نحو منهج لفهم معاني القرآن بتحليل آياته وفق لغة العرب وأساليبهم في الكلام كما فهمها العربي في زمن نزول القرآن

(ملاحظة : ما بين قوسين هو دلالة المعنى في ضوء التحليل اللغوي، وقد جعلتُهُ في الأصل باللون الأحمر تمييزا له عن المعنى في ضوء التحليل اللغوي)

يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُحَرِّمُواْ طَيِّبَٰتِ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ ٨٧ وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ ٨٨ لَا يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِيٓ أَيۡمَٰنِكُمۡ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلۡأَيۡمَٰنَۖ فَكَفَّٰرَتُهُۥٓ إِطۡعَامُ عَشَرَةِ مَسَٰكِينَ مِنۡ أَوۡسَطِ مَا تُطۡعِمُونَ أَهۡلِيكُمۡ أَوۡ كِسۡوَتُهُمۡ أَوۡ تَحۡرِيرُ رَقَبَةٖۖ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ ثَلَٰثَةِ أَيَّامٖۚ ذَٰلِكَ كَفَّٰرَةُ أَيۡمَٰنِكُمۡ إِذَا حَلَفۡتُمۡۚ وَٱحۡفَظُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ٨٩ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ ٩١ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَٱحۡذَرُواْۚ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ ٩٢ لَيۡسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٞ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ ثُمَّ ٱتَّقَواْ وَّأَحۡسَنُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٩٣

المعنى في ضوء التحليل اللغوي :

87 – يا أيُّها الذين آمنوا، لا تُحَرِّمُوا على أنْفُسِكم طيّباتِ الأطْعِمَةِ التي أحَلَّها اللهُ لكم، (وهي كُلُّ ما تَسْتَلِذّهُ الحَوَاسُّ أو النَّفْسُ، وما خلا من الأذى والخَبَث)، ولا تَتَجاوَزُوا الحَقَّ بتَحْريمِ ما أحَلّهُ اللهُ لكم، فتَتَجاوَزُوا بذلك على سُلطانِ اللهِ في التَّشْرِيعِ، لأنّ اللهَ لا يُحبّ المُتجاوزين على سُلْطانِهِ في ما أحَلّهُ وما حَرَّمَهُ عليكم (يدلّ مجيءُ الأيةِ في سياقِ الكلامِ عن النّصارى على أنّ رهبانَ النّصارى وقساوِسَتَهم المُنْقَطعين إلى العبادةِ قد حَرَّموا على أنْفُسِهم طيّباتِ أشياءٍ أحلّها اللهُ لهم، فنهى اللهُ المُؤمنين عن أنْ يكونوا مِثْلَهم، فيُحَرِّمُوا على أنْفُسِهم طيّباتِ الأطعمةِ التي أحَلّها اللهُ لعبادِهِ، ويَدُلُّ المعنى على أنّ تحريمَ الأطْعِمَةِ التي تستلذّها النَّفْسُ والحَوَاسُّ، وخَلَتْ من الأذى والنَّجاسةِ، ولم يَنْزِلْ فيها تحريمٌ من الله في القرآنِ هو اعتداءٌ وتجاوُزٌ على سُلطانِ اللهِ في التشريع، وهو فِعْلٌ مُحَرّم)

– 88 – وكُلوا من الذي رَزَقَكم اللهُ إيّاهُ أكْلاً حلالاً تَسْتَلِذُّهُ أنْفُسُكم أو حواسُّكم (يدلّ المعنى على إباحةِ الأكل من كُلّ الأطعمة التي تَسْتَلِذّها الأنْفُسُ أو الحَوَاسُّ، ولم يُنْزِلْ اللهُ فيها تحريماً في القرآن)، وخافوا اللهَ الذي أنتم مُؤمنون به في أنْ تُحَرِّموا مِمّا لم يُحَرِّمْهُ الله، أو تُحِلّوا ما حَرّمَ، واحفظوا أنْفُسَكم من عِقابِهِ

– 89 – لا يُعاقِبُكم اللهُ في الكلامِ اللَّغْوِ حالةَ كونِهِ يميناً (مثل سَبْقِ اللِّسانِ باليَمين من غيرِ تَعَمُّدٍ، أو كما يَجْرِي على عادةِ النّاسِ مِثْل قولِهم : لا واللهِ، وإي واللهِ، وبلى واللهِ، لمُجَرَّدِ توكيدِ كلامِهم، فهذا اليمينُ لا يُلْزِمُهم اللهُ به إثْماً، ولا يُلْزِمُهم بكفّارةٍ عليه)، ولكن يُعاقِبُكم اللهُ باليمينِ الذي أَكَّدْتُموهُ ووَثَّقْتُمُوهُ على أنْفُسِكُم بالقَصْدِ والنِّيَّةِ، فإذا أقْسَمْتم هذا القَسَم وحَنِثْتم فيه فكفارةُ اليمينِ المُؤَكّدِ والمُوَثّقِ بالنِّيَّةِ والقَصْدِ إذا حُنِثَ فيه إطعامُ عَشَرَةِ مساكينَ طعاماً كائناً من أوْسَطِ الطّعامِ الذي تُطْعِمونَ أهليكم منه، (أي : لا يكونُ طعاماً رديئاً تعافُهُ النَّفْسُ، ولا فاخراً غاليَ الثَّمَن، بل الطّعامُ الوَسَطُ بينَهما الذي تُطْعِمون أهليكم منه)، أو تختارونَ كِسْوَةَ عَشَرَةِ مساكين كفارةً لحِنْثِكم يمينَكم (أي : لكُلّ مِسكينٍ من المساكين العَشرةِ ثَوْبٌ يلْبَسُهُ، ويدلّ إطلاقُ (كِسْوَة) على كُلِّ ما يُلْبَس في مُتعارفِ الناس، ولكُلِّ زمانٍ ومكانٍ نوعٌ من الكِسْوَةِ يَلْبَسُها النّاسُ)، أو تختارونَ تحريرَ رَقَبَةِ عَبْدٍ أو أمَةٍ كَفّارةً لحِنْثِكم يمينَكم (أي : تُحَرِّرون عَبْداً أو أمَةً من الرِّقّ، وإذا لم يكنْ رقيقٌ في العَصْرِ الذي يعيشُ فيه مَنْ عليه كفّارةُ حِنْثِ اليمين فالتخيير يكون بين إطعام عَشَرةِ مساكين أو كسوتهم)، فأيُّ إنسانٍ لم يَجِدْ واحدةً من الكَفّاراتِ المذكورة، أو لم يَقْدِرْ على واحدةٍ منها فعليه صيامُ ثلاثةِ أيامٍ كَفّارةً لحِنْثِهِ يمينَهُ، ذلك الذي تقدّمَ كفّارةُ أيْمانِكم إذا حَلَفْتُم، ثمّ حَنِثْتُم في يمينِكم، وآمُرُكُم بأنْ تَصُونُوا أَيْمانَكم، ولا تَحْنَثُوا فيها، يُبيّنُ اللهُ لكم كفّارةَ الحِنْثِ في أيْمانِكم بياناً مثل ذلك البيان الذي بَيّنَ لكم فيه أحكامَهُ، لكي تَشْكُرُوهُ على جَعْلِهِ سبيلاً لكم للتَّكْفِيرِ عن أيْمانِكم التي تَحْنَثُون بها، كي لا يُعاقبَكم على ذلك، وهذا ما ترجونه (يدلّ مجيء الآية في سياق النَّهْي عن تحريم طيّباتِ ما أحَلَّ اللهُ، وفي سياق إباحةِ الأطْعِمَةِ الطيّبةِ التي أحَلَّها اللهُ على أنَّهُ لا يجوزُ للمُؤمِنِ أنْ يَحْلِفَ باللهِ على تحريمِ ما أحَلَّهُ اللهُ له من الطّيّبات)

– 90 – يا أيّها الذين آمنوا، إنّما الخَمْرُ، والمَيْسِرُ، والأنْصابُ، والأزلامُ حَرامٌ كائنٌ من فِعْلِ الشيطان  (الخمْرُ : هو ما أسْكَرَ من الشراب، و(المَيْسِر) : هو القِمارُ مُطْلَقاً، ومن المَيْسِر عند العرب : اللّعِب بالقِداح في كُلّ شيء، و (الأنصاب) : هي كُلُّ  ما يُقامُ ويُرْفَعُ ليُعْبَدَ أو ليُتَقَرَّبَ به إلى الله، أو لِيَتَبَرّكوا بها من حَجَرٍ أو شَجَرٍ أو صَنَمٍ أو غير ذلك، و(الأزلامُ) : هي السِّهامُ التي يَلْعَبُونَ بها على الجَزُورِ ونحوِهِ، لأخْذِ النَّصيبِ من لَحْمِهِ، وتَقدّم في (الآية : 3) من السورة أنَّ الأزلامَ أو القِداحَ عشرةُ سهامٍ، سبعةٌ منها لها أنصباءُ، وثلاثةٌ ليس لها أنصباءُ، والتي لها أنصباءُ يُكتَبُ على أحدِها سَهْمٌ واحدٌ، وعلى الثّاني سهمانِ، وعلى الثّالثِ ثلاثةُ أسْهُمٍ، وعلى الرّابِعِ أربعةُ أسْهُمٍ، وعلى الخامس خمسةُ أسْهُمٍ، وعلى السّادِسِ سِتّةُ أسْهُمٍ، وعلى السّابِعِ سبعةُ أسْهُمٍ، ويُكتَب على ثلاثةٍ : (لا نصيبَ له) وكانَ أهْلُ الجاهليةِ يَعْمَدُونَ إلى الجَزُورِ فيُجَزِّئونَهُ أجزاءً، ثم يجتمعونَ عليه فيُخرجون الأزلام ويدفعونَها إلى رَجُلٍ، ثم يَطْرَحُها واحداً واحداً، قائلاً هذا قِدْحُ فلان، فيأخذ من الجزور أجزاءً بعدد ما كُتِب على قِدْحِهِ، ويكون ثَمَنُ الجزور على مَنْ يَخْرُجُ له القِدْحُ مكتوباً عليه : لا نصيبَ له، ومن الأزلام أيضاً أنَّ أهْلَ الجاهليّةِ كانوا يكتُبُونَ على السِّهام الأمْرَ أو النَّهِيَ، ويَضَعُونَها في وِعاءٍ، فإذا أرادَ أحدُهم أمْراً أدْخَلَ يَدَهُ في الوِعاءِ، وأخْرَجَ سَهْماً، فإنْ خَرَجَ ما فيه الأمْرُ مَضَى لِقَصْدِهِ، وإنْ خَرَجَ ما فيه النَّهْيُ كفَّ عن قَصْدِهِ ولم يَخْرُجْ)،  فإذا عَرَفْتُم أنّ الخَمْرَ والميسِرَ والأنصابَ والأزلامَ حرامٌ فابْتَعِدوا عن الحَرَام، وصِيروا على جانِبٍ بعيدٍ منه، لكي تفوزوا برِضا اللهِ وثوابِهِ في الآخرة، وبالحياةِ السعيدةِ في الدُّنيا، وهذا هو المطلوب منكم (يدلّ المعنى على أنّ الخمْرَ حرامٌ، ولمّا كان معنى (الخَمْر) : ما أسْكَرَ وغَطّى العَقْلَ من المشروبِ فإنّهُ يُمكنُ الاستدلالُ بهِ على حُرْمَةِ ما أسْكَرَ وغَطّى العَقْلَ من المَشْمُومِ، أو المأخوذ بالتّدخينِ بطريقِ جهازِ التَّنَفُّسِ، كالحشيش وأمثالِهِ، أو المأخوذ بالبَلْعِ كالحبوب المُخَدِّرة التي تُغَطّي على العقل وأمثالها)

– 91 – إنّما يُريدُ الشيطانُ أنْ يُوقِعَ بينَكم في شُرْبِ الخَمْرِ، ولَعِبِ المَيسِرِ المُخاصَمةَ والمُباعَدةَ، وشِدّةَ الكراهيةَ، ويُريدُ أنْ يَصْرِفَكم في شُرْبِ الخَمْرِ، ولَعِبِ المَيسِرِ عن ذكر اللهِ ((ذِكْرُ الله) : الثناءُ عليه بتمجيدِهِ وتعظيمِهِ وتنزيهِهِ وتقديسه، ومن ذِكْرِ اللهِ اسْتِحضارُ وجودِهِ مع الإنسانِ في كُلِّ عَمَلٍ يعمَلُهُ أو ينوِي عَمَلَهُ)، وعن أداءِ الصّلاةِ في أوقاتِها، ويُريدُ أنْ يُخْرِجَكم في الأنصابِ والأزلامِ عن طاعةِ اللهِ وعبادتِهِ، فإذا عرفتم ذلك فهل أنتم مُنتهون ؟ انتهوا عن شُرْبِ الخَمْرِ ولَعِبِ المَيْسِرِ، وعن الأنصابِ والأزلام

– 92 – وأطيعُوا اللهَ فيما يأمُرُكم به، وينهاكم عنه، وأطيعُوا الرَّسولَ في الاستجابةِ لما يُبَلِّغُكم به عن الله، وخافوا اللهَ من عدم امْتِثالِ أوامِرِهِ ونواهِيه، واحْتَرِزوا من عقابِهِ، فإنْ أعْرَضْتُم عمّا يأمُرُكم به اللهُ، وتركتُم العَمَلَ به فاعلموا أنّما على رسولِنا إيصالُ أوامِرنا ونواهينا إليكم بوضوحٍ، وليس على رسولِنا أيُّ مسؤوليّةٍ في عَدَمِ امتثالكم لما نأمُرُكم به، وننهاكم عنه

– 93 – ليس على الذين آمنوا باللهِ، وصَدّقُوا برسولِهِ مُحَمّدٍ، وبالقرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه، وعَمِلُوا الأعمالَ الصالحاتِ بأداءِ الطاعاتِ والعباداتِ، والأعمالِ التي يَتَقَرّبُ بها المُؤمنُ إلى الله إثمٌ فيما ذاقُوهُ وأحَسّوا بطَعْمِهِ من الخَمْر الذي شَرِبُوهُ قَبْلَ إيمانِهم ونُزولِ الحُكْمِ بتحريمِهِ، ومن الأكْلِ الذي تناولوه بما كَسَبُوهُ بالقِمار والأزْلامِ قبلَ إيمانِهم ونُزولِ الحُكْمِ بتحريمِهما، أُبيّنُ بعبارةٍ واضحة : إذا حَذِرُوا الخَمْرَ والمَيْسِرَ والأنصابَ والأزلامَ، وتجَنّبوها، وآمَنُوا باللهِ، وصَدّقوا بالرّسولِ وبالقرآنِ الذي أُنْزِلَ إليه، وعَمِلُوا الأعمالَ الصالحاتِ بأداءِ الطّاعاتِ والعِباداتِ، والأعمالِ التي يتَقَرّبُ بها المُؤمنُ إلى الله، ثمّ خافوا عقابَ اللهِ، وصَدّقوا بالرسولِ وبالقرآنِ الذي أُنْزِلَ إليه، واستَمَرُّوا على خوفِهم من عذابِ اللهِ، وعلى تَصْدِيقِهم برسولِهِ وبالقرآنِ الذي أنْزَلَهُ إليه، ثمّ صانُوا أنْفُسَهم وحَفِظوها من عقابِهِ وأجادوا أداءَ ما أمَرَهم به، وأتْقَنُوا أداءَهُ فليس عليهم إثمٌ فيما ذاقوه وأحَسّوا بطَعْمِهِ من الخَمْر الذي شربوه قبلَ إيمانِهم ونُزولِ الحُكْمِ بتحريمِهِ، وفيما تَناوَلُوهُ من الأكْلِ بالقمارِ والأزلام، واللهُ يُحِبُّ الذين يُجيدونَ أداءَ ما أمَرَهم اللهُ به، ويُتْقِنونَ أداءَهُ .

قبة - معاني القران

Photo credit: © by Safa Kadhim

87 – (يا أيّها … لكم) مستأنفة في سياق ما تقدّم، والخطاب للمُسلمين المُؤمنين، (لا تُحَرِّموا … لكم) ما نُودِيَ لأجْلِهِ، (لا) ناهية جازمة، (تُحرّموا) مُضارع مجزوم بحذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (طَيِّباتِ) مفعول به، مُضاف إلى (ما)، و(ما) موصول، (أحلَّ الله لكم) صلة (ما)، (أحَلَّ) فعل ماضٍ، (اللهُ) فاعلُهُ، والعائد مُقدّر، والتقدير : (أحَلَّهُ)، و(الطيّبات) : جمع (طيِّب)، وهو كُلّ ما تَسْتَلِذّه الحواس أو النفس، وما خلا من الأذى والخَبَث، هذا هو المعنى الخاص لـ(الطيّب)، ويدلّ قوله : (وكلوا ..) في الآية التالية على أنّ هذا المعنى هو المُراد، ولـ(الطيّب) معانٍ أخر، (ولا تعتدوا) عطف على (لا تُحَرّموا)، ومثلها في القول، و(اعتدَى الحقَّ، وعن الحَقِّ) : جاوزَهُ، (إنّ … المعتدين) تعليل لما قبلها، (اللهَ) اسم (إنَّ)، (لا يُحِبُّ المُعتدين) خبر (إنَّ)، (لا) نافية، (يُحِبُّ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (المعتدين) مفعول به

– 88 – (وكلوا … طيّباً) عطف على (لا تُحرموا ..)، (كلوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والأمرُ محمولٌ على الإباحَة، (ممّا) مُتعلّقان بـ(كلوا)، و(ما) موصول، (رَزَقَكم الله ..) صلة (ما)، (رَزَقَكم) فعل ماضٍ، والضمير (كم) مفعول به أوّل، (اللهُ) فاعلُهُ، والمفعول به الثاني مُقدّر، وهو العائد إلى (ما)، والتقدير : (ممّا رَزَقَكم اللهُ إيّاه، (حلالاً) صفة قامت مقام مفعول مُطلق مُقدّر، والتقدير : (أكْلاً حلالاً)، (واتقوا … مُؤمنون) عطف على (كلوا ..)، (اتّقوا) مثل (كلوا)، (اللهَ) مفعول به، (الذي) موصول صفة لاسم الجلالة، (أنتم به مُؤمنون) صلة (الذي)، (أنتم) مُبتدأ، (به) مُتعلّقان بـ(مُؤمنون)، (مُؤمنون) خبر

– 89 – (لا يُؤاخذكم … إيمانكم) مستأنفة في سياق ما قبلها، وتقدّم القول في مثلها في (سورة البقرة، الآية 225)، (ولكن … الأيمان) مرتبطة بما قبلها بالواو للاستدراك عليها بـ(لكن)، (يُؤاخِذُكم) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائدٌ إلى (الله)، والضمير (كم) مفعول به، (بما) مُتعلّقان بـ(يُؤاخذكم)، و(ما) موصول، (عَقَّدْتُم الأيمانَ) صلة (ما)، (عقَّدْتُم) فعل ماضٍ، والضمير (تُم) فاعلُهُ، (الأيمانَ) مفعول به، و(تعقيد الأيمان) : تأكيدُها وتوثيقُها بالقَصْدِ والنّيّة، (فكفارته … رقبة) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (كفّارتُهُ) مبتدأ مُضاف إلى (الهاء)، و(الهاء) ضمير عائد إلى ما يُفهم من السياق، وهو (اليمين المُؤَكّد والمُوَثّق بالنيّةِ والقَصْدِ إذا حُنِثَ فيه)، (إطعامُ) خبر المُبتدأ، وهو مضاف إلى (عَشَرة) من باب إضافة المصدر إلى مفعوله، ومفعوله الثاني مُقدّر، و(عَشَرة) مُضاف إلى (مساكين)، (من أوسط) مُتعلّقان بمُقدّر صفة قامت مقام المفعول به الثاني، والتقدير : (إطعام عشرة مساكين طعاماً كائناً من ..)، و(اوْسَطِ) مُضاف إلى (ما)، و(ما) موصول (تُطْعِمون أهليكم) صلة (ما)، (تُطعمون) مُضارع مرفوع بثبوت النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أهليكم) مفعول به منصوب بالياء لأنّهُ مُلحق بجمع المُذكّر السالم، والعائد مُقدّر، والتقدير : (منه)، (أو كِسْوَتُهم)) عطف على (إطعام)، و(أو) عاطفة للتخيير، و(الكسوة) : الثوب الذي يُسْتَتَرُ به، ويُتَحَلّى به، (أو تحريرُ رَقَبَةٍ) عطف على (إطعامُ)، و(تحريرُ) مُضاف إلى (رقبَة)، والمُراد بـ(رَقَبة) : رَقَبَةُ عَبْدٍ أو أمَةٍ، ويُعَبَّرُ بـ(الرّقَبَةِ) عن (الشّخصِ) كُلِّهِ، (فمَنْ … أيام) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (مَنْ) اسم شرط مبتدأ، (لم يَجِدْ) جملة الشرط، ومفعول (يجدْ) مُقدّر، وتقديره : (واحدةً من الكفّارات المذكورة)، و(وَجَدَ الشيءَ) : أدْرَكَهُ وقَدِرَ عليه، (فصيامُ) مبتدأ، والفاء واقعة في جواب الشرط، وخبرُهُ مُقدّر، أي : (فعليه صيام)، و(صيامُ) مُضاف إلى (ثلاثةِ)، و(ثلاثة) مُضاف إلى (أيّام)، والجملة الاسمية جواب الشرط، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ، (ذلك … حلفتم) بيان لما قبلها، (ذلك) اسم إشارة مُبتدأ، (كفّارةُ) خبر مُضاف إلى (أيْمانِكم)، (إذا) ظرف زمان مُتعلّق بـ(كفّارة)، وهو مُضاف إلى الجملة (حلَفْتُم)، ويدلّ النّظْمُ على جملة مُقدّرة معطوفة على (حَلَفتُم)، تقديرها : (ثمّ حَنِثْتُم في يمينكم)، (واحفظوا أيمانكم) مرتبطة بما قبلها بالواو، (احفظوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (أيْمانَكم) مفعول به، و(حَفِظَ اليمين) : صانَهُ ولم يحنث به، (كذلك …آياته) مستأنفة في سياق ما قبلها، وتقدّم القول في الكاف في (كذلك)، (لعلكم تشكرون) تعليل لما قبلها

– 90 – (يا أيّها … تفلحون) مستأنفة في سياق ما تقدّم من الأحكام، (إنّما) كافّة ومكفوفة بمعنى الحصر، (الخمرُ) مبتدأ، ويُقال : (خَمَرَ الشيءَ) : غَطَّاهُ وسَتَرَهُ، و(خَمَّرَ الشيءَ) : غَطَّاهُ، وسُمّيَ ما أسْكَرَ من الشراب (خَمْراً)، لأنّهُ يُغَطِّي العَقْل، (والميسِرُ) عطف على (الخمر)، و(المَيْسِر) : القِمار مُطلقاً، ومن المَيْسِر عند العرب : اللّعِب بالقِداح في كُلّ شيء، (والأنصاب) عطف على (الخمر)، و(الأنْصاب) جَمْعُ (نَصْب) أو (نُصْب)، وهو : كُلُّ ما يُنْصَب ليُعْبَد من دون الله، (والأزلام) عطف على (الخمر)، و(الأزلام) جَمْعُ (زَلَم)، وهو : السّهم الذي لا ريش عليه، وكان العرب قبل الإسلام يستقسمون بالأزلام، وسيأتي شرحه في المعنى، (رِجْسٌ) خبر المبتدأ، (من عَمَلِ) مُتعلّقان بمُقدّر صفة لـ(رجس)، و(عَمَل) مُضاف إلى (الشيطان)، ومن معاني (الرِّجْس) : القَذَر، والفِعلُ القبيح، والحَرام، واللعْنة، والكُفْر، والعذاب، والذي ينسجم مع النظم من هذه المعاني هو (الحَرام)، (فاجتنبوه) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، (اجْتنبوه) أمْرُ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، و(الهاء) ضمير مفعول به، وهو عائد إلى (رِجْس)، ويدلُّ النظم ومعنى (الرِّجْس) على أنّ الأمْرَ بمعنى الوجوب، و(اجتَنَبَ الشيءَ) : ابْتَعَدَ عنه، وصار على جانبٍ منه

– 91 – (إنّما يُريد … منتهون) مُستأنفة في سياق ما قبلها، (إنّما) كافّة ومكفوفة بمعنى الحصر، (يُريدُ) مُضارع مرفوع، (الشيطانُ) فاعلُهُ، والمصدر المُؤوّل (أنْ يُوقِعَ ..) مفعول به لـ(يُريدُ)، و(أوْقَعَ السوءَ بفلان) : أنْزَلَهُ به، (بينَكم) ظرف مكان مُتعلّق بـ(يُوقِعَ)، (العَداوةَ) مفعول به، (والبغضاء) عطف على (العداوة)، (في الخمرِ) مُتعلّقان بـ(يُوقِعَ)، (والميسِرِ) عطف على (الخمر)، و(العَداوة) : المُخاصَمَة والمُباعَدة، و(البغضاء) : شِدّةُ الكراهية، (ويصدّكم .. الله) عطف على (يُوقعَ ..)، (يَصُدَّكم) مُضارع منصوب عطفاً على (يُوقِعَ)، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الشيطان)، والضمير (كم) مفعول به، (عن ذِكْرِ) مُتعلّقان بـ(يَصُدّكم)، و(صَدَّ فلاناً عن كذا) : مَنَعَهُ وصَرَفَهُ عنه، و(ذِكْر) مُضاف إلى (الله)، (وعن الصلاة) عطف على (عن ذِكْرِ الله)، (فهل .. منتهون) مُرتبطة بما قبلها بالفاء الفصيحة، والاستفهام بمعنى الأمر، ويدلُّ ذِكْرُ إيقاع الشيطان العداوةَ والبغضاء في (الخمر والميسر)، وعدم ذِكْرِ ذلك في (الأنصاب والأزلام) على كلام مُقدّر معطوف على (يُريدُ الشيطان ..)، ويُمكن تقديره : (ويُريدُ أنْ يُخْرِجَكُم عن طاعةِ اللهِ وعبادتِهِ في الأنصاب والأزلام)

– 92 – (وأطيعوا … واحذروا) عطف على جملة الاستفهام في الآية السابقة، لأنَّ معنى الاستفهام الأمْر، (أطيعوا) أمْرٌ مبني على حذف النون، (واو الجماعة) فاعلُهُ، (اللهَ) مفعول به، (وأطيعوا الرسول) عطف على (وأطيعوا اللهَ)، (واحذروا) عطف على (وأطيعوا الله ..)، و(حَذِرَ الشيءَ) : خافَهُ واحترزَ منه، (فإنْ  … المبين) مرتبطة بما قبلها بالفاء، (توَلَّيتُم) جملة الشرط، (تولَّيْتُم) فعل ماضٍ، والضمير (تُم) فاعله، والمُتعلّق بـ(تولّيتم) مُقدّر، والتقدير : (عمّا يأمُرُكم به اللهُ)، و(تولّى عنه) : أعْرَضَ وتَرَكَهُ، (فاعلموا … المُبين) جواب الشرط، (أنّما) كافة ومكفوفة، (على رسولنا) مُتعلّقان بمُقدّر خبر مُقدّم، (البلاغُ) مُبتدأ مُؤخّر، (المُبين) صفة لـ(البلاغ)، و(البلاغُ) : التبليغ، وهو إيصال رسالة المُرْسِل، والجملة (أنّما … المُبين) في تأويل مصدر سدّ مَسَدّ مفعولي (اعلموا)

– 93 – (ليس … الصالحات) مستأنفة في سياق ما قبلها، (على الذين) مُتعلّقان بمُقدّر خبر (ليس) مُقدّم، (آمنوا) صلة (الذين)، (وعملوا الصالحات) عطف على (آمنوا)، (جُناحٌ) اسم (ليس) مُؤخّر، (فيما) متعلقان بـ(جُناح)، و(ما) موصول، (طَعِموا) صلة (ما)، ويدلُّ النّظْمُ على مُتَعَلِّق مُقدّر بـ(طَعِموا)، ويُمكن تقديرُهُ : (قَبْلَ إيمانِهم)، و(طَعِمَ الشرابَ والأكْلَ) ذاقَهُ، وأحسَّ بطَعْمِهِ بتناوُلِهِ، فيشمل الأكْلَ والشُّرْبَ، (إذا ما اتّقوا … وأحْسَنوا) بيان لإجمال ما قبلها، (إذا) ظرفيّة فيها معنى الشرط، (ما) بعد (إذا) زائدة، (اتّقوا) فعل ماضٍ، (واو الجماعة) فاعلُهُ، والمفعول به مُقدّر، وسَيَتَبيّن تقديره في المعنى، و(اتّقى الشيءَ) : حَذِرَهُ وتَجَنَّبَهُ، و(اتّقى اللهَ) : خافَ عِقابَهُ، فتَجَنّبَ ما يَكْرَه، (وآمنوا) عطف على (اتّقوا)، (وعَمِلوا الصالحات) عطف على (آمنوا)، (ثُمّ اتّقوا وآمنوا) عطف على ما قبلها، (ثمّ اتّقوا وأحْسنوا) عطف على ما قبلها، والتكرار في (اتّقوا وآمنوا) لتوكيد الاستمرار على ذلك، و(أحْسَنَ الشيء) : أجادَهُ وأتْقَنَهُ، (والله .. المحسنين) مرتبطة بما قبلها بالواو، (اللهُ) مُبتدأ، (يُحِبُّ المُحسنين) خبر، (يُحِبُّ) مُضارع مرفوع، وفاعلُهُ ضمير عائد إلى (الله)، (المُحسنين) مفعول به .