من بيوتِهنّ، واجْعَلُوهُنَّ مُقيماتٍ في بيوتِهِنَّ قَسْراً)، فإنْ أطَعْنَكم بعَدَمِ العِصيانِ والتَّكَبُّرِ عليكم، واللّين لكم فلا تَعْتَدُوا عليهِنَّ بأيِّ طريقٍ من طُرُقِ الاعتداء، لأنَّ اللهَ في وجودِهِ أعلى مِنْكُم في القُوّةِ، وأكبرُ وأعظمُ من كُلِّ مُتكبّرٍ وظالمٍ، فهو قادرٌ على أنْ يَنْتَصِرَ لَهُنّ منكم إذا ظلمتموهنّ – 35 – وإنْ عَلِمْتُم وتَيَقَّنْتُم خِلافاً بينَ الزّوجِ وزوجتِهِ، يُؤدّي إلى الابتعاِد وحُصولِ التباغُضِ بينَهما فابْعَثُوا حَكَماً تختارونَهُ من أهلِ الزّوجِ قادراً على الفَصْلِ بين المُتنازِعَيْنِ، وحَكَماً تختارونَهُ من أهلِ الزوجة قادراً على الفَصْلِ بين المُتنازِعَيْن لإزالةِ الخِلافِ والتّباغُضِ بين الزّوجين، والتوفيق بينهما، إنْ يُرِدِ الزّوجان إزالةَ ما بينَهما من خِلافٍ وتباعُدٍ يُصْلِح الله بينَهما بأنْ يُلْهِمهما الرِّضا والتَّوافُقَ بينَهما، يُؤكِّد ذلك أنّ اللهَ في وجودِهِ عليمٌ بنيّاتِكم وما يُضْمِرُهُ كلٌّ منكما من إرادةِ الإصلاحِ أو عَدَمِها، خبيرٌ بما يكون فيه الخيرُ والصَّلاحُ لكم – 36 – واعبدوا اللهَ بتوحيدِهِ والخضوعِ والانقياد له فيما أمَر ونهى من التشريعات السابقة، ولا تُشركوا به شيئاً من الشِّرْك (يدلُّ الأمْرُ بالعبادة، والنهي عن الشّرك بعد التشريعات السابقة على أنّ مَنْ عَمِلَ بها طاعةً لله فقد عَبَدَهُ، ومَنْ لم يعمل بها فقد أشْرَكَ هواهُ ومصالحَهُ مع الله في الطاعة والانقياد، وَمَنْ عَمِلَ بأحكامٍ لم تَرِدْ في القرآنِ، أو تُخالِفُ ما جاء في القرآنِ من الأحكام فقد أشْرَكَ باللهِ)، وأحْسِنُوا بالوالدين إحساناً بإكرامِهما وبِرّهما وعَدَمِ عقوقِهما، وأحْسِنُوا بذوي قُرباكم إحساناً بمواصَلَتِهم ومساعدتَهِم والإنفاقِ على فُقَرائِهم، وأحْسِنُوا باليتامى إحساناً بحِفْظِ أموالِهم، ورعايةِ شؤونِهم، والإنفاقِ عليهم إنْ كانوا فقراء، وأحْسِنُوا بالمساكينِ الفقراءِ الذين ليس عندهم مالٌ يكفي عيالَهم إحساناً بالإنفاقِ عليهِم وسَدِّ حاجتِهم، وأحْسِنُوا بالجارِ القريبِ في النَّسَب منكم، وبالجار الغَريبِ النازِلِ في جوارِكم إحساناً بالمعاملة الحَسَنَةِ والسؤال عنه، وأحْسِنُوا إلى القريبِ المُصاحِبِ لكم في السّفَرِ إحساناً (يشمل (الصاجب بالجنب) القريب في المَجْلِس، أو في الوظيفة، أو العَمَلِ)، وأحْسِنُوا إلى المَنْسُوبِ إلى الطِّريق وهو المسافرُ سواءٌ نَزَلَ ضيفاً عليكم أم ضلّ طريقَهُ أم فَقَدَ نَفَقَةَ سَفَرِهِ إحساناً، وأحسنوا إحساناً إلى نساءٍ صِفَتُهُنُ أنَّكم تًزَوَّجْتُم بهنَّ بعَقْدِ الزّواجِ الشّرْعِي، وصِرْنَ في حَوْزَتِكم وتَصَرُّفِكم بقُدْرَتِكم الماليَّة (يدلُّ المعنى على أنَّهُنَّ إماءٌ صِرْنَ في حوزَةِ الرَّجُلِ مُقابلَ مالٍ دفَعَهُ إلى أوليائِهِنَّ) بالمُعاملة الحَسَنةِ، وتوفيرِ السّكَنِ المُناسِبِ والمأكلِ والمَشْرَبِ والمَلْبَسِ لهنَّ، يُؤكِّد الالتزامَ بما تقدّم أنّ اللهَ لا يُحِبّ الإنسانَ الذي وُجِدَ حالةَ كونِهِ مُتكبّراً مُتبخْتراً مُتمايلاً في مَشْيِهِ، مُتباهياً بمحاسنِهِ ومحاسِنِ قومِهِ، وبمالِهِ وجاهِهِ ومَنْصَبِهِ (يدلُّ قوله في آخر الآية (إنّ … فخوراً) على أنّ المُسلمَ المُتواضِعَ هو الذي يلتزمُ بتلك الأوامر، وأنّ المُسلم المُتكبّر المُتباهي يتعالَى على مَنْ أمَرَ اللهُ بالإحسان إليهم، واللهُ لا يُحِبُّ مَنْ يتعالى على الذين أمَرَ اللهُ بالإحسانِ إليهم خصوصاً، وعلى جميعِ النّاسِ عُموماً، ويدلُّ مجيء تلك الأوامر بعد ذِكْرِ التشريعات السابقة على رَبْطِ التشريع بتربية المُسلم على الأخلاق الفاضلة، لأنّ التشريعَ مَعَ الأخلاقِ ضمانٌ للمُسلمِ من الانْحراف عن الالتزام بما شرعَهُ له من الأحكام، ويعني هذا أنّ دراسةَ الفِقْهِ وأصولِهِ مُجَّرَّدةً عن دراسةِ الأخلاقِ لا تَعْصِمُ الدّارسَ من الوُقُوعِ في المَعْصِيَةِ)

ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation
ثرية المسجد النبوي

Photo credit: © by Safa Kadhim

– 34 – (الرجال … أموالهم) مستأنفة في سياق ما تقدّم، (الرّجالُ) مُبتدأ، وهو جَمْعُ (رجُل)، وليس جَمْعُ (راجل)، و(الرَّجُلُ) : الذّكَرُ البالغُ من بني آدم، و(الراجلُ) : الماشي على قَدَمَيْه، ويُجْمَعُ على (رجال) أيضاً، وأينما جاء (رَجُل) في القرآن فالمُرادُ به : الذّكَرُ البالغُ من بني آدم، كقولِهِ تعالى (البقرة : 282) : “فإنْ لم يكونا رجُلَيْنِ فرجُلٌ وامْرأتان”، وقال (النساء : 12) : “وإنْ كانَ رجُلٌ يُورَثُ كلالَةً أو امْرأة”، وقال (الأعراف : 63) : “أوَ عَجِبْتُم أنْ جاءكم ذِكْرٌ من رَبِّكم على رَجُلٍ منكم” والمُرادُ بـ(رَجُل) في هذه الآية : الرسولُ مُحمّد (ص)، وليس المُرادُ به : الماشي على رجلَيْه، وأينما وَرَدَ (رِجال) مُقابل (نساء) فالمُراد به : الذّكورُ البالغُون من بني آدم، كقولِهِ تعالى (البقرة : 228) : “ولهنَّ مِثل الذي عليهنّ بالمعروف، وللرِّجالِ عليهنّ درجة” فالمُراد بالرجال : الذّكورُ البالغُون من بني آدم بقرينة ضمير النساء (هُنّ) في (لهنَّ) و(عليهنَّ)، وقال : (النساء : 7) : “للرِّجالِ نصيبٌ ممّا تَرَكَ الوالدانِ والأقربون وللنّساءِ نصيبٌ ..” فالمُراد بالرجال : الذّكورُ البالغُون من بني آدم بقرينة وَضْعِ (الرّجال) مُقابل (النساء)، وقال (النساء : 98) : “إلّا المُستضعفين من الرِّجالِ والنّساء والولدان” فالمُراد بالرجال : الذّكورُ البالغُون من بني آدم بقرينة عطف (النساء) و(الوِلْدان) على (الرِّجال)، وقال (النّمل : 55) : “أئِنّكم لتأتونَ الرجالَ شَهْوَةً من النساء” فالمُراد بالرجال : الذّكورُ البالغُون من بني آدم بقرينة (اتيان الرجال شهوةً)، وتركِ اتيان النساء، ما عدا موضِعين من القرآن وَرَدَ فيهما لفظ (رجالاً) بمعنى : (مُشاة)، الأوّل في (البقرة، الآية :239) : “فإنْ خِفْتُم فرجالاً أو رُكباناً”، والثاني في سورة الحَجّ، الآية : 27) : “وأذِّنْ في النّاسِ بالحَجِّ يأتوكَ رِجالاً وعلى كُلِّ ضامِرٍ”، وقد أسْهَبْتُ هنا في بيان معنى (رجُل) و(رجال) لأنَّ بعضَهم يصرفون معنى (الرجالُ قوّامون على النساء) إلى أنّ المُراد بـ(الرجال) هنا : السُّعاةُ، والمرادُ بـ(النساء) : القاعدون عن السعي، فالمرأة التي تسعى لتأمين المعيشة للرجُل القاعد فهي من الرجال، والرجُلُ القاعد هو من النساء، (قَوّامون) خبر، (على النساء) مُتعلّقان بـ(قَوّامون)، ومعنى (قوّامونَ على النِّساء) : مُتَحَمِّلونَ مؤونَةَ النِّساءِ، قائمونَ بكِفايَتِهنَّ في أمُورِ حياتِهِنَّ في المأكلِ والمَلْبَسِ والمَسْكَنِ، مُتَكَلِّفونَ بأمورِهِنَّ الأخْرى، و(قام على أهْلِهِ) : تَوَلّى شؤونَهم، و(هو قِوامُ أهلِ بيتِه) : يُقيم شأنهم، (بما) الباء للسببيّة، و(ما) مصدرية، (فَضَّلَ) فعلٌ ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، (بعضَهم) مفعول به، والضمير (هم) في (بعضِهم) عائد إلى (الرّجال، (على بعضٍ) مُتعلّقان بـ(فَضَّلَ)، والتّنوين في (بعضٍ) عِوَضٌ عن مُضافٍ إليه محذوف، والتقدير : (بعضِهم)، والمصدر المُؤوّل (ما فَضَّلَ اللهُ بعضَهم على بعض) مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلقان بـ(قوّامون)، والمعنى : بسَبَبِ تفضيل اللهِ بعضَهم، (وبما .. أموالِهم) عطف على ما قبلها، ومثلها في القول، (فالصالحات … الله) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (الصالحات) مبتدأ، وهو صفة قامت مقام موصوف مُقدّر، والتقدير : (فالنساءُ الصالحاتُ)، (قانتاتٌ) خبر، ومُتعلّقهُ مُقدّر، تقديره : (لأزواجهنّ)، و(قَنَتَتْ المرأةُ لزوجها) : أطاعَتْهُ، (حافظات) خبر ثانٍ، (للغيب) متعلقان بــ(حافظات)، ومعنى (حافظات للغيب) : حافظات لغيبةِ أزواجِهن، فلا يُدْخِلْنَ أحداً من الرجالِ إلى فِراشِ أزواجهنّ في حال غَيْبَتِهم، ولا يَدَعْنَ أحداً من الرجال يفعلُ بهنَّ ما يفعلُه الزوجُ مع زوجته من المُغازلة في الكلام، أو المُداعبة باللمْسِ أو التقبيل أو غيرِ ذلك في حال غَيْبَتِهنَّ عن أزواجِهنّ في سَفَرٍ أو عَمَلٍ أو نحو ذلك، (بما) الباء حرف جر، (ما) موصول في محلّ جرّ بالباء، وهو كناية عن العهد الذي أعْطَيْنَهُ لأزواجهنّ في عَقْدِ النكاح، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(حافظات)، (حَفِظَ اللهُ) صلة (ما)، والعائد مُقدّر، و(حَفِظَ الشيءَ) : صانه ورعاه، (واللاتي … واضربوهن) مرتبطة بما قبلها بالواو، (اللاتي) موصول مبتدأ، (تخافون نشوزهنّ) صلة (اللاتي)، (تَخافون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، وهو عائد إلى (الأزواج) المفهوم من السياق، (نشوزَهنّ) مفعول به، و(خاف) هنا بمعنى : عَلِمَ وتَيَقَّنَ، وأصل (النشوز) : الارتفاع، واستعير للمرأة التي تعصي زوجها وتتكبّر عليه، بسبب ارتفاع نفسها عليه، فيقال لها : ناشز، (فعِظوهنّ) خبر المبتدأ، واقترن بالفاء لما في الموصول من العموم المُشْبِه للشرط، و(وَعَظَهُ) : نَصَحَهُ، وذَكَّرهُ بالعواقب، وأمَرَهُ بالطاعة، ووصّاهُ بها، (واهجروهن) عطف على (عِظوهنّ)، و(هَجَرَ زوجَهُ) : اعْتَزَلَ عنها، ولم يُطلّقها، (واضربوهنّ) عطف على ما قبلها، (اضربوهنَّ) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هنّ) مفعول به، واستعملَ العَرَبُ مادة (ضَرَبَ) لمعانٍ كثيرةٍ، ومَنْ أرادَ التَّوَسُّعَ في معرفة معاني (ضَرَبَ) فليُراجِعْ معاجم اللغة، ومن معاني (ضَرَبَ) : الكفُّ والمَنْعُ والحَجْرُ، وأرى أنَّ هذا المعنى هو الذي يُناسِبُ سياق الآية، ويُناسِبُ ما استَهَلَّتْ به السورةُ من خَلْقِ زَوْجِ الرَّجُلِ من ذاتِ الطّينةِ وذاتِ الروحِ التي خَلَقَ اللهُ منهما الرّجُل، ومن الأمْرِ بالخوفِ من الله في مُعاملة النّاسِ بعضِهم لبعضٍ، فلا يظلم الرجالُ بعضهم بعضاً، ولا يظلم الرجالُ النساء، قال في (لسان العرب : ضَرَبَ) : “وضَرَبَهُ على يدِهِ : كَفَّهُ عن الشيء، وضَرَبَ على يدِ فلان حَجَرَ عليه، قال الليث : وضَرَبَ على يَدِ فلانٍ إذا مَنَعَهُ من أمْرٍ أخَذَ فيه، كقولك : حَجَرَ عليه”، وقال في (لسان العرب : ضَرَبَ) : “ويُقالُ : (ضَرَبْتُ فلاناً عن فُلان) : كَفَفْتُهُ عنه، وأضْربَ فلانٌ عن الأمْرِ فهو مُضْرِبٌ إذا كَفَّ .. والمُضْرِبُ : المُقيمُ في البيت، وأضْرَبَ الرَّجُلُ في البيتِ : أقامَ فيه” وعلى هذا المعنى يكونُ مُتعلّق (اضربوهنّ) مُقدّراً، والتقدير : (واضربوهنّ على أيديهنّ) أو (واضربوهنَّ عن الخروج من بيوتهن)، والواو بين المُتعاطفات أفادت معنى العطف مع الترتيب، (فإنْ … سبيلاً) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (أطَعْنَكم) جملة الشرط، (أطَعْنَكم) فعل ماضٍ مبني على السكون، (نون النسوة) فاعلُهُ، والضمير (كم) مفعول به، (فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً) جواب الشرط، (لا) ناهية جازمة، (تبغوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (عليهنّ) مُتعلّقان بـ(تبغوا)، و(بغى عليه) : تجاوزَ الحدّ واعْتَدى، (سبيلاً) منصوب بنزع الخافض، (إنّ … كبيراً) تعليل لما قبلها، وتقدّم القولُ في مثلها

– 35 – (وإنْ … أهلها) مرتبطة بما قبلها بالواو، (خِفْتُم شِقاقَ بينهما) جملة الشرط، (خِفْتُم) فعل ماض وضمير المُخاطبين فاعلُهُ، (شِقاقَ) مفعول به، وهو مُضاف إلى الظرف (بينَهما) على طريق الاتّساع مثل الإضافة في (بل مَكْرُ الليلِ والنّهارِ)، وأصْلُه (شِقاقاً بينهما)، و(خافَ) : عَلِمَ وتَيَقَّنَ، و(الشقاق) الخلاف والابتعاد المؤدي إلى البغضاء، (فابعثوا .. أهله) جواب الشرط، (ابعثوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (حَكَماً) مفعول به، (من أهله) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(حَكَماً)، و(الحكم) : الذي يفصِل بين المُتنازعين، (وحكماً .. أهلها) عطف على (حَكَماً ..)، (إنْ .. بينهما) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (يُريدا إصلاحاً) جملة الشرط، (يُريدا) مُضارع مجزوم بالشرط، وعلامة جزمه حذف النون، (ألف الاثنين) فاعلُهُ، وهو عائد إلى (الزوجين)، (إصلاحاً) مفعول به، و(الإصلاح) : إزالة الخلاف والتباعد بينهما، (يُوَفّق الله بينهما) جواب الشرط، (يُوَفّقُ) مُضارع مجزوم بالشّرط، (اللهُ) فاعلُهُ، (بينَهما) ظرف مكان مُتعلّق بـ(يُوَفّق)، والضمير عائد إلى (الزوجين)، و(وَفَّقَ بين القومِ) : أصْلَحَ، و(وَفَّقَ اللهُ بينهما) : ألهَمهما الرضا والقبول بالصُّلْح، (إنّ … خبيراً) توكيد لمضمون ما قبلها، وتقدّم القولُ في مثلها

– 36 – (واعبدوا الله) مرتبطة بالواو بما قبلها من آيات التشريع، (اعبدوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (اللهَ) مفعول به، وعبادةُ الله : توحيدُهُ والخضوعُ والانقيادُ لهُ، (ولا .. شيئاً) عطف على ما قبلها، (لا) ناهية جازمة، (تُشركوا مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (به) مُتعلّقان بـ(تُشركوا)، (شيئاً) مفعول مُطلَق، أي : (شيئاً من الشِّرْك)، (وبالوالدين إحساناً) (بالوالدين) متعلقان بالأمر المُسْتَغْنَى عنه بالمصدر، والتقدير : (وأحسنوا بالوالدين إحْساناً)، (إحساناً) مفعول مُطلق، وعاملُهُ مُقدّر من لفظِهِ، والجملة عطف على ما قبلها، (وبذي القربى) عطف على (بالوالدين)، أي : (وأحسنوا بذي القُربى)، (واليتامى والمساكين) عطف على (بالوالدين)، (والجارِ ذي القُرْبى) عطف على (بالوالدين)، (ذي القُربى) صفة لـ(الجارِ)، (والجارِ الجُنُبِ) عطف على (بالوالدين)، (الجُنُبِ) صفة لـ(الجار)، و(الجُنُب) : الغَريبُ النازِلُ في جوارِك، (والصاحِبِ بالجَنْب) عطف على (بالوالدين)، و(الصاحبُ بالجَنْبِ) : القريبُ منك، وصاحِبُك في السّفَر، (وابنِ السبيل) عطف على (بالوالدين)، (وما ملكتْ أيْمانُكم) عطف على (بالوالدين)، وتقدّم القول في (ما ملكت أيمانكم) في (الآية : 3، و الآية 24)، (إنّ … فخوراً) توكيد لمضمون ما تقدّم، (اللهَ) اسْم (إنَّ)، (لا يُحِبُّ … فخوراً) خبر (إنَّ)، (لا) نافية، (يُحِبُّ) مُضارع مرفوع، وفاعله ضمير عائد إلى (الله)، (مَنْ) موصول مفعول به، (كان .. فخوراً) صلة (مَنْ)، و(كان) فعلٌ تامّ، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (مَنْ)، (مُختالاً فخوراً) حالان من فاعل (كان)، و(المُختال) : المُتكبّر، المُتمايل في مشيه، و(الفخور) : المُتباهي بما لَهُ ولقومِهِ من المحاسن