نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

أُحِلَّ لَكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَحۡرِ وَطَعَامُهُۥ مَتَٰعٗا لَّكُمۡ وَلِلسَّيَّارَةِۖ وَحُرِّمَ عَلَيۡكُمۡ صَيۡدُ ٱلۡبَرِّ مَا دُمۡتُمۡ حُرُمٗاۗ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ إِلَيۡهِ تُحۡشَرُونَ  ٩٦

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

96 – أحَلَّ اللهُ لكم الذي تُمْسِكونَ به في ماءِ البَحْرِ المالِح، وفي ماءِ البحْرِ العَذْبِ (أي : في النّهْرِ) من الحيوان الذي يعيشُ في الماء (يَدُلُّ عَدَمُ تقييد حِلّية الصّيدِ بحالِ الإحْرام على أنّهُ يَحِلُّ لهم صَيْدُ البَحْرِ في أيِّ وَقْتٍ من الأوقات، سواء أكان صيدُهُ قبلَ إحرامهم أم بعدَهُ)، وأحَلَّ اللهُ لكم الذي تُمْسِكونَ به من السَّمَكِ بَعْدَ ما نَضَبَ عنه الماءُ، وأحَلّ اللهُ لكم ما نَبَتَ ونما في ماءِ البحارِ والأنهارِ من الأعشاب والطّحالبِ والثِّمارِ لأجْل أنْ يكونَ ذلك طعاماً لكم في إقامَتِكُم، ولأجْلِ أنْ يكونَ طعاماً للُمسافرين في القوافل (يدلُّ المعنى على حِليّة صَيْدِ الماء في البحار والأنهار للمُقيم والمُسافر، المُحْرِم وغير المُحْرِم)، وحَرَّمَ اللهُ عليكم الذي تُمْسِكونَ به في البَرِّ من الحيوانات الوحْشَيّة (مثل الظِّباء والبَقَرِ الوحشيّة، والحُمُر الوحشيّة) مُدَّةَ دوامِكم مُحْرِمين بالحَجِّ أو العُمْرَة، أو مُدّةَ دوامِكم داخلَ حَرَمِ مكّة (يدل المعنى على انتهاءِ التّحريمِ بإحلال المُحْرِم من إحرامِهِ وكونِهِ خارج حُدودِ الحَرَم، فلا يجوزُ الصّيدُ داخلَ حُدودِ الحَرَم المعلومة، وإنْ أحلَّ المُحْرِمُ من إحرامِهِ، ولمّا كان الغَرَضُ من صَيْدِ حيوان ِالبحر والبَرّ أكْلَهُ فيدُلُّ المعنى على حِلّيةِ أكلِ المَصيدِ من حيوانِ البحرِ والبَرّ ما عدا الذي نَزَلَ به تحريمٌ من الله، ويدُلُّ المعنى على حِلّية أكْلِ طعامِ البحر)، وخافوا الله الذي يَجْمَعُكُم إليه يومَ القيامة في تجاوزِ حدودِ ما حَرَّمَهُ عليكم، وما أحَلَّهُ لكم .

معاني القرآن - المسجد النبوي

Photo credit: © by Safa Kadhim

التحليل اللغوي :

96 – (أُحِلَّ … وللسيّارة) مستأنفة في سياق ما قبلها، (أُحِلَّ) فعلٌ ماضٍ مبني للمجهول، (لكم) مُتعلّقان بـ(أُحِلَّ)، (صَيْدُ) نائب الفاعل مُضاف إلى (البحر)، و(صَيْد) يكون مصدراً بمعنى (الإمْساك بالطير أو الحيوان بالمصْيدة، أو قَنْصهُ)، ويكون اسماً بمعنى (ما يُصادُ)، و(البحْر) : الماء الكثير، ويُطلق على المالح والعَذْب، ويَغْلب على المالح، وإضافة (صَيْد) إلى (البحر) بمعنى (في)، أي : ما تَصَيدونَهُ في البحْرِ، و(طعامُهُ) عطف على (صيد)، و(طعامُ البحر) : ما نَضَبَ عنه الماء من السّمَك، فأُخِذَ بغير صَيْدٍ، وطعام البحر أيضاً : ما نَبَتَ ونَما في ماءِ البحر من الأعشاب والطحالب والثمار، وقيل : ما يُدَّخَرُ من حيوان البحر قوتاً للناس بعد تمليحه وتجفيفه، وهذا بعيدٌ عن المعنى اللغوي لطعام البحر، (متاعاً) مفعول لأجله، والمُراد بـ(المتاع) هنا: الطعام الذي يُنْتَفَعُ به، (لكم) مُتعلّقان بـ(متاعاً)، (وللسيارة) عطف على (لكم)، و(السّيّارة) : المُسافرون في القافلة، (وحُرِّم … حُرُماً) عطف على ما قبلها، (عليكم) مُتعلّقان بـ(حُرِّمَ)، (صَيْدُ) نائب الفاعل مُضاف إلى (البَرِّ) (ما دمتم حُرُماً) في تأويل مصدر في محلّ نصب على الظرفية، و(ما) مصدرية ظرفية، (دُمْتُم) فعل ماضٍ ناقص، والضمير (تُم) اسمُهُ، (حُرُماً) خَبَرُهُ، وتقدّمَ القولُ في (حُرُم)، (واتقوا .. تُحشرون) عطف على ما قبلها، (اتّقوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (اللهَ) مفعول به، (الذي) موصول صفة لـ(الله)، (إليه تُحْشرون) صلة (الذي)، (إليه) مُتعلّقان بـ(تُحْشَرون)، وهو فعل مُضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) نائب الفاعل .