نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن
(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)
وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ٧٢ وَلَا تُؤۡمِنُوٓاْ إِلَّا لِمَن تَبِعَ دِينَكُمۡ قُلۡ إِنَّ ٱلۡهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤۡتَىٰٓ أَحَدٞ مِّثۡلَ مَآ أُوتِيتُمۡ أَوۡ يُحَآجُّوكُمۡ عِندَ رَبِّكُمۡۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡفَضۡلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ ٧٣ يَخۡتَصُّ بِرَحۡمَتِهِۦ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ٧٤ ۞وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مَنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِقِنطَارٖ يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ سَبِيلٞ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ٧٥ بَلَىٰۚ مَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ٧٦ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ٧٧ وَإِنَّ مِنۡهُمۡ لَفَرِيقٗا يَلۡوُۥنَ أَلۡسِنَتَهُم بِٱلۡكِتَٰبِ لِتَحۡسَبُوهُ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَمَا هُوَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَمَا هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ ٧٨ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ٧٩ وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ٨٠
المعنى في ضوء التحليل اللغوي :
– 72 – وقالت جماعةٌ موصوفةٌ بأنّهم من أهل الكتاب، (المُراد بهم علماءُ اليهود وأحبارُهم) لعامّةِ اليهودِ الموجودِين في المدينة : أظْهِرُوا الإيمانَ بالذي أُنْزِلَ على الذين آمنوا بمُحَمّدٍ أوَّلَ النّهارِ، واكْفُرُوا به بالرّجوعِ عَنْهُ آخِرَ النهارِ، لكي يَرْجِعُوا عن الإيمانِ بِهِ وبما أُنْزِلَ إليه، وهذا ما ترجونَهُ (يدلُّ المعنى على أنّ الغايةَ من ذلك أنْ يقولَ اليهودُ للذين آمنوا بمُحَمّدٍ (ص) إذا سألوهم عن سَبَبِ إيمانِهم أوّلاً ثمّ كُفْرِهم لاحقاً : إنَّا نَظَرْنا في كتابِنا، وشاوَرْنا عُلماءَنا فوَجَدْنا أنّ ما جاءَ به مُحَمّدٌ ليس حقّاً، فيَزْرعوا بذلك الشَّكَّ بنبوّةِ مُحَمّدٍ في قلوب المُؤمنين به)
– 73 – وقالوا لعامّةِ اليهود : لا تَثِقوا بأحَدٍ من الذين آمنوا بمُحَمّدٍ، ولا تُظهِروا لَهُ ما أقْرَرْتُم به، وعَلِمْتُموهُ من الحُجَجِ على أنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله، وأنَّ الذي أنْزَلَهُ اللهُ على رسولِهِ مُوسى لا يَخْتَلِفُ عن الذي أنْزَلَهُ إلى رسولِهِ مُحمَّدٍ إلاّ للذي تَبِعَ دينَكم ويقولُ بقولِكُم بعدَمِ التصديقِ بنُبُوَّةِ مُحَمّدٍ وبالقرآنِ الذي أُنْزِلَ إليه، مخافةَ أنْ يُؤْتِيَ اللهُ أحداً مِثْلَ الذي آتاكُمُوهُ من النُّبُوَّةِ، أو مخافةَ أنْ يُجادِلُوكُم عندَ ربِّكم يومَ القيامة، ويُقيموا عليكم الحُجَّةَ بما أقْرَرْتُم به، وعَلِمْتُموهُ من الحُجَجِ على أنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله، وأنَّ القُرآنَ كتابُ اللهِ أنْزَلَهُ إليه، انْتَبِهُوا، إنَّ العِلّةَ التي تُعَلِّلونَ بها قولَكم لعامّةِ اليهود بنَهْيِهِم عن الوُثوقِ بأحَدٍ من الذين آمنوا بمُحَمّدٍ، وبَنَهْيِهِم عن إظهارِهم لَهُ ما أقْرَرْتُم به، وعَلِمْتُموهُ من الحُجَجِ على أنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله، وأنَّ الذي أنْزَلَهُ اللهُ على رسولِهِ مُوسى لا يَخْتَلِفُ عن الذي أنْزَلَهُ إلى رسولِهِ مُحمَّدٍ باطِلَةٌ، قُلْ : إنَّ الدّلالةَ إلى الطّريقِ المُستقيمِ لُطْفٌ من اللهِ يُوصِلُ به مَنْ يشاءُ إليه، قُل : إنّ الفَضْلَ بإتيانِ النُّبوّةِ أحداً من النّاسِ كائنٌ بيدِ الله، يملكُهُ هو، ولا يملكُهُ أحدٌ غيرُهُ، يُعْطِيه اللهُ الذي يشاؤهُ ويختارُهُ، ويُؤكِّدُ ذلك أنّ اللهَ وَسِعَتْ رحمتُهُ كُلَّ شيء، ووَسِعَ رِزْقُهُ جميعَ خَلْقِهِ في العطاء والجودِ، وهو عليمٌ بمَنْ يستحقّ فَضْلَهُ (يدل المعنى والنّظْمُ على أنّ الله تعالى قد اختارَهُ (ص)، وأعطاهُ فَضْلَ النبوّةِ، واختارَ الأمّةَ التي تُؤمنُ به وتتّبعُهُ، وأعطاها فَضلَ الإيمانِ به وفضلَ اتّباعِهِ فيما جاءَ به من شريعة الإسلام)
– 74 – يختصُّ اللهُ برَحْمَتِهِ التي تَتَجَلّى بالنُّبُوّةِ وبالوَحْي مَنْ يشاءُ من عبادِهِ، فيجعلُ برحمتِهِ مَنْ يشاءُ نبيّاً، ويبعثُهُ إلى مَنْ يشاءُ من عبادِهِ، ويخصُّهُ برحمَتِهِ بإنزالِ الوَحْي الذي فيه الخيرُ كلُّهُ، ويُؤكِّدُ ذلك أنّ اللهَ صاحبُ الفَضْلِ العظيمِ على عبادِهِ باختيارِهِ مُحَمّداً رسولاً، وإرسالِهِ إليهم
– 75 – ومن أهلِ الكتابِ (المُرادُ بهم : اليهودُ) الذي إنْ تَجْعَلْهُ حافِظاً وحارساً على مالٍ كثيرٍ يُوصِلْهُ إليك كاملاً غيرَ مَنْقُوصٍ، ومنهم الذي إنْ تَجْعَلْهُ حافظاً وحارساً على دينارٍ واحدٍ لا يُوصِلْهُ إليك في أيِّ وَقْتٍ من الأوقاتِ إلا وَقْتَ دوامِكَ ثابتاً عليه بمطالبتِهِ برَدِّ الأمانَةِ، فإنْ فارَقْتَهُ أنْكَرَها عليك، ذلك الموقفُ منهم في اسْتِحْلالِهم عدم رَدِّ الأمانةِ إلى مَنْ ائْتَمَنَهُم كائنٌ بسببِ قولِهم : ليس علينا حَرَجٌ ولا إثمٌ في غيرِ اليهودِ من النّاسِ باسْتِحْلالِ أموالِهم وعدمِ رَدّها إليهم، والحقيقةُ الثابتةُ في هذا الصِّنفِ من اليهود أنَّهم يَفْتَرُون على اللهِ الكَذِبَ، فيَنْسِبونَ إليه أحكاماً لم يُنْزِلها إليهم، ولم يُوحِها إلى نبيٍّ من أنبيائهم، وحالُهم أنّهم يَعْلَمُونَ أنّ ذلك ليس من اللهِ، وإنّما هو من افْتراءاتِهم وتحريفاتِهم (يدلّ المعنى على أنّ هذا الصِّنْفَ من اليهودِ هم علماؤهم وأحبارُهم الذين يَدّعون كَذِباً على اللهِ أنّ اللهَ أحَلَّ لهم الاستيلاء على أموال غيرِ اليهود واغْتِصابِها، ومن هذا الصِّنفِ من العُلماءِ بعضُ عُلماءِ المُسلمين في زمانِننا حين أفتوا باستحلالِ أموالِ الكُفّارِ بحُجَّةِ اسْتِنْقاذِها منهم)
– 76 – بلى، عليهم حَرَجٌ وإثمٌ إنْ اسْتَحَلُّوا أكْلَ أموالِ النّاسِ من غيرِ اليهود، أو لم يُحافِظُوا على الأمانَةِ، ولم يردّوا الأماناتِ إلى مَنْ ائْتَمَنَهم عليها، يُؤكّدُ ذلك ويُقرِّرُهُ : أيُّ إنسانِ أوْفَى بالعَهْدِ المأخوذِ عليه من اللهِ بحِفْظِ الأمانَةِ، ورَدِّها إلى أصحابِها كاملةً غيرَ منقوصَةٍ، وخافَ اللهَ في الخيانَةِ ونَقْضِ عَهْدِهِ مع اللهِ فإنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتقين الذين يخافونَهُ، ويحفظون أنفسَهم من عقابِهِ، ولا يُحِبّ الذين يخونون الأماناتِ ولا يُوفون بعهدهم (يدلّ المعنى على وجوبِ الوفاءِ بالعَهْدِ والمِيثاقِ لأيّ إنسان، سواءٌ أكان مُسلماً أم يهودياً أم نصرانياً أم كان على غيرِ أحدِ الأديان الثلاثة، أم كان مِمَّنْ لادينَ له، وأيضاً على وجوبِ الوفاءِ بالعَهْدِ والمِيثاقِ لأيِّ جِهَةٍ حكوميّة أو مُنظَّمَةٍ أو دولةٍ يُوَقّعُ معها شخصٌ أو مجموعةٌ أشخاصٍ على عَهْدٍ أو مِيثاقٍ أو وثيقةٍ يقبلُ الشخصُ أو الأشخاصُ العَمَلَ بها، ويَحْرُمُ نقضُ العَمَلِ بها باستباحَةِ ما جاء فيها، ويدلّ أيضاً على أنَّهُ يَحْرُمُ على المُسْلِمِ اسْتِحْلالِ أخْذِ أموالِ أصحابِ الأديانِ الأخرى بتقديم الحُجَجِ الباطِلَةِ بأنَّ الإسلام يُجيز ذلك)
– 77 – إنّ الذين يأخُذُونَ ثَمَناً صفتُهُ أنّهُ قليلٌ بالنِّسْبَةِ إلى نعيمِ الآخِرَةِ بَدَلَ عَهْدِ اللهِ الذي أخَذَهُ عليهم بحِفْظِ الأمانة، ورَدِّها إلى أصحابِها كامِلَةً غيرَ منقوصَةٍ، ليَنْتَفِعُوا به في الحياةِ الدنيا، ويأخذونَ ثَمَناً صفتُهُ أنّه قليلٌ بالنسبةِ إلى نَعيمِ الآخِرَةِ بَدَلَ أيْمانِهم الكاذبةِ باللهِ ليَنْتَفِعُوا به في الحياةِ الدنيا أولئك لا نَصيبَ لهم في الدارِ الآخرَةِ من ثوابِ اللهِ ورَحْمَتِهِ، ولا يُكلّمُهم اللهُ (بسبب غَضَبِهِ عليهم، واستهانتِهِ بهم)، ولا يَعْطِفُ عليهم، ولا يَرْحَمُهُم يومَ القيامة، ولا يُطَهِّرُهم من سيّئاتِ أعمالِهم بالتجاوزِ عنها، ولهم عذابٌ شديدٌ مُؤلمٌ
– 78 – وأُؤكِّدُ توكيداً شديداً أنّ من أهل الكتاب فريقاً (وهم عُلماءُ اليهود وأحبارُهم) صفتُهم أنّهم يُخْبِرُونَ عامَّةَ اليهودِ بأحكامٍ من التوراة (أي : من الشريعةِ التي أنْزَلَها اللهُ على موسى) على غيرِ وَجْهِهِا الذي أنْزَلَهُ بها، لكي تحسبوهُ – أيُّها اليهودُ – من التوراة (أي : من الشريعةِ التي أنْزَلَها اللهُ على موسى) – وواقعُ الحال ما هو من التّوراةِ التي أنْزَلَها اللهُ على موسى – وصفتُهم أنَّهم يقولون : هو (أي : الذي يُخْبِرُونَ به عامّةَ اليهود) نازلٌ من عندِ الله على موسى – وواقعُ الحال ما هو نازلٌ من عندِ اللهِ – وصِفَتُهم أنَّهم يَفْتَرُون على اللهِ الكَذِبَ، فيَنْسِبونَ إليه أحكاماً لم يُنْزِلها إليهم، ولم يُوحِها إلى نبيٍّ من أنبيائِهم، وحالُهم أنّهم يعلمون أنّ ذلك ليس من الله، وإنّما هو من افْتراءاتِهم وتحريفاتِهم (يدلّ المعنى على أنّهُ يَنْطَبِقُ على عُلماءِ النّصارى وقساوسَتِهِم، لأنّهم يقولون على اللهِ الكَذِبَ بالافتراء عليه، فينسبونَ إليه أقوالاً لم يُنْزِلها إلى رسولِهِ عيسى بن مريم، ولم يُوحِها إليه، وحالُهم أنّهم يعلمون أنّ ذلك ليس من الله، وإنّما هو من افْتراءاتِهم وتحريفاتهم، وِممّا وَضَعُوهُ في الأناجيل، وقالوا هو من عند الله ما يلي : آمِنُوا باللهِ الواحدِ الأبِ ضابطِ الكُّلِّ مالكِ كُلِّ شئٍ مانِعِ ما يُرَى وما لايُرَى، وبالرَّبِّ الواحدِ يسوع ُبنُ اللهِ الواحدِ بِكْر الخلائق كلها الذي وُلِدَ من أبيه قبلَ العوالِمِ كُلِّها وليس بمصنوعٍ، إلهٌ حقٌّ من إلهٍ حقٍّ، من جوهِرِ أبيهِ الذي بيدِهِ أتْقَنَهُ، وصار إنسانا، وحُبِلَ به، ووُلِدَ من مريم البتول، وآمنوا بروح القُدُسِ المُحْيِي المُنْبَثِقِ من أبيه، الذي بموقع الأب والابن، يُنظَر : إنجيل متى : 16 : 13 – 17، و 28 : 19، و إنجيل لوقا : 20 : 41 – 44، وإنجيل يوحنّا : 1 : 1 – 5، و14 – 9 ، وإنجيل ابن الله، رسالة بولس إلى مؤمني روما : 7 : 1 – 6، والرسالة إلى مؤمني كولوسيّ : 1 : 15 – 16، ورسالة بطرس الثانية : 1 : 16 – 18، وينطبق ذلك على بعض عُلماء المُسلمين الذين يأتون بأحكامٍ وفرائضَ لم يُنْزِلْها اللهُ في القرآن، ويقولون هي من عندِ اللهِ، وإنَّ اللهَ أوحاها إلى رسولِهِ وحياً خارجاً عن القرآن، ومن ذلك قولُهم بحُكم الرَّجْمِ للزاني والزانية المُحْصَنَيْنِ)
– 79 – ما وُجِدَ في دينِ اللهِ وحُكْمِهِ حقٌّ لبشَرٍ في أنْ يُؤتيَهُ اللهُ الكتابَ المُشْتَمِلَ على الشريعةِ، ويُؤتيَهُ القضاءَ بين الناس بما بيّنَتْهُ الشّريعةُ من الأحكام، ويُؤتيَهُ النُّبُوّةَ، ثم يقولَ للناسِ : صيروا عباداً خاصّينَ لي من دون الله (وهذا ما يفعله عُلماءُ اليهود وأحبارُهم، وعُلماءُ النصارى وقساوسَتُهُم)، ولكن يقول لهم : صِيروا شديدي الاختِصاصِ بالربّ بإخلاص العبادةِ له، وكاملي العِلْمِ والعمل بما يُنْزِلُهُ الرّبُّ بسبب كونِكم تُعلّمونَ الشريعةَ، وبسبب كونِكم مُقبلين على دراسةِ الشريعة لفهمها والعَمَلِ بها
– 80 – ولا وُجِدَ في دينِ اللهِ وحُكْمِه حقٌّ لبشَرٍ في أنْ يأمُرَكم (الخطاب لعامّةِ اليهود والنصارى) بأنْ تتّخذوا الملائكةَ والنبيّينَ أرباباً، لا يحِقُّ له ذلك، أيأمُرُكم بالكُفْرِ باللهِ بعد زَمانِ أنْتُم مُنقادون مُسْتَسْلمون فيه لله وَحْدَهُ ؟
Image by Engin Akyurt from Pixabay