ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation

نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي ، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

قال الله تعالى في سورة البقرة :

لا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ إِن طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ مَا لَمۡ تَمَسُّوهُنَّ أَوۡ تَفۡرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٢٣٦ وَإِن طَلَّقۡتُمُوهُنَّ مِن قَبۡلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدۡ فَرَضۡتُمۡ لَهُنَّ فَرِيضَةٗ فَنِصۡفُ مَا فَرَضۡتُمۡ إِلَّآ أَن يَعۡفُونَ أَوۡ يَعۡفُوَاْ ٱلَّذِي بِيَدِهِۦ عُقۡدَةُ ٱلنِّكَاحِۚ وَأَن تَعۡفُوٓاْ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۚ وَلَا تَنسَوُاْ ٱلۡفَضۡلَ بَيۡنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ ٢٣٧ حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ٢٣٩ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا وَصِيَّةٗ لِّأَزۡوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى ٱلۡحَوۡلِ غَيۡرَ إِخۡرَاجٖۚ فَإِنۡ خَرَجۡنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِي مَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعۡرُوفٖۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٢٤٠ وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ ٢٤١ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ٢٤٢

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

– 236– إنْ طَلّقتُم النساءَ وَقْتَ لم تُباضِعوهُنَّ (أي : وَقْتَ لم تَدْخُلُوا بهِنَّ) مِمَّنْ قد أوْجَبْتُمْ لهُنّ مَهْراً معلوماً، أو وَقْتَ لم تُوجِبوا لهنّ مَهْراً معلوماً فلا حَرَجَ ولا إثمَ عليكم (يدلُّ (أو لم تفرِضوا لهُنَّ فريضة) على أنَّ وليَّ المرأةِ لم يُحَدِّدْ مَهْراً بَقَدَرٍ معلوم في تزويجِها، أو أنَّ المرأةَ نفسَها لم تُحَدِّدْ مَهْراً بَقَدَرٍ معلوم في تزويجِ نفسِها من الرّجُل، مثل أنْ يُزَوِّجَ الأبُ ابنَتَهُ لرجُلٍ قائلاً : زوَّجْتُك ابنتي على مَهْرٍ تُعْطيه إيّاها حَسْبَ قُدْرَتِكَ واسْتِطاعَتِك، أو تقولُ المرأةُ نفسُها للرجُل : زَوَّجْتُكَ نفسي على مَهْرٍ تَدفَعُهُ لي حَسْبَ قُدْرَتِكَ واستطاعَتِكَ)، وأعْطوهُنَّ (أي : اللاتي طلَّقْتموهنّ وَقْتَ لم تُباضِعوهُنَّ مِمَّنْ قد أوْجَبْتُمْ لهُنّ مَهْراً معلوماً، أو وَقْتَ لم تُوجِبوا لهنّ مَهْراً معلوماً) مَنْفَعَةً غيرَ محدودةٍ بمِقْدارٍ، أي : أعطوهُنَّ منفعَةً على الغَنِيِّ الذي وَسَّعَ الله عليه في الرزق مِقْدارُ استطاعَتِهِ، وعلى الفقيرِ الذي ضاقَ عيشُهُ مِقدارُ استطاعَتِهِ، يُؤكِّدُ ذلك أنّي آمُرُكم أنْ تُمَتِّعوهُنَّ متاعاً (أي : أنْ تُعطوهنّ مَنْفعةً) بما تعارف عليه الناس من عطاءِ الرجل الغنيّ، ومن عطاء الرجل الفقير، يُؤكّدُ حُكْمَ إعطائِهنّ مَنْفَعَةً أنّي أُثْبِتُهُ إثْباتاً على المُحسنين الذين يلتزمون بأحكامِ الله ويُحسنون تطبيقها

– 237 – وإنْ طَلّقتُم النساءَ من قَبْلِ أنْ تُباضِعوهُنَّ (أي : من قَبْلِ دخولِكم بهِنَّ) حالةَ كونِكم قَدْ أوجَبْتُم لهنّ مَهْراً معلوماً فلهنّ نِصْفُ المَهْرِ الذي أوجبتُموه بالقَدَرِ المعلوم (يدلُّ نظمُ الآية ومعنى الآية التي قبلها على أنَّ المنفعة التي يُعطيها الزوجُ للمُطَلّقة التي لم يُباضِعْها وقد أوجب لها مهرا معلوما تكون زائدةً على نِصْفِ المَهْرِ المُقَدّر المعلوم الذي تَسْتَحِقُّهُ)، أسْتَثْنِي من هذا الحُكم أنْ تُسْقِطَ النساءُ المُطَّلقاتُ حقَّهُنّ في نِصْفِ المَهْرِ عن أزواجِهنَّ، ولم يُطالِبْنَهم به، أو أنْ يُعْطِيَ الزّوجُ الذي بيدِهِ إبْرامُ عَقْدِ النِّكاح وإمضاؤُهُ مُطَلَّقَتَهُ نصفَ المهرِ الذي تَسْتَحِقُّهُ، ويُعطيها نِصْفَهُ الآخَرَ هِبَةً لها (أي : يُعطيها المَهْرَ المعلومَ كُلَّهُ)، وعَفْوُكم – أيُّها الرجالُ والنساءُ – أقْرَبُ للخوفِ من الله، لأنّ فيه ضماناً لعدم وُقُوعِ الظُّلْمِ من أحدِ الزوجَيْنِ على الآخر (عفوُ المُطلّقات هو أنْ يُسْقِطْنَ حقَّهُنّ في نِصْفِ المَهْرِ عن أزواجِهنَّ، ولم يُطالِبْنَهم به، وعفوُ الأزواج هو أنْ يُعْطُوا المُطَلّقاتِ نصفَ المهرِ الذي يسْتَحْقِقْنَهُ، ويُعطوهُنَّ نِصْفَهُ الآخَرَ هِبَةً لهُنَّ)، وأحُثُّكم على عَدَمِ نسيانِ الإحسانِ بينِكم، فلا تتركوا العَفْوَ الذي نَدَبَ اللهُ إليه، لأنَّ اللهَ عليمٌ بكلّ شيءٍ تعملونَهُ كَمَنْ يُبْصِرُ الشيءَ من جميع جهاتِهِ فيُحيطُ به عِلْماً

– 238 – حافظوا على الصلواتِ بالمواظبة عليهنَّ، وحافظوا على الصلاةِ الموصوفة بأنّها الفُضْلَى عندَ اللهِ من بين الصلواتِ على وَجْهِ الخُصوصِ (عطفُ الشيء على ما قبلَهُ يقتضي المُغايرة، ويدلُّ هذا النّظْمُ على أنّ الصّلاةَ الوسْطَى مُغايرة للصّلَوات، والصّلواتُ جَمْعٌ يُرادُ بها صلواتُ (الظُّهْرِ والعصر والمغربِ والعشاء والفَجْر)، والصلاة الوُسْطَى غيرُ تلك الصلوات، وهي الصلاةُ الفُضْلى عندَ اللهِ، وقدَ خَصَّ اللهُ (صلاةَ الجُمعة) بكلامٍ فيه معنى تفضيلها على باقي الصلوات، قال تعالى : “يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودِيَ للصلاةِ من يومِ الجُمُعةِ فاسْعَوا إلى ذِكْرِ االلهِ وذَروا البَيْعَ ذلكم خيرٌ لكم إنْ كُنتم تعلمون”، وجاء الكلامُ في (الصلوات) على العموم، ويدلُّ هذا النّظْمُ، وكلامُ اللهِ تعالى في (صلاة الجُمُعة) على أنّ المُرادَ بـ(الصلاة الوُسْطى) : صلاةُ الجُمُعة،لأنّ اللهَ خصّها بكلامٍ فيه معنى تفضيلها على باقي الصلوات، ويدلُّ مجيءُ الآيةِ وَسْطَ مجموعةٍ من أحكامِ اللهِ على أنّ للصّلوات بصورةٍ عامّةٍ، والصلاةِ الوسطى بصورة خاصّةٍ دوراً مُهمّاً في جَعْلِ المسلم يلتزِمُ بما فُرِضَ عليه من أحكام، وما نُدِبَ إليه من الأعمال المستحبة)، وأطيلوا القيامَ في الصلاة والدّعاء لله حالةَ كونكم خاضعينَ مُقِرّين له بالعُبوديّة

– 239 – فإنْ تَوَقَّعْتُم حُلولَ مكروهٍ (بسبب عدوٍّ يُقاتلُكم أو سيلٍ يُداهمكم أو سَبُعٍ يُريدُ أنْ ينقَضَّ عليكم أو نحو ذلك من أسباب الخوف) فصَلّوا حالةَ كونِكم ماشين، أو حالةَ كونِكم راكبين (الرّاكب : كُلُّ مَنْ علا شيئاً، كراكبي الخيل، أو الجمال وباقي المطايا، ويدخل في هذا العصر راكبي وسائل النقل الحديثة)، فإذا اطْمأنَنْتُم وزالَ الخوفُ عنكم فاذكروا اللهَ بالثناءِ عليه وتعظيمِهِ وتنزيهِهِ وتقديسِهِ ذِكْراً مِثْلَ الذِّكْرِ الذي عَلّمَكموه، أي : ذِكْراً مِثْلَ الذِّكْرِ الذي لم تكونوا تعرفونَهُ (يدلُّ السياقُ على أنَّ المُرادَ بالذِّكْرِ : الصلاة، ويدلُّ النّظْمُ والمعنى على أنّ المُرادَ بـ(إنْ خِفْتُم فصَلّوا رِجالاً ..) : صلاةُ الخوف)

– 240 – والذين تَحْضُرُهم الوفاةُ حالةَ كونِهم مُسلمينَ منكم، ويَتْرُكون أزواجاً يُوصونَ وَصِيّةً كائنةً لأزواجِهم، أي : يُوصونَ بأن يَبْقَيْنَ في بيوتِهِنَّ بقاءً إلى السّنةِ بعدَ وفاةِ أزواجهنّ لينتَفِعْنَ ببقائِهنّ في بيوتِ ازواجهنّ ويَسْرُرْنَ بمكانِهنّ حالةَ كونِهنَّ غيرَ خارجاتٍ من بيوتِ أزواجهنّ مُدّةَ السّنة، فإنْ خرَجْنَ بإرادتِهنَّ من بيوتِ أزواجهنَ فلا حَرَجَ عليكم في الذي يفْعَلْنَه في أنفُسِهنّ بما تعارف عليه الناس من الزواجِ والتَّزَيُّنِ بعدَ انقضاءِ العِدّة، ويُؤكِّدُ وجوبَ الالتزام بذلك أنّ الله قويٌّ لا يَغْلِبُهُ شيءٌ، ولا يَمْتَنِعُ من قُدْرَتِهِ شيءٌ، مُتْقِنٌ فيما يُشرّع لكم من أحكام (يدلُّ معنى (يُوصون وَصِيّةً لأزواجهم) على أنّ الوصيّةَ للزوجةِ بالبقاء في بيت زوجها مُدّةَ سنةٍ واجبةٌ على الزوج الذي تحضُرُهُ الوفاة، ويدلُّ (غيرَ إخراج) على أنّهُ شَرْطٌ في بقاءِ الزوجة في بيتِ زوجها مُدّةَ السنة، فإنْ خرجتْ من بيتِ زوجِها وذهبتْ إلى بيتٍ آخر انتفتْ الوصية)

–241 – للنساءِ المُطلقاتِ مَنْفَعَةٌ ينتَفِعْنَ بها بعدَ طلاقهنّ مُدّةَ أيّامِ عِدّتهنّ (أي : إعطاؤهنّ مِقداراً من المال) بما تعارفَ عليه النّاسُ من إعطاء الرجُلِ الغَنِيّ حَسَبَ قُدْرَتِهِ، وإعطاء الرجُلِ الفقير حسبَ قُدرتِهِ، (ويدلُّ سياقُ أحكام المُطلّقات في الآياتِ السابقة على أنَّ المُراد بـ(المُطلّقات) هنا : المُطلّقات اللاتي دَخَلَ بهنّ أزواجُهنّ، وفَرَضوا لهنّ مهراً معلوماً، ويدلُّ نظْمُ الآية على أنّ المُرادَ بـ(المَنفعة) هنا : النفقة التي تُعْطَى للمُطلّقة مُدّة أيامِ العِدّة)، يُؤكِّدُ هذا الحُكم أنّي أُثْبِتُه إثباتاً على الذين يخافون الله، ويحفظون أنفسهم من عقابه – 242 – يُبيّنُ اللهُ لكم آياتِه التي ذكَرَ فيها احكامَ المُطلّقاتِ بياناً مثلَ ذلك البيان الذي بيَّنَ فيه آياتِهِ التي ذكرَ فيها أحكامَهُ في جميع شؤون حياتِكم، لكي تُدرِكوا أحكامَهُ على حقيقتها، وهذا هو المطلوب منكم (يدلُّ هذا المقطع من الآية على عدم جوازِ الاتيان بحُكمٍ مُخالفٍ لما بيَّنهُ اللهُ في آيات القرآن من أيِّ مصدرٍ غيرِ القرآن) .

د. عبد الكريم الزبيدي

ترجمة النص إلى اللغة الإنجليزية – English Translation
تحليل القرآن

Image by Ashraf Chemban from Pixabay

– 236 – (لا جناح … تَمَسّوهنَّ) مُستأنفة في سياق ما قبلها، والجملة شرطية، تقدّم فيها جواب الشرط للاهتمام به، (لا جُناحَ عليكم) جواب الشرط قُدِّم للاهتمام به، وتقدّم القولُ في (لا جُناحَ عليكم)، (إنْ) حرف شرط، (طَلَّقْتم … فريضة) جملة الشرط، (طلَّقْتُم) فعل ماضٍ وضمير المُخاطبين فاعلُهُ، (النساءَ) مفعول به، (ما) ظرفية بمعنى (وَقْت)، والظرف مُتعلّق بـ(طَلَّقْتُم)، وهو مُضاف إلى الجملة (لم تَمَسّوهُن)، (لم) أداة نفي وجزم وقلب، (تمسّوهُنّ) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هنَّ) مفعول به، و(مَسَّ المرأةَ) : باضَعها، أو دَخَلَ بها، (أو تفرضوا) (تفرضوا) مُضارع مجزوم بحذف النون عطفاً على (تمسّوهن)، أي : (أو لم تفرضوا)، (لهنّ) مُتعلّقان بـ(تفرضوا)، ويدلُّ النّظْمُ على مُتعلّق مُقدّر بـ(تَمَسّوهُنَّ)، والتقدير : (مِمَّنْ قدْ فَرَضْتُم لهُنَّ فريضةً)، و(فرض الأمْرَ) : أوجَبَهُ، و(فريضة) مفعول به، و(الفريضة) : الحِصّة المفروضة بقَدر معلوم، والمراد بـ(الفريضة) هنا : المَهْرُ، (ومتّعوهن) مُرتبطة بما قبلها بالواو لبيانِ حُكمِ مُتْعَةِ المُطلّقة، (مَتّعوهنَّ) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هُنَّ) مفعول به، وهو عائد إلى (المُطلّقات اللاتي طلَّقوهُنَّ وَقْتَ لم يُباضِعوهُنَّ مِمَّنْ قد أوْجَبوا لهُنّ مَهْراً معلوماً، أو وَقْتَ لم يُقدِّروا لهنَّ مَهْراً معلوماً)، و(مَتَّعَ فلاناً) : أعطاه متاعاً ينتفع به، و(مَتَّعَ الرجُلُ مُطَلَّقَتَهُ) : أعطاها المُتْعَةَ بعدَ الطلاق، و(المتاع) : كلّ شيء يُنْتَفَعُ به، (على المُوسِعِ قَدَرُهُ) تفسير لـ(متّعوهنّ)، (على الموسِعِ) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (قَدَرُهُ) مُبتدأ مُؤخّر، و(القَدَر) : المِقْدار، والهاء مُضاف إليه، وهو في الأصل مُضاف إليه قامَ مقامَ مُضاف مُقدّر، والتقدير : (قَدَرُ اسْتطاعتِهِ)، (وعلى المُقْتِرِ قَدَرُهُ) عطف على ما قبلها، وهي مِثلها في القول، و(أقتَرَ الرَّجُلُ) : ضاقَ عيشُهُ، (متاعاً) مفعول مُطلَق، وفعلُهُ مُقدّر، والجملة توكيد لمضمون ما قبلها، (بالمعروف) مُتعلّقان بـ(متاعاً)، (حقاً) مصدر مُؤكِّد لمضمون الجملة التي قبله، وفعلُهُ مُقدّر، (على المُحسنين) مُتعلّقان بـ(حقّاً)، و(حَقَّ الأمْرَ حقَّاً) : أثبَتَهُ

– 237 – (وإنْ طلقتموهن … النكاح) مرتبطة بما قبلها بالواو لبيان حُكم المُطَلَّقة التي لم يدخل بها الزوج وقد حَدَّدَ لها الزوجُ مَهْراً مُعَيَّناً معلوماً، وتقدّم القولُ في (طلّقتموهنّ)، (من قبلِ) مُتعلّقان بـ(طَلَّقْتموهنَّ)، (أنْ) مصدرية ناصبة، (تَمَسوهُنّ) مُضارع منصوب بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والضمير (هُنَّ) مفعول به، والمصدر المُؤوّل (أنْ تَمَسّوهنّ) في محلّ جر بإضافة (قبل) إليه، (وقد .. فريضة) حال من (واو الجماعة) في (تَمَسّوهنَّ)، (قد) حرف تحقيق يُقرّبُ الماضي من الحال، (فرَضْتُم) فعل ماضٍ وضمير المُتكلّمين فاعلُهُ، (لهنّ) مُتعلّقان بـ(بفرَضْتُم)، (فريضةً) مفعول به، (فنصف … النكاح) جواب الشرط، (نِصْفُ) مبتدأ، خبره مُقدّر، تقديره : (فلَهُنّ نِصْفُ)، و(نِصْفُ) مُضاف إلى (ما)، و(ما) موصول، (فرَضْتُم) صلة (ما)، والعائد إليه مُقدّر، (إلاّ) أداة استثناء، (أنْ) مصدرية ناصبة، (يعفون) مُضارع مبني على السكون، لاتّصاله بنون النسوة، في محلِّ نصب بـ(أنْ)، و(نون النسوة) فاعلُهُ، وهو ضمير عائد إلى المطلقات، و(أعْفى فلانٌ فُلاناً من الدّيْن) : أسْقَطَهُ عنه، فلم يُطالِبْهُ به، ولم يُحاسِبْهُ عليه، (أو يعفوَ) مضارع منصوب عطفاً على محلِّ (يعفون) بـ(أو) التي هي لأحد الشَّيْئين أو الأشياء، ، (الذي) موصول فاعل الفِعل (يعفو)، (بيده عُقدةُ النكاح) صلة (الذي)، (بيده) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (عُقْدةُ) مٌبتدأ مُؤخَّر، و(عُقْدةُ) مُضاف إلى (النّكاح)، و(عقدة النكاح) : إبْرامُ عَقْدِ النّكاحِ ووجوبُهُ، والذي بيده عُقدةُ النكاح : الزّوجُ، و(عفا له بمالِهِ) : أعطاهُ ممَا زادَ على نَفَقَتِهِ هِبَةً، (وأنْ .. للتقوى) مُرتبطة بما قبلها بالواو، والمصدر المُؤوَّل (أنْ تعفوا) في محلِّ رفعٍ مبتدأ، و(واو الجماعة) في (تعفوا) يعمّ النساءَ وأزواجَهنّ على التغليب، (أقربُ) خبر، وفي الجملة معنى النَّدْب إلى العَفْوِ، (ولا .. بينكم) مُرتبطة بما قبلها بالواو، (لا) ناهية جازمة، و(تنسوا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والنهي للحَثّ على عدم الفعل، (الفضْلَ) مفعول به، (بينَكم) ظرف مكان مُتعلّق بـ(الفضْل)، و(الفَضْلُ) : الإحسان، (إنّ الله .. بصير) تعليل للنهي، وتقدّمَ القولُ في مثلها

– 238 – (حافظوا … الوسطى) مستأنفة في سياق ما تقدّم من الأحكام، لبيان أهمية الصلاة ودورها في الالتزام بما فرض الله من الأحكام الواجبة، وما ندب إليه من الأعمال المُستحبَّة، (حافظوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (على الصلوات) مُتعلّقان بـ(حافظوا)، و(حافظ على الشيء) واظبَ عليه، (والصلاةِ) عطف على (الصلوات)، (الوُسْطى) صفة لـ(الصلاة)، وعَطْفُ الشيء على ما قبلَهُ يقتضي المُغايرة، فـ(الصلاةُ الوُسْطَى) غيرُ (الصّلَوات)، وتقدّم القول في (الصلاة) أوّل السورة، و(وَسَطُ الشيء) : ما بين طَرَفَيه، وهو منه، و(الوَسَطُ) : العَدل، و(وهو من أوسَطِ قومِهِ) : من خيارهم وفُضلائهم، و(الوُسْطى) : مُؤَنّث (الأوسَط)، بمعنى : (الفُضْلى)، و(الوسْطى من الأصابع) : ما بين السبّابة والبِنْصر، وباعتبار معاني (الوَسَط) و(الأوسط) و(الوُسْطى) يُحتملُ أنْ يكونَ المُرادُ بـ(الصلاة الوُسطى) : صلاةُ العَصْر، لتوَسُّطِها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل، ويُحتملُ أنْ يكونَ المُرادُ بـ(الصلاة الوُسطى) : الصلاةُ الفُضْلَى، والمُرادُ بها : صلاةُ الجُمُعة، لأنّ اللهَ خصّها بكلامٍ فيه معنى تفضيلها على باقي الصلوات، قال تعالى : “يا أيُّها الذين آمنوا إذا نُودِيَ للصلاةِ من يومِ الجُمُعةِ فاسْعَوا إلى ذِكْرِ االلهِ وذَروا البَيْعَ ذلكم خيرٌ لكم إنْ كُنتم تعلمون)، أمّا الصلوات الأخرى فجاء الكلام فيهنّ على العموم، (وقوموا .. قانتين) عطف على (حافظوا)، (قوموا) مثل (حافظوا) في القول، (لله) مُتعلّقان بـ(قوموا)، (قانتين) حال من فاعل (قوموا)، و(قَنَتَ) : أطاع اللهَ وخَضَعَ له وأقَرَّ بالعبودية، و(قامَ للهِ قانتاً) : أطالَ القيامَ في الصلاةِ والدّعاء

– 239 – (فإنْ .. رُكباناً) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (خفتم) جملة الشرط، (خِفْتُم) فعل ماضٍ وضمير المُخاطبين فاعلُهُ، و(خافَ) : تَوَقَّعَ حلولَ مكروه، وحُذِفَ سببُ الخوف، لأنَّ أسبابَ الخوف كثيرة، وهي بحسب تقدير الإنسان، (فرجالاً) حال من فاعل فعلٍ مُقدّر بدلالة السياق، والتقدير : (فصلّوا رجالاً)، والجملة جواب الشرط، و(رجال) هنا : جَمْعُ راجل، و(الراجل) : الماشي، (أو رُكباناً) عطف على (رجالاً) بـ(أو) التي هي لأحد الشَّيْئيْن، و(رُكبان) جمع (راكِب)، و(الرّاكب) كُلُّ مَنْ علا شيئاً، كراكبي الخيل، أو الجمال وباقي المطايا، ويدخل في هذا العصر راكبي وسائل النقل الحديثة، (فإذا … تعلمون) عطف على ما قبلها، (أمنتم) جملة الشرط بـ(إذا)، و(أمِنَ) : اطْمَأنَّ وزال عنه الخوف، (فاذكروا ..) جواب (إذا)، (اذكروا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعله، (اللهَ) مفعول به، و(ذَكَرَ اللهَ) : أثنى عليه بتعظيمه وتنزيهه وتقديسه، والكاف في (كما) بمعنى (مثل)، وهو صفة قامت مقام مفعول مُطلَق مُقدّر، و(ما) موصول، (عَلَّمَكم) فعل ماضٍ وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، والضمير (كم) مفعول به أوّل، والجملة صلة (ما)، والمفعول به الثاني مُقدّر، وهو العائد إلى (ما)، والتقدير : (علَّمَكموه)، (ما) موصول بدل من (ما) الأولى، (لم تكونوا تعلمون) صلة (ما)، (لم) حرف نفي وجزم وقلب، (تكونوا) مُضارع ناقص، (واو الجماعة) اسم (كان)، (تعلمون) خبر (كان)، والعائد إلى (ما) مُقدّر، و(تعلمون) بمعنى : (تعرفون)

– 240 – (والذين … إخراج) ذكر المفسّرون أنّ هذه الآية منسوخة، نسختها (الآية : 234)، وقُدِّمت الآية الناسخة في التلاوة وأُخِّرت الآية المنسوخة، وأرى أنّهُ لا نَسْخَ بينهما، وأنّ هذه الآية تُعالج أمراً مُختلفاً عن (الآية : 234)، وهو وصيّةُ الأزواج الذين يُتَوَفَّون ببقاءِ زوجاتهم في بيوتهم حولاً كاملاً، (الذين) موصول مبتدأ، (يُتَوَفَّوْنَ) مُضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) نائب الفاعل، والجملة صلة (الذين)، وجاء (يُتَوَفَّوْن) بصيغة المضارع لمعنى : (والذين تَحضُرُهم الوفاةُ منكم)، (منكم) مُتعلّقان بمُقدّر حال من (واو الجماعة)، (ويذرون أزواجاً) عطف على صلة (الذين)، (يَذَرون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أزواجاً) مفعول به، (وصيّةً) مفعول مطلق لفعل مُقدّر، تقديره : (يُوصونَ وصَيّةً)، (لأزواجهم) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(وصيّة)، والجملة خبر المبتدأ، (متاعاً) بدل من (وصِيّةً)، وهو مفعول مُطلق، وعامله مُقدّر، تقديره : (يُمَتِّعوهُنَّ متاعاً)، و(مَتَّعَهُ اللهُ بكذا) : أبقاهُ لينتفع به، ويسرّ بمكانه، (إلى الحَول) مُتعلّقان بمحذوف صفة لـ(متاعاً)، و(الحول) : السنة، (غيرَ) حال من (أزواجهم)، وهو مضاف إلى (إخراج)، و(إخراج) مصدر بمعنى اسم الفاعل، بمعنى (خارجات)، والمُتعلّق بـ(إخراج) مُقدّر، والتقدير : (من بيوتِ أزواجهنّ)، (فإنْ … معروف) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (خَرَجْنَ) جملة الشرط، (خَرَجْنَ) فعل ماضٍ، و(نون النسوة) فاعلُهُ، ويدلُّ المعنى والسياق على مُتعلّق بـ(خَرَجْنَ)، والتقدير : (من بيوتِ أزواجهنّ بعد انقضاء العِدة، (فلا .. بالمعروف) جواب الشرط، وتقدّم القول في (لا جُناحَ عليكم)، (فيما) مُتعلّقان بـ(جُناح)، و(ما) موصول، (فعلْن … معروف) صلة (ما)، (فعلْنَ) تقدّم القول في مثلها، (في أنفُسِهنّ) مُتعلّقان بـ(فَعَلْنَ)، (من معروف) مُتعلّقان بـ(فَعَلْنَ) أيضاً، (والله .. حكيم) مرتبطة بما قبلها بالواو لتوكيد مضمونها

– 241 – (وللمطلقات … المتقين) مرتبطة بأحكام المُطَلّقات لبيان حُكم جديد، (للمُطلّقات) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، ويدلُّ سياق أحكام المُطلّقات التي قبل هذه الآية على أنّ المُرادَ بـ(المُطلّقات) : المُطلّقات اللاتي دَخَلَ بهنّ أزواجُهنّ، وفَرَضوا لهنّ مهراً معلوماً، (متاعٌ) مُبتدأ مُؤخّر، والمُرادُ بـ(المَتاع) : مَنْفَعَةٌ ينتَفِعْنَ بها بعدَ طلاقهنّ مُدّةَ أيّامِ عِدّتهنّ، وتقدّم القولُ في بقيّة الآية

– 242 – (كذلك … تتقون) مستأنفة في سياق ما تقدّم، وتقدّم القول في مثلها، (لعلّكم تعقلون) تعليل لما قبلها .