نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

۞وَقَالَ ٱللَّهُ لَا تَتَّخِذُوٓاْ إِلَٰهَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَإِيَّٰيَ فَٱرۡهَبُونِ ٥١ وَلَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِبًاۚ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ ٥٢ وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةٖ فَمِنَ ٱللَّهِۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فَإِلَيۡهِ تَجۡ‍َٔرُونَ ٥٣ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ ٱلضُّرَّ عَنكُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنكُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ ٥٤ لِيَكۡفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡۚ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ ٥٥ وَيَجۡعَلُونَ لِمَا لَا يَعۡلَمُونَ نَصِيبٗا مِّمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡۗ تَٱللَّهِ لَتُسۡ‍َٔلُنَّ عَمَّا كُنتُمۡ تَفۡتَرُونَ ٥٦ وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ ٱلۡبَنَٰتِ سُبۡحَٰنَهُۥ وَلَهُم مَّا يَشۡتَهُونَ ٥٧ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا وَهُوَ كَظِيمٞ ٥٨ يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩ لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِۖ وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٦٠ وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيۡهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَ‍ٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ ٦١ وَيَجۡعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ وَتَصِفُ أَلۡسِنَتُهُمُ ٱلۡكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ ٱلنَّارَ وَأَنَّهُم مُّفۡرَطُونَ ٦٢

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 51 – وقالَ اللهُ لخَلْقِهِ بواسِطَةِ رُسُلِهِ : لا تَتَّخِذوا لأنْفُسِكُم إلهَيْنِ اثْنَيْنِ، لأنّهُ إنّما هو إلهٌ واحِدٌ (يَدُلُّ المعنى على أنَّ اللهَ تعالى نَهَى خَلْقَهُ عن أنْ يتّخِذُوا اللهَ ربّاً وخالقاً ويَضُمُّوا إليه آلهةً يَجْعَلُونَهم شُركاءَ مَعَهُ في الطّاعة، أو وُسَطاءَ إليه في قَضاءِ حوائجِهم كما يَفْعَلُ اليَهودُ والنَّصارَى وكثيرٌ من المُسلمين)، فإنْ كُنْتُ أنا الإلهَ الواحِدَ فإيّايَ اعْبُدوا، وإيايَ اسْتَعِينُوا، فإنْ عَرَفْتُم ذلك فخافونِي وَحْدِي، وخافوا عِقابي

– 52 – ولَهُ مُلْكُ كُلِّ شيءٍ كائنٍ في السَّماواتِ والأرضِ، ولا أحَدَ يُشارِكُهُ مُلْكَ السَّماواتِ والأرضِ، ولَهُ الحُكْمُ والقضاءُ والتَّدبيرُ حالةَ كونِ ذلك كلِّهِ ثابتاً لَهُ على الدَّوام، لا يُشارِكُهُ فيه أحَدٌ في أيِّ وقتٍ من الأوقات، وإذا كانَ الأمْرُ كذلك فلماذا تَخْشَوْنَ آلهةً غيرَ الله، وتخافونَ أنْ يَضُرّوكم، أو يَمْنَعُوا عنكم النّفْعَ ؟

– 53 – وأيُّ شيءٍ يُوجَدْ بكم حالةَ كونِهِ نِعْمةً من النِّعَم فهو من اللهِ، ثمّ إذا أصابَكُم ضُرٌّ وسُوءُ حالٍ فإليه وَحْدَهُ تَرْفَعُونَ أصْواتَكُم بالاسْتِغاثَةِ والضَّراعَةِ لكَشْفِ الضُّرِّ عَنْكُم، ولا تَتَوَجَّهُونَ إلى أحَدٍ غيرِهِ

– 54 – ثم إذا أزالَ اللهُ الضُّرَّ عنكم فالمُفاجأةُ فريقٌ كائنٌ منكم يُشْرِكُونَ بربّهم (أي : يُرْجِعُون أسبابَ كَشْفِ الضُّرِّ عنهم إلى الذين جعَلُوهم وُسَطاءَ في دُعائِهم اللهَ لكَشْفِ الضُّرِّ عنهم)

– 55 – ليَؤُولَ شِرْكُهم (أي : إرْجاعُهم أسبابَ كَشْفِ الضُّرِّ عنهم إلى الذين جعلوهم وُسطاءَ في دُعائِهم اللهَ لكشْفِ الضُّرِّ عنهم) إلى أنْ يَجْحَدُوا نِعَمَنا التي أعطَيْناها إيَّاهم بجَعْلِها كائنةً بسَبَبِ وَساطَةِ الذين جَعَلُوهم وُسطاءَ إلى اللهَ في دُعائِهم، فتمتّعوا بنِعَمِنا في حياتِكم، فسوفَ تَعْلَمُونَ أيَّ مَصيرٍ فظيعِ يَنْتَظِرُكم في الآخرة

– 56 – ويُقَدِّرُون للذين لا يَعْلَمونَ أنّهم شُركاءُ مَعَ اللهِ في قضاءِ حوائِجِهم حظّاً من رِزْقِنا إيّاهم (أي : يُرْجِعُونَ أسبابَ حَظِّهم من رِزْقِ اللهِ إلى الذين جَعَلُوهم وُسطاءَ إلى اللهِ في استجابةِ دُعائِهم) – أُقْسِمُ على سبيلِ التّوكيدِ ليَسْأَلَنَّكم اللهُ يومَ القيامةِ عن الذي كُنتم تَخْتَلِقُونَهُ من الكَذِبِ على اللهِ

– 57 – ويُقَدِّرُون للهِ البناتِ، ويَنْسِبُونَهُنّ إليه (أي : يقولون : إنّ الملائكةَ بناتُ الله، ويَدُلُّ السّياقُ على أنّهم كانوا يُجَسِّدون الملائكةَ في أصنامٍ إناثٍ، ويُصَيّرونَهنَّ آلهةً يعبدونها) – تَنَزّهَ اللهُ عن ذلك تنزيهاً – وحالُهم أنَّهم يُقَدِّرُونَ لأنْفُسِهم الذي يُحِبّونَهُ ويرغبون فيه (أي : البنين من الذكور)

– 58 – وحالُهم أنّهم في أيِّ وَقْتٍ يُبَشَّرُ أحَدُهم بالأُنثى، (أي : بأنّهُ قد وُلِدَ له مولودٌ أُنْثى) ظَلَّ وجهُهُ تَعْلُوهُ الكآبةُ والحُزْنُ طولَ اليوم الذي بُشِّر به، وحالُهُ أنّه مُمْتلِئٌ غمَّاً وحُزْناً وغيضاً

– 59 – حالُهُ أيضاً أنّهُ يَسْتَتِرُ من قومِهِ بسَبَبِ قُبْحِ المولودِ الذي بُشِّرَ به، وحالُهُ أنَّهُ مُتَرَدِّدٌ مُتحيِّرٌ، أي : هل يَحْتَفِظُ بهذا المولودِ الأنْثَى ويُبْقِيهِ حيّاً حالةَ كونِهِ مُتَلَبِّساً بالخِزي والعارِ أمْ يُخْفِيه بِوَأْدِهِ داخلَ التُّراب ؟ انْتَبِهُوا، المَذْمُومُ كُلُّ الذَّمِّ حُكْمُهُم الجائِرُ السّيّئُ بجَعْلِهم للهِ ما يَكْرَهون، ولأنْفُسِهم ما يُحِبُّونَ

– 60 – للذين لا يُؤمنون بالحياةِ الآخِرَةِ بعدَ الموتِ المَثَلُ السّيّئُ القبيحُ، (أي إذا ذُكِروا يُقالُ فيهم : جُهلاءُ، لا يَعْقِلُون ولا يُفَكّرون مِثْلُ الحيواناتِ، جُفاةٌ مُسِيئُون مُجَرَّدُون من الرَّحْمَةِ والرّأْفةِ مِثْلُ وُحوشِ الغابِ)، وللهِ المَثَلُ الأعلى في جميعِ الصِّفات، (أي : إذا قيل : اللهُ عالمٌ، فهو في العِلْمِ عليمٌ بكُلِّ شيءٍ، وليس مِثْلَ عِلْمِهِ عِلْمٌ، وإذا قيل : الله قادرٌ، فهو في القُدْرةِ قديرٌ على كُلِّ شيءٍ، وليس مِثْلَ قُدْرَتِهِ قُدْرَةٌ، وإذا قيل : اللهُ رحيمٌ رَؤوفٌ، فهو الرّحيمُ الرّؤوف الذي ليس مِثلَ رحمتِهِ ورَأْفَتِهِ رحمةٌ ورَأْفةٌ)، وهو القَوِيّ الذي لا يَغْلِبُهُ شيءٌ، ولا يَمْتَنِعُ من قُدْرَتِهِ شيءٌ، وهو الحكيمُ الذي يُتْقِنُ كُلَّ أفعالِهِ، وليسَ في أفعالِهِ جهالةٌ أو سوءُ تدبير

– 61 – ولو يُعاقِبُ اللهُ النّاسَ بسَبَبِ تجاوُزِهم وَحْدانيَّتَهُ إلى جَعْلِهم وُسطاءَ إليه في قَضاءِ حوائِجِهم، وبسَبَبِ أفعالِهِم التي يَتَجاوَزُونَ فيها حدودَ ما أمَرَهم اللهُ بهِ وما نَهاهُم عَنْهُ ما تَرَكَ على الأرضِ أيَّ كائنٍ حيٍّ يَتَحَرَّكُ عليها، (يدلُّ المعنى على أنَّ اللهَ خلقَ الحياةَ في الأرضِ لأجْلِ الإنسان، فإذا أهلكَ اللهُ الإنسانَ بسبب ظُلْمِهِ انْتَفَى سَببُ وجودِ الحياةِ على الأرض)، ولكن يُؤخِّرُ اللهُ النّاسَ (أي : كُلَّ فَرْدٍ من النّاسِ) إلى وَقْتٍ مَعْلُومٍ عِنْدَهُ، كَتَبَهُ لنهايةِ حياتِهِ على الأرض، فإذا جاءَ وَقْتُ نهايةِ حياتِهِ فلا يَقْدِرُ أنْ يُؤَخّرَهُ ساعةً من الزَّمَنِ، ولا يَقْدِرُ أنْ يُقَدِّمَهُ ساعةً من الزمن

– 62 – ويُقدّرونَ للهِ الشيءَ الذي تَكْرَهُهُ أنفسُهم، ويَنْسِبُونَهُ إليه (مثل نِسْبَةِ البنات إليه)، ويَحْكُونَ الخَبَرَ الكَذِبَ عنَ الله، أي : يَحْكُونَ أنَّ لَهُم الجزاءَ الحَسَنَ والعاقِبَةَ المَحْمُودَةَ من اللهِ، حقَّ وثَبَتَ أنّ لهم النارَ، وأنّهم مُعَجَّلٌ بهم إلى دُخُولِها .

توحيد الله

– 51 – (وقال .. اثنين) مرتبطة بسياق ما قبلها بالواو، (لا تتّخِذوا ..) مقول القول، (لا) ناهية جازمة، (تتخذوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (إلهين) مفعول به، (اثنين) صفة لـ(إلهين) تفيد التوكيد، (إنّما .. واحد) تعليل للنهي، (إنّما) كافة ومكفوفة فيها معنى الحصر، (هو) مبتدأ، (إلهٌ) خبر، (واحدٌ) صفة مُؤَكِّدة له، (فإيّايَ) الفاء هي الفصيحة، (أيّايَ) ضمير مُنفصل مفعول به لفعل مُقدّر، والتقدير : (فإنْ كُنْتُ أنا الإلهَ الواحِدَ فإيّايَ اعْبُدوا)، والجملة من قول الله تعالى، وفي الجملة التفات من الغَيْبة إلى الحضور، (فارْهبونِ) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (ارْهَبونِ) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والنون للوقاية، و(ياء المُتكلّم) المحذوفة مفعول به، والكسرةُ دليلٌ عليها

– 52 – (وله .. والأرض) مرتبطة بما قبلها بالواو ضمن قولِ اللهِ تعالى، (له) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدَّم، (ما) نكرة موصوفة مبتدأ مُؤخَّر، (في السماوات) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(ما)، (والأرض) عطف على (السماوات)، (وله .. واصباً) عطف على ما قبلها، (له) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (الدينُ) مُبتدأ مُؤخّر، (واصباً) حال من (الدين)، وإنّما سوّغ مجيء الحال من المبتدأ تأخّرهُ عن الخبر، و(الدين) هنا : الحُكْمُ والقضاءُ والتدبيرُ، ومعنى (واصباً) : دائماً ثابتاً، (أفغير … تتقون) مرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، والهمزة استفهام بمعنى الإنكار والتوبيخ، (غيرَ) مفعول به مُقدّم مُضاف إلى (الله)، (تتّقون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ

– 53 – (وما … الله) عطف على (ولهُ ما في السموات ..)، فهي داخلة في قولِ اللهِ تعالى ، (ما) اسم شرط مبتدأ، وفعل الشرط مُقدّر بمعنى الوجود، وهو الذي تعلّق به الجار والمجرور (بكم)، وتقديره : (يكنْ)، (من نعمة) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (يكنْ) المُقدّر العائد إلى (ما)، (فمن الله) الفاء رابطة لجواب الشرط، والجار والمجرور خبر لمبتدأ مُقدّر، تقديره : (فهو من الله)، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ، (ثم … تجأرون) عطف على ما قبلها، (مَسَّكم الضُّرُّ) جملة الشرط بـ(إذا)، (مَسَّكم) فعل ماضٍ، والضمير (كم) مفعول به، (الضُّرُّ) فاعلُهُ، (فإليه تجْأرون) جواب (إذا)، (إليه) مُتعلّقان بـ(تجْأرون)، (تجأرون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(جأَرَ إلى الله) : تَضَرَّعَ واسْتغاثَ

– 54 – (ثم … يشركون) عطف على ما قبلها، (كَشَفَ الضُّرَّ عنكم) جملة الشرط بـ(إذا)، (كَشَفَ) فعلق ماضٍ، وفاعلُهُ ضمير عائدٌ إلى (الله)، (الضُّرَّ) مفعول به، (عنكم) مُتعلّقان بـ(كَشَفَ)، و(كَشَفَ اللهُ عنهُ الغَمَّ) : ازالَهُ، (إذا … يُشركون) جواب (إذا)، و(إذا) للمُفاجأة، وقامت مقام الفاء الرابطة، (فريقٌ) مبتدأ، (منكم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(فريق)، (بربّهم) مُتعلّقان بـ(يُشْركون) الذي بعده، والجملة (يُشركون بربّهم) خبر المُبتدأ الذي هو (فريق)، والجملة (فريقٌ .. يُشركون) خبر (إذا) الفُجائيّة

– 55 – (ليكفروا .. آتيناهم) اللام لام المآل متعلقة بـ(يُشركون) في الآية السابقة، (يكفروا) مُضارع منصوب بعد لام المآل، وعلامة نصبه حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (بما) مُتعلّقان بـ(يكفروا)، و(ما) موصول، (آتيناهم) صلة (ما)، (آتيناهم) فعلٌ ماضٍ، وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، والضمير (هم) مفعول به أوّل، والمفعول به الثاني مُقدّر، وهو العائد إلى (ما) والتقدير : (آتيناهموه)، (فتمتّعوا) مُرتبطة بما قبلها بالفاء، (تمَتّعوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، ومُتعلّق (تمتّعوا) محذوف اختصاراً بدلالة السياق عليه، والتقدير : (بنِعَمنا في حياتِكم)، (فسوف تعلمون) مرتبطة بما قبلها بالفاء، ولم يذكر مفعول (تعلمون) لتخويف المُخاطَبين

– 56 – (ويجعلون … رزقناهم) مرتبطة بما قبلها بالواو ضمن قولِ اللهِ تعالى، (يجعلون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(يجعلون) هنا بمعنى : يُقَدّرون، (لما) مُتعلّقان بـ(يجعلون)، و(ما) موصول، (لا يعلمون ..) صلة (ما)، (لا) نافية، (يعلمون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، ومفعولا (يعلمون) مُقدّران بدلالة السياق، والتقدير : (أنّهم شُركاءُ مع اللهِ في قضاءِ حوائِجِهم)، (نصيباً) مفعول به لـ(يجعلون)، (مِمّا) هي (من) حرف جر، و(ما) المصدرية، (رزقناهم) فعلٌ ماضٍ، وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، والضمير (هم) مفعول به، والمصدر المُؤوّل (ما رَزَقْناهم) في محلِّ جَرّ بـ(من)، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(نصيباً)، (تالله … تفترون) جملة القَسَم معترضة لتوكيد أنّ ما يفعلونَهُ هو افتراء منهم، (تاء القَسَم) حرفُ جَرّ، (اللهِ) مُقْسَم به مجرور، والجار والمجرور مُتعلّقان بـ(أُقْسِمُ) الذي قام حرفُ القَسَم مقامَهُ، (لَتًسْألُنَّ .. تفترون) جواب القَسَم، واللام واقعة في جواب القَسَم، (تُسْألُنَّ) مُضارع مرفوع بالنون المحذوفة لتوالي ثلاث نونات، وفاعلُهُ (واو الجماعة) المدلول عليها بالضّمّة بعد حذفها لالتقاء الساكنين، والنون المُشَدَّدة نون التوكيد، (عمّا) مُتعلّقان بـ(تُسْألُنّ)، و(ما) موصول، (كنتم تعملون) صلة (ما)

– 57 – (ويجعلون … ما يشتهون) عطف على (يجعلون لما ..)، وتقدّم القولُ في (يجعلون)، (لله) مُتعلّقان بـ(يجعلون)، (البناتِ) مفعول به منصوب بالكسرة، لأنّه جمع مُؤنّث سالم، (سبحانه) مفعول مطلق، قامَ مقامَ فعله، وهو بمعنى التنزيه مضاف إلى الهاء من إضافة المصدر إلى فاعلِهِ، والجملة معترضة للتنزيه، (ولهم .. يشتهون) (لهم) مُتعلّقان بـ(يجعلون) مُقدّراً، و(يجعلون) المُقدّر بمعنى (يُقَدّرون)، (ما) موصول مفعول به، (يشتهون) صلة (ما)، و(اشتهاه) : أحبّهُ ورَغِبَ فيه، والجملة (ويجعلون لهم ما يشتهون) حال من (واو الجماعة) في (يجعلون) في أوّل الآية

– 58 – (وإذا … كظيم) حال ثانية من من (واو الجماعة) في (يجعلون) في أوّل الآية، وإذا دخَلَتْ (إذا) على الفعل الماضي تكون ظرفاً لحدوثِ الفعلِ في أيِّ وَقتٍ في الماضي والحال والمُستقبل، (بُشِّرَ .. بالأُنثى) جملة الشرط بـ(إذا)، (بُشِّرَ) فعل ماضٍ مبني للمجهول، (أحدُهم) نائب الفاعل، (بالأُنثى) مُتعلّقان بـ(بُشِّرَ)، (ظلَّ … كظيم) جواب (إذا)، (ظلَّ) فعل ماض ناقص، (وَجْهُهُ) اسمُ (ظَلَّ)، (مُسْوَدّاً) خبره، وسوادُ الوجه هنا كنايةٌ عن علامة الكآبة والحُزن، (وهو كظيم) حال من (أحدهم)

– 59 – (يتوارى … به) حال ثانية من (أحدهم)، (يتوارى) مُضارع مرفوع بضمّة مُقدّرة، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (أحدهم)، و(توارى) : اسْتترَ، (من القوم) مُتعلّقان بـ(يتوارى)، (من سوء) مُتعلّقان بـ(يتوارى) أيضاً، و(من) بمعنى الباء التي بمعنى السببيّة، و(سوء) مُضاف إلى الموصول (ما)، وهو كناية عن (المولود الأنْثى)، و(السُوء) : القُبْح، (بُشِّرَ به) صلة (ما)، والهاء في (به) عائد إلى (المولود الأنثى)، ولذلك جاء مُذَكّراً، (أيُمْسكه .. هون) تفسير وبيان للحال التي هو فيها، وهي مُقدّرة بدلالة الاستفهام الذي معناه : التردّد والتحيّر، والتقدير : (يتوارى من القوم من سوء ما بُشِّرَ به مُتَرَدّداً مُتحيّراً أيُمسكه ..)، (يُمسكُهُ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (أحدهم)، والهاء مفعول به، (على هون) مُتعلّقان بمُقدّر حال من فاعل (يُمْسِكُهُ)، و(الهُون) : الخِزْي، (أم) عاطفة مُعادلة للهمزة، (يدسُّهُ في التراب) عطف على (يُمسكه ..)، (يَدُسُّهُ) مثل (يُمْسِكُهُ) في القول، و(دَسَّهُ) : أخفاه،  (ألا .. يحكمون) مستأنفة في سياق ما قبلها، وتقدّم القولُ في مثلها

– 60 – (للذين .. السَّوْء) مستأنفة في سياق ما قبلها، (للذين) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (لا يُؤمنون بالآخرة) صلة (الذين)، (لا) نافية، (يُؤمنون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (بالآخرة) مُتعلّقان بـ(يُؤمنون)، (مَثَلُ) مُبتدأ مُؤخَّر مُضاف إلى (السَّوْء) من إضافة الموصوف إلى صفته، و(المَثَلُ) قولٌ يُشَبِّهُ به القائل شيئاً بشيءٍ آخر، لعلاقة بينهما، (ولله .. الأعلى) عطف على ما قبلها ومثلها في القول، (الأعلى) صفة لـ(المَثَل)، (والمَثَل الأعلى) : القولُ في شيءٍ لا يُمكنُ تشبيهُهُ أو مُقارنَتُهُ بشيءٍ آخر، لأنّه نهايةُ ما يُقال فيه، (وهو .. الحكيم) عطف على ما قبلها

– 61 – (ولو … دابّة) مرتبطة بما قبلها بالواو، (يُؤاخذ .. بظُلْمهم) جُملة الشرط بـ(لو)، (يُؤاخِذُ) مُضارع مرفوع بمعنى : يُعاقب، (اللهُ) فاعلُهُ، (الناسَ) مفعول به، والمراد بـ(الناس) أفراد بني الإنسان، (بظُلْمهم) مُتعلّقان بـ( يُؤاخذ)، والباء بمعنى السببيّة، (ما … دابّة) جواب (لو)، (ما) نافية)، (تَرَكَ) فعل ماضٍ، وفاعلُهُ ضميرٌ عائدٌ إلى (الله)، (عليها) مُتعلّقان بـ(ترك)، والضمير في (عليها) كناية عن الأرض بدليل قوله (دابّة)، لأنّها تدبّ على الأرض، (دابّة) مجرور لفظاً بـ(من) الزائدة لتوكيد عموم النفي في محلّ نصب مفعول به، (ولكن … مُسمّى) مرتبطة بما قبلها بالواو للاستدراك عليها بـ(لكن)، (لكن) حرف استدراك، (يُؤَخّرُهم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (هم) مفعول به، (إلى أجَلٍ) مُتعلّقان بـ(يُؤخّرهم)، (مُسَمّى) صفة لـ(أجَل)، (فإذا … يستقدمون) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (جاء أجَلُهم) جملة الشرط بـ(إذا)، (جاء) فعلٌ ماضٍ، (أجَلُهم) فاعلُهُ، (لا … يستقدون) جواب (إذا)، وتقدّم القول في مثلها (يونُس : 49)

– 62 – (ويجعلون .. يكرهون) مرتبطة بما تقدّم بالواو، وتقدّم القولُ في (يجعلون) في الآية : 56، (ما) موصول مفعول به، (يكرهون) صلة (ما)، (وتصف … الحسنى) عطف على ما قبلها، (تصف) مُضارع مرفوع بمعنى : تحكي، (ألسنتُهم) فاعلُهُ، (الكَذِبَ) مفعول به، والمصدر المؤوّل (أنّ لهم الحُسنى) بدل من (الكذب)، بدل كلّ من كلّ، (لا جَرَمَ .. النار) مُستأنفة في سياق ما قبلها، وتقدّم القول في مثلها في (الآية 23)، (وأنَّهم مُفْرَطون) عطف على المصدر المُؤوّل، ومعنى (مُفْرَطون) : مُعَجَّل بهم