نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن
(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِِٔينَ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢
المعنى في ضوء التحليل اللغوي :
62 – انتبهوا، إنّ الذين أظْهَروا التّصديقَ بالله، وبأنَّ مُحَمَّداً (ص) رسولُ اللهِ وأظهروا الخُضوعَ لما أنْزَلَهُ اللهُ إلى رسولِهِ من الشّريعةِ والقبولَ بها من غيرِ تحقيقِ ذلك التّصديقِ في القلبِ، والذين هادوا (يُنْظر المُراد بالذين هادوا في البحث المسطور في التحليل اللغوي) الذين أظهروا التصديق باللهِ وبأنبيائِهم، وأظهروا الخضوعَ للشريعةِ التي جاء بها أنبياؤهم عن اللهِ والقبولَ بها من غيرِ تحقيقِ ذلك التّصديقِ في القلبِ، والنّصارى (يُنْظر المُراد بالنصارى في البحث المسطور في التحليل اللغوي) الذين أظهروا التّصديقَ باللهِ وبالمسيح عيسى بن مريم، وأظهروا التّصديق بما جاءَ به من العقائد والأحكام التي صَحَّحَ بها العقائدَ والأحكامَ المُحَرَّفة التي كان عليها اليهود الذين ادّعوا كَذِباً أنّ اللهَ أنْزَلَها على موسى، وأظهروا الخضوعَ لها والقبول بها من غيرِ تحقيقِ ذلك التّصديقِ في القلبِ، والصابئين (يُنْظر المُراد بالصابئين في البحث المسطور في التحليل اللغوي) الذين أظهروا التّصديقَ باللهِ وبرُسُلِهِ الذين أنْزَلَ اللهُ عليهم الشريعة، وأظهروا التّصديقَ بالشريعةِ التي جاء بها أنبياؤهُ والقبولَ بها من غيرِ تحقيقِ ذلك التّصديقِ في القلبِ، أي : الذين صَدّقوا باللهِ إلهاً واحِداً مع تحقيق التّصديق في القلب بالاعتقاد به من غيرِ شَكٍّ ولا ارْتيابٍ (من الذين آمنوا، ومن الذين هادوا، ومن النّصارى، ومن الصّابئين)، وصَدّقوا باليومِ الآخِرِ الذي يكون فيه الحسابُ والجزاء مع تحقيق التّصديق في القلب بالاعتقاد به من غيرِ شَكٍّ ولا ارْتيابٍ (من الذين آمنوا، ومن الذين هادوا، ومن النّصارى، ومن الصّابئين)، وعَمِلوا عَمَلاً نافعاً مُناسباً للناسِ لا فسادَ فيه (من الذين آمنوا، ومن الذين هادوا، ومن النّصارى، ومن الصّابئين) فلهم ثوابُهم عندَ ربِّهم يومَ الحسابِ والجزاءِ عِوَضَ تصديقِهم، وعَمَلِهم العمَلَ النّافِعَ المُناسِبَ للناس الذي لا فَسادَ فيه، ولا خوفٌ كائنٌ عليهم من عذابِ ربِّهم في الحياةِ الآخرةِ، ولا هم يُصيبُهم كَرْبٌ ولا حُزْنٌ في الحياة الدُّنيا والآخرةِ (يدلُّ تنكير (صالحاً) على كُلِّ عَمَلٍ نافعٍ للناس، وهذا المعنى يشملُ جميع الذين قدّموا للبشريّةِ أعمالاً نافعةً، سواءٌ أكانوا مُسلمين أم يهوداً أم نصارى أم صابئين، إذا صَدّقوا باللهِ إلهاً واحِداً بلا شَكٍّ وارتياب، وصَدّقوا باليومِ الآخر الذي يكون فيه الحسابُ والجزاء بلا شَكٍّ وارتياب، فلهم ثوابُهُم عندَ ربِّهم يومَ الحساب والجزاء، ولا خوفٌ كائنٌ عليهم من عذاب اللهِ في الحياةِ الآخرةِ، ولا هم يُصيبُهُم كَرْبٌ ولا حُزْنٌ في الحياة الدُّنيا والآخرة) .
Image by Musthaq Nazeer from Pixabay